العوامل التي تعيق الفهم القرائي
عوامل
تعيق الفهم القرائي
إن الفهم القرائي يُعتبر من المفاهيم الهامة التي تعلقت بالرؤية الخاصة بطبيعة ومفهوم القراءة، ومن أجل ذلك تُعد مطلب تعليمي، لغوي، تربوي، ومن الجدير بالذكر أن الهدف من عملية القراءة يكون الفهم، إذ أن القراءة بدرون الفهم لا يمكن أن تُعتبر قراءة بالمفهوم الصحيح لها، لأنه من العمليات المعقدة التي تأخذ عدة مستويات مختلفة.
كما أنها تسلتزم وجود بعض القدرات العقلية بأنواعها، وكذلك وقت كبير من التدريب، إذ أن الموضوع يحتاج إلى معرفة مفهوم
نظريات الفهم القرائي
و أهمياته، مبادئه، مستوياته، الأسس التي يقوم عليها، ومهاراته، واهم العوامل التي تؤثر به، وكيفية الحد من عوائقه، وفيما يلى العوامل التي تُعيق الفهم القرائي: [1]
الملل
القارئ الذي يشعر بالملل لا بد أن يشعر بسوء فهم المقروء، إذ أن قلة الاهتمام والملل يجعلان الصغار بشكل خاص غير منتبهين لما يقرؤونه، وربما أن بعضهم من الأذكياء قد يجدون القصة أو ما يقرؤونه سهل بصورة كبيرة مما يُكون شعور الملل داخلهم، وحينما لا يُبدي الآخرون بعض الاهتمام والتركيز بما يقرأه الأطفال ينتح عنه التأثير في
ظروف الموقف القرائي
،
والذي من الممكن أن تُعيق عملية الفهم.
فك تشفير الكلمات الفردية
يعمل فك تشفير الكلمات الفردية في قلة فهم القراءة ويمكن أن يصل الأمر إلى درجة المنع، وفي حال أن المادة المخصصة للقراءة مُتضمنة العديد من المفردات التي لا يعرفها القارئ، فسيكون تركيزهم الكبير على فك التشفير وليس الفهم للمقروء.
مما سيؤدي إلى تخلي العديد منهم ببساطة عن محاولة قراءة المطلوب منهم، فإن الأطفال الذين يدرسون اللغة الإنجليزية كلغة ثانية، والأطفال التي لا تُشاركها عائلاتها في المحادثة وغير مهتمين بالقراءة لن يتمكنوا في الغالب من فهم الكلمات التي يقولها الأطفال الآخرون في الصف.
النص الصعب
إن بعض الطلاب يعتبرون النص الصعب بمثابة التحدي بالنسبة لهم، ولكن يوجد أطفال آخرين يصبح هذا محبط كثيرًا لهم، إذ أنهم قد يستسلمون ولا يكملون القراءة، وربما يكون محتوى المقروء مناسب للمستوى العمري للطفل إلا أنها صعبة للغاية على كافة الأطفال.
هذا فضلًا عن عدم القدرة على التعرف على الكلمات، وقد يكون النص غير مألوف بالنسبة لهم أو أن المحتوى معقد جدًا فيؤدي إلى عدم فهم المقروء، فاللغة تُعد من
عناصر الفعل القرائي
ولذلك تؤثر في الفهم.
نقص اللغة الشفوية
في الغالب يرتبط نقص اللغة الشفوية بعدم فهم المقروء، إذ أن الأطفال الممتلكين للمفردات المحدودة وطلاقة القراءة الشفوية سيواجهون بعض العسر في فهم المكتوب، وقد أكدت الأبحاث الحديثة أن زيادة التدريبات على اللغة المنطوقة أدى إلى تطور ملحوظ في فهم اللغة.
اضطراب المعالجة المرئية
إن اضطراب المعالجة المرئية له تأثير على فهم القراءة عند الطلاب في حال تخطوا السطور أو الكلمات، وربما لا يستطيعون كذلك الحكم على المسافة والعمق وعكس الأحرف والأرقام، وفي الغالب ما يعاني الأطفال ممن لديهم مشكلات في الإدراك البصري من ضعف القدرة على التنسيق ما بين العين واليد، ومن الممكن لاضطراب المعالجة المرئية التأثير على فهم القراءة وكذلك المهارات الرياضية والحركية.
الذاكرة الضعيفة
إن الذاكرة الضعيفة ومهاراتها يؤثران على التعلم وكذلك على فهم القراءة، وفي جامعة فاندربيلت أجرى الباحثون بعض التحقيقات في جوانب القصور المُعينة في الفهم القرائي أو (S-RCD)، ومن ثم اكتشفوا من الفحوصات التي أجروها على الدماغ أن الأطفال ممن يعانون من صعوبة القراءة يوجد عندهم اختلافات في جزء مختلف من الدماغ بالنسبة للأطفال الذين يعانون من ضعف في فهم القراءة.
