أهمية الشجاعة في العصر الجاهلي

تعريف الشجاعة

الشجاعة في اللغة : شدة القلب عند البأس ، ويقال : رجل شجاع ، وامرأة شجاعة ، وقوم شجعاء ، وشجعان وشجعة ، ونسوة شجاعات ، وجاء على لسان ابن فارس قوله : الشين والجيم والعين ، لهم أصل واحد ، ويدل على الإقدام والجرأة [1] .

والشجاعة هي ثبات القلب عند الشدائد واستقراره وقت المخاوف ، وقال ابن القيم : أن كثير من الناس يخلط بين الشجاعة والقوة ، وهم مختلفان فالشجاعة هي ثبات القلب عند الشدائد حتى وان كان ضعيف .

وكان أبو بكر الصديق اشجع الناس بعد رسول الله بينما كان عمر ابن الخطاب أقوى منه ولكن أبو بكره فاق الجميع في شجاعته وثبات قلبه ورباطة جأشه .

وقيل أيضا عن الشجاعة أنها  فعل من القلب فهي استقرار القلب وثباته عند المخاوف ، وهي خلق يأتي من الصبر ، وقال ابن حزم أيضا : أن الشجاعة هي بذل النفس ومواجهة الموت دفاعا عن الدين والعرض ، والشجاعة في الدفاع عن الجار المضطهد ، والمظلوم .

وقد جاء عن أنس ابن مالك فيما رواه البخاري ومسلم قال ” كان النبي صلي الله عليه وسلم أشجع الناس واحسنهم ، فقد فزع ذات ليلة أهل المدينة ، فخرجوا ليتبينوا الصوت ، فوجدوا النبي صلي الله عليه وسلم يستقبلهم وقد عرف الخبر وأستبينه قبلهم ، فأتاهم وهو على فرس أبي طلحة ، ويقول لهم لم تراعوا ، لم تراعوا

أهمية الفروسية في الجاهلية

ومن

صفات العرب قبل الإسلام

هي الفروسية والشجاعة حيث ارتبطت الفروسية قديما بالشجاعة والقوه ، وقد اطلق عليها اسم الأفراس الصامدة وكان يطلق على الإناث والذكور الذين يتمتعون بهذه الصفات ، وتشتمل الفروسية على كلا المعنيين ، الرياضي والقتالي ، فهي من أرقى أنواع الرياضة [2] .

ولفروسية العرب قصص عظيمه في ساحات القتال والفداء و

أنواع الشجاعة

كثيرة ، وجاء على لسان الفاروق عمر ابن الخطاب رضى الله عنه قوله : ” لن تضعف قوي مادام صاحبها ينزع وينزو ” بمعنى أن صاحب القوه لا يضعف إذا كان بإمكانه أن يضرب بقوسه ، ويمتطى جواده .

ويذكر أن من حب الخلفاء للخيل والفروسية ، فقد كانوا يحاسبون الفرسان إذا اهملوا خيولهم ، بل وكانوا يقربون منهم الفرسان الشجاعان والذين كانوا يهتمون بخيلهم ، بل وكانوا يبالغون في قربهم وإكرامهم .

ومن أشهر الفرسان في العصر العباسي والذين كانوا يحظون بمكانه عالية ورفيعة عند الخليفة ؛ أبو الوليد بن فتحون ، والذي ذاع صيته في عهد المستعين ، وكانت تضرب الأمثال بشجاعته ، فهو الفارس المغوار والأسد العنيد ، قربه الخليفة منه وعظم من شأنه ، وأغدق عليه الكثير من الأموال ، وانتشر صيته عند الروم والقصص التي روية عنه كانت تخيفهم ويخشونه .

ومن قصص الفروسية قصة الفرسان : معن بن زائدة ، وعمر بن منيف ، العجلي ، وفى احد القصص التي روية عن عمر بن منيف انه خرج للصيد ذات يوم وكان يتتبع حماراً وحشياً ، وظل يعدو بحصانه حتي حاذ الحمار ، ثم قفز فوق ظهره ، ونحر عنقه بسكين .

وأما عن قصص الفروسية عند العرب في السباق ، فقد شجع الخلفاء سباق الخيل واعتنوا بتنظيمه ، خاصتا هشام بن عبد الملك ، ومعاوية بن أبي سفيان ، وقصد بلغ حب هشام بن عبد الملك بالخيل وسباقه لدرجة اقتنائه لأربعة آلاف فرس .

ومن اشهر ميادين السباق عند العرب : ميدان الرصافة في العصر الأموي ، وميدان الحكم في عصر الأندلس ـ، ومن اشهر الألعاب التي كانت يمارسها الفرسان في الميادين ، لعبة الكرة والصولجان أو ما تعرف باسم الجوكان .

وهى تلعب عن طريق تقاذف كرة خفيفة بعصا عقفاء والتي يبلغ طولها أربعة أذرع ، ويقومون بقذف الكرة وهم على ظهر الخيل ، وقد جاءت في رواية عن هارون الرشيد أنه كان من عشاق تلك اللعبة ، وأول من لعب بها وأخبها من الخلفاء .

وكذلك كان الخليفة المعتصم حتي أصبحت هذه اللعبة المفضلة لدي القادة والأمراء ، وهى أيضا كانت معروفة عند العرب أي قبل الإسلام ، ولكنها كانت على نطاق اقل .

ويذكر أن من افضل النابغين في هذه اللعبة الشاعر عدي بن زيد ، ومع شهرتها الواسعة فقد انتقلت تلك اللعبة من العرب إلى أوروبا وذلك في العصور الوسطي ، وتطورت هذه اللعبة إلى لعبة البولو والتي تلعب حتى الآن وتقام لها المنافسات .

ماهي صفات العربي الشجاع

ومن

صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي

الشجاع:

  1. من

    صفات الشجاع

    القدرة علي تأدية واجبات الرجل الحقيقي ، وذلك من الذهاب للعمل لإعالة بيته وحتي تأدية الواجبات الأسرية والمنزلية وتربية الأبناء [3] .
  2. الالتزام بالوعود والعهود في كل كبيرة وصغيرة.
  3. امتلاك صفتي الجرأة والشجاعة في فعل الأعمال أو الأشياء التي تتطلب الإقدام .
  4. العطاء دون انتظار المقابل ، فالشخص الشجاع والمقدام لا ينتظر مقابل لما يقوم به .
  5. تقديم الحب والتعاطف للآخرين والمحيطين به وتقديم المساعدات للغير .
  6. الإيمان بالمبادئ وتبنى فكرة بعينها ، فالشجاعة تقتضى من الرجل القدرة علي تحيق أفكاره التي يؤمن بها والدفاع عن مبادئه .
  7. الإيمان بالله ، وتجنب ما نهي عنه واتباع أوامر الله عز وجل .
  8. يعتبر الشخص الشجاع قدوة للآخرين .
  9. الشخص الشجاع يكرس حياته للدفاع بكل ما لديه من قوة عن دين الله وعن الرسول صلى الله عليه وسلم .

الشجاعة في القرآن

لقد امر المسلمين بالقتال في سبيل الله دفاعا عن الاسلام والشجاعة والنضرة في الحرب ، قال تعالى : ” يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم الذين كفروا زحفا فلا تولوهم الأدبار ومن يولهم يومئذ دبره إلا متحرفا لقتال أو متحيزا إلى فئة فقد باء بغضب من الله ومأواه جهنم وبئس المصير ” [4].

وقال سبحانه وتعالى أيضا : ” يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال إن يكن منكم عشرون صابرون يغلبوا مئتين ، وإن يكن منكم مئة يغلبوا ألفا من الذين كفروا بأنهم قوم لا يفقهون ” .

وفى تفسير السعدي : يأمر الله تعالى ويقول لنبيه صلى الله عليه وسلم : يا أيها النبي حرض المؤمنين على القتال أي شجعهم وأنهضهم وحثهم إلى القتال بكل ما يقوي قلبوهم وعزائمهم ويرفع من هممهم .

للترغيب في الجهاد ومجابهة الأعداء ، وقد ذكر فضائل الصبر والشجاعة ، وما يترتب عليهم من خير في الدنيا والأخرة ، كما ذكر أضرار الخوف والجبن ، وأن الجبن من الأخلاق الرذيلة التي تنقص من الدين والمروءة .

وقال سبحانه وتعالي أيضا : ” وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين ” ، فقد أمر الله سبحانه وتعالى المسلمين بالثبات في الحروب والجهاد فقال : ” يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون ” . سورة الـنفال الآية رقم ٤٥.