دور الطالب في الانضباط المدرسي
مفهوم الانضباط المدرسي
يعرف الانضباط في اللغة بأنه السيطرة على الأفعال والتصرفات بهدف التحسين والتطوير الشخصي والمجتمعي، أما
الانضباط المدرسي
فهو أحد الأدوات التي تساعد المعلمين في إيصال المعلومة إلى طلابهم بأفضل صورة واستعمال الوسائل التعليمية بكفاءة عالية، ولعل الانضباط بالمدرسة ينبع بدايةً من الأسرة وكيفيتها في تربية أبنائها وتنشئتهم على السلوكيات القويمة، بالإضافة إلى ما تقوم المدرسة بفرضه من قوانين صارمة مقابل من يخترق ما قامت المدرسة بتحديده من قوانين تتعلق بتحقيق الانضباط. [1]
وبالتالي فإن الانضباط المدرسي يمثل الالتزام بالصفات الحميدة والأخلاق النبيلة التي دعا إليها القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة، والالتزام بالضوابط والقوانين الموضوعة من قبل إدارة المدرسة منها ما يتعلق بالمعلمين وأخرى تخص الطلاب الذين لهم دور بالغ الأثر في تحقيق الانضباط المدرسي وهو ما يمتد بالنفع إلى العملية التعليمية بشكل عام ومن خلال تطبيقه تتحقق
أهداف التعليم عن بعد
.
دور الطلاب في تحقيق الانضباط المدرسي
الطالب من أكثر الشخصيات الفعالة في العملية التعليمية ولهم دور هام في تحقيق الانضباط المدرسي مع العلم أن
الانضباط المدرسي عن بعد
يختلف عنه في ظل الالتزام بالحضور في المدرسة، ولعل من أبرز الأمور التي يتحقق من خلال التزام الطلاب بها تحقيق ذلك الانضباط ما يلي:
-
الامتناع عن التأخير عن حضور طابور المدرسة الصباحي الذي يتم تنظيمه من قبل أسرة الإذاعة المدرسية في بداية كل يوم دراسي.
-
التزام الطلاب بعدم اصطحاب الهاتف الجوال إلى المدرسة حيث إن جميع إدارات المدارس تقرر في لوائحها التنظيمية ضرورة عدم اصطحاب الطلاب للجوالات.
- الالتزام بارتداء الزي المدرسي أو الزي الرياضي وفق كا تحدده المدرسة لكل مرحلة دراسية، والامتناع على كلاً من الطلبة والطالبات من مخالفة ذلك الزي أياً كان السبب.
-
امتناع الطالبات عن وضع الكحل أو مساحيق التجميل أو ارتداء الإكسسوارات أو
العدسات اللاصقة
، كما يتعين عليهن عدم إطالة الأظافر أو وضع طلاء الأظافر بأي لون كان.
-
التزام الطلاب بعدم إطالة الشعر أو صبغه حيث يمثل الشعر أحد مظاهر التزام الطالب وانضباطه مدرسياً.
-
عدم اصطحاب أي نوع من اللألعاب مثل المفرقعات أو الطائرات الورقية والبالونات وما إلى نحو ذلك.
-
الامتناع التام عن التلفظ بكلمات منافية للآداب او التحدث بألفاظ نابية أو التطاول بالصوت العالي أو النظر تجاه أحد أعضاء التدريس أو الإدارة المدرسية.
- يتكفل الطالب بإصلاح أي إتلاف أو تخريب متعمد لأياً من أدوات أو ممتلكات المدرسة.
-
على الطلاب الامتناع عن الخروج من الفصل خلال الحصص للشراء من المقصف.
-
الامتناع عن إقامة أي نوع من الحفلات مثل أعياد الميلاد داخل المدرسة ويستثنى من ذلك فقط المناسبات والحفلات الرسمية المقررة من قبل وزارة التعليم وإدارة المدرسة.
-
على الطلاب الالتزام بالامتناع عن التدخين بالحرم المدرسي أو بالحافلات المدرسية.
-
الالتزام بمواعيد ركوب الحافلات والجلوس بما يتم تحديده لكل طالب من المقاعد والحرص على التمسك بالهدوء داخل الحافلات للمحافظة على السلامة العامة للطلاب.
-
احضار الطالب جميع الأدوات المدرسية حسب الجدول المدرسي ووفق متطلبات كل مادة.
-
الحرص على الهدوء التام واليقظة خلال الحصص والاتزام بعدم إحداث أي فوضى أو شغب
.
-
عدم الخروج من الفصول فيما بين حصة وأخرى والاستعداد من قبل الطلاب للحصة القادمة حتى يحضر مدرس المادة إلى الفصل.
-
الالتزام بما تم وضعه من
قوانين التعلم عن بعد
في ظل اتباع نظام التعليم الإلكتروني.
دور الأسرة في الانضباط المدرسي
فوائد الانضباط المدرسي
في سير العملية التعليمية لا يمكن إحصائها وللأسرة دور كبير في ذلك حيث تعد هي المربّي الأول للطلّاب، تقوم منذ ولادته ونعومة أظافره بتشكيل أغلب جوانبه الأخلاقيّة والسّلوكيّة، ودوماً ما يقتبس الأطفال من أمّهاتهم وآبائهم معظم ما يقومون بفعله من أمور وما يُرددونه من عبارات، إذ يقلدونهم في كل شيء بما يجعل الطفل هو مرآة والديه، لذا يقع على عاتق بشكل رئيسي أن تُعوّد أبناءها على الانضباط منذ صغرهم، وكذلك النظام والنظافة، الأمر الذي يؤهّلهم لتقبل الالتزام بقوانين الانضباط المدرسيّ بيسر وسهولة من تلقاء أنفسهم؛ وفي ذلك الصدد هناك حكمة عربية شهيرة تقول (من شبّ على شيءٍ شاب عليه).
ولكن إن لم تقوم الأُسرة بتعويد أبنائها على الانضباط؛ فسوف تقوم المدرسة من خلال تطبيقها لقوانين الانضباط بإتاحة الفُرصة لهم في تعلم ذلك، ولكن اتباعهم لقوانين الانضباط بالمنزل؛ يجعلها تصبح عادة بالنسبة إليهم، وبالتالي، يُطبّقونها في المدرسة بسلاسة، ومن أبرز صور تعليم الأسرة الانضباط لأبنائها ما يلي:
- تهذيب سلوك الأبناء عن طريق إرشادهم وتعليمهم كيفية التمييز بين الخطأ والصواب.
- منح الأطفال مساحة لكي يشعروا بالحرية في التصرفات وبالوقت ذاته يقوم الوالدين بمراقبة سلوكياتهم وأفعالهم.
- المتابعة الدورية فيما بين أولياء الأمور والمدرسة عن طريق تفعيل الاجتماعات ما بين المعلمين وأولياء الأمور فيما كان يطلق عليه (مجالس الآباء).
- معاملة الأبناء بالرفق واللين والامتناع التام عن الاعتداء عليهم بالضرب لكي لا يترتب على ذلك تعرضهم للمشكلات النفسية أو انتهاج ذلك السلوك مع زملائهم وأقرانهم وتحول شخصياتهم إلى الميل نحو العدوانية.
- على الأسرة الحرص على ضبط مسار حياة الأبناء العلمية والعملية والمتابعة مع المدرسة لمستوى أبنائهم الدراسي وسلوكهم الأخلاقي بصفة مستمرة.
- المناقشة الحرة بين كافة أفراد الأسرة عن طريق التعبير عن الآراء وطرح الأفكار، وعرض المشكلات التي يتعرض إليها كلاً منهم كبار وصغار وترك مساحة للأبناء ختى يقدموا بعض الحلول والبدء في مناقشتها بحرية.
دور المدرسة في تحقيق الانضباط المدرسي
تواجه الكثير من المدارس وأعضاء الكادر التعليمي من معلمات ومعلمين بعض المشكلات المختلفة والمتنوعة بصورة يومية، ومن أبرز المشكلات تلك انعدام الانضباط إذ يمكن حل مسألة عدم الانضباط المدرسي عن طريق قيام إدارة المدرسة لدورها بذلك الصدد حيث تمثل المدرسة مؤسسة تهدف لإعداد جيل قادر على تطوير المجتمع ويتمثل دورها في تحقيق الانضباط بما يلي: [2]
- على المدرسة توفير ما يلزم من أنشطة وبرامج التثقيفية تعمل على جذب الطلاب إلى المدرسة وتحببهم بها.
- توفير جميع ما يلزم الطلاب من أدوات ومن أمثلتها الأدوات الرياضية أو الأدوات الموسيقية من أجل إتاحة الفرصة لهم في ممارسة أنشطتهم المفضلة.
- إقامة حفلات لتكريم للمتفوقين من الطلبة والطالبات، بالإضافة إلى تكريم الطلاب الملتزمين بالحضور حتى لكي يصبحوا قدوة لزملائهم، وتشجيعهم على الانضباط المدرسي والحضور.
- خلق علاقات اجتماعية فيما بين الطلاب بما يسمح بتحقيق الوظائف التربوية الهامة وتنشئة الطلاب بطريقة سوية صحيحة.
- الحرص على تقويم الطلاب من مختلف الجوانب العقلية، العاطفية والجسمانية لكي تصبح شخصيته قوية متزنة، وتعليمهم مهارة التفكير التي تنتج عن العمل الجماعي بين الطلاب، وتكوين الصداقات، والقيام بالكثير من الأنشطة المتنوعة.
- تنمية قدرة الطالب على حل المشكلات التي قج تواجهه، وتحمل المسؤولية الواقعة على عاتقه.
دور المعلمين في تحقيق الانضباط المدرسي
يقع على عاتق المعلم العديد من المهام والأدوار التي يتحقق من خلالها الانضباط المدرسي داخل الفصل والحرم المدرسي ومنها:
- الحرص على عدم توجيه اللوم إلى الطالب المخطئ أمام زملائه الطلاب لكي لا يؤثر ذلك على ثقته بنفسه وقوة شخصيته.
- على المعلم أن يكون قريباً من الطلاب ودوداً معهم لكي ينصتون لما يقوله باهتمام ويقدرونه ويحترمونه.
- ينبغي على المعلم أن يكون ذو شخصية قوية حتى يصبح قادراً على إدارة الفصل بحزم ونظام، وكذلك أن يكون مرناً لكي لا ينفر منه الطلاب.
- على المعلم أن يقوم بوضع بعض القوانين والقواعد التي تساعد الطلاب على فهم الانضباط المدرسي والهدف منه وبالتالي الالتزام بها، ولكن لا بد أن تكون الشروط تلك مرنة لكي يسهل تطبيقها.
- على المعلم عدم ألا يبدأ الحصة الدراسية إلا عقب التزام الهدوء التام من قبل الطلاب.
- مشاركة الطلاب أنشطتهم وهواياتهم المفضلة في الأوقات المخصصة لذلك حيث يعزز ذلك من الصلة بين الطالب والمعلم، إلى جانب ما للنشاط المدرسي من دور في تقوية شخصية الطالب وإكسابه مهارات هامة ومنها تطوير مهاراته الاجتماعية، تعزيز أدائه التعليمي والأكاديمي، تطوير قدراته ومهاراته. [3]