أهمية طبقة التروبوسفير بالنسبة للكائنات الحية
طبقات الغلاف الجوي
قد عرف العلماء الغلاف الجوي للأرض على أنه مزيج يتكون من عدة غازات (الهواء) والتي توجد حول الأرض، ويُعتبر الغلاف الجوي من أحد الأسباب التي شكلت من الأرض مكان مناسب تستطيع الكائنات الحية العيش عليه، إذ أنه يشتمل على غاز الأكسجين اللازم من أجل التنفس، وغاز ثاني أكسيد الكربون وهو هام في عمليات البناء الضوئي، وكذلك بخار الماء المُسبب في سقوط الأمطار، وغاز النيتروجين.
بالإضافة إلى أنه يحتوي على طبقة الأوزون التي تعمل على حماية كوكب الأرض من الأشعة فوق البنفسجية الضارة، وكذلك فهو له دور في حمايتها من النيازك، وغيرها من الأجسام المشحونة التي تحترق في الفضاء، [1]، ويتكون الغلاف من عدة طبقات وفي التالي توضيح
خصائص طبقات الغلاف الجوي السبعة
: [2]
تروبوسفير
هي أقرب الطبقات من سطح الأرض وتمتد من 8 إلى 14.5 كيلومترًا أي من 5 إلى 9 أميال، وهو أكثر أجزاء الغلاف الجوي كثافة، ويمكن القول بأن كافة الطقس يكون بذلك المكان، وفيه
تقل درجة الحرارة في الغالب كلما تم الارتفاع للأعلى.
الستراتوسفير
وهي ثاني طبقات الغلاف الجوي، وتبدأ تلك الطبقة فوق التروبوسفير تمامًا، وتمتد إلى ارتفاع 50 كيلومترًا أي (31 ميلاً)، ومن خصائصها أن طبقة الأوزون التي تمتص الأشعة الشمسية فوق البنفسجية وتعمل على تبديدها موجودة بها، وهو ما يتسبب
في ارتفاع درجة الحرارة في المنطقة العلوية من هذه الطبقة
، ومن الجدير بالذكر خلوها التام من السحب.
الميزوسفير
هي ثالث الطبقات المكونة للغلاف الجوي، وتبدأ فوق طبقة الستراتوسفير تمامًا، وتمتد إلى ارتفاع 85 كيلومترًا أي (53 ميلًا)، وأكثر ما يميزها هو احتراق النيازك فيها بكثرة، وكذلك تُعتبر أكثر الطبقات في الغلاف الجوي من حيث البرودة، وشدة برودتها كافية من أجل تجميد بخار الماء، ومن ثم يتحول إلى سحب ثلجية تُعرف باسم السحب الليلة المضيئة نظرًا لما يشع منها من ضوء أثناء سقوط أشعة الشمس عليها وقت الغروب وبعده.
ثيرموسفير
يدل اسمها على (الغلاف الحراري) إذ أنها تعمل على استقبال طاقة كبيرة جدًا من الشمس، وتبدأ طبقة الغلاف الحراري فوق طبقة الميزوسفير تمامًا، وتمتد إلى ارتفاع 600 كيلومتر أي (372 ميلاً)، وأهم ما يميزها حدوث الشفق القطبي والأقمار الصناعية فيها.
الأيونوسفير
وهي تُعتبر طبقة مليئة بالإلكترونات، الذرات، الجزيئات المتأينة، والتي تمتد من ما يقرب من 48 كيلومترًا أي (30 ميلًا) فوق السطح وحتى حافة الفضاء بالقرب من 965 كيلومترًا أي (600 ميل)، وتتداخل في الغلاف الجوي والغلاف الحراري.
وتقوم تلك المنطقة الديناميكية بالنمو والتقلص تبعًا إلى ظروف شمسية، وكذلك فهي مقسومة إلى أجزاء فرعية: (D و E و F)، وذلك التقسيم قائم على الطول الموجي الخاص بالإشعاع الشمسي الممتص، وهو يُعد كرابط هام في سلسلة التفاعلات التي تحدث ما بين الشمس والأرض، وتلك المنطقة هي التي تؤدي إلى إمكانية الاتصالات اللاسلكية.
إكزوسفير
تُعرف تلك الطبقة باسم الغلاف الخارجي، وتمتد من الجزء العلوي من الغلاف الحراري حتى 10000 كم (6200 ميل)، وتشتمل على جزيئات غازي الأكسجين والهيدروجين ولكن بشكل قليل.
الغلاف المغناطيسي
وفيه تقوم الأرض بالعمل وكأنها مغناطيس كبير بحيث تعمل على حبس الإلكترونات (الشحنة السالبة) والبروتونات (الموجبة)، ومن ثم تتركز تلك الجزيئات بنطاقين على ارتفاع ما بين 3000 و 16000 كيلومتر فوق الأرض.
شرح
طبقة التروبوسفير
تٌعتبر التربوسفير هي أقرب
طبقات الغلاف الجوي
من ناحية الأرض، ويعود الأصل في كلمة التروبوسفير إلى (اليونان) ومعناها (المتغير)، وتُعد من أهم الطبقات لسطح الأرض، إذ يُطلق عليها (طبقة المناخ) نظرًا لأن كافة الظواهر المناخية مثل (الأمطار، الرياح، الضباب، الرطوبة، الغيوم، الضغط الجوي) تتم بها، بالإضافة لاحتوائها على غالبية بخار الماء الذي ينتشر بالجو.
ومن الجدير بالذكر أن طبقة التروبوسفير هي أدنى طبقة من طبقات الغلاف الجوي للأرض، وكذلك فإنها الطبقة التي تعمل التغييرات التي تحدث بها على التأثير بصورة كبيرة في البيئات الزهرية والحيوانية، وتمتد من سطح الأرض إلى ارتفاع يصل لما يقرب من 30000 قدم في الأجزاء القطبية، وحوالي 56000 قدم عند خط الاستواء، مع وجود بعض الاختلافات الناتجة عن الطقس.
وتشتمل تلك الطبقة على ما يصل إلى 80٪ من كتلة الغلاف الجوي للأرض، وتُعتبر هي الطبقة الأكثر في كثافتها من كافة طبقات الغلاف الجوي الأخري والتي توجد أعلاها، نظرًا لكون أكبر وزن الغلاف الجوي يقع قمتها ويترتب عليه انضغاطه بشدة، بالإضافة إلى أن 50% من الكتلة الكلية للغلاف الجوي تقع بالجزء السُفلي من طبقة التروبوسفير والذي يبلغ 18000 قدم. [3]
أهمية طبقة التروبوسفير بالنسبة للكائنات الحية
إن
أهمية الغلاف الجوي
لكوكب الأرض كبيرة جدًا، وعلى هذا فتصبح طبقة التروبوسفير كذلك من أهم طبقاته، نظرًا لأنها الطبقة التي تعيش بها جميع الكائنات الحية من البشر، الحيوانات، النباتات وغيرها، وكذلك فهي الطبقة التي تمد الأرض بالطقس، وفي التالي أهمية طبقة التروبوسفير للكائنات الحية: [3] [4] [5]
يحدث فيها طقس الأرض
هي الطبقة التي يتم فيها تقريبًا غالبية طقس الأرض، إذ أنه تم إيجاد كل بخار الماء أو الرطوبة الموجود بالغلاف الجوي فيها، كما أنها تشتمل كذلك وبصورة أساسية على كافة أنواع وأجناس السحب المتعلقة بالطقس والتي تنتج بفعل دوران الرياح النشط.
وفي حين أن السحب الرعدية الطويلة للغاية يمكنها اختراق التروبوبوز من الأسفل ثم الارتفاع إلى الجزء السفلي من الستراتوسفير، إلا أن غالبية أنشطة الطيران التقليدية تتم بطبقة التروبوسفير، وهي الوحيدة من الطبقات التي من الممكن الوصول إليها من خلال الطائرات التي تعمل بالمروحة، وبالتالي يصبح لها أهمية كبيرة بالنسبة للكائنات الحية. [3]
تنخفض درجة الحرارة مع الارتفاع في طبقة التروبوسفير
هناك اختلاف بين التروبوسفير والستراتوسفير في المزج السريع لهواء التروبوسفير غالبًا، وقد تم الذكر بأن التروبوسفير “طبقة مضطربة”، وذلك الاضطراب يرتبط بشكل جزئي بالمظهر الحراري لطبقة التروبوسفير، وتقل درجة الحرارة كلما تم الارتفاع بمعدل 6 درجات مئوية لكل كيلومتر.
تعمل تلك الظاهرة على الحمل الحراري بسرعة للهواء من الطبقات الموجودة بالأدنى إلى الارتفاعات العليا بطبقة التروبوسفير، وذلك الحمل يسير جنبًا إلى جنب مع تكون السحب، وتُعرف بالغيوم الحملية مما ينتج عنه سقوط الأمطار وهو أمر هام لجميع الكائنات الحية.
التروبوسفير محمي من الأشعة فوق البنفسجية القاسية
تلك الطبقة تكون محمية من الأشعة فوق البنفسجية الصلبة التي تأتي من الشمس من خلال وجود الطبقات العليا من
الغلاف الجوي
، أي بفعل طبقة الأوزون التي توجد في الستراتوسفير، وبفعل تلك الحماية تصبح الكثير من الجزيئات مستقرة أكثر بطبقة التروبوسفير ومن بعدها أي مكان آخر بالغلاف الجوي، ومن الجدير بالذكر أن هذه الحماية هي التي تُمكن من قيام الحياة على سطح الأرض. [4]
تحدث دورة المياه في
طبقة التروبوسفير
إن دورة المياه كذلك تتم في تلك الطبقة من الغلاف الجوي، وتُساهم دورة المياه بتكون السحب، والتي من دورها إنشاء الأمطار والصقيع والثلج والأمطار المتجمدة.
تنظيم درجة حرارة الهواء
مع الارتفاع سوف تقل درجة الحرارة وكمية بخار الماء في تلك الطبقة بسرعة، ومن الجدير بالذكر أن بخار الماء هامًا، إذ أنه سيعمل على امتصاص الطاقة الشمسية والإشعاع الحراري من سطح الأرض، مما يترتب عليه تنظيم درجة حرارة الهواء. [5]