حوار بين شخصين عن الصبر

حوار بين شخصين عن الصبر

الإسلام هو رمز كامل للحياة وهو يوجهنا ويعلمنا في كل مجال من مجالات الحياة ،  لذلك يعلمنا أن التحلي بالصبر في الشدة والبلاء والإيمان القوي بالله وبقضاءه خيره وشره ، في القرآن قال الله تعالى  وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46)

قال الله لمن يواجهون المصاعب أو المحن أنه معهم بهداهم ونصرتهم ونصرهم الواضح ، قال الله تعالى: ” إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ” من هذه الآية من القرآن الكريم ، يمكننا أن نقول أنه مهما كان الوضع الذي نواجهه يجب أن نكون مخلصين وصبورين لأن الله معنا ولن يتركنا  أبدًا.

بعد الاستماع إلى

خطبة محفلية عن الصبر

، قرر  أحد معلمي التربية الدينية ، أن هذا الموضوع سيكون محور النقاش مع طلابه داخل الفصل ، لذا استمع إلى مادار داخل هذا الحوار :


المعلم :

السلام عليكم طلابي الأعزاء ، أرغب في  طرح موضوع هام اليوم ألا وهو عن الصبر ، هل أحد منكم يعرف ما هو الصبر ؟


أحد الطلاب

: نعم يا معلمي ، لقد قرأت

مقال عن الصبر

، ولقد عرفت أن الصبر هو منع النفس من التذمر والاستياء ، ومنع اللسان من الشكوى ، وأجزاء الجسم عن إيذاء نفسه أو غيره ، والصبر مذكور في مواضع كثيرة في القرآن وسنة الرسول الحبيب صلى الله عليه وسلم مما يدل على فضائل الصبر وعظمته .


المعلم

: أحسنت يا بني ،   الآن أرغب في التحدث عن مكانة الصبر في الإسلام .


المعلم

: للصبر مكانة عظيمة عند الله تعالى وفي الإسلام ، قال الله تعالى في القرآن الكريم: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ }   ، هناك أجر عظيم فقط لمن يصبر منا على قضاء ربهم ، في هذا العالم نواجه العديد من الصعوبات أو المحن والمعاناة ولكن يجب أن نتحلى بالصبر لأن الله تعالى يحب من صبر في الأوقات الصعبة.


أحد الطلاب

:  لقد قرأت أحد

اقوال عن الصبر

عن أهل العلم: “الصبر نصف الإيمان، فإن الإيمان نصفان: نصف صبر، ونصف شكر” ، ولكن يا معلمي  بعد هذه المكانة العظيمة هل توجد مكافأة  لمن يصبر ويتقي ؟


المعلم

: سؤال جيد يا بني ، الصبر فضيلة تمكن الفرد من المضي قدما نحو أهداف نبيلة ،  من يحب الله سبحانه وتعالى يجد سهولة في الصبر والمثابرة ، وذلك لأنه يرى كل شيء على أنه من عند الله ، وإذا كان من عند الله فلا بد من سبب لذلك .

في كثير من الأحيان في حياتنا يحدث شيء ما لنا ونشعر أن هذا هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث لنا ، ولكن بعد التفكير العميق ، عندما تأتي الراحة والهدوء ، ندرك أن الأوقات الصعبة حدثت من أجل الخير في المستقبل، لذلك ، من المهم أن يتحلى المؤمنون بالصبر وأن يعلموا أن الله (سبحانه وتعالى) كاف لنا وهو أفضل منظم لجميع شؤوننا ، وسوف يهدينا لما فيه خيرنا في الدنيا والآخرة ، كما أخبرنا الله عزو جل في كتابه العزيز ”  وَعَسَىٰ أَن تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ۖ وَعَسَىٰ أَن تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ ۗ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لَا تَعْلَمُونَ (216)

إذا لم نحصل يا أبنائي  على أجر الصبر في الدنيا ، فمن المؤكد أنه سيخلصه الله تعالى للآخرة التي لن تنتهي أبدًا ،  قال نبينا الحبيب محمد (صلى الله عليه وسلم): عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صل الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ يُرِدِ اللهُ بِهِ خَيْراً يُصِبْ3 مِنْهُ»


أحد الطلاب

: لقد سمعت  خلال

خطبة قصيرة عن الصبر

عن

درجات الصبر

وأنواعه ، فهل للصبر أنواع ؟


المعلم

: نعم يا بني ، للصبر ثلاثة أنواع ، نذكرها  كالتالي :


أولًا  الصبر في العبادة

يعتقد الكثير من الناس أن الصبر هو المعروف بالصبر ، الحقيقة أنه من أجل قراءة الصلاة ، تحتاج إلى الكثير من الصبر ، تحتاج حقًا إلى تحمل الماء البارد ، أو تحتاج إلى التخلي عن نومك ، من أجل الامتناع عن الغيبة ، عليك أن تكبح جماح نفسك. ولكي تقبل بقدر الله وتفرح بما قدر الله عليك الصبر.


ثانيًا الصبر على قدر الله

الإسلام هو الدين الوحيد الذي يجعل من الضروري كشرط من شروط الإيمان أن تعلن الشهادة  وأن تؤمن  بالقدر خيره وشره  ، نحن نؤمن أن القدر الحسن والسيئ يأتي من الله تعالى ، لأن هذه الحياة كلها اختبار ، فعلينا بالصبر .

وعن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: (ما يزالُ البلاءُ بالمؤمنِ والمؤمنةِ في نفسِه وولدِه ومالِه حتَّى يلقَى اللهَ تعالَى وما عليه خطيئةٌ)

وأخيرًا هو

الصبر على المعاصي

، عن طريق مجاهدة النفس بالابتعاد عن كل ما يغضب الله عز وجل  ، ولنا عبرة وعظة في قصة يوسف عليه السلام .


أحد الطلاب

: ما هي فوائد الصبر يا معلمي ؟


المعلم :

الصبر هو فضيلة الصبر العظيمة وأهميته التي سنستعيدها بمكافآت وفوائد عظيمة. بعض هذه المكافآت والمزايا فورية وبعضها الآخر طويل الأجل. ومن فوائد الصبر العديدة في القرآن والسنة ما يلي:


الصبر في القرآن الكريم ،

ويوجد في القرآن الكريم أكثر من تسعين آية عن فضائل الصبر وفوائده ، هل يمكن أن يخبرني أحدكم ببعض من هذه الآيات  :

  • “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ” [

    سورة البقرة

    : 153 ]
  • بالصبر تنال كل الخيرات كما قال الله تعالى في القرآن: ” وَلَئِن صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِّلصَّابِرِينَ (126)
  • ” فَاصْبِرْ إِنَّ الْعاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ ” ، إذا كنت صبورًا في كل معاناتك ، فسيحصل المرضى على الكثير من المكافآت على أعمالهم الصالحة  قال الله تعالى في القرآن الكريم: ﴿إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ ﴾ [ سورة الزمر: 10]
  • الله مع الصابرين ، يقول في القرآن الكريم: “” إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ ” (46)
  • الصبر أمر أوصى به الله تعالى قال الله تعالى في القرآن الكريم: “إِنَّهُ مَن يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لَا يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ” (90)
  • والذين يصبرون يدخلون الجنة. قال الله تعالى في القرآن ” سَلَامٌ عَلَيْكُم بِمَا صَبَرْتُمْ ۚ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ ” (24)
  • وقال تعالى : {ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور } (الشورى:43)


المعلم :

الصبر في سنة النبي محمد  صلى الله عليه وسلم ، هناك العديد من الأمثلة المتعلقة بالصبر في

حياة النبي

محمد (صلى الله عليه وسلم) التي يجب أن نأخذها في الاعتبار ونمارسها في حياتنا اليومية أثناء مواجهة بعض التجارب أو الصعوبات ، فيما يلي بعض أقوال النبي محمد صلى الله عليه وسلم عن الصبر:

وروي في الصحيح عن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عنه – أنه قال: (قلتُ يا رسولَ اللهِ أيُّ النَّاسِ أشدُّ بلاءً قالَ الأَنبياءُ ثمَّ الأَمثلُ فالأَمثلُ ؛ يُبتلَى الرَّجلُ علَى حسَبِ دينِهِ ، فإن كانَ في دينِهِ صلبًا اشتدَّ بلاؤُهُ، وإن كانَ في دينِهِ رقَّةٌ ابتليَ علَى قدرِ دينِهِ، فما يبرحُ البلاءُ بالعبدِ حتَّى يترُكَهُ يمشي علَى الأرضِ وما علَيهِ خطيئةٌ).