انواع الحجج في اللغة العربية
الحجج في اللغة العربية
إن اللغة العربية تحتوي على العديد من الأساليب، والفنون التي تُستخدم من أجل التعبير، وكذلك فهي تشتمل على عدد كبير من الأساليب البلاغية والتي تتسم بالأسلوب الفصيح، وتُعتبر
الأساليب الحجاجية في اللغة العربية
أحد أهم تلك الأساليب، والمُراد منه (الحجَّة)، وفي اللغة العربية يكون معناها هو: الإقناع، والمحاجَّة، والمخاصمة، والتي ترتبط برد الآراء الخاطئة، والوقوف على الآراء الصائبة. [1]
وهذا المعنى كما في جاء قول الله عز وجل : “هَا أَنْتُمْ هَؤُلَاءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَاجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ” [ال عمران: الآية 66]، والمُراد من تلك الآية الكريمة هو (لم تأتون ببراهين ضعيفة وتتجادلون وتحاجون بها من أجل الفوز الأعمى لرأيكم الّذي لا يوجد برهان عليه)، والأساليب الحجاجية في اللغة العربية متنوعة، ويوجد لها العديد من الفوائد النافعة. [2]
انواع الحجج في اللغة العربية
تُعنبر الحجج من الصور النصية الشهيرة في اللغة العربية، وقد عُرفت كذلك باسم (نظرية الحجاج)، ومن الممكن أن يتم عن طريقها تقديم عدد من الأدلة الواضحة، والبراهين والحجج على أحد الآراء، وتتم المحاولة من أجل إقناع الآخرين بها، والنص الحجاجي يتم توجيهه إلى فرد واحد فحسب، أو مجموعة من الأفراد، ويتمثل الغرض منه في محاولة التأثير فيهم من خلال تغيير آرائهم حول فكرة من الأفكار بمختلف المجالات إذا كانت (سياسية، دينية، أو حتى فنية).
ولا بد أن يشتمل النص الحجاجي على عدد من الجوانب ومنها (الرؤية الذاتية، والموضوعية في الوقت ذاته)، حتى لا يكون فيه شكل من أشكال التشدد، التعصب، الصرامة في النص فتصبح كتلك التي تدور حول العلوم الطبيعية، والنظريات الرياضية.
ويعود تاريخ الحجج وأساليبها إلى شعوب اليونان القديمة، وكان ذلك منذ زمن طويل جدًا، وبالتحديد كانت بداية ظهوره على يد الفيلسوف اليوناني (أرسطو)، الذي قام بدراسة مجالات الظواهر المرتبطة بالنصوص الحجاجية، وكذلك صار له الكثير من الدراسات والأبحاث ومنها كتاب (الجدل والخطابة)، وكتاب (السفسطة والشعر).
ولكن النصوص الحجاجية والحجج لم يكن لها القبول في المناطق الغربية والأوربية، أما في المناطق العربية فقد اهتم العرب بها كثيرًا حتى أن صيته قد ذاع بمختلف الأماكن، وبشكل خاص الإسلامية منها، إلى أن صار واسعًا للغاية، ويرجع هذا إلى كون الحضارة الإسلامية كانت تقترن بعلاقة وثيقة بالثقافات اليونانية القديمة وبصورة خاصة خلال القرنيين 18 و 19 الميلادي.
ومن الجدير بالذكر أن عناصر الاحتلال على مدار الزمن كانت تحاول القضاء على ذلك النوع من الأساليب، إذ أن كافة العناصر والأساليب والحجج التي كانت تُذكر فيها كانت هي الصوت الرئيسي الذي يؤدي إلى وصول أصوات الشعوب وأفكارهم، وكذلك الوقوف ضد الاحتلال، إلا أنها وعلى الرغم من جميع ما فعلته لتوقف الحجج لم تتمكن من فعل ذلك، والدليل على هذا أن أنواع الحجج أصبحت كثيرة ومختلفة ومنها: [3]
الخطابة
إن الخطابة تُعتبر من أكثر الأشياء التي تعمل على رد الباطل وانتصار الحق والصواب، وكذلك الرد على الشبهات، ومن أجل ذلك تم استخدامها في الحجاج بشكل كبير، وأهم الأسس الخاصة بها هي:
-
المقدمة:
وتكمن أهميتها في جذب انتباه القراء والسامعين وجعلهم متقبلين لما سوف يتم سرده في الجزء التالي من الحجج. -
السرد:
وفيه يتم تقديم الحقائق الواقعة إلى القُراء والمستمعين تقديمًا دقيق وبوضوح ويجب مراعاة أن يكون مقبولًا للأشخاص. -
الحجاج:
وهو ما يتم تقديمه من تبريرات تتسم بالموضوعية والانفعال وفقًا للتأثيرات الذي يود المتحدث أو من يُقدم الخطاب في تحقيقها. -
النهاية:
وهي التي تحتوي على الملخص والموجز للبرهنة عن ما جاء في المقدمة.
