اغراض الأدب السعودي الحديث
تعريف الأدب السّعودي
يعد الأدب السعودي جزء من المنظومة العظيمة الخاصة بالأدب العربي الحديث ، ونسب الأدب إلى المملكة العربية السعودية ، وسمي بالأدب السعودي لأنه ينتمي إليها زمانيا ومكانيا ، فكانت بدايته متزامنة مع نشأة السعودية في عام ١٣٥١ ومستمر إلى الآن ، وهو حاصل نتاج شعرائها من الشعر والنثر ، ويعتبر العصر الجاهلي من أزهى العصور في
مراحل الادب السعودي
.
مراحل الأدب السعودي وتطوره
الأدب السعودي مثله مثل باقي الآداب الأخرى مر بمراحل نشأة ضعيفة ، ومراحل قوية ، ويتنوع بين الشعر الجيد والثمن حتى الشعر الضعيف الركيك ، وبالرغم من إهمال الإعلام والصحافة له ، وليس هو فقط بل أيضا أنواع الأخرى مثل الأدب اليمني ، والسوداني ، والمغربي ، إلا أنه ازدهر في الفترة الأخيرة وتطور ، وكان الكاتب محمد عبد المنعم خفاجي من أوائل الكتاب الذين اهتموا بالشعر السعودي ، فقام بذكره في كتابه (فصول من الثقافة المعاصرة) ،
وكذلك كان بكري شيخ آمين من الكتاب الذين أرخوا له ، وأحسنوا عرضه في الكتاب الخاص به، واختلفت مميزات كل فترة زمنية على حسب
العوامل المؤثرة على الشعر السعودي
في هذه الفترة.[1]
أغراض الشعر السعودي الحديث
لم تقتصر أغراض الشعر السعودي على المألوف بل اتسعت بمفهومها ، وتطورت ، وظهر بها أغراض حديثة ، ومن أهمها ما يلي :
-
شعر الدعوة الإسلامية : وهو نوع من الشعر يدعو إلى التخلي ب
القيم الإسلامية
، والأخلاق الدينية بصورة مباشرة ، فيكون في صورة حث على التزام الإنسان بقواعد الدين الإسلامي ومبادئه ، ويكون غير مباشر أيضا عن طريق أن يحصى الكاتب هذه المبادئ الإسلامية والأخلاق الحسنة بأسلوب الترغيب ، ولا يقتصر شعر الدعوة الإسلامية على المضمون فقط ، بل إن له خصائصه المستقلة التي تميزه عن باقي الأنواع . -
الشعر الاجتماعي : وهو الشعر الذي يعبر عن المجتمع الذي نعيش فيه ، والواقع المحيط بينا فيتناول قضية معينة من القضايا المجتمعية ، ويقوم بعرضها في صورة شعر ، ويقدم حلولا لها ، ويعد كل من أحمد العربي ، وعبد االله بـن خميس ، وسعد البواردي ، وعلى النعمي من
أشهر الشعراء السعوديين
الذين تميزوا في هذا النوع من الشعر . -
الشعر الوطني : وهذا النوع من الشعر خاص بحب الوطن والولاء له ورثاء حاله ، أو تعظيم أمجاده ، أو وصف معالمه وإنجازاته ، وتميز الكثير من الشعراء السعوديين عگفی مجال الشعر الوطني ، ولکن أبرزهم محمد حسن فقي ، وحسن القرشي ، وعبد الله بن إدريـس ، وغـازي
القصيبي ، وإبراهيم مفتاح ، وعلي صيقل .[2]
الاتجاهات التقليدية للشعر العربي والسعودي
-
الغزل : ويعتبر الغزل من أشهر وأهم مفاهيم الشعر العربي عامة ، والغزل يعبر عن تغنى الشاعر بمحبوبه ، وإظهار شوقه له ، وفي كل عصر يلمع نجم شاعر من شعراء الغزل ، وتنتشر قصته وقصائده بين العصور الأخرى ، ويختلف نوع
الغزل
على حسب البيئة التي يعيش فيها الشاعر ، واللهجة ، والعادات ، وينقسم الغزل إلى غزل صريح ، وغزل عفيف ، ففي الغزل العفيف يكتفي الشاعر بالتعبير عن أشواقه فقط ، بينما الغزل الصريح فيقوم الشاعر بوصف محبوبته ، وعرض مفاتنها .
ومثال على ذلك قصيدة امرئ القيس في الغزل
قفا نبك من ذِكرى حبيب ومنزل ::: بسِقطِ اللِّوى بينَ الدَّخول فحَوْملِ فتوضح فالمقراة لم يَعفُ رسمها :::لما نسجتْها من جَنُوب ، وَشَمْأَلِ ترى بَعَرَ الأرْآمِ في عَرَصاتِها ::: وقيعانها كأنه حبَّ فلفل كأني غَداة َ البَيْنِ يَوْمَ تَحَمَلوا ::: لدى سَمُراتِ الحَيِّ ناقِفُ حنظلِ
-
الرثاء
: وهو يشبه المديح ولكن يختص الرثاء بالأموات فقط دون الأحياء ، وفيه يبدأ الشاعر بوصف الشخص المتوفى ، ويذكر محاسنة ، وصفاته ، ويعبر له عن الألم الذي سببه الفراق ، وكان الرثاء منتشرا في العصور السابقة أكثر لانتشار الغزوات ، والحروب ، والضحايا ، وينقسم الرثاء إلى عدة أنواع منها الندب ، وهو البكاء على الشخص بشدة مع التمتمة ببعض الكلمات بالإضافة إلى النحيب ، أما النوع الثاني وهو التأبين فلا يوجد به نواح ، ولا صراخ، ولا بكاء ، بل يقتصر فقط على ذكر محاسن المتوفى ، بالإضافة إلى النعيم والعزاء أيضا .
ومثال على ذلك : قصيدة الخنساء في الرثاء
قذًى بعينكِ أم بالعين عوارُ؟ ::: أم ذرَّفت أن خلَت من أهلِها الدَّار كأنَّ عيني لذكراه إِذا خطرَت ::: فيضٌ يسيلُ على الخدَّين مدرارُ فالعينُ تبكي على صخرٍ ، وحقَّ لها ::: ودونه من جديد الأرض أستارُ
-
الهجاء : وهو من أشهر
أنواع الشعر في الجاهلية
، ويسمى أيضا بالمباراة الشعرية ، ويقوم بها الشاعر بهجاء شخص آخر أو قبيلة أخرى ، فيقوم بذكر عيوبهم ومساوئهم والتطاول عليهم ، ومعايرتهم بأسوأ ما فيها ، وتزكية نفسه عليهم ، ومن أشهر قصائد الهجاء هي قصيدة جرير يهجو
الفرزدق
.
ومثال على ذلك قصيدة المتنبي في الهجاء
من علم الأسود المخصي مكرمةً :::أقومه البيض أم أجداده الصيدُ ، أم أذنه بيد النخاس دامية ::: أم قدره ، وهو بالفلسين مردودُ هذا ، وإن الفحول البيض عاجزةٌ ::: عن الجميلِ فكيف الخصيةُ السودُ ؟
- وهناك أغراض أخرى كثيرة من الأغراض التقليدية كالمدح ، والحكمة والاعتذار ، ويختلف كل نوع منهما عن الأخر.
امثلة : قصيدة المتنبي في إحدى قصائده في المدح
يا سيف دولةِ دين اللَه دُم أبدا :::وعش برغم الأعادي عيشةً رغدا هل أذهَلَ الناسَ إلا خيمةٌ سقَطَت ::: من المكارِمِ حتى ألقت العمدا خرَّت لوجهكَ نحو الأرض ساجدةً ::: كما يَخِرُّ لوجهِ اللَه مَن سجَدا
قصيدة الراعي النميري في الوصف متوقع الأقران فيه شهبة :::هشُّ اليدين تخاله مشكولا كدخان مرتجل بأعلى تلعة :::غَرْثانَ ضَرَّمَ عرفجا مبلولا
قصيدة النابغة في الاعتذار
أتاني أبيتَ اللعنَ أنكَ لمتني ::: وتلكَ التي أهتمّ منها وأنصبُ فبتُّ كأنَّ العائداتِ فرشن لي :::هراسًا به يُعلى فِراشي ، ويُقْشَبُ حَلَفْتُ، فلم أترُكْ لنَفسِكَ ريبَة :::وليسَ وراءَ اللَّهِ للمَرْءِ مَذهَبُ لئنْ كنتَ قد بُلغتَ عني وشايةً ::: لَمُبْلغُكَ الواشي أغَشُّ ، وأكذَبُ ، ولكنني كنتُ امرأً ليَ جانبٌ ::: منَ الأرضِ ، فيه مسترادٌ ومطلب [3] ، وبعد وصولنا لنهاية المقال يراودني سؤال عن
عوامل ازدهار الأدب السعودي
، والتي يجب معرفتها حتى يكون القارئ ملماً بكل ما يتعلق بالأدب السعودي .