هل الجاثوم يقتل الانسان
هل الجاثوم يقتل
كثيراً ما يتعرض للأشخاص لحالة من الزعر اثناء النوم، كان يسيطر على جسدهم أحد أو يشعروا بعدم القدرة على الحركة، وكأن أصابهم شلل، وربما يعاني البعض من تشنجات أثناء نومه، ويشعر بضيق صدر غير مبرر سببه، أشخاص كثيرين اشتركوا في قصتهم حول الألم النفسي المصاحب لزيارات الجاثوم، وهو الاسم الذي يطلق على حالة شلل النوم[1].
هناك الكثير من القصص المرعبة التي حاوطت تلك الحالة، حيث إن البعض حكى عن إنه يحارب الا شيء، والبعض يشعر بأن جسده ينهش ويدمر، وكثيراً ما يعاني البعض من أحلام مزعجة وهو مقيد دون القدرة على الحركة، والجميع اشترك في أن هذا الأمر مزعج للغاية[2].
يحدث الجاثوم بعد النوم مباشرة أو أثناء الاستيقاظ من النوم، أو بين تلك الفترين وقد يعاود الشخص النوم ثانياً، يتبع الجاثوم هلوسة بصرية وسمعية وحسة، كما أن الأشخاص المتعرضين للجاثوم اغلبهم اجمعوا انهم لا يستطيعوا تحديد إن كانوا نائمين أو مستيقظين[9]، كما ان أثناء الجاثوم تصبح الأشياء العادية مخيفة للغاية، مثل أصوات فتح الباب او حديث احد من الجيران او صوت المصعد في الخارج، وربما يرتعد الشخص لصوت خطوات او لصورة ظل على الحائط، فكل الأمور تصبح أكثر رعباً، وفي هذا الصدد كتبت العديد من القصص حول الجاثوم، ومن بينهم كتاب اسطورة الجاثوم للكاتب المصري الدكتور احمد خالد توفيق.
و
الجاثوم
في بعض الأحيان قد يسبب الوفاة، حيث إنه قد يودي إلى السكتة الدماغية، أو من خلال الاختناق، كما ذكر في كتاب العالم الجليل بن سينا، ولكن أهل العلم في الدين الإسلامي يرفضوا تلك الفكرة، برغم إقرارهم بأن الجن له القدرة على قتل الإنسان، إلا أن في واقع الأمر هم يروا أن لا أحد يموت إلا بأذن الله لأن الله هو الذي يحيي ويميت ويحذوا من أن يخاف الشخص من غير الله، لتقليل قلق من يعاني من الجاثوم من الموت اثناء النوم[7].
ومن وجهة نظر أخرى أن الجاثوم حالة عرضية لها سبب نفسي أو إرهاق جسدي، ولا علاقة لها بالجن والخرافات، وفي هذه الحالة لا يمكن أن يكون مهدد للحياة، لأنه لا فاعل لجريمة القتل كنا هو المعتقد في الفقرة السابقة، وأصحاب هذا الرأي يروا أن إذا توفى أحد الأشخاص بسبب الجاثوم فقد يكون للخوف الشديد أو الشعور بالترويع الزائد من هول ما يراه او يشعر به[9].
أسباب الجاثوم
كثيراً من الأشخاص لا يؤمن بالجاثوم كونه لا يتعرض له طيلة حياته، ولكن امره واقع، ذكر في كتر العلم وفي دراسات الأطباء وفي كتب علماء الإسلام ومن بينهم العالم الجليل بن سينا حيث يقول في كتابه القانون في فصل الكابوس” يسمى الخانق، وقد يسمى باللغة العربية الجاثوم، والنيدلان، والكابوس مرض يحس فيه الإنسان عند دخوله في النوم خيالاً ثقيلاً يقع عليه، ويعصره، ويضيق نفسه، فينقطع صوته وحركته، ويكاد يختنق لانسداد المسام وإذا تقضى عنه انتبه دفعه، وهو مقدمه لإحدى العلل، إما الصرع وإما السكتة ، إذا لم يكن من أسباب اخرة غير مادية، ولكن سببه في الأكثر مواد غليظة دموية، أو بلغمية او سوداوية ترتفع إلى الدماغ دفعة في حال سكون حركو اليقظة المحللة للبخار، ويتخيل كل خلط بلونه، وعلامة كل خلط وعلامة كل خلط ظاهرة بالقوانين المتقدمة، وقد يكون من برد شديد يصيب الرأس دفعة عند النوم، فيعصره، ويكثفه، ويقبضه، ويختل منه تلك الخيالات بعينها، ولا يكون ذلك إلا لضعف أيضاً من الدماغ لحرارته، أو سوء مزاج به” [3] ومن ضمن الأسباب المتعارف عليها للجاثوم هي:
-
وقد يكون سبب الجاثوم بسبب مس أو تتبع للشخص من الجن، حيث بالتطلع على
معلومات عن الجن
، نجد أنه هناك أنواع من المس تتعلق بالجاثوم، وقد يرفض الطب ذلك الرأي تماماً، ويرجع أسباب الجاثوم إلى جانب نفسي او مرضين كما أرجعه العالم الجليل أبن سينا. - ورغم رفض العلم لفكرة الجن والمس غلا غنه ما زال عاجزاً عن وضع تفسير لتلك الحالة التي تصيب 7% فقط من الافراد أثناء حياتهم، وهناك الكثير من الدراسات التي أعدت في هذا المجال، املاص في الوصول إلى سبب علمي في حدوث تلك التشنجات او الحالة.
