عوامل التعرية الساحلية
التعرية الساحلية أو تعرية السواحل هي العملية التي يحدث فيها ارتفاع منسوب سطح البحر في المناطق المحلية داخل البلدان، وهي تحدث نتيجة تأثير الأمواج القوية والفيضانات الساحلية التي تسبب تآكل أو نقل الصخور والتربة والرمال على طول الساحل.
ومن المعروف أن الجروف الساحلية في الأساس هي أهم ظاهرات النحت البحري لأنها تتكون نتيجة مجموعة معقدة من العمليات البحرية والجوية أي بسب ظاهرة التآكل، ومع ذلك فإن ظاهرة التعرية الساحلية تسبب ضعف الجروف البحرية، مما يؤدي إلى تآكل تدريجي فيها.
وتتأثر جميع السواحل بعوامل التعرية الطبيعية مثل العواصف، لكن عندما تجتمع قوى المد والجزر مع قوة اندفاع العواصف يخلق أكبر ضرر لشواطئ ويزداد حجم خطورة تعرية السواحل سوءًا مع ارتفاع مستوى سطح البحر في العالم، لكن خطورتها ومدى سوءها تختلف من بلد لأخرى لذلك لا يوجد حل واحد لمشكلة التعرية الساحلية يمكن تطبيقه في كل المناطق.[1]
أنواع التعرية الساحلية
عملية تآكل الشاطئ لا تحدث في يوم واحد، لكنها تستغرق فترة زمنية طويلة، مما يجعل من الصعب ملاحظتها بالعين، وتشمل أربعة مراحل، وهي:
التعرية الهيدروليكية
وهذا الحدث هو عندما تضرب الأمواج واجهة الجرف، الأمواج في واجهة المنحدرات فتضغط الهواء في الشقوق وهذا يسبب ضغط على الصخور المحيطة فتتشقق تدريجيًا وتزول بعض القطع منها، وبمرور الوقت تنمو الشقوق وقد تشكل كهوفًا والتي تعد أيضًا من
ظاهرات النحت البحري
في بعض الأحيان، وتسقط القطع المتآكلة في قاع البحر وتؤدي لمزيد من حركة الأمواج.
الاستنزاف
تحدث عملية الاستنزاف عندما تتسبب أمواج البحر في اصطدام قطع فضفاضة (غير مترابطة ) من الحطام الصخري أو الحصى ببعضها البعض، وهذا يجعلها تطحن بعضها البعض فتصبح مع مرور الوقت أصغر حجمًا، وأيضًا تصطدم الحصى التي تفتت بقاعدة الجروف البحرية فتسبب تقطع قطع صغيرة من الجرف ويسبب كشط طبقات رقيقة.
التحلل والتآكل
وتسمى أيضًا بالتعرية الفيزيائية الكيميائية حيث تقوم الأحماض الموجودة في مياه البحر بإذابة بعض أنواع الصخور مثل الحجر الجيري والطباشير، مما يؤدي إلى حدوث
التعرية البحرية
.[2]
عوامل التعرية الساحلية
هناك نوعين من العوامل التي تسبب تآكل الشاطيء، وهما عوامل بشرية وعوامل طبيعية.
عوامل التعرية الساحلية الطبيعية
بالطبع فإن العوامل الطبيعية لها التأثير الأكبر ويمكن تقسيمها لثلاثة فئات وهي:
- الأمواج
- الجيولوجيا
- الجيومورفولجيا.
الأمواج
تعد الأمواج هي السبب الأول والرئيسي لتآكل السواحل، وكلما زادت قوة الأمواج زادت معدلات التآكل، وتتكون قوة أو طاقة الأمواج نتيجة لثلاثة عوامل ، وهي:
- سرعة الرياح التي تهب على سطح البحر.
- طول مسافة البحر التي تهب عليها الرياح.
- طول الفترة الزمنية التي تهب فيها الراح على الشاطيء.
- ويمكن أن تتحد تلك العوامل الثلاثة لتكون أكبر الموجات حدة وتسبب أكبر قدر من التآكل.
الجيولوجيا
تؤثر جيولوجيا السواحل على معدل تعريتها، ونوع الصخور الموجودة على الشاطئ تؤثر بدرجة كبيرة على معدلات التعرية، فإذا كانت الصخور مصنوعة من نوع صخري أكثر مقاومة مثل الجرانيت تتآكل بمعدل أقل من الصخور الأقل مقاومة.
وبناء الصخور أيضًا يؤثر على معدلات التآكل، فإذا كانت الصخور المختلفة متوازية مع الساحل فلن يكون البحر قادر على اختراق الصخور الأكثر مقاومة إلا في أماكن قليلة، أما إذا كانت الصخور متنافرة أو منتشرة في زوايا على الشاطئ، فإن ستتآكل بسرعة أكبر وخاصة إذا كانت أقل مقاومة، وسوف يتكون على الشاطئ نمط واحد من الرؤؤس والخلجان.
الجيومورفولوجيا
تؤثر الجيومورفولوجيا أو شكل الساحل (عرضه وارتفاعه وحجمه) على معدل التآكل، حيث تتسبب الرؤؤس في انكسار الأمواج، مما يجعل الموجات تتقارب وتجمع طاقتها، وفي الوقت نفسه تسمح الخلجان الضحلة الأوسع نطاقًا للأمواج بالتباعد، وهذا يفقدها الطاقة بسبب الاحتكاك بقاع البحر.
ويعتقد أن وجود الجروف ساحلية أسفل قشرة رقيقة من الرمال يحتمل أن يوفر الحماية لها من التآكل السريع.
كما تعد المواد المكونة للشاطيء عاملًا مهما في سرعة التعرية، سيسمح الحصى بتسرب المزيد من المياه مما يؤدي إلى فقد المزيد من طاقة الأمواج بسبب الاحتكاك ، بينما تسمح الشواطئ الرملية بتسلل أقل وتسبب احتكاكًا أقل وبالتالي تسمح بمعدل أعلى من التآكل.
إذا كان الجرف الشاطئي شديد الانحدار ، فسيشجع ذلك على موجات أكثر حدة وذات طاقة أعلى.
عوامل التعرية البحرية البشرية
التدخل البشري في الهياكل الساحلية
تعد الهياكل الساحلية التي تتداخل مع مناطق النقل الساحلي هي السبب الأكثر شيوعًا للتعرية البحرية، حيث وجود هذا الهيكل يكون له تأثيرات مختلفة على الشاطئ منها:
- حبس الرمال في الجانب العلوي من الهيكل، وهذا يقلل من وصول الرمال للشواطيء المجاورة، وهذا يؤدي لتآكل الجوانب المحجوبة عن الرياح.
- فقدان الرمال في المياه العميقة.
- حبس الرمال في قنوات المداخل والموانيء الخارجية، وغالبًا فإن تلك الرمال التي تجرف في القنوات يتم ترسيبها في المياه العميقة.
ومن أمثلة الهياكل التي تؤدي إلى تآكل الشاطيء:
- الموانيء
- الآخايد وأي منشأت مماثلة متعامدة على الشاطيء.
- مداخل الأرصفة التي تبنى عند مدخل المد والجزر ومصبات الأنهار.
- حواجز الأمواج المنفصلة.
- الاستصلاحات الساحلية.
والغرض الأساسي من الميناء هو توفير رسو وملاحة آمنة للسفن المسافرة بالبحر ، ولكن عندما يتم بناؤه على الخط الساحلي فإنه يتداخل مع خصائص الجروف البحرية واهميتها والنتائج هي الترسيب والتأثير على الخط الساحلي، عن طريق محاصرة الرمال في جانب التيار الصاعد في شكل صفيحة رملية متراكمة، ويؤدي الترسيب الذي يحدث عند مدخل المرفأ في تكون ممر الرمل وتجريف وترسيب الرمال المجروفة في المياه، ولذلك يجب عند تصميم الموانئ أن يتم الاهتمام بجعل تأثير الترسيب على السواحل في أدنى مستوياته.
نقص إمدادات الرمال النهرية
يعد نقص إمدادات الرمال النهرية في المناطق الساحلية هو أحد الأسباب الشائعة للتعرية البحرية، وهو يحدث عادة بسبب تدخلات بشرية، مثل :
- إنشاء خزانات الطاقة أو السدود بغرض الري أو توليد الكهرباء.
- تعميق قنوات الملاحة.
- تعدين رمال الأنهار.
وقد تم بناء آلاف السدود على الأنهار في جميع أنحاء العالم، وقد أدى ذلك إلى إنشاء خزانات تحتفظ بجزء كبير من الرواسب التي يتم تصريفها من مناطق مستجمعات المياه، وأفضل مثال على ذلك التعرية البحرية في مصر التي حدثت بعد بناء السد العالي في ستينيات القرن الماضي.
كما يعد تعدين الرمال في الأنهار سببًا رئيسيًا لتآكل السواحل في العديد من البلدان، حيث
يقلل تعدين الرمال في النهر من حجم الرمال في قاع النهر ، ويقلل من إمداد الساحل بالرمال، لكن تعدين الرمال من الجزء العلوي من النهر لا يؤثر كثيرًا على إمدادات الرمال، لأنه لا يؤثر على قدرة التيارات المائية على حمل الرواسب، كما يمكن تعويض الرمال التي تم تعدينها عن طريق تدهور الطبقات الصخرية وانجرافها.
لكن تعدين الرمال من قاع الأنهار على مسافة ما من مصب النهر في انخفاض محلي في قاع النهر يؤدي إلى ضعف وسرعة تدفق التيارات المائية، مما يؤدي أيضًا لضعف قدرتها على حمل الرواسب حتى المصب.
كما أن تعدين الرمال من قيعان الأنهار يؤدي لتغلغل موجات المد والجزر للداخل، وهي أيضًا من العوامل التي تساعد في التعرية البحرية.[3]