شعر عمر بن ابي ربيعه في الغزل الصريح

من هو عمر بن ابي ربيعه

هو عمر بن عبد الله بين ابي ربيعة المخزومي القرشي ، وكناه الناس بأبو الخطاب  ولد في علم ٦٤٣ ميلادي _ ٣٢ هجريا ، وتوفى عام ٧١١ ميلادي _ ٩٣ هجريا [1].

وهو احد اهم الشعراء في عصر الدولة الأموية ، وقد تم وصفه بفتى قريش وشاعرها ، وقد عرف انه شاعر الغزل الصريح .

وقد نشاء عمر ابن الربيعة في بيئة مليئة بالترف والدلال ، وقد عرف ابن الربيعة في مجالس الشعر والغناء فهو فارس منشد للشعر ، وكان شعره منصبا على مدح النساء .

فقد وصف ابن الربيعة النساء وجمالهن وطريقتهن في الكلام والحركات ، وقد برع في استخدام أسلوب القصص والحوار ، وقد تميز شعره أيضا بالطابع الموسيقى وقد تغنى الكثير من الموسيقيين بقصائده .

وقد جاء ابن الربيعة بفن جديد في الشعر حيث انه حول الغزل من المرأة إلى الرجل ، فالطبيعي في الشعر أن الرجل يتغزل بالمرأة أما ابن الربيعة فأتى بالعكس وضور نفسه المعشوق وليس العاشق .

وكان تفسير تلك الحالة هو أعجاب ابن الربيعة بنفسه لدرجة جعلته يصف نفسه بانه معشوق للنساء وـن النساء يتغزلن به ويطلبنه ، وهو من يتمنع وقد وصف النقاد حالته بالنرجسية ، وان هذا الإعجاب الشديد بنفسه أتي نتيجة تربيته المدللة والمترفة .

وقد اختلفت الروايات عن موت ابن الربيعة ، فقيل انه مات عن عمر ناهز السبعين عاما ، أي توفى عام ٩٣ هجريا ، وقيل انه مات في سفينته في عرب البحر ، ورواية آخر قالت انه قد مات طبيعيا بعد أن تخلى كتابة الشعر بعد مشيبه

خصائص شعر الغزل الصريح لـ عمر بن أبي ربيعة


خصائص شعر عمر بن ابي ربيعة

من ناحية الغزل عند عمر ابن ابي ربيعة :

تميز شعر ابن الربيعة بطبيعته المختلفة عن الشعر المعروف ، حيث انه لم يكتب شعر للمدح أو للفخر بل كرس شعره لوصف المرأة والحب .

وقد تميز شعر ابن الربيعة عن المرأة من خلال وصفه لنفسيتها وليس فقط لمحاسنها الخارجية والجسدية ، حيث انه قام بتصوير عواطفها الداخلية ووصف طريقة تعبيرها وحديثها .

فقد صور المرأة في شعره وكأنها روح خلاقة خافق الفؤاد متناغم بعناصر الحياة ، وقد وصف المرأة العربية وصفا بليغا فيما يخص انفعالاتها من الرفض وغضب وما الذي يجعلها ترضى أو يجعلها تقسو وتصد .

فقد بين ما يدور في نفسها من أمور كافه وقد امتاز شعر ابن الربيعة في وصف المرأة عن غيره في ثلاث أمور :

  • أولا : تتبعه لوصف معين وتفصيله بطريقة دقيقة ، فكان يطيله أحيانا ويجزئه أحيانا أخرى .
  • ثانيا : انه قد شمع في شعر ما قد تراه مفرقا في غيره ، فسوف تجد في شعره ما يغنيك غن شعر غير ، ولكن شعر غير مهما كثر لن تجده مكتملا ولن يغنيك عن شعر ابن الربيعة .
  • ثالثا : ابتكر ابن الربيعة أسلوبا جديدا في الشعر امتاز به عن غيره ، حيث انه ابتكره حدث حبيبته مع جواريها ومن خلال هذا الحديث يبين مشاعرها تجاهه وتجاه المجتمع .

مميزات غزل ابن أبي الربيعة

يعتبر ابن الربيعة زعيم الشعر الغزلي الإباحي في العصر الأموي بل ويعتبر زعيم شعراء الغزل منذ بدا الشعر حتى وقتنا هذا ، حيث انه كرس شعره ليروي فيه مغامراته مع النساء .

وقد امتاز شعر ابن الربيعة بميزات لم توجد في شعر احد آخر ، فقد صور في شعر حياة الترف التي كان يمتاز بها شباب وفتيات أهل الحجاز ، فقد وصف أحوالهن والمداعبات التي كانت تحدث بينهم في أسلوب بديع ورقيق ومعاني غنيه تلائم أشكال الغزل والذي كان سببا في حب المغنون لأشعاره فتغنوه به وانشدوه .

ومن سمات غزل ابن الربيعة أيضا انه كان متعدد الحبيبات وأجادته لوصفهن ، فقد وصف طول قامتهن وجسدهن وأعضائهن ، وقد امتاز أيضا بوصفه القصصي في القصيدة ، وخلق حوار داخل القصيدة ، بجانب تعزله في نفسه .