- من أسباب الجاثوم من وجهة نظر طبية هو الخلل المؤقت في وظائف الدماغ في فترة وجيزة ين اليقظة وسكون حركة العين السريعة، حيث اثناء حركة العين يرى الشخص أحلام او كابوس تحاكي واقعه وأفكاره.
وهناك مجموعة من العوامل التي اتفق عليها اهل الطب التي تسبب الجاثوم والتي تتمثل في[4][5]:
- تناول المواد المخدرة، حيث اثبتت الدراسات أن أغلب متناولي المواد المخدرة يصيبهم الجاثوم.
- أرجعه الكثير من الأطباء وعلماء النفس إن له علاقه بالعوامل الجينية.
- استخدام العقارات المرتبطة بالأمراض النفسية والعصبية، حيث إن مرضى فرط الحركة وعدم التركيز أكثر عرضة للجاثوم من غيرهم.
- اضطرابات النوم وعدم اخذ قسط كافي منه يومياً.
- تقلصات العضلات، ما تعرف بالشد العضلي، من مسببات الجاثوم العلمية.
- التوتر والقلق الدائمين من مسببات الجاثوم، والاكتئاب أيضاً.
- النوم على الظهر، من مسببات الجاثوم التي اسبتتها الدراسات، كما أن الدين الإسلامي نهى عن النوم على الظهر او البطن، وأكدت الدراسات أن أفضل وضعية للنوم هو الاستلقاء على الجانب الأيمن.
- قلة النوم، إذ أن عدم النوم لفترات كافية يسبب العديد من المشكلات من بينها الجاثوم.
- استخدام العقاقير المنومة.
- استخدام عقاقير الهلوسة.
- الضغوطات التي يعاني منها الأفراد.
- تغيرات في الظروف والحياة التي يعيشها الفرد.
- انقطاع النفس أثناء النوم، وهي حالة قد تؤدي أحياناً للوفاة.
أضرار الجاثوم
تتمثل اعراض الجاثوم في الغالب في[6]
- الشلل الجزئي أو الكلي لأجزاء الجسم.
- الشعور بضغط كبير في منطقة الصدر، تؤدي لاضطراب النفس.
- قد يصاحب الجاثوم هلوسة اثناء النوم.
- الشعور بالإرهاق ووجع في عضلات الجسم.
- يسبب الجاثوم حالة من الصداع وسوء الحالة المزاجية.
- يصاحبه الشعور بالقلق وضيق الصدر.
- قد لا يستطيع الشخص التنفس، ويشعر بالاختناق.
الوقاية من الجاثوم
ورغم أن العلماء لم يتمكنوا من الوقوف على سبب موثوق لحدوث الجاثوم، إلا أن هناك طرق وقاية مجربة لعدم التعرض للجاثوم، والتي تتمثل في[7][8]:
- النوم في مواعيد محددة، والحفاظ على أخذ القسم الكافي من الراحة.
- الحفاظ على ممارسة الرياضة، فالجسد السليم نادراً ما يصيبه أي عرض او مرض، ولكن يراعى أن تمارس الرياضة قبل أربع ساعات على الأقل من النوم.
- الحرص على عدم تناول الطعام قبل النوم مباشرة.
- الحرص على تناول وجبات صحية ومليئة بالعناصر الغذائية.
- التوقف عن التفكير في أمور سلبية قبل النوم، وعدم ارهاق الذات وجلد النفس
- التوقف عن تناول عقارات للاكتئاب إلا باستشارات طبية.
- التوقف عن تناول المنوم، ومحاولة النوم بشكل طبيعي والابتعاد عن النوم القهري.
- الإقلاع عن المواد المخدرة والتدخين، كما يجب عدم تناول الكحوليات.
- عدم تناول الكافيين قبل النوم.
- زيارة الطبيب النفسي إذا استدعي الأمر.
- تحصين النفس بالقرآن الكريم والأذكار بشكل دائم.
- المحافظة على الجانب الديني وأداء الصلاة في مواعيدها.