قلة المفردات
من المحتمل أن تتسبب قلة المفردات في ضعف فهم القراءة، ففي حال أن الأطفال لا يدركون معنى ما يقرءوه من كلمات، سيؤدي ذلك إلى فقد معنى القصة أو الفصل، فلن يحاول الكثير منهم تكليف أنفسهم مشقة فك شفرة المفردات المجهولة، وبشكل خاص الطفل الذي لديه ضعف في فهم القراءة إذا وجد أن هناك العديد من الكلمات لا يعرف معناها.
فرط الحركة ونقص الانتباه
في الغالب ما يوجد لدى الأطفال المصابون باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه صعوبات في التركيز على مهمات تتضمن القراءة، إذ أنهم في حال لا يتمكنون من التركيز، فلن يستطيعوا فهم ما تم قراءته، وهنا لا تكمن المشكلة في عسر القراءة بقدر ما تكمن في عدم المقدرة على الجلوس بدون حركة والتركيز لمدة كافية حتى تنتهي القصة.
العوامل
المؤثرة في
الفهم القرائي
الفهم القرائي من العمليات المعرفية التي تحتاج إلى مهارات واستراتيجيات لا يمكن حصرها، وقد تم تشكيل الكثير من البرامج لتطوير فهم القراءة ومنها: (القراءة الصيفية، القراءة للنجاح، نوادي كتب الطلاب، ومعركة الكتب)، وعلى الرغم من ذلك تبعًا لتقارير وزارة التعليم الأمريكية يتقدم عدد كبير من الطلاب كل عام دون امتلاك مهارات القراءة اللازمة.
وكما أن هناك مجموعة من
العناصر التي تؤثر في الفعل القرائي
كالكاتب، والنص فكذلك يوجد عوامل مؤثرة في الفهم القرائي، ومنها المعرفة الخلفية، المفردات، الطلاقة، مهارات القراءة النشطة وجميعها يلزم أن تعمل معًا، ومن الممكن أن يعمل الوالدان على تعليم أبنائهم تطبيق المهارات المعرفية لتطوير فهم القراءة، وفي التالي توضيح كلًا منهم: [2]
خلفية معرفية
المعرفة الخلفية لها دور رئيسي في فهم القراءة، فعند محاولة فهم المقروء يعتمد القارئ على ما لديه من معرفة خلفية حتى يتمكنوا من ربط ما يعرفونه فعليًا بالنص الذي يقرؤونه، وتشتمل المعرفة الرئيسية على تجارب العالم الواقعية والقارئ والمعرفة الأدبية، ويساهم ربط أوجه التشابه في المعرفة الأساسية والنص لدى الأشخاص على أن يصيروا قراء نشطين، مما سيطور فهمهم للقراءة.
كلمات
إن اتقان الطلاب لمهارات المفردات أم لا له دور في التأثير على فهمهم لما يقرءونه، ولا بد أن يكون الطلاب متمكنين من فهم كلمة مألوفة والعلاقة التي تربطها بالكلمات الأخرى في النص، ويشتمل إتقان الكلمات على التعرف على جزء الكلمة من مجمل الكلام والمفهوم، أدلة السياق الهامة، وكيف تعمل في الجملة، ويمكن أن تُساهم استراتيجيات الكلمات تلك في تحسين الفهم إذ أنها من
أسس الفهم القرائي
.
الطلاقة
إن القراءة بطلاقة تُمكن الطلاب من الاحتفاظ بالمعلومات بشكل دقيق وتعبير وسرعة كبيرة، كما أن المقدرة على القراءة بطلاقة تتطور عن طريق ممارسة القراءة، ففي حال أن الطلاب صاروا قراءًا بطلاقة سيحتاجون إلى وقت أقل في محاولتهم لفك رموز معاني الكلمات، والكثير من الوقت للتفكير في المعنى العام للجمل، ومع الوقت سوف يطور القراء قدرتهم في الاستجابة الثاقبة للنص.
القراءة النشطة
عادةً يعتمد القراء المبتدئين على القراء الماهرين لكي يرشدونهم أثناء القراءة، ومع تعزيز قدرة القراء سوف يصبحون قادرين على مراقبة فهم القراءة، ومن الممكن أن يوجه الطلاب قراءتهم بنشاط عن طريق التعرف على مشكلات الفهم وإصلاحها عندما تحدث، وهذا يتم بواسطة تذكر ما تم قراءته أو إلقاء الأسئلة على أنفسهم وربما تقييمهم للنص.