متى يسقط ترتيب الصلوات


لماذا ومتى يسقط ترتيب الصلوات

الصلاة ركن من أركان الإسلام وفواتها وضياع وقتها بدون عذر يترتب عليه الأثم لذلك أوضح العلماء أن في حالة فوات الصلاة سواء بعذر أو لا يجب أن تؤدى بترتيب و مخالفة أو سقوط الترتيب يلزمه أسباب وهي النسيان وأن تكون في غير ست وأن يتسع الوقت ، و المقصود بالترتيب هنا ترتيب الصلوات الفائتة بالفعل والتي خرج وقتها هذا يعني أن الفقهاء قد حددوا سقوط الترتيب في الصلوات الفائتة وأن الأصل هو الترتيب و هذا تفصيل لذلك .


يسقط الترتيب في الفوائت بثلاثة أمور

قال صلى الله عليه وآله وسلم: «خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهَا اللهُ عَلَى الْعِبَادِ، فَمَنْ جَاءَ بِهِنَّ وَلَمْ يُضَيِّعْ مِنْهُنَّ شَيْئًا اسْتِخْفَافًا بِحَقِّهِنَّ كَانَ لَهُ عِنْدَ اللهِ عَهْدٌ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّة» متفق عليه.

لا يخفى على أي مسلم عظيم شأن الصلاة حتى نتيقن من ذلك نسأل أنفسنا

متى فرضت الصلاة

لنعرف من ذلك قدر الصلاة في الإسلام وما ورد فيها من آيات ،  واحاديث تحض على اداؤها في وقتها وعدم تأخيرها والتهاون في ذلك منها قول النبي صلى الله عليه وسلم «إِنَّ بَيْنَ الرَّجُلِ وَبَيْنَ الشِّرْكِ وَالْكُفْرِ تَرْكَ الصَّلَاةِ» رواه مسلم.

نذكر هنا أن الفقهاء اختلفوا في أمر ترتيب الصلوات الفائتة لكن مما لا شك فيه انه لا خلاف على أن المسلم العاقل البالغ لا تسقط عنه الصلاة وقد يسقط الترتيب بأمور محددة وهي:


  • الأمر الأول

في جواز سقوط الترتيب في الصلوات الفائتة أن تكون هذه الصلاة الفائتة ست غير صلاة الوتر.


  • الأمر الثاني

أن ينسى المصلي الصلاة الفائتة وقت أدائه للصلاة الحاضرة .


  • الأمر الثالث

أن يكون في الوقت متسعا لصلاة كليهما الصلاة الحاضرة والفائتة.


شروط ترتيب الصلاة في المذهب الحنبلي

  • ترتيب الصلاة الفائتة واجب سواء في ذلك كانت الصلوات قليلة أو كثيرة .
  • ترتيب الصلاة الفائتة أو الصلوات الفائتة مع الحاضرة ما دام لا يخشى فوات الحاضرة وإلا وجب تقديمها على الصلاة الفائتة .


شروط ترتيب الصلاة في المذهب المالكي

  • أن يكون المصلي ما ذكر للصلوات الفائتة وذلك قبل أن يبدأ في الصلاة الحاضرة .
  • أن يكون المصلي قادر على الترتيب .


شروط ترتيب الصلاة في المذهب الشافعي

  • ترتيب الصلوات الفائتة سنة كثيرة أو قليلة .
  • ترتيب الصلوات الفائتة مع الحاضرة سنة .
  • عدم فوات الصلاة الحاضرة .
  • تذكر الصلاة الفائتة قبل البدء في الصلاة الحاضرة


هل يجب قضاء الصلوات بالترتيب


إن أهل العلم لهم آراء متباينة في ترتيب قضاء الصلوات الفائتة من هذه الأقوال أن يبدأ المسلم بأول ما فاته من الصلوات ثم يتابع بعد ذلك  اللتي تليها ، وفي هذا الأمر اختلفوا حول كون ذلك الأمر مندوب أم هو واجب  فيرى السادة أصحاب المذهب الحنفي والسادة أصحاب المذهب المالكي إلى أنه واجب ، وذلك حالة أن الصلوات الفائتة كانت قليلة أي كانت صلوات يوم وليلة أو أقل أما أصحاب المذهب الحنبلي رأوا وجوبه بشكل مطلق .


ويرى السادة أصحابنا من مذهب الشافعية  أنه مندوب ندبا مطلق أما ما ذهب إليه رأي الجمهور فهو إن كانت الصلوات الفائتة كثيرة ولم يرتب فصلاته صحيحة لا إثم عليه ، هذا على خلاف ما قال السادة أصحاب المذهب الحنبلي في أنه لا يجوز ويجب أن يعيد بالترتيب ، ولو كان لا يعلم حيث قال الشيخ الرحيباني لا يسقط الترتيب إن جهل وجوبه ذلك لأنه قادر على التعلم ولا يعذر بالجهل ، والمقصود هنا أنه لا عذر بالجهل لأنها من الضروريات التي يجب على كل مسلم تعلمها للقيام بواجباتها وأداء الفروض على وجه صحيح  ، هنا

نخلص أن الترتيب في الفوائت من الصلوات إن كان قليلا فهو واجب عند السادة اصحاب المذهب المالكي وذلك لا يكون بشرط فلو صلاها بدون ترتيب وكان في ذلك قاصدا يكون آثم وتكون صلاته صحيحة ، أما السادة أصحاب المذهب الشافعي أفتوا بأنها صحيحة ولم يوجب أن يكن بالترتيب  . [2]


قضاء الصلاة الفائتة إذا دخل وقت الأخرى


قال تعالى: {إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً } (سورة النساء آية 103)


وفي الصحيحين جاء وفي غيرهما أن النبي صلى الله عليه وسلم شغل يوم غزوة الخندق عن الصلاة وفي ذلك  شغله المشركون وصلاها النبي صلى الله عليه وسلم بالترتيب ، وفي

ذلك  عن جابرِ بنِ عبد الله أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخَنْدَقِ بَعْدَما غَرَبَتِ الشمسُ، فجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، قال: يا رسول الله، ما كِدْتُ أُصلِّى العصر حتى كادتِ الشمسُ تَغْرُبُ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: “واللهِ ما صَلَّيْتُهَا”، فقُمْنَا إلى بُطْحَانَ، فتَوَضَّأَ للصلاة ، وتوضَّأْنا لها ، فصَلَّى العصرَ بعدَما غَرَبَتِ الشمسُ ، ثم صلَّى بعدَها المغربَ. – ولم يَثبُتْ عنِ النبيِ صلى الله عليه وسلم أنَّه صلَّى على بغير الترتيب المعروف ؛ وقد قال صلى الله عليه وسلم ، “صَلُّوا كما رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي ” صحيح البخاري .


وفي ذلك يكون لو فات شخص ما فرض من الفرائض مثل صلاة المغرب ودخل وقت الفرض الذي يليه ، فلو كان الوقت به ما يسمح للصلاة فيجب على هذا الشخص أن يصلي المغرب أولا ، ثم يصلي بعد ذلك صلاة العشاء ذلك بسبب أن الترتيب بين الصلاة الفائتة والصلاة  الحاضرة واجب مادام ذلك لن يؤدي إلى تأخير الصلاة الحاضرة عن وقتها . [1]


إذا فات وقت الصلاة هل تصلى جماعة


هناك أحاديث في السنة دلت على جواز قضاء الصلوات الفائتة في جماعة ،


حيث فات النبي صلى الله عليه وسلم وكان مع أصحابه و فاتتهم صلاة الفجر وكان ذلك في أثناء سفرهم فقضوا الصلاة جماعة ، جاء

في صحيح مسلم :” وَنَامَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَأَصْحَابُهُ فَلَمَّا تَقَارَبَ الْفَجْرُ اسْتَنَدَ بِلاَلٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ مُوَاجِهَ الْفَجْرِ فَغَلَبَتْ بِلاَلاً عَيْنَاهُ وَهُوَ مُسْتَنِدٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَلَمْ يَسْتَيْقِظْ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَلاَ بِلاَلٌ وَلاَ أَحَدٌ مِنْ أَصْحَابِهِ حَتَّى ضَرَبَتْهُمُ الشَّمْسُ، فَكَانَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ أَوَّلَهُمُ اسْتِيقَاظًا، فَفَزِعَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَقَالَ «أي بِلاَلُ» فَقَالَ بِلاَلٌ: “أَخَذَ بِنَفْسِي الَّذِى أَخَذَ ـ بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ ـ بِنَفْسِكَ! قَالَ «اقْتَادُوا» فَاقْتَادُوا رَوَاحِلَهُمْ شَيْئًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَأَمَرَ بِلاَلاً فَأَقَامَ الصَّلاَةَ فَصَلَّى بِهِمُ الصُّبْحَ… “


وبذلك يكن من الضروري الالتزام بمواقيت الصلاة حتى لا يقع المسلم في إثم مخالفة النصوص والدليل على وجوب ذلك  من القرآن كما سبق وبينا و يجب الانتباه أن الصلاة من

اركان الاسلام


فقال  الله تعالى:” إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا” {النساء:103} و للصلاة مواقيت محددة  يؤثم المسلم على  تأخيرها حتى يخرج وقتها ، كذلك فإن من يؤخر الصلاة عن وقتها ينطبق عليه عموم الآيات   فقال الله تعالى: “فَوَيْلٌ لِلْمُصَلِّينَ*الَّذِينَ هُمْ عَنْ صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ” {النساء:4-5}

ومن المعروف أن هناك  واجبات للصلاة وتعد

واجبات الصلاة القولية والفعلية

جزء من الصلاة فيها

اركان وواجبات وشروط الصلاة

بدون

اركان الصلاة

تبطل الصلاة ومن شروط أداء الصلاة أن تكون الصلاة قد دخل وقتها حتى يجب أداؤها ، يؤديها المسلم في الوقت المحدد وقبل خروج الوقت ، و تبرأ ذمته إذا أداها ، ويأثم إذا اخر أداؤها بعد خروج الوقت وهذا إن كان السبب في تأخيرها بدون عذر أو لعذر غير مقبول ، وهنا تكون الصلاة صحيحة رغم أثم صاحبها .

وقد قال أصحاب المذهب المالكي وفقهاءه أن آداء جميع الصلوات في أول وقتها مندوبا ، وفي أحدى الأحاديث ورد عن عبدالله بن مسعود “سَأَلْتُ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ: أيُّ العَمَلِ أحَبُّ إلى اللَّهِ؟ قالَ: الصَّلاةُ علَى وقْتِها، ثمَّ أيٌّ؟ قالَ: ثُمَّ برُّ الوالِدَيْنِ، قالَ: ثُمَّ أيٌّ؟ قالَ: الجِهادُ في سَبيلِ اللَّهِ، قالَ: حدَّثَني بهِنَّ، ولَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزادَنِي”  صحيح البخاري