صفات الفارس العربي في العصر الجاهلي
صفات الفارس العربي في الجاهلية
عند التحدث عن
صفات العرب قبل الإسلام
حيث اتسم العرب قبل الإسلام بالعديد من الصفات والخصال الحميدة والتي أقر بها الإسلام نفسه ، ويرجع السبب الرئيسي لتلك الصفات الحميدة هي طبيعة بيئتهم والتي تكون صحراء قاحلة وجدباء [1] .
فأدت قسوة الحياة والعيش بها إلي تهويد طباعهم وغرس الصفات الحميدة بهم لتكون جزء لا يتجزأ من فطرتهم لدرجة أن يقوم الشعراء بالجاهلية أو بأزمان مختلفة بعدهم يسردون معظم كتاباتهم وهم يتغنون و يتحدثون عن تلك الصفات.
الكرم الغير محدود وإغاثة المحتاج والضعيف
وذلك لان ميل العرب الفطري لعطاء الغير من أعلي واسمي صفات العرب بالجاهلية التي يتباهون بها ، حيث كان العربي يتفاخر بين قبيلته وبين القبائل الأخرى بكرم ضيافته الوفير بإطعام الغرباء والمحتاجين وذبح الإبل لهم .
وقد تم وصف العربي الكريم بأنه من يحرم نفسه ليعطي غيره من حاجياته الخاصة ، ومثال علي ذلك إجابة قيس بن سعد للسؤال الذي وجه له حيث كان نص الحديث كالآتي :_
- هل لقيت أكرم منك .
- فقال قيس أجل لان المنح لا يستحق الثناء إذا كان المرء موفور النعمة وإنما الثناء من أعطي من قليله ، حيث كان العربي الكريم يتم وصفه بالشرف في زمنه وأزمان السالفين بعده وقد قام حسان بن سهل عندما سمع أحدهم يقول لا خير في الإسراف بالرد عليه حيث قال ” لا إسراف في الخير ” .
وقد ذكر القرآن الكريم كرم العرب في الجاهلية حيث قال تعالي :_
” ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً و يتيماً و أسيراً ” .
وقد نسبت هذه الصفة النبي إبراهيم حيث أخذ منه العرب هذه الصفة علي هيئة عادات وتقاليد حتي أصبحت هذه العادات صفه من طباعهم وقد قال الله تعالى في القرآن الكريم عن سيدنا إبراهيم الآتي :
” هل أتاك حديث ضيف إبراهيم المكرمين ، إذ دخلوا عليه فقالوا سلاماً قال سلام قوم منكرون ، فراغ إلي أهله فجاء بعجل سمين ، فقربه إليهم قال ألا تأكلون “
ومن أشهر رجال العرب هم ” كعب بن ممناه ، قيس بن سعد ، أوس بن حارسه ، عبد الله بن حبيب العنبري ، هرم بن سنان ، حاتم الطائي ” .
الشجاعة والفروسية
وتعتبر هذه الصفة صفة مفروضة وليست غريزية حيث أصبح العرب لا يخافون الموت إلا تحت تهديد السيف فقط حيث
أهمية الشجاعة في العصر الجاهلي
كبير جدا وقد كتب السموءل بن عاديا في ذلك حيث قال :_
وما مات منا سيد حنف أنفه
ولا طل من حيث كان قتيل
تسيل على حد الظباة سيوفنا
وليست على غير الظباة تسيل
ومن
أنواع الشجاعة
قد قام الفرسان بالتنافس فيما بينهم لمساعدة النساء والأرامل والأيتام والضعفاء ، ولم يتخاذل منهم أحد عند استنجاد المظلومين لهم وكانت قاعدتهم الأساسية التي يسيرون عليها هي ” حماية الجار بريئاً كان أم آثماً ” .
وكان من الفرسان العرب المشهورين هم ” خالد بن جعفر بن كلاب العامري، عتيبة بن الحارث، عامر بن الطفيل ، قيس بن معد بن يكرب ، عمرو بن كلثوم، عنترة بن شداد ” وكانت بهم
صفات الشجاع
.
الحلم والمروءة
حيث دلت صفة الحلم علي فطيلة العرب ، ويكون معني الحلم في مفردات اللغة : المغفرة عن المقدرة والصفح .
