ما هي انواع الهموم

انواع الهموم ثلاثة

للهموم ثلاثة أنواع وأحوال وهي إذا هم الفرد وعمل يكون له ما عمل، وإذا هم بالخير والحسنى وقام بها يكون له أجرها بمقدار سبعمائة ضعف لأضعاف كثيرة، والنوع الثاني من الهموم هو الهم مع التساهل والتهاون والكسل والسيئة، وهذا الأمر لا يكون عليه شيء على الإطلاق.

والنوع الثالث من الهموم هو الهم بالسيئة وفيه يترك الفرد السيئة من أجل الله سبحانه وتعالى ويكون له أجر حسنة، وذلك لأنه فعل ذلك لإرضاء الله سبحانه وتعالى كما جاء في الحديث: تركها من جَرَّائي فإذا هم بها ثم تركها من أجل الله؛ صار له أجر، فإنْ عملها صار عليه وزرها.

وينطبق هذا الأمر أيضًا على الحسنة فإذا كانت نية الفرد هي القيام بالحسنة يكون له أجرها حتى إذا لم يقوم بها، وإذا قام به يكون له حسنات مضاعفة من عشرة حسنات إلى ما يزيد عن سبعمائة وأضعاف مضاعفة من الحسنات. [1]

ما سبب كثرة الهموم

سمعنا كثيرًا عن

قصص تفريج الهموم

بالاستغفار لمن يعانون من الهموم والأحزان، ويختلف كل فرد عن الآخر بما في قلبه من إيمان كما تتنوع وتختلف أسباب الهموم كما يلي:

الهموم بسبب الديون

الديون هي هموم الليل ومذلة النهار، وقد عاني الكثير من الصالحين من الديون والهموم، وقد اشتكى من الديون الزبير بن العوام عندما دعا ولده وقال له: وإن من أكبر همي لديني، أفترى يُبقي دَيننا من مالنا شيئا؟ يا بني بع ما لنا فاقض ديني. وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم يستعيذ بالله من الديون.

وتكون الديون بمثابة هموم على أصحابها لأنها تكون معلقة في رقبة صاحبها إلى أن يقوم بسدادها، كما أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن الله سبحانه وتعالى يغفر للشهيد كل أمر إلا الديون، لذلك يهتم كل مسلم بذلك ويسعى إلى سداد دينه وذلك يبين

الفرق بين الحزن والهم والغم

الهموم بسبب المستقبل

يفكر الفرد منا في المستقبل خاصة الآباء والأمهات، حيث يشعرون بالقلق على ذريتهم من بعدهم خاصة إذا كانت الذرية ضعيفة ولا يوجد ما يتركه الآباء لابنائهم، وكان النبي يقول لزوجاته: إن أمركن مما يهمني بعدي، ولن يصبر عليكن إلا الصابرون.

الهموم بسبب التهم الباطلة

في حالة معاناة الفرد من الظلم وهو بريء وتم اتهامه بالباطل فإن هذا الأمر يسبب له حزن وهم، فالأنبياء والرسل كانوا يصابون بالهم والحزن والضيق عندما يتم تكذيبهم واتهامهم بتهم باطلة كالسحر والكذب وغيرها من الأمور، ويقول الله تعالى لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم: {قَدْ نَعْلَمُ إِنَّهُ لَيَحْزُنُكَ الَّذِي يَقُولُونَ فَإِنَّهُمْ لا يُكَذِّبُونَكَ وَلَكِنَّ الظَّالِمِينَ بِآيَاتِ اللَّهِ يَجْحَدُونَ} (الأنعام:33).

وقد اتهم إخوة يوسف نبينا يوسف عليه السلام بالباطل، واعتبروه سارق فأصيب بالحزن والهم، ويتضح ذلك في سورة يوسف: {قَالُوا إِنْ يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَهُ مِنْ قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنْتُمْ شَرٌّ مَكَاناً وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَصِفُونَ} (يوسف:77).

هموم الداعية عندما يدعو قومه

تعتبر الدعوة إلى الله من الأمور التي تهدي الخلق لخالقهم ويعتبر الداعي إلى الله من المحظوظين الذين اختصهم الله تعالى لنصر دين الله، ويعتبر محمد صلى الله عليه وسلم من الدعاة لله، وقد قال له الله تعالى: {لَعَلَّكَ بَاخِعٌ نَّفْسَكَ أَلاَّ يَكُونُوا مُؤْمِنِين}[الشعراء:3]، ويعني ذلك أنه يقتل نفسه من الهم والحزن بسبب ما يقوم به قومه من إعراض عن الإيمان بالله.

ويتضح ذلك جليًا في موقف النبي صلى الله عليه وسلم عندما ظل بجانب عمه أبي طالب يقوم بدعوته إلى الإيمان بالله، شاعرًا بالهموم وراغبًا في نجاته من جهنم، ولم يكن هذا الأمر فقط مع الأقارب وإنما كان مع الجميع، حيث ذهب النبي للطائف حتى يدعو من فيها إلى الإيمان بالله بدون أن يرغب في دينار أو درهم، ولكن لم يجيب عليه أي أحد.

ويقول النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك: فانطلقت وأنا مهموم على وجهي فلم أستفق إلا وأنا بقرن الثعالب فرفعت رأسي فإذا أنا بسحابة أظلتني فنظرت فإذا فيها جبريل…

الهموم بسبب المصائب والابتلاءات

لا تخلو حياة الفرد من المصائب والابتلاءات وهذا الأمر لا تخلو منه الحياة، ونسأل الله تعالى أن يفرج جميع هموم المسلمين ويحقق لهم ما يتمنوه. [2]

علاج الهموم والمشاكل

من أجل علاج الهموم والمشاكل المختلفة لابد من اللجوء الفوري للعلاجات الربانية التي من أهمها الاستغفار وذكر الله عز وجل، وكثيرًا ما نسمع عن

عجائب ترديد الحوقلة

(لا حول ولا قوة إلا بالله) التي تفيد في تفريج الهموم والأحزان وذلك للاستفادة من

معجزات الحوقلة

التي لا تخطر على بال أي فرد.

  • كن حريصًا على أن تثبت الإيمان بالله في قلبك، حيث أن القلب العامر بالإيمان فيه قوة ويستطيع أن يواجه الآلام بشجاعة وصبر.
  • قم ببذل الوقت والجهد في التسلح بالعلوم الشرعية النافعة، مع النظر إلى شخصية العلماء وأسباب ما يتمتعون به من قوة، والنظر إلى طموحهم وسعيهم إلى طلب العلم عن طريق العمل الجاد والسعي إلى تعليم غيرهم ودعوتهم لدين الحق.
  • لا يجب الانشغال بالماضي وآلامه، بل لابد من تقطيع جميع أوراقه والنظر للأمام دائمًا لأن ما مضى لن يفيد تذكره مرة أخرى أو العيش على الآلام المرتبطة به، بل اجعل من الماضي بمثابة الدافع الذي يعوض بالطموح والأمل والسعادة.
  • حاول أن تتجاوز عن أخطاء الغير في حقك، حتى يصبح قلبك أبيض لا يعرف طريق الشيطان.
  • تذكر دائمًا أن الله تعالى يأمرنا ببر الوالدين في كل وقت، وقد قال الله تعالى: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ . وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ) لقمان/14، 15.
  • لابد من إدراك

    فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم

    والسعي إلى ذكر الله في كل وقت وترديد التسبيح “سبحان الله وبحمده، سبحان الله العظيم).
  • ابتعد عن مقارنة نفسك بالآخرين أو الأشخاص الأفضل منك في الحال، مع النظر إلى الأشخاص الأدنى منك في المستوى لتعرف فضل الله عليك دائمًا.
  • اهتم بقراءة قصص الأنبياه وقصة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم مع اتخاذه قدوة في جميع الأمور، حيث كانت طفولته ممتلئة بالأحزان والهموم وقد وُلد فقير ويتيم ومات جده وهو صغير، وعلى الرغم من ذلك أصبح إمام للمسلمين، ويقوم بقيادة الجيوش وفتح البلدان وقام بنصر المظلومين وتعليم الجاهلين.
  • الحرص الدائم على ترديد

    دعاء الهم

    والحزن وقول الدعاء الذي كان يداوم عليه النبي وهو: (اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ ، وَابْنُ عَبْدِكَ ، وَابْنُ أَمَتِكَ ، نَاصِيَتِي بِيَدِكَ، مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ ، عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي، وَنُورَ صَدْرِي ، وَجِلاءَ حُزْنِي، وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا).
  • السعي إلى مخالطة ومصاحبة الأشخاص الذين يتمتعون بالهمم العالية، وصحبة الأشخاص النافعين وقد يختلف تفسير

    المطر في المنام للمهموم

    [2]