تعريف البحث النظري وانواعه
أهمية البحث النظري
(إقرأ باسم ربك الذي خلق ) كانت هذه الكلمات الربانية أول ما نزل به الوحي جبريل عليه السلام ليوصل رسالة للأمة جمعاء عن أهمية القراءة و العلم و كانت آية قرآنية بمثابة حث على التعلم و السعي وراء كل جديد.
و هذا ما يؤكد أهمية البحث العلمي للوصول إلى حقائق غير مكتشفة تفيد الإنسان و الإنسانية و تعود بفائدة على المجتمع ككل و كما يقول الفيلسوف اليوناني سقراط : الحياة القائمة على قبول الشيء كما هو من غير بحث او استنباط ليست بحياة تليق بالنفس البشرية.
فلا بد للإنسان من البحث و التفكير للوصول إلى الحقائق المراد معرفتها و السعي للعيش في بيئة متطورة ذاتياً و لا تستورد معلوماتها من الخارج و تصدير المعلومات يكمن بالبحث العلمي الجاد و الممنهج.
يتم تعريف البحث ببساطة على أنه دراسة ظواهر معينة و تحليلها و إيجاد حلول للمشاكل المتعلقة بها , ثم يتم بعد ذلك تحديد المشكلة و إتخاذ الإجراءات و الخطوات الواجب القيام بها مع وضع الأهداف المراد الوصول إليها و تعتبر هذه
خطوات البحث العلمي
الممنهجة هي من أهم العوامل التي يحتاجها الباحث لخلق بحث علمي ناجح و الوصول إلى النتائج المرجوة من هذا البحث.
أما البحث العلمي فقد تم تعريفه من قبل عدة كُتاب و باحثين حسب خصائصه المختلفة بكلمات و مفاهيم تصب في مجرى واحد حيث تم تعريف البحث العلمي من قبل Kerlinger (1973) على أنه “تحقيق منظم , مراقب و تجريبي لفرضيات معينة وعلاقات مفترضة بين الظواهر” .
أيضا قد تم تعريف البحث العلمي كالتالي من قبل Wlatz and Bansell (1981) ” البحث هو عملية ممنهجة و منظمة من خلال تطبيق إجراءات محددة للوصول إلى الحلول المناسبة للمشاكل المطروحة أو إكتشاف و تفسير حقائق وعلاقات جديدة أو تحديث لمعلومات قديمة قد تم وضعها سابقاُ.
كما تم شرح مفهوم البحث العلمي من قبل (Nyanjui, 2013) و (Kothari, 2004)على أنه السعي وراء الحقيقة من خلال طرق ممنهجة و موضوعية للوصول إلى حل للمشكلة. [1] .
ماهو البحث النظري
يتم تعريف البحث النظري على أنه استكشاف أو تحقيق منطقي لمجموعة من الفرضيات و المعتقدات و يتم تسميته أيضاً بالبحث الأساسي و توجهه الرئيسي يكون نحو النظرية فالهدف الأول لهكذا أبحاث هو تطوير المعرفة العلمية .
حيث أن العلماء و الباحثين عند اتخاذهم قرار تطبيق البحث الاساسي في قضية أو مشكلة ما يكون هدفهم الرئيسي هو تجميع معلومات عن القضية و أسباب وجودها و ماهيتها بشكل عام دون السعي وراء إيجاد حل للمشكلة أو تطبيق فوري للنتائج الصادرة عن البحث. تعتمد الأبحاث النظرية على المتغيرات غير المستقلة و قياسات بسيطة من مجموعات متجانسة لموضوع ما. [5]
تم إعتبار البحوث النظرية في حقبة الخمسينات من قبل النموذج الخطي للإختراع بأنها المساهم الرئيسي في عملية التطور العلمي و الإقتصادي و لكن هناك بعض الإدعاءات حول عدم إستمرارية فائدة البحث النظري من عدمها حيث يزعم بعض الأكاديميين بعدم إحتلال هذا النوع من البحث أهمية كبيرة في الجامعات في عصرنا الحالي.
و لكن البعض الآخر و من خلال أبحاث مستمرة توصلوا إلى نتائج إستمرارية و وجود قوي لهذا النوع من الأبحاث في العديد من البلدان و الجامعات المعروفة و أثبتت بعض الدراسات بأن 61% من أكاديمين مختلف البلدان في العالم مازالوا يشاركون حتى الآن في الأبحاث النظرية و يميل أكثر الباحثين إلى دمج البحوث النظرية مع العملية خلال عملية التقصي عن مشكلة أو قضية معينة وتلك احد
شروط البحث العلمي الناجح
[6]
اقسام البحث النظري
البحوث النظرية و التطبيقية تنقسم إلى ثلاثة أقسام بحثية لها خصائص محددة و هي:
- البحوث الكمية : و هي بحوث غير وصفية رقمية تعتمد على علوم الرياضيات و الإحصاء بشكل رئيسي, و النتائج الصادرة عن هذه الأبحاث غالباً ما يتم عرضها عن طريق جداول و رسوم بيانية و يتم من خلالها تقييم الأدلة الموجودة.[2]
- البحوث النوعية: و هي بحوث وصفية غير رقمية , تصف الظواهر أو الحالات المدروسة من خلال كلمات و هدفها الرئيسي التحقق في كيفية و سبب إتخاذ القرار و نتائجها لا يمكن أن تكون رسوماً بيانية أو مجدولة. [2]
- البحوث المختلطة: و هي البحوث التي تتضمن منهجية دمج البحوث الكمية و النوعية معاً من خلال إستخدام التجارب و المسوحات إضافة إلى المقابلات و المجموعات غير الرقمية, أما البيانات المستخدمة فهي مزيج من المتغيرات و الكلمات و الصور. يتم إستخدام هذا النوع من البحوث عندما يكون هذا التكامل هو الأفضل لحل المشكلة المطروحة. [2]
نستطيع أن نلخص بالقول بأن البحوث النظرية (الأساسية) هي بحوث تعتمد في مصادرها على الكتب و المراجع و المعلومات الموضوعة مسبقاً في مجال البحث المطلوب بينما تكون مصادر البحوث التطبيقية هي التجارب و الملاحظة المباشرة. و نستطيع أن نفرق بين هذين النوعين من البحوث المتبعة من خلال اطلاق مصطلح “الحلول مباشرة” على الابحاث التطبيقية و “زيادة المعرفة ” على الأبحاث النظرية.
مميزات البحث النظري
معظم الأبحاث تقع في المنطقة الوسطى بين النظري و التطبيقي و لكن التمييز فيما بينهم مهم جداً حيث أن إختيار النوع البحثي له تأثير كبير على شكل و ماهية البحث المراد تحقيقه فعندما تكون زيادة الفهم و المعلومات هي الهدف الرئيسي من البحث تختلف عنه عندما يكون إتخاذ القرار و إيجاد الحل هي الأهداف الرئيسية للبحث.
و من أهم مميزات البحث النظري هي:
- يتم تطبيقها من قبل الأكاديميين و طلاب الجامعة في الجامعات و المعاهد البحثية على عكس البحث التطبيقي الذي يتم إتباعه في كثير من الشركات و المنظمات البحثية و في الجامعات في بعض الأحيان.
- الموضوع البحثي و الأهداف المطلوبة بالبحوث النظرية يتم تحديدها من قبل الباحث على عكس البحوث التطبيقية والتي يتم إختيار مواضيعها و أهدافها من قبل الشركة الراعية و المنظمة للبحث.
- الجدول الزمني لإنهاء البحث النظري غير محدد بينما يكون هناك وقت محدد لإنهاء البحث التطبيقي و يتم وضعه من قبل الشركة الراعية للبحث.
- النتائج الصادرة عن البحوث النظرية لا يتم تطبيقها و تكون ذات فائدة للمجتمع ككل بينما نتائج البحث التطبيقي يتم تطبيقها على أرض الواقع و تكون ذات فائدة للشركة القائمة بالبحث فقط و ليست ملكية عامة. [7]
أنواع البحث العلمي
يتم إجراء
البحث العلمي
بشكل عام لزيادة إطار المعرفة و تطوير المفاهيم حول قضية معينة و قد تنطوي هذه الأبحاث على حل أو تكون مجرد تطوير لنظريات كانت موجودة مسبقاً إضافة الى اكتشاف نظريات جديدة و طرحها في المجتمع العلمي.
يوجد نوعين رئيسيين للبحث العلمي و هي البحوث النظرية و البحوث التطبيقية وكلا هذين النوعين قد يكون بحوث كمية أو نوعية حسب الهدف من الدراسة. البحوث النظرية غالباً ما تقودها الرغبة في زيادة المعرفة حول موضوع أو قضية معينة و لكن لا ينتج عنها حل للمشكلة بشكل عملي و ذلك على عكس البحوث التطبيقية و التي تهدف لإيجاد الحل للمشكلة المطروحة. [2]
البحوث النظرية
يتم تسميتها أيضا” بالبحوث الاساسية و يتم تطبيق هذا النوع من البحوث لتطوير معرفتنا حول مشكلة معينة و طرح حلول نظرية لها , حيث أن هذه البحوث ليس لها تطبيق مباشر أو تخطيط مسبق و لكن يتم إستخدامها لاحقا” للإستفادة منها في البحوث التطبيقية. وهكذا نستطيع القول بأن البحوث الأساسية هي بحوث نظرية برمتها تسعى لتطوير المعرفة حول ظاهرة معينة و تقوم بشرحها و تحليلها كما هي في الواقع و ليس كما يجب أن تكون.[ 3]
البحوث التطبيقية
و يطلق عليها أيضا إسم البحوث الإجرائية و يتم إستخدامها في الظواهر و المشاكل المطروحة و التي تحتاج حل مباشر حيث أن هدفها الرئيسي هو إيجاد الإجابة العملية على الأسئلة المطروحة . النتائج الصادرة عن هذه البحوث يتم تطبيقها مباشرة لحل المشكلة. يطلق ايضا” على هذا النوع من البحث أسم البحوث الحاسمة حيث أنها تزود الباحث بمعلومات و نظريات هامة حول طبيعة و خصائص العالم من حولنا. [3]
الفرق بين البحث النظري والتطبيقي
أما عن
الفرق بين البحث النظري و البحث التطبيقي
فقد تم تصميم الدراسات البحثية خصيصا” للعثور على إجابة حول سؤال أو موضوع معين و زيادة المعلومات لدعم الأدلة و إيجاد الحلول المناسبة.
يكمن الإختلاف الرئيسي بين النوعين في تطبيق النتائج حيث تهتم البحوث النظرية في جمع معلومات تتعلق في ظاهرة معينة و نتائج هذا البحث قد لا تكون ذات فائدة عملية أو تطبيقية بينما البحوث التطبيقية تسعى لحل المشكلة بطريقة عملية حيث يهتم هذا النوع من البحث بحل المشكلات إعتمادا” على قوانين معينة تتبع لها هذه المشكلة. [4]
البحوث النظرية تزيد من مجال معرفتنا عن هذه الظاهرة فقط حيث يتحكم بهذا النوع من الابحاث بالدرجة الأولى الفضول و حب الإكتشاف فهو برمته موضوع نظري بحت و غير إجرائي و يسعى لإنشاء أو تطوير نظريات جديدة في المجتمع العلمي .بينما تركز البحوث التطبيقية على إيجاد حلول من خلال أدلة تجريبية و تحليل البيانات للوصول إلى النتائج المرجوة [4].
البحوث النظرية تسعى دوما” لزيادة المعرفة حول ظواهر معينة و ليس الى تطبيق النتائج فهي ذات طبيعة تحليلية و توضيحية على عكس البحث التطبيقي الذي يقوم على التطبيق فهو عملي المنحى في طبيعته. [4]