خصائص الحاجات الاقتصادية وانواعها

تعريف الحاجات الاقتصادية

الحاجة هي الرغبة ، و تنشأ من الشعور الشخصي بالميل إلى الحصول على شيء ، و تتفاوت درجة هذا الشعور حسب مقياس أهمية هذا الشيء في نظر من يريده ، و هو الشعور بالآخرين، الحرمان من أنه يدفع الفرد لمعرفة الوسائل الكافية و القادرة على التخلص من هذا الشعور ، و إشباع حاجته، بمعنى اقتصادي ، الحاجة هي أي رغبة يتم تحقيقها في مورد من الموارد الاقتصادية.

هناك احتياجات أخرى ضرورية يجب عليك بذل المزيد من الجهد أو المال أو كليهما لإشباعها ، حيث إنها غير متوفرة بشكل مباشر، إشباع الحاجة من المأكل و الملبس و المسكن يتطلب القيام بنشاط اقتصادي من أجل تلبية تلك الحاجات و تلبيتها و التي تنقسم إلى احتياجات اقتصادية و احتياجات غير اقتصادية، ما يميز بين نوعي الحاجات ليس طبيعة الحاجة ، بل وسيلة إشباعها.

إذا كانت وسيلة الرضا لا تتطلب جهداً أو مالاً فهي ضرورة غير اقتصادية و تسمى مجانية و هي موجودة في الطبيعة كالهواء و أشعة الشمس، و لكن إذا كانت وسائل الإشباع غير متوفرة بنفس الوفرة من البضائع المجانية ،و تحتاج إلى بذل جهد أو مال أو كليهما ، لأن هذه حاجة اقتصادية لا تكتفي بنفس الوفرة المتوفرة في المنتج المجاني.[1]

خصائص الحاجات الاقتصادية

للحاجة خصائص متعددة نراجعها أدناه:

التعدد

الضرورة هي نتاج الشهوة ، و رغبات الإنسان عديدة ، و هي مختلفة لا تنتهي بحد معين ، و كلما كثرت الرغبات ، زادت الحاجات التي تتفق معها ، و تعددت الشهوات مرتبط ، و هكذا تعدد الاحتياجات هي سلسلة من العوامل ، من أهمها:

  • النهوض بالحياة المدنية: نتيجة لتقدم الحياة الدنيوية ، ظهرت العديد من الاختراعات و التطورات الهائلة التي غطت جميع جوانب الحياة ، مما انعكس في تعدد الرغبات البشرية في جميع المجالات ، وبالتالي في تعدد احتياجاتهم.
  • زيادة الدخل: تتضاعف الحاجات أو تنقص بتزايد الدخل و انخفاضه ، فكلما زاد الدخل زادت الرغبات و تضاعفت الاحتياجات.
  • شروط الزمان و المكان: احتياجات الإنسان قبل عشرين عامًا أقل من احتياجاته اليوم ، و احتياجات الإنسان في المناطق الباردة تختلف عن احتياجاته في المناطق الدافئة ، و احتياجات الإنسان في الدول المتقدمة تختلف عن احتياجات الإنسان في الدول النامية.
  • المستوى الثقافي و الاجتماعي: و نلاحظ أن مصالح المتعلم تختلف عن مصالح الأمي: فالأول يحتاج للكتاب ، و الصحيفة أساسًا ، بينما الثانية لا تمثل تلك الحاجات.
  • مراحل الحياة: تتغير احتياجات الإنسان و تزداد و تنقص حسب مراحل حياته ، و تختلف احتياجاته في الطفولة عن احتياجاته في الشباب ، و تتغير احتياجاته مع تقدم العمر.

التشبع

كمية محدودة من السلع و الخدمات كافية لسد الحاجات ، و بالمثل تقل الحاجة لأنها تحصل على قدر معين من الإشباع ، و يلاحظ أن الاحتياجات الفسيولوجية المرتبطة بالجسم ، مثل الحاجة إلى الأكل و الشرب ، لا تنتهي ، و إذا أمكن إشباعها في وقت معين ، يتم تجديدها بعد وقت معين، يعتمد التشبع على الدرجات ، و هناك احتياجات يتم إشباعها مرة واحدة في العمر ، مثل التحصين ضد الأمراض ، و هناك احتياجات مشبعة في فترة معينة من العمر تطول أو تقصر ، مثل التعليم ، و الرضا يختلف من مرحلة من الحياة إلى مرحلة أخرى.

الاستبدال

يمكن أن تحل الحاجة محل حاجة أخرى و يعتمد الاستبدال على درجة التقارب بين الحاجتين و وحدة الوجهة، يمكن تلبية الحاجة إلى الحرير الطبيعي عن طريق استهلاك المنسوجات التي تستهلك الحرير الصناعي أو الأقمشة القطنية الناعمة ، و يمكن تلبية الحاجة إلى التدفئة باستخدام العديد من مولدات الطاقة البديلة ، إما باستخدام الخشب أو الفحم أو الكهرباء أو الغاز … إلخ.

تكامل الحاجات و ترابطها

الحاجات متكاملة و مترابطة مع بعضها ، والحاجة لا تظهر وحدها ، بل تظهر معها حاجات تكميلية ، فتكون الحاجة إلى السيارة مصحوبة بالحاجة إلى البنزين.

الحاجة المشتقة من التعود

كلما زاد استخدام سلعة أو خدمة ، كلما ترسخت في الروح و اعتادت عليها، و مع ذلك ، فمن المحتمل أن تختفي العادة إذا كان الشخص قادرًا على التخلي عنها أو إذا وجد بديلًا ، وهذا لا ينطبق على الاحتياجات الفسيولوجية اللازمة ، لذلك يظلون مرتبطين بالشخص ، و يجب إشباعهم ، مثل الطعام و الشراب.[2]

انواع الحاجات الاقتصادية

تنقسم الاحتياجات الاقتصادية إلى أقسام مختلفة وفق معايير مختلفة و هي كالتالي:

الحاجة الأولية

إنها الحاجات الضرورية للحفاظ على الوجود الإنساني ، من المأكل و الملبس و المسكن ، و هي حاجة لا يستطيع الإنسان أن يتخلى عنها ، لأن الحاجات الأساسية هي تلك التي تؤثر بشكل مباشر على وجود الإنسان.

الاحتياجات الثانوية

هي حاجات نفسية و اجتماعية تتعلق بالبيئة الحضارية التي يعيش فيها الإنسان ، و يمكن أن تكون فردية أو جماعية مثل (الصحة – التعليم – الأمن – العدالة) و يمكن للفرد أن يعيش بدون أحدهم ، وعلى الرغم من أن الإنسان يستطيع يعيش بدون حاجة ثانوية ، لا يستطيع أن يعيش إلا بجسده ، و لكن من الناحية النفسية لا يستطيع أن يعيش بدون احتياجات ثانوية.

الحاجات الضرورية و الرفاهية

الحاجات الأساسية هي تلك التي تعتمد حياة الإنسان على إشباعها ، مثل المأكل و الملبس و المسكن ، أي أنها ضرورية للحفاظ على وجود الإنسان، أما احتياجات الرفاهية فهي تزيد من متعة المعيشة و لا تؤثر على الحياة نفسها كالمتعة  و الترفيه و السياحة.

الحاجات الفردية و الجماعية

الحاجات الفردية تهم الفرد نفسه ، و تؤثر على حياته الخاصة بصفته الشخصية بشكل مباشر ، مثل المأكل و الملبس ، بينما الحاجات الجماعية هي كل ما يتعلق بالمجموعة ككل ، مثل الصحة و السلامة و التعليم.

الحاجات الفورية و الاحتياجات المستقبلية

معيار التمييز بين هذه الحاجات في هذه الحالة هو الوقت، كل حاجة تتطلب إشباعًا دون تأخير، لأنها من الحاجات الآنية أو الحالية، أما ما يتطلب الرضا في فترة لاحقة أو مستقبلية فهو يقع ضمن الاحتياجات المستقبلية.

الاحتياجات الدورية و الاحتياجات العرضية

الاحتياجات الدورية هي احتياجات تتجدد من وقت لآخر بشكل دوري ، مثل الحاجة إلى الطعام و الشراب و الملابس، أما بالنسبة للاحتياجات الخاصة ، فهي لا تأخذ صفة الانتظام ، بل تظهر فجأة أو بشكل متقطع أو غير منتظم ، مثل الترفيه و السياحة [3]