الفرق بين المرجان والشعاب المرجانية
الفرق بين المرجان والشعاب المرجانية
يتكون التل الملون الذي نراه في البحار والمحيطات ونطلق عليه غالبًا الشعاب المرجانية في الواقع من آلاف الحيوانات الصغيرة التي تسمى “البوليبات” أو المرجان، والبوليبات المرجانية أو المرجان هي أحد اللافقاريات التي لا يمكن أن تكون أكبر من رأس الدبوس ، وكل سليلة مرجانية لها جسم يشبه الكيس وفم محاط بمخالب لاذعة، ويستخدم المرجان كربونات الكالسيوم (
الحجر الجيري
) من مياه البحر لبناء هيكل عظمي صلب على شكل كوب، وهذا الهيكل يسمى الشعاب المرجانية ويساعد هذا الهيكل في حماية الجسم الناعم الرقيق للمرجان.
ما هو المرجان
منذ آلاف السنين تم استخدام المرجان الثمين ذو اللون الوردي الجذاب كحجر كريم للزينة، لكن الكثيرين لا يدركون أن المرجان كائن حي ينتمي لفصيلة حيوانية تسمى اللاسعات Cnidaria، وهي نفس الفصيلة التي ينتمي إليها قنادل البحر وشقائق النعمان.[1]
ويستخدم حيوان المرجان خلاياه اللاذعة للقبض على فرائسه من العوالق الحيوانية، وعلى عكس أقاربه من الجيلاتين فإن المرجان يصنع هيكل عظيم صلب من الحجر الجيري، والذي يعد هو المفتاح لتكوين الشعاب المرجانية، وتشكل الغالبية العظمى من حيوانات المرجان الصلبة مستعمرات تتكون من العديد من الأفراد، وتنمو غالبية أفراد المستعمرة بشكل دائم وهي مرتبطة بهياكل صلبة تشبه الصخور أو على الهياكل العظمية لأسلاف المرجان الميتة، وهي تخرج من الهياكل الصلبة في الليل لتتغذى وتمتد زوائدها اللاذعة الطويلة لالتقاط المخلوقات التي تطفو بالقرب منها وتهضمها في بطنها
ويتكاثر المرجان بطريقة لاجنسية،عن طريق التبرعم الجنسي، حيث يقوم بإنتاج العديد من
اليرقات
التي تقوم بالسباحة الحرة.
العلاقة التكافلية بين المرجان والطحالب
والمرجان هو حيوان حقيقي يتغذى على العوالق ، لكن في حالة مرجان المياه الدافئة فإن العديد من الأنواع تشكل علاقة تكافل حيوية مع الطحالب الدقيقة التي تنتمي مجموعة دينوفلاجيلات.
إن العلاقة التكافلية بين المرجان والطحالب الدقيقة، تمكنه من النمو والازدهار في المياه الاستوائية بالرغم من انخفاض نسبة المغذيات الرئيسية مثل النيتروجين و
الفسفور
في تلك المياه، فهذه العناصر تمثل اللبنات الأساسية الحيوية للمركبات الخلوية للمرجان مثل الحمض النووي والبروتينات.
وبدون النيتروجين والفسفور لا يمكن للمرجان ولا الطحالب المتعايشة معه أن تنمو، ولأن النيتروجين والفسفور توجد في شكل غير عضوي مذاب مثل الأمونيوم ونترات
الفوسفات
في مياه المرجان، فلا يستطيع المرجان امتصاصها بهذه الصورة، لكن الطحالب المقيمة داخل الخلايا المرجانية تستطيع امتصاصها وتحويلها لمركبات أمينية يمكن للمرجان استخدامها.
هل جميع أنواع المرجان ملونة
على الرغم من أن بعض أنواع المرجان ذات ألوان زاهية للغاية، إلا أن العديد منها بني، إلا أن الصباغ الضوئي الموجود في الطحالب المضيفة لها يهيمن على لون المرجان.
ما هي الشعاب المرجانية
أما الشعاب المرجانية فهي عبارة عن هياكل تم بناؤها بالكامل بواسطة كائن المرجان الحي، وبالرغم من أن الشعاب المرجانية تغطي أقل من 1% من قيعان المحيطات في العالم، إلا أنها تمثل 25% من جميع التنوع البيولوجي البحري حيث يعيش بها عدد كبير من كائنات الحياة البحرية، ويعتقد أن التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية أعلى حتى من
التنوع البيولوجي
لأي نظام بيئي على الأرض، أعلى حتى من الغابات الاستوائية المطيرة، وتتميز الشعاب المرجانية بألوانها الزاهية الرائعة.[2]
كيف تتكون الشعاب المرجانية
كيف تتكون الشعاب المرجانية
؟ يقوم المرجان ببناء منازله الشبيهة بالصدفة والصلبة الواقية عن طريق إفراز كربونات الكالسيوم حول نفسها، هذه هي الطريقة التي تتشكل بها الشعاب المرجانية، وبمرور الوقت ، يموت المرجان في منازله ويصبح جزءًا أساسيًا من الهيكل الشعاب المرجانية، ثم يواصل الجيل التالي من المرجان الدورة ، حيث يبني منازله فوق منازل الجيل السابق ويضيف إلى نمو الشعاب المرجانية.
لأن المرجان الذي يبني الشعاب المرجانية لا يتحمل درجة حرارة المياه التي تقل عن 18 درجة مئوية، نجد أن توزيع الجغرافي للشعاب المرجانية مقيد في مناطق محددة، حيث تتراوح درجة حرارة المياه بين 23 إلى 29 درجة مئوية، لكن بعض أنواع المرجان قد يتحمل درجة حرارة تصل إلى 40 درجة مئوية لفترات قصيرة.
كما يحتاج المرجان أيضًا إلى مياه شديدة الملوحة تتراوح بين 32 إلى 42 جزء في الألف، ويجب أن تكون المياه صافية حتى يخترقها قدر كافي من الضوء، وبسبب حاجة المرجان للضوء نجد أن معظم الشعاب المرجانية توجد في المناطق المضيئة من المحيط على عمق 70 متر تقريبًا.
التنوع البيولوجي للشعاب المرجانية
ترجع
اهمية الشعب المرجانية
للتنوع البيولوجي الكبير الموجود بها، والذي يعود بفائدة كبيرة على الكائنات الحية البحرية والبشر أيضًا، حيث يحصل البشر على فوائد كثيرة من الأماكن شديدة التنوع، حيث تمثل تلك المناطق غذاء ودواء للبشر، هذا بجانب عائدات البشر من الصيد والسياحة في مناطق الشعاب المرجانية، حيث تشير التقديرات لوجود ستة ملايين شخص في 99 دولة يستفيدون من الصيد والسياحة من الشعاب المرجانية.
وأيضًا فإن الأسماك ذات الألوان الزاهية والمرقطة أو المنقوشة التي تعيش بشكل أساسي حول الشعاب المرجانية ليست مفيدة فقط في جلب السياحة لتلك المناطق، لكن لها فائدة أخرى كبيرة حيث أن كل نوع من تلك الأسماك يتخصص في التغذية على نوع معين من الطحالب، وهذا يمنع اختناق المرجان.
كما أن أسماك الببغاء التي تأكل الشعاب المرجانية نفسها تقوم بالتخلص من الشعاب المرجانية حتى تتمكن من أكل الطحالب الصغيرة التي تعيش داخل البوليبات المرجانية، وتقوم بطحن الهياكل المرجانية بأسنان موجودة داخل حناجرها، ثم تخرج تلك الهياكل على هيئة رمال، وهذه الرمال هي السبب في تكون الشواطئ الرملية البيضاء الجميلة.
أكبر تجمعات الشعاب المرجانية في العالم
تتكون الشعاب المرجانية الكبيرة من تجمع لعدد كبير من الشعاب الصغيرة، وأكبر تلك التجمعات هي:
الحاجز المرجاني العظيم في استراليا
يقع قبالة سوحل كوينزلاند باستراليا ويمتد لأكثر من 1800 ميل وعرضه في بعض الأماكن يصل إلى 40 ميل.
آبو ريف بالفلبين
ويrع قبالة ساحل جزيرة ميندورو وتحيط بها غابة منغروف، ويغطي مساحة 67877 فدان.
شعاب أمريكا الوسطى بحوض البحر الكاريبي
تعد تلك الشعاب أكبر الشعاب المرجانية بالمحيط الأطلسي، ويعيش بها أكثر من 500 نوع من الأسماك و65 نوع من الشعاب المرجانية.
فلوريدا كيز بالولايات المتحدة الأمريكية
هذا هو الحاجز المرجاني الوحيد في أمريكا الشمالية، ويمتد على طول 221 ميل من الساحل الجنوبي الشرقي لفلوريدا.
الحاجز المرجاني في كاليدونيا الجديدة: يقع في جنوب المحيط الهاديء وهو ثاني أطول شعاب مرجانية في العالم، حيث يصل طوله إلى 930 ميل، ويعيش به أكثر من 1000 نوع مختلف.
الشعاب المرجانية في البحر الأحمر
يبلغ عمر الشعاب المرجانية في البحر الأحمر قبالة سواحل مصر والمملكة العربية السