دعاء تحصين المريض قبل دخول العملية
معنى الدعاء
الدعاء في اللغة هو الطلب، الدعاء في الاصطلاح الشرعي هو التوجه إلى الله في أمور يحتاجها الفرد لإصلاح دنيته وآخرته ولا يستغني بشر عن الاستعانة بالله وطلب العون ، في أحدهما أو كلاهما معا، لذا فإن المرض ابتلاء وكرب يشرع معه الدعاء بل إنه يجب.[1]
دعاء لتحصين المريض قبل دخول العملية
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أي
ادعية قبل دخول العملية
ولم يذكر العلماء في شأن العمليات هذا لأنه أمر مستحدث لم يكن موجود على عهد النبي لكنه بالتأكيد يدخل تحت مسمى المرض والحاجة إلى الله، لذلك فقد أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم باللجوء إلى الله، والدعاء له، وهنا يمكن لأهل المريض أن يدعوا له بدعاء اللهم أنزل رحمتك و شفاء من شفائك عليه وهذا حديث للنبي يتضمن ذلك:
“من اشتكى منكُم شيئًا أو اشتكاهُ أخٌ له فليقلْ ربَّنا اللهُ الذي في السَّماءِ تقدَّس اسمُك أمرُك في السَّماءِ والأرضِ كما رحمتُك في السَّماءِ فاجعلْ رحمتَكَ في الأرضِ اغفرْ لنا حُوبَنا وخطايانا أنت ربُّ الطَّيِّبينَ أنزِلْ رحمةً وشفاءً من شفائِك على هذا الوجعِ فيبرأُ” رواه أبو الدرداء المحدث : ابن حجر العسقلاني والمصدر : تخريج مشكاة المصابيح.
فضل الدعاء
يقول العلماء إن أفضل العبادة هو الدعاء وفيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال «الدُّعَاءُ هُوَ الْعِبَادَةُ»، وفي القرآن آيات عن فضل الدعاء منها:
-
قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} [البقرة:186]. وقال تعالى: {أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ} [النمل:62]. وقال تعالى: {وقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ} [غافر:60]. وقال تعالى: {وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ} [النساء من الآية:32].
-
وفي أقوال العلماء عن الدعاء قول الخطابي رحمه الله “معنى الدعاء استدعاء العبدِ ربَّه عز وجل العنايةَ، واستمدادُه منه المعونة، وحقيقته إظهار الافتقار إلى الله تعالى، والتبرّؤ من الحول والقوة، وهو سمة العبودية واستشعارُ الذلة البشريَّة، وفيه معنى الثناء على الله عز وجل، وإضافة الجود والكرم إليه. [2]
دعاء المريض لنفسه قبل العملية
المرور بعملية مثله مثل أي إبتلاء أو كرب يمر به المسلم ويحتاج فيه رحمة الله تعالى ومعونته لذلك فإذا كان المسلم مقبل على عملية فله أن يدعو لنفسه بهذا الدعاء بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء، وفي هذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:
فعن أبان بن عثمان عن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ 🙁 مَنْ قَالَ : بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لَا يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُصْبِحَ ، وَمَنْ قَالَهَا حِينَ يُصْبِحُ ثَلَاثُ مَرَّاتٍ لَمْ تُصِبْهُ فَجْأَةُ بَلَاءٍ حَتَّى يُمْسِيَ )
دعاء للمريض
أمر النبي صلى الله عليه وسلم من يدخل على مريض أن يدعوا له بالشفاء ومن ذلك قوله
دعاء للمريض
في هذا الحديث الشريف:
فقد روى البخاري عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: “كَانَ يُعَوِّذُ بَعْضَ أَهْلِهِ، يَمْسَحُ بِيَدِهِ اليُمْنَى وَيَقُولُ: اللَّهُمَّ رَبَّ النَّاسِ أَذْهِبِ البَاسَ، اشْفِهِ وَأَنْتَ الشَّافِي، لاَ شِفَاءَ إِلاَّ شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لاَ يُغَادِرُ سَقَمًا». وروى الترمذي -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ: «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يَعُودُ مَرِيضًا لَمْ يَحْضُرْ أَجَلُهُ فَيَقُولُ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَسْأَلُ اللَّهَ العَظِيمَ رَبَّ العَرْشِ العَظِيمِ أَنْ يَشْفِيَكَ. إِلاَّ عُوفِيَ»، وروى أبو داود -وقال الألباني: صحيح- عَنِ ابْنِ عَمْرٍو رضي الله عنهما، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: «إذَا جَاءَ الرَّجُلُ يَعُودُ مَرِيضًا، فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ اشْفِ عَبْدَكَ يَنْكَأُ لَكَ عَدُوًّا، أَوْ يَمْشِي لَكَ إِلَى جَنَازَةٍ”.
ماذا يُقال للمريض قبل العملية
يستحب عند الدخول على المريض قبل العملية أن يقال له كلام فيه تفاؤل و بث روح الامل والدعاء له بالخير والشفاء والتخفيف عنه ورفع التوتر والقلق اللذان يشعر بهما قبل هذه الخطوة والتي تعد حتى في العمليات الغير خطيرة أمرا مقلق وتذكير المريض بقدرة الله سبحانه وتعالى كما في الآيات أن الشافي هو الله عز وجل، فقد قال تعالى: {وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ} سورة [الشعراء:80]
دعاء الخوف من العمليات
يدخل الخوف من العمليات في باب الخوف والكرب لذلك فإن دعاء ذي النون ولزوم الاستغفار يرفع الخوف ويبث الطمأنينة ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:
-
في دعاء ذي النون “دَعْوَةُ ذِي النُّونِ إِذْ دَعَا وَهُوَ فِي بَطْنِ الْحُوتِ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ، إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ، إِنَّهُ لَمْ يَدْعُ بِهَا مُسْلِمٌ فِي شَيْءٍ قَطُّ إِلَّا اسْتَجَابَ اللَّهُ لَهُ بِهَا”. رواه أحمد في المسند, والحاكم في المستدرك وغيرهما, وصححه الألباني.
-
أما في الاستغفار فقد قال الله عز وجل في محكم آياته ” فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12) ” سورة {نوح}.
رقية المريض
إن رقية المريض من الأمور المستحبة حيث أن الرقية الشرعية تفيد المريض والمحسود وغيرهم بشرط أن تكون باللغة العربية وأن تكون بصفات الله وأسمائه الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم أو المذكورة في القرآن وأن يعتقد المرء أنها لا تشفي إلا بأذن الله.
الآيات والأدعية الواردة في رقية المريض
تشرع رقية المريض بآيات وأدعية كما ورد عن النبي فهي تفيد في الأمراض والعين والحسد والسحر وتكون الرقية بسورة الفاتحة لأن هذه السورة تحوي بين آياتها من الثناء على الله والإخلاص لله والاستعانة بالله سبحانه وتعالى فهي أعظم سور القرآن ويستحب هنا عند رقية المريض الاستفتاح بقوله بسم الله لما ورد عن النبي في هذا الحديث:
-
عن أبي سعيد الخدري رضي الله تعالى عنه أَنَّ جِبْرِيلَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ “يَا مُحَمَّدُ اشْتَكَيْتَ؟ فَقَالَ: ((نَعَمْ)) قَالَ: بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ، مِنْ كُلِّ شَيْءٍ يُؤْذِيكَ، مِنْ شَرِّ كُلِّ نَفْسٍ أَوْ عَيْنِ حَاسِدٍ، اللهُ يَشْفِيكَ بِاسْمِ اللهِ أَرْقِيكَ”. رواه الترمذي ومسلم.
ثم يضع يده مكان الألم و يقول بسم الله ثلاثة مرات ويقول أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر سبع مرات.
-
وعن عثمان بن أبي العاص – رضي الله عنه – : أنه شكا إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وجعا يجده في جسده ، فقال له رسول الله – صلى الله عليه وسلم – : ” ضع يدك على الذي يألم من جسدك وقل : بسم الله ثلاثا ، وقل سبع مرات : أعوذ بعزة الله وقدرته من شر ما أجد وأحاذر ” قال : ففعلت . فأذهب الله ما كان بي . رواه مسلم .
-
وتصح الرقية بسورة الأخلاص والمعوذتين وآية الكرسي وآخر آيتين من سورة البقرة.