أهم شعراء وصف الطبيعة في الأندلس

وصف الطبيعة الحية في الشعر العربي

يعتبر الشعر صدى للحياة الإجتماعية، و

تعريف الشعر الأندلسي

يعتبر في هذا النطاق صورة أنيقة لبيئة عصر الأندلس، وعلى الرغم أن شعراء الطبيعة الأندلسيين قد باشروا طريقهم في الفن وهم تلامذة لأساتذتهم المشارقة في أول الأمر، إلا أنهم قد أوتوا بموضوعات جديدة في شعر الطبيعة، ومن المضحك أنهم استخدموا شعرهم في المراثي، فبينما تقرأ مرثية لفقيد ما وتتوقع أن ترى وتسمع أنات حزينة و غصص مكلوم، إذ أنك تتفاجأ بسماع أبيات في

وصف الطبيعة في الشعر الأندلسي

والرياض والأزاهير .[2]

عوامل ازدهار شعر الطبيعة في الأندلس

تفوق الأندلسيون في مجال وصف الطبيعة، حيث أنهم أتوا بالروائع الخالدة وكان هناك

الفنون المستحدثة في الشعر الأندلسي

، وساعدهم على ذلك عدة عوامل وهي :

  • جمال الطبيعة الأندلسية والتي أعجب بها الكثير من الشعراء وافتتنوا بجمالها، فخلقها الله طبيعة في غاية الجمال، لهذا أخذ الأندلسيون يسرحون في خمائلها ويبصرون مفاتنها، فوصفوا الرياض والبساتين والثمار والأزهار، بالإضافة إلى وصف السحاب والرعد والأنهار والبحار،

    الرثاء في الشعر الاندلسي

    .
  • ازدهار الحضارة العربية في الأندلس في جميع مناحي جوانب الحياة الأندلسية، فتميزت الأندلس بقصورها  التي كانت مزخرفة ومهندسة بأسلوب راقي وفن جاذب، وحدائقها الخلابة، فشجعت هذه المناظر الشعراء ليتنافسوا في وصفها، ودفعتهم إلى تصويرها بأجمل وأبهى الصور.
  • ازدهار  المجالس التي تعقد في أحضان الطبيعة، فمجالس الأنس والبهجة كانت تثير قرائح الشعراء وتدفعهم لكتابة الأشعار الممزوجة بمكونات الطبيعة والموصوفة بأرقى وأبهى الموصوفات،

    فنون الشعر الاندلسي

    .

أهم شعراء وصف الطبيعة في الأندلس

ابن خفاجة

تفرد ابن خفاجة بالوصف وعمل على التصرف فيه، واهتم بوصف الأنهار والبساتين والرياض وحتى الرياحين، فكان بارع في هذا الميدان مما أدى إلى حصوله على لقب أبي الجنان من قِبل أهل الأندلس.

يتميز ابن خفاجة بالكثرة لا بالجدة في شعره، وقد أكثر من ألوان البيان والبديع في شعره بالإضافة إلى الاستعارات والتشابيه والجناس والطباق، فقاده هذا الميل إلى التكلف مما جعل شعره يُستصعب على القراء.

إن إسقاط الحواس على الطبيعة، وطريقة صياغة شعره لم تكن معروفة لدى الشعراء الأندلسيين الآخرين، فكانوا يتنافسون ويتباهون بمقدار نجاحهم في الصورة التي تعبر عن زهرة أو بستان أو نهر أو غير ذلك لمظهر من مظاهر الطبيعة.[2]

وكان متعلق جداً في جمال الطبيعة حيث قال في شعره:

  • يا أهل أندلــــــــــــس لله دركم….ماء وظل وأشجــــار وأنهــــــــار
  • ما جنة الخلد إلا في دياركم…..ولو تخيرت هذا كنت أختار

ابن زيدون

ذكرت المصادر بأن اسمه أحمد بن عبد الله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزومي الأندلسي، كان يتفاعل مع الطبيعة الأندلسية ويشاطرها همومه وأحزانه، ويتأثر بها لدرجة أن أشعاره كانت ترجمة لأحاسيسه الشخصية بما هو حوله، وإحساسه الشفاف بحال الأندلس الإجتماعي والسياسي، فاستعان بقاموس الطبيعة وصورها في شتى أغراضه الشعرية، وخاص في بحور الغزل ومجالس الفرح.[1]

ابن رشيق

وهو أبو علي الحسن بن رشيق القيرواني، فهو من أفض البلاغيين والشعراء والأدباء في التاريخ العربي، وولد في المسيلة وتسمى المحمدية.

يعد ابن رشيق من أشهر شعراء القيروان، عالج ابن رشيق القيروان فنوناً مختلفة وطرق أكثر الأبواب الشعرية وأغراضها منها:

الوصف حيث كان أكثر شعره يرجع إلى الوصف، فقد وصف أكثر ما يقع عليه نظره، وتناول موضوعات كثيرة، فمن هذه الموضوعات وصف الطبيعة بشقيها الحي والصامت، فوصف الطيور بحميع أجناسها المتعددة والمختلفة كالحمام والحجل وغيره من الطيور، وأيضاً اهتم بوصف النبات والزهور، ونظم شعراً يصف فيه الفواكه ، فقال في وصف الموز:

  • موز سريع أكله……من قبل مضغ الماضغ….مأكلةٌ لآكل ….. ومشرب لسائغ.

ابن شهيد

ابن شُهيد الأندلسي بضم الشين وفتح الهاء بالإضافة إلى تسكين الياء، وهو أبو عامر أحمد بن أبي مروان عبد الملك بن مروان الأجعي الأندلسي القرطبي، وقد كان شعره يوحي لنا بمعرفة صفاته العامة والخاصة، ويدل على امتلاكه لملكة الصياغة والوصف، وغزير النتاج بالإضافة إلى أنه مرن الشاعرية، فقد كتب أشعاراً متعددة وفي أغراض مختلفة وخاصة الطبيعة والغزل، مع العلم أنه لم يلزم اتجاهاً معيناً وإنما نهج في كل الاتجاهات حسب الأغراض والمواقف.

الرصافي الرفاء

هو أبو عبد الله محمد بن غالب الرصافي، الرفاء البلنسي الأندلسي، ويعتبر واحد من أعلام الأدب والشعر في الأندلس، ولد في رصافة بلنسية، وقد حظيت هذه البقعة التي هي جزء من أرض الأندلس بنصيب وافر من الجمال، حيث أن المؤرخين والأدباء انبهروا بها ووصفوها بأدق الوصف وأجمله.

وخرج من موطنه وهو صغيراً فكان يكثر الحنين إليه وإلى معالم الوطن ويذكر الرصافة، وجسر معان والبحيرة والنهر والمناظر الطبيعية الاخرى فيقف على الـديارو يقول:

  • قفـــــا عبـــر مأمورین ولتصـــدا…. على ثقة للغبث فاستسقیا القطرا
  • بجســــــر معـــان و الرصافة انــه….. على القطر ان یسقى الرصافة والجسرا
  • بلادي التي ریشت قویدیمتي بھا…. فریخا وآوتني قرارتھا وكرا
  • مباديء لین العیش في ریق الصبا…. ابى االله ان لا نسى لھا ابدا ذكرا[4]

ابن زمرك

وهو أيضاً من الشعراء الذين اهتموا بوصف الطبيعة في

الشعر الاندلسي

.

اتجاهات الأندلسيين في شعر الطبيعة

التغني بجمال طبيعة بلادهم

تغنى الشعراء الأندلسيين بجمال طبيعة الأندلس،

اتجاهات الشعر الأندلسي

، ومن الأمثلة لهذا الشعر قول ابن سفر المريني، الذي تغنى بجمال طبيعة الأندلس كاملة وقال:

  • فِي أَرْضِ أَنْدَلُسٍ تَلْتَذُّ نَعْمَاءُ  … وَلا يُفَارِقُ فِيهَا القَلْبَ سَرَّاءُ
  • وَلَيْسَ فِي غَيْرِهَا بِالعَيْــــــــــشِ مُنْتَفَــــــعٌ…. وَلا تَقُومُ بِحَـــــقِّ الأُنْــــــــــــــسِ
  • صَهْبَاءُ  أَيْنَ يُعْدَلُ عَنْ أَرْضٍ تَحُضُّ بِهَا…  عَلَى الـمُـــــــــدَامَةِ أَمْـــــــوَاهٌ وَأَفْيَاءُ.

وأيضاً من الشعراء الذين تغنوا بجمال مدنهم الشاعر ابن برد الأصغر الذي وصف رُصافة قرطبة التي بناها عبد الرحمن الداخل بقوله:

  • سَقَى جَوفَ الرُصَافَةِ مُسْتَهِلٌّ ….. تُؤَلِّفُ شَمْلَهُ أَيْدِي الرِيَاحِ
  • مَحَــــلٌّ مَـــــــا مَـــــــشَيْـــتُ إلــيه إلاَّ… مَشَى فِيَّ ابتهاجِي وانشراح
  • كأنَّ تــــــــرَنُّمَ الأَطْيــَـــــارُ فِيهِ … أَغَانٍ فَوقَ أَوتَارٍ فِصَاحِ
  • كَأنَّ تَثــــــــَـــــنِّيَ الأَشْجــارُ فِيـــــهِ… عَذَارَى قَدْ شَرِبْنَ سُلَافَ رَاحِ.

وصف مظاهر طبيعة الأندلس

اعتمد الشعراء على وصف كل ما يقع عليه بصرهم في أرضهم وسمائهم، واستخدموا التشبيهات والاستعارات والصور البيانية، لتقريب الموصوف إلى أذهان المتلقين،

مظاهر التجديد في الشعر الاندلسي

، فقال الوزير أبي جعفر بن سعدون:

وروضٍ كساه الطلُّ وشياً مجدَّدَا… فأضحى مُقيماً للنفوس ومُقعدَا

إذا صافحتْه الريح ظلتْ غصونُهُ… رواقصَ في خُضرٍ من القُضْبِ مُيَّدَا

إذا ما انسيابُ الماء عاينتَ خِلتَه…. وقد كسَّرتْهُ راحةُ الريح ، مِبردا

وصف مجالس الأنس

يتجلى هذا الوصف في مجالس الأنس والطرب التي كانت تُعقد، والتي شهدت إبداعاً ملموساُ من الشعراء في وصفها، فمن الجانب التاريخي انتشرت مجالس الأنس كظاهرة اجتماعية في آخر الدولة الأموية بالأندلس، وأخذت بالإنتشار والشيوع في عصر ملوك الطوائف والعصور التي تلته.

فكانت هذه المجالس تُعقد في المساء وتستمر طوال الليل، وتنفرد هذه المجالس الليلية في وصف مجال السماء من كواكب ونجوم، أما المجالس النهارية التي كانت تعقد طوال النهار كانت تنفرد بوصف مجالي الأرض، متمثلة في رياضها وورودها، وتتطرق إلى وصف الأنهار والجداول، وغير ذلك من مباهج الأرض التي تقع تحت أنظارهم.

أصناف شعر الطبيعة في الشعر الأندلسي

قسم الباحثون شعر الأندلسيين إلى خمسة أصناف، وتعرف أيضاً على

أغراض الشعر الأندلسي

، و تشمل جميع جوانب شعر الطبيعة وهي :


  • الروضيات

    و هو الشعر الذي يتناول فيه شعر  الشاعر الأندلسي الرياض والحدائق وكل ما يتصل بها وينضم إليها.

  • الزهريات

    وهو شعر يختص بالأزهار بأنواعها المختلفة كالورد والنرجس والياسمين والقرنفل وغيرها.

  • الثمريات

    و هو الشعر الذي يختص بالأثمار والبقول وكل ما يتصل بها.

  • المائيات

    وهو الشعر الذي يصف الأنهار والجداول والسواقي.

  • الثلجيات

    وهو الشعر الذي يختص بوصف الثلج والبرد.[3]