تعريف المنظور والظل والنور

تعريف

المنظور

إذا كنت من محبي الفن و الرسومات فإنك بالطبع قابلت بعضاً من الرسومات المختلفة التي بالتأكيد تركت بداخلك أثراً و جعلتك تّطرق الباب باحثاً عنها الا وهي الرسومات المجسمة التي تبدو و كأنك تُشاهد المنظر من اتجاهات و زوايا مختلفة و انت ثابتاً في مكانك . [1]

علي سبيل المثال ، مجسم المكعب الذي إذا شاهدته من ناحية واحدة فقط فإنه سوف يظهر بشكل المربع اما إذا شاهدته من زوايا مختلفة فسوف يظهر إليك المكعب بزواياه الثمانية المجسمة . فيتعمد الفنانون ان يوصلوا المشاهد إلي احساس وهمي ان الشكل حقيقي امامهم بإستخدام عدد من الخطوط المتقاربة و زوايا معينة بالإضافة إلي تناسب معين في الظل و النور فيما يسمي بالمنظور .

المثير للدهشة انك يمكنك فهم ما هو المنظور فقط من خلال اسمه و هو يعني منظور او نظرة الشخص لإتجاه معين للصورة  من ناحية معينة فلابد  و ان تظهر بأبعادها و اتجاهتها المختلفة.و تكمن

اهمية المنظور

في أنه يساعد الفنانين في إعطاء قيمة للوحاتهم و إيصال الفكرة بشكل مبسط و جميل . و مما لا شك فيه  ان المنظور و التظليل من أهم التقنيات في تمثيل صورة اقرب للواقع .

ولابد ان نعلم جيداً أن للمنظور علاقة وتيدة بالظل و النور وله تقنية مهمة للغاية لخلق الاحساس الوهمي أن الاشياء حقيقة .و بدأ استخدام الظل و النور  بعد اختراع المنظور في القرن الخامس عشر فقد ساعد الظل الفنانين في  جعل لوحاتهم واضحة وضوحاً صارخاً و أقرب الي الواقع إلي حدا كبير  .فبدون النور في حياتنا لا يمكن رؤية اي شئ ولكن يمكنك التعرف علي الجسم من خلال ظله. وفيما يلي مثال من

رسومات المنظور و الظل و النور

:

تعريف المنظور والظل والنور

تعريف الظل

يُخلق الظل من النور او الضوء. فالظل ليس بالشيئ الملموس او الموجود لوحده فعندما يُسلط الضوء علي جسم معين يظهر شكل معتم علي السطح نتيجة حجب الجسم للضوء . فبدون وجود الظل في الرسومات ستبدو مسطحة وبلا حياه . فالظل يعتبر مهماً لرسم المجسمات و من خلاله نستطيع ان نعرف اتجاه الضوء [2]

انواع الظل

  • ظل ذاتي: الجزء الغير معرض للضوء.
  • ظل ساقط: هو ذلك الظل الذي يتكون من حجب الجسم لشعاع الضوء
  • ظل ساقط ذاتي : فعلاقته بالظل الذاتي انه اسقاطه على سطح الجسم .

تعريف النور

هو ضوء مباشر من مصدر ضوئي . وللحصول علي الظل يمكنك عمل التسليط المباشر من المصدر علي الجسم مباشرةً. حيث ان حجم و إتجاه الظل الناتج يعتمد علي كمية و نوع الضوء و اتجاهه ايضاً . ولابد ان تعرف عزيزي القارئ ان قوة الاضاءة تتناسب تناسباً عكسياً مع دقة العمل الفني اي  انه كُلما كانت الاضاءة سيئة كان تصميمك اقوي .

انواع الاضاءة

  • الاِضاءة الامامية : في حالة هذه الاضاءة لا توجد ظلال تقريباً تساعدنا علي الاحساس الوهمي ان الصورة حقيقية . و في هذه الحالة الرسومات تكون باهتة لعدم و جود العمق و الملامح بالتناسب مع الظل .مثلا كأستخدام الفلاش الموجود علي الكاميرا .
  • الاضاءة الجانبية : و هي الأكثر شيوعاً حيث تساعد هذه الاضاءة علي تحديد الوهم ذي الابعاد الثلاثة من خلال منحناً جانبياً . و هو افضل حل للرسامين لإبراز الملامح و الاحجام .
  • الاضاءة الطرفية : تأتي فيه الاضاءة من الخلف ولكن يجب ان ان تعلم ان يكون ثلاثة ارباع الجسم او اكثر في الظل وربعاً فقط في النور . و تعطي هذه الاضاءة تأثيرا رائعا في الرسم
  • الاضاءة الخلفية : كما يوحي الاسم ، يكون مصدر الضوء خلف موضوعك و هو مشابه الي حداً ما الاضاءة الطرفية ولكن مع القليل جدا من الإضاءة . ويجد الفنانون من الصعب رسم الاجسام في هذا الوضع و لكنه يعتبر مهما و جيدا لخلق الدراما . [3]

وقبل الخوض في معرفة

اساسيات المنظور والظل والنور

لابد ان نتعرف علي بعض المصطلحات العامة الموجودة في المنظور التي تساعدنا اكثر  الا و هي :

  • خط الافق : هو الخط الافقي الذي يقع علي مستوي عين الناظر
  • نقطة التلاشي : هي نقطة التلاقي في مالانهاية ، تقع علي خط الافق و فيها تلتقي خطوط اسقاط المنظور .