المناظرة
وهي جميع الخطابات الاستدلالية التي تقوم على التفاعل الموجه والمقابلة، كما أنها أحد أنواع الجدال الحسن بين فريقين أو جماعتين حتى يتوصلان للقبول والصواب ، ويوجد للمناظرة شروط ثلاث وهي:
- أن يتواجد متناظرين.
- أن تتواجد دعوى أو إدعاء.
- يجب أن يكون هناك ميل لأحد المتناظرين أو أن تغلب أطروحة على أخرى وفقًا لقوة السلم الحجاجي.
وعلى ذلك فيوجد للمناظرة ثلاثة مفاهيم وهي:
- الإدعاء ويُعرف بعرض الدعوى.
- المنع ويعني الاعتراض على الدعوى.
- التدليل وله شروط تتمثل في صدق ما يدعيه العارض والمعترض.
وهناك أنواع أخرى للحجج وهي تتمثل في التالي:
-
الندوة:
وهي واحدة من أنواع الفنون التي تُستخدم من أجل التعبير من خلالها ، وتشتمل على العديد من الحجج مع وجود الدلائل. -
الحوار:
يمكن اعتبار الحوار الفعال والذي تم الترتيب له بوقت سابق واحدة من الطرق التي يتم بها تقديم الحجج الهامة والمؤثرة. -
المحاضرة:
وهي من طرق الحجاج التي يتم استخدامها من أجل التأثير في عدد كبير من الأشخاص ، وهي من الطرق الجيدة لتقديم الحجج من خلالها. -
الفنون الكتابية:
ومنها فن المقالات ، إذ أنه ومن خلال فن المقالة يتم مناقشة العديد من الموضوعات والأفكار التي تشتمل على الكثير من الحجج والأدلة من أجل توصيلها إلى القاري وإقناعه به ، وكذلك فهي من الممكن أن تكون مُقدمة من إحدى الجهات الرسمية أو العامة ، وربما تكون مجرد فكرة يود الكاتب أن يوصلها إلى القارئ ويقنعه بها. -
المسرحيَّة:
ومن الممكن في بعض الأوقات أن لا تكون المسرحية مجرد قصة يُشاهدها المشاهدين ، ولكن قد تشتمل على رسالة هادفة وحجج مُحددة يتم تقديمها من أجل توصيل فكرة ما في إحدى القضايا ، ويمكن أن تكون القضية تشمل الجانب السياسي ، التعليمي ، التربوي ، ويتم تقديمها من خلال تتابع المشاهد في المسرحية. -
القصَّة القصيرة والرواية:
في الغالب ما يتم استخدام الأساليب الحجاجية التي تحمل الحجج فيها ، إذ أن الكاتب أو الروائي يعمل على معالجة ومناقشة إحدى القضايا عن طريق استخدام سير الأحداث في القصة أو الرواية من خلال تقديم الحجج ، البراهين ، الأدلة ، ويُستخدم الأسلوب الحجاجي في الروايات أكثر من القصص ، ويرجع هذا لانقسامها إلى أكثر من فصل ، وهو ما يُساعد الروائي في عملية إثباته للحجج والبراهين من خلال وجهة نظره وآرائه وصدق قضيته.
آليات تقديم الحجج
يوجد عدة آليات حتى يتم من خلالها تقديم الحجج وعرضها لإقناع المستمع أو القارئ بها ، وهي تتمثل فيما يلي: [3]
-
الإخبار:
وهي تأتي من (الخبر)، وهو ما يمكن أن يدخل فيه الصدق أو الكذب، واللفظ يُشير إلى العلم الذي يوجد في داخل المُخبر. -
التفسير:
نظرًا لأن الموضوع الذي يتم تناوله يتضمن قضية معينة فلا بد أن يتطلب لتحقيقه طرق للتفسير وتوضيح ما فيه من أبعاد وأدلة وحجج، ومن أساليبه (التعريف ، الوصف ، المقارنة ، السرد). -
الإقناع:
وحتى يتم الإقناع لا بد من استخدام البراهين والحجج التي تدل على صحة الفكرة التي يتبناها المتحدث ومن الوسائل التي تُستخدم فيها (وسائل منطقية دلالية، وسائل منطقية لغوية).