التطبيقات التربوية لنظرية جانييه

من هو جانييه

روبرت جانية هو عالم النفس تجريبي، عمد على البحث في تطوير نموذج التعلم، واهتم بالجمع بين النظريات المعرفية والسلوكية، كما تناول في أبحاثه التطبيقات التربوية وتوضيح الظروف والأنماط الخارجية التي تساهم في عملية التعلم وكيفية تأثيرها والاحتفاظ بها، متجنباً تطوير نظرية التعلم أو كيفية حدوثه لدي الإنسان[1].

يؤكد جانييه على أن العملية التعليمية يجب أن يخطط لها جيداً، وتبحث بشكل جيد، فلا يمكن أن تكون عملية ارتجالية دون فهم أو تخطيط، إذ إنه يؤمن

أهمية نظريات التعلم

في ترتيب الأفكار وتنظيم الفكر وتطويره.

هناك العديد من نظريات التعلم التي لمعت في مجال التعليم التربوي، مثل

نظرية جان بياجيه

، إذ أن هناك

كتب عن نظرية بياجيه

التي عمدت على فهم التطور الفكري للأطفال، بينما كانت لنظرية جانييه ردة فعل مختلفة كونها اثرت بشكل فعال في النموذج التربوي، وأدت للتطبيق المثالي لعملية التعلم.

ما هي التطبيقات التربوية لنظرية جانييه

أثارت

نظريات التعلم وتطبيقاتها التربوية

جدل كبير حيث إنها المبادئ الأساسية لاكتساب الفرد المعارف وحفظها واسترجعها وفت الحاجة لها.

إذ أثرت نظرية جانييه على التعليم التربوي بعدة أشكال، حيث يمكن إعادة تنظيم الأهداف التربوية والمناهج وطرق التدريس والفروق الفردية بين التلاميذ وقدراتهم العقلية، وفقاً لنظرية جانييه[2].

أهداف نظرية جانييه

  • وفقاً لنظرية جانييه، إدراك

    أهمية نظريات التعلم في الميدان التربوي

    ، إذ يمكن الحصول على مخرجات السلوك، وهي المهارات التي تهدف لها التربية من البداية، حيث يمكن تحليل تلك المهارات والسلوكيات الخاصة بالمتعلمين، وقياس مدى نجاح الأهداف التربوية.
  • يمكن قياس نجاح عملية التعلم وفق لنظرية جانييه، من خلال مقارنة الأهداف التربوية بالمهارات والسلوكيات المكتسبة.
  • قدرات التلاميذ على حل المشكلات واكتساب مهارات متعددة، من أهم التطبيقات التربوية لنظرية جانييه.

أساليب التدريس لنظرية جانييه

  • يمكن من خلال نظرية جانييه، تحديد الطرق التي يمكن أن يكتسب بها المتعلم المعلومات والتفاعل معها، حيث يقوم المعلم بالتخطيط الأمثل لتوصيل المعلومات للتلاميذ، ويجب أن يكون التعلم متفاعل وليس سلبي، من خلال المشاركة في حل التدريبات، أو من خلال المحاكاة في التعلم، كما هو الحال في التعليم الحديث.
  • يستوجب على المدرس ملاحظة تفاعل الطلبات واستيعابهم للدروس، وتطوير العملية التعليمية، لما يتناسب مع إدراك الطلاب، كما يفضل اتباع الالفاظ السهلة والكلمات المدرجة.
  • يجب أن يكون أسلوب المعلم مع الطلاب بسيط وسهل، وأن يضع هدف الوصول للأهداف التربوية أمامه، إلى أن يصل له مع طلابه.

انعكاس نظرية روبرت جانيه على طرق التدريس

يمكن تلخيص انعكاس نظرية روبرت جانيه على عملية التعليم في[3]:

  • تحديد ما الذي يجب على الطلاب تعلمه، ويقصد بذلك تحديد الهدف النهائي من قبل المعلم.
  • تحليل الأهداف وليس معرفتها فقط، من خلال تسجيل الملاحظات، والتطبيق العملي.
  • عمل أبحاث واختبارات، للمتعلمين للتعرف على خبراتهم السابقة، ومدى قدراتهم العقلية والمعرفية.
  • جذب انتباه المتعلم.
  • تقديم المحتوي أي الحافز.
  • التأكد من رجع الصدى، أي التعرف على مدى تعلم الطلاب.
  • تقويم الأداء لدى المتعلم.
  • مشاركة المتعلمين في تنفيذ الأهداف من خلال اطلاعهم عليها.
  • تقديم التوجيه والإرشاد للمتعلم.

أنواع التعلم عند جانييه

تشمل أنماط التعلم وفق نظرية جانييه ثمان أنواع، وضعها العالم روبرت جانييه في شكل هرمي، ورتبها من النمط البسيط إلى النمط المعقد، إذ يعتمد فهم النمط على ما يسبقه، بمعنى أن المتعلم إن لم يتقن النمط السابق فبديهي جداً أن لا يفهم النمط الجديد.

ويبدأ نمط التعلم لدى جانييه بالتعلم الإشاري في قاعدة الهرم، ثم يصل إلى حل المشكلات في قمة الهرم وإذ تعتبر حل المشكلات في نموذج جانييه، هي أرقى درجات التعلم، إذ تشترط تعلم القواعد وإدراك المفاهيم، كما تحتاج تلك المرحلة المعقدة والمهمة في النموذج قدراك عقلية وخبرات سابقة وخلفية معرفية مميزة[3] ومن أشهر انواع التعلم عند جانييه هي:

التعلم الإشاري

يعتبر التعلم الإشاري أبسط أنواع التعلم في نموذج جانييه، وموضعه قاعدة الهرم، أي الخطوة الأولى في التعلم، يعرف بأنه استجابة انفعالية جراء التعرض لمثيرات أو مثيرات شرطية.

تتوقف استجابة الفرد للمثيرات أو المثيرات الشرطية، وفقاً لقدراته العقلية وفقاً لأنها تتحكم في الشخص داخلياً، ونوعية المثيرات التي يتعرض لها، كونها هي الدافع للقيام بالسلوب.

وفق لنظرية إيفان بافلوف فاقتران المثير الشرطي والمثير الغير شرطي يعمل على تعزيز التعلم الإشاري.

تعلم الاستجابة

حدد روبرت جانيه أن ذلك النمط من أنماط التعلم يعتمد على الاستجابة الإرادية لمثيرات محددة، إذ عبرت عنه نظرية ثوراندايك” نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ والاختيار: ، كما في نظرية لاسكنر أيضاً، لا سيما أن نظرية التعلم بالمحاولة والخطأ والاختيار يحدث من خلالها التعلم نتيجة للترابط بين المثير والاستجابة، وهي أكثر نظريات التعلم إيجابية، لأنها تضع المتعلم أمام إشكالية ينبغي المواجهة والوصول لحلول.

تعلم التسلسل الأدائي

يعتمد التسلسل الأدائي على قدرات المتعلم، ومهاراته في ربط مجموعة المثيرات والاستجابة لها من خلال أفعال حركية مختلفة ومتنوعة، وتكون الاستجابة كلية، وابسط مثال لذلك تعلم التلاميذ تركيب الأجهزة وحل الألغاز وتركيب المكعبات وتعلم السباحة والقراءة ومهارات الكتابة وغيرها.

تعلم الربط اللفظي

لكي يتعلم الأطفال المهارات المختلفة مثل القراءة والمحادثة، فإن ذلك يجعلهم في حاجة لتعلم تكوبن مجموعة ارتباطات بين المثيرات، أي الكلمات والجمل، باستجابات متكررة.

يشبه هذا النمط النمط السابق بالنسبة للمثيرات، في حين أن الاختلاف في هذا النموذج أن الارتباط بين المثير والاستجابة يعتمد على الالفاظ، لكن في التسلسل الأدائي كان يعتمد على الحركة.

يكون المتعلم في هذا النمط قادر على فهم الكلمات والجمل، وتكوين روابط بين المفردات وتكوين الجمل والكلمات وإدراكها وتخزينها.

تعليم التمييز المتعدد

يركز هذا النمط على الاستجابة لمثيرات مختلفة، يكون على المتعلم التمييز بينها، مثل قدرته على تمييز الألوان والأشكال والتمييز بين الصور والرسوم التي تعرض له، مقل المقدرة على تمييز صور الحيوانات، وتسميتها.

يتم ذلك وفق معايير إدراكية معينة، حيث يمكن تحديد الحيوانات من تواجد الريش او الجلد او الشعر أو اللون أو الحجم وهكذا.

تعلم المفاهيم

إذ تمكن المتعلم من القدرة على التمييز بين المواقف والأشياء والاحداث، وفق معايير الحجم والشكل واللون، يحدث لدي المتعلم تطور تدريجي في القدرة على تمييز الأشياء بواسطة الخصائص المشتركة، التي تميز الأشياء عن غيرها، كتصنيف الحيوانات مثلاً.

يتم تطور القدرات التي تساعد على التمييز لدى الفرد، وفق معايير معينة، وفيما بعد يتم التعرف على الخصائص المشتركة للأشياء إلى أن يتعلم المفاهيم.

تعلم القواعد

هناك خمس خطوات لتعلم القواعد وفق نموذج جانييه، بعد أن يتحقق للمتعلم أن يجمع بين مفهومين أو أكثر سبق وتعلمهم، وتوظيفهم وتطبيقهم لكي يكون المتعلم قاعدة او مبدأ، وتشمل خطوات التدريس:

  • يتمكن المتعلم من معرفة نوع الأداء المتوقع بعد عملية التعلم.
  • استرجاع المفاهيم وتكوين قاعدة منها لدى المتعلم.
  • توجيه وإرشاد المتعلم لكي يرتب المفاهيم ويعرف التسلسل الصحيح الذي يدفع إلى تطوير القاعدة.
  • يمنح المتعلم أمثلة على القواعد والمبادئ المتعلمة.

تعلم حل المشكلات

كما ذكرنا فإن حل المشكلات ارقى القواعد في أنماط التعلم وفق نموذج روبرت جانييه، إذ أنه قمة الهرم، ويعتبر أكثر الأنماط تعقيداً، كونه المرحلة النهائية في التعلم، كما يعتبر اكتساب الطلاب المفاهيم والمقدرة على تكوين روابط بين مفهومين أو عدة مفاهيم تعملها الفرد، وقام بتوظيفها لتكوين مبدأ، متطلب أساسي لتعلم كيفية حل المشكلات.

يتكون حل المشكلات من مجموعة خطوات أساسية:

  • تقديم المشكلة وعرضها.
  • إعادة صياغة المشكلة من خلال التعريف الاجرائي لها.
  • وضع الفروض الخاصة بمعالجة المشكلة.
  • اختبار صحة الفروض.
  • الوصول لنتائج مناسبة لحل المشكلات.