فكان يطلق علي الرجل الذي يستطيع أن يتغلب علي غضبه ونفسه بالحليم ، ولأن هذه الصفة انتشرت بصورة كبيرة بين العرب انتشر معها أيضاً الأمثلة التي تشير عليها وتصفها ومن ضمن هذه الأمثلة :_
- الكريم من يغفر الذنوب ويستر العيوب .
- إذا غلبت فكن عفوا .
- لا عظمة مع الحقد .
الوفاء بالعهد وكراهية الغدر
حيث كانت هذه الصفة ملازمة للفارس العربي ومن يقوم بالغدر يتم التشهير به بين القبائل في جميع الأسواق العامة ، ومن أشهر قصص الوفاء التي ساعت صيتها بين العرب قصة قتل زهير المازني لأخاه عندما قام بالغدر بجاره .
حياة الفارس العربي قبل الإسلام دينيا واجتماعيا
-
حياة العرب الاجتماعية
- تدهور مكانة المرأة بين العرب حتي تصل إلي الوئد وهي في مهدها إلا في حالة إن كانت المرأة من الأشراف فقط.
- كان العرب يستحلون أهل القبائل التي خسرت أمامهم في المرب فكانوا يأخذون نسائهم وأطفالهم عبيدا لهم.
- ضرب التفكك الاجتماعي أواصر المجتمعات العربية حتى أصبح أكثر تفككا وأكثر فرقة.
-
الحياة الدينية عند العرب
بدأ إيمان العرب بنبي الله إبراهيم في الضمور والاندثار بعد فترة مع مرور الزمن فأصبح كل ما يتذكره العرب من النبي إبراهيم هي الصفات والخصال الحسنة فقط ، وبدأو يعبدون الأصنام [3] .
حيث كان أول من أدخلهم في عبادة الأوثان أكبر علمائهم عمرو بن لحي وذلك حينما أتي بصنم معه من الشام بعد أن أعجبته عبادة الأصنام إلي الجزيرة العربية .
كان اسم هذا الصنم هبل وكان مصنوع علي هيئة إنسان مكسور اليد من حجر العقيق الأحمر فاعجب هذا الصنم العرب وقاموا بصنع يد له من الذهب.
وبعد ذلك توالت عبادة الأصنام فظهرت أصنام اللات ومناة ثم اللات والعزى وتوالت عبادة الأصنام حتي انتشرت في شبه الجزيرة العربية كلها وكان لكل قبيلة صنم يتم وضعه أمام الكعبة .
ومع ذلك لم يكن العرب يؤمنون بالأصنام بل كانوا يؤمنون بوجود الله حيث قال تعالي في كتابه العزيز ” ولئن سألتهم من خلقهم .
فيقولون الله فأنى يؤفكون ” ولكنهم كانوا يؤمنون الأصنام هي الوسيط الذي يقربهم من الله وقال الله تعالي في ذلك ” ألا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلي الله زلفي إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدي من هو كذاب كفار ” .
وكان للعرب كاهنة في يثرب يتبع لها جني ، وكان هذا الجني هو من قام بتبليغ الكاهنة وأهل يثرب بالنبي محمد عليه السلام .
عادات الفارس العربي قبل الإسلام
كان للعرب عادات كثيرة منها السيئة ومنها الحسنة وهي كالآتي [4] :
العادات السيئة عند العرب بالجاهلية
- الخمر والميسر حيث كانوا منتشران في معظم الجزيرة العربية ، وكان الميسر منتشرا في كل من الطائف مكة يثرب صنعاء وهجر وقال الله تعالى في ذلك “يا أيها الذين آمنوا إن الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه” .
- نكاح الاستبضاع وهو أن يأتي الرجل لزوجته أشرف رجال القبيلة وأوسمهم ليطأها ، حتي يكون لوه واد جميل وشريف يرثه .
- وأد البنات فور ولادتهم خوفا من العار .
- قتل الأولاد الذكور والإناث عند حدوث مجاعة .
- تبرج النساء بطريقة فاحشة للكشف عن مفاتنها للرجال .
-
العادات الحسنة عند العرب بالجاهلية
تحلى العرب في الجاهلية بعدة صفات حسنة غير التي ذكرناها سابقاً مثل :_
- احترام وتقديس الأشهر الحرم حتي لو كانوا في حالة حرب .
- تحريمهم النكاح من الأمهات والبنات
- الاغتسال من الجنابة .
- وضع حد للسارق وهو قطع يده اليمنى .