اساسيات المنظور و الظل و النور

  • يجب ان تكون كل الخطوط في وضع التوازي و تلتقي فقط علي نقطة التلاشي .
  • كل الخطوط العمودية و الافقية تظل علي حالها دون تغير .
  • تتقارب الخطوط العمودية كلما ابتعدنا عن عين الناظر.
  • تصغر السطوح العلوية كلما اقتربت من خط الأفق, وتكبر السطوح الجانبية كلما ابتعدت عن نقطة التلاشي. [4]

ولابد لك ان تعرف ان كل هذه الاساسيات لابد و ان تلتحم إلتحاما دقيقا للغاية مع تناسب الظل و النور . و كُن علي دراية تامة  بكيفية وضع كلا منهما علي اختلاف

انواع المنظور

الذي نتعامل معه .

انواع المنظور


منظور النقطة الواحدة

يعطينا ليوناردو دافنشي خير مثال لمنظور النقطة الواحدة اثناء دراسته للمنظور عام ١٤٨١ حيث نلاحظ في عمله الفني للمنظور  كيف تلتقي الخطوط في نفس المكان في نقطة واحدة فقط .و يعتبر منظور النقطة الواحدة من اسهل انواع المنظور الخطي لاحتوائه علي نقطة تلاشي واحدة . مثال منظر السكك الحديدية او المناظر الداخلية الامامية .


الاستخدام

  • إنشاء نقطة مركزية قوية و ذلك لتوجيه انتباهنا إلي المتعامد
  • جعل المُشاهد قريب من المنظر الامامي و رؤية جانب واحد فقط .
  • عرض ما ترسمه بشكل عمودي .


منظور النقطتين ” المنظور الزاوي ”

يتكون من نقطتين تلاشي علي جانبي خط الافق و لا تحتاج ان تكون داخل مستوي الصورة . مثال ، منظر ركن في الطريق .


الاستخدام

  • عندما يكون امامك جانبين متعامدين من الشكل
  • لتصور شكل غير متعامد.


منظور ثلاث نقاط

يتكون هذا المنظور من ثلاث نقاط تلاشي حيث ان اثنان منها علي خط الافق و الثالثة اما مرتفعة فوق الخط او تحته . و يعمل الفنانون علي استخدام طريقتين لرسم نوعين هذا المنظور و هما :

  • رؤية عين الدودة :-  تخيل نفسك و انت تنظر إلي اعلي بمعني آخر ان خط الافق منخفض جدا
  • رؤية عين الصقر :- كسوبر مان و هو يحلق فوق مدينة و ينظر إلي اسفل . [5]


منظور متعدد النقاط

هذا النوع من المنظور يمكن ملاحظته في العالم من حولنا . حيث ان هناك أكثر من نقطتين تلاشي علي خط الافق . مثال ، رسم الدرج .


الاستخدام

  • لا تقع الاشياء في المشهد الذي امامنا في نفس الشبكة المتعامدة
  • عند رسم و تخيل الطرق المنحنية


المنظور المنحني “الموجي ”

يختلف هذا النوع عن المنظور الخطي الي حدا كبير و ذلك لإحتواءه علي منحنيات و يحتوي ايضاً علي اربع او خمس او ست نقاط تلاشي و يمكن تقسيمها إلي

  • اربع نقاط تلاشي : مجال رؤية اسطواني
  • خمس نقاط  تلاشي : مجال رؤية نصف كروي
  • ست نقاط تلاشي : مجال رؤية كروي

و عندما نسلط الضوء علي

فن المنظور

فسوف نلاحظ تصارع الفنانون منذ فجر التاريخ مع الطبيعة و قوانينها لإنشاء الابعاد الثلاثة للعالم من حولنا بإستخدام المنظور و الايقاع و التنوع و الخط و غيرها من الابتكارات المذهلة حولناو عند تطبيق كلمة المنظور في عالم الفن فإنه يشير إلي التصوير الدقيق للكائنات من حولنا .

و يعتبر من اهم إنجازات المنظور العظيمة حولنا هي إدراك ان العالم حولنا ليس مسطحاً و أن الاشياء تبدو اصغر او اكبر حسب الحركة و البعد . ففي القرن العشرين هاجم الفن التجريدي و غيره من الفنون علم المنظور و لكن رفض الفنانون و غيروا هذا المفهوم لكي يبقي معنا إلي وقتنا هذا . [6]

تكمن هنا الاجابة عن

ماهي الغاية من المنظور

في تبسيط الاشكال و جعلها اكثر واقعية و دقة عن ما كانت عليه. و توصيل خيال  الفنان للشكل الذي تصوره في مخيلته للمّشاهد من خلال التحكُم في الابعاد الثلاثية و تناسب الظل و النور و جعله يظهر بأدق التفاصيل كما لو كان المشهد علي الطبيعة .