أوزان الغزل العمري

اختلف عروض شعر ابن ابي الربيعة عن العروض التي جاءت في قصائد باقي الشعراء ، وقد ظهر التلاؤم في أشعار عمر ابن الربيعة في جانبين هم :

  • الأول : استخدامه في قصائده الأوزان الخفيفة ، فقصائد ابن الربيعة جاء بأوزان ملائمه للغناء مثل وزن الرمل والوافر والمتقارب والخفيف وهى أوزان موجوده من العصر الجاهلي ، فهو لم يبتكر أوزان جديدة ولكنه استخدم الأوزان الخفيفة السهلة والتي لا تحتاج لمجهود من المغنى لغنائها .
  • ثانيا : استخدامه للأوزان القصيرة والمجزئة وهو أيضا كان جانبا موجودا منذ القدم ولكنه اكثر من استخدامه حتى انه بات من خصائص شعره الذي تميز به فكثير من أشعاره وقصائده كانت مجزوئه ، وذلك رغبتا منه بتسهيل تلحينها وغنائها .

طريقة وصف ابن الربيعة للمرأة

فقد تناول شعر ابن الربيعة وصف المرأة من ناحيتين النفسية والجمالية ، فاعتمد في الناحية الجمالية على التشبيهات التقليدية والأوصاف والتي جاءت على لسان جميع الشعراء .

ومن الناحية النفسية فقد وصف أسلوبها وأخلاقها وميولها والحركات المختلفة التي تقوم بها في جميع المواقف ، فهو قد صور حياة المرأة الكاملة في شعره ، وقد جاءت خصائص المرأة التي وصفها ابن الربيعة في أشعاره على النحو التالي :

  1. إنها امرأة متحضرة وحره وذلك بسبب الحياه الجديدة في مكة ، حيث أن المجتمع الجديد قد أتاح الزينة وترك وقتا للمرأة لتمارس فيها حريتها على عكس ما كان سائد في عصر الجاهلية ، وكذلك أتاحت الحياة الجديدة فرصه للقاء النساء والرجال في مجالس مهذبة حيث يتبادلون الأحاديث والقصص .
  2. امرأة مقبله على الرجال ، على عكس ما كانت عليه المرأة في عصر الجاهلية ، ولكن إقبالها على الرجال لم يجعلها اقل حشمه ، بل كانت امرأة حديثة لديها بعض الحرية لتحادث الرجال بل وتغازلهم أحيانا غزل عفيف .
  3. وصف أحاديث النساء وما يدور بينهم من أسرار .
  4. وصف نفسه بالمعشوق وليس العاشق ، ففي جميع الأشعار كانت تأتى المرأة على أنها المعشوقة ، أما في شعر ابن الربيعة فقد جاءت المرأة على أنها العاشقة وجاء بنفسه على انه المعشوق .
  5. الهجران يأتي منه وليس من النساء ، فقد عكس في شعره حالة الحزن المعروفة من قبل الشاعر فهو كان يصف حالة حزن العاشقة عندما هجرها هو ، بل انه كان يطلب من عاشقته في شعره عدم البوح باسمه .

المغامرات في شعر ابن الربيعة

جاء مغامرات ابن الربيعة على ضربين :

  1. جانب ذكر فيه أسلوبه مع خليلاته وحبيباته ، فهو من كان يسعى دائما لرؤية حبيباته ويخاطر بحياته من اجلهن
  2. والجانب الآخر ذكر فيه ما كان يفعلنه المعجبات من اجله فتارة يفتعلنا المقالب وتارة يرغبن به وهو يعرض عنهن .

    من قصائد عمر ابن ابي الربيعة

قصائد عمر بن أبي ربيعة الغزلية


مقتطفات من شعر عمر بن أبي ربيعة

للغزل [2]

الم تسال الأطلال والمتربعا

ببطن حليات دوارس بلقعا

إلى السرح من وادي المغمس

بدلت معالمه وبلاً ونكباء زعزعا

فيبخلن أو يخبرن بالعلم بعدما

نكأن فؤاد كان قدما مفجعا

بهندٍ وأتراب لهند إذ الهوى

جمع إذ لم نخش أن يتصدعا

وإذ نحن مثل المزن كان مزاجه

كما صفقا الساقي الرحيق المشعشعا

وإذ لا نطيع العاذلين ولا نرى

لواش لدينا يطلب الصرم موضعا

تنوعتن حتى عاد القلب سقمه

وحتى تذكرت الحديث المودعا

فقلت لمطريهن في الحسن إنما

ضررت فهل تستطيع نفعا فتنفعا

وأشريت فاستشرى فقد كان قد

صحا فؤاد بأمثال المها كان موزعا

وهيجت قلبا كان قد ودع الصبا

وأشياعه فاشفع عسا عن تشفعا

فقال أكتفل ثم التئم فأت باغيا

نسلم ولا تكثر بان تتورعا

فإني سأخفى العين عنك فلا ترى

مخافتا أن يفشو الحديث فتسمعا

فأقبلت اهو مثل ما قال صاحبي

لموعده أزجي قوعدا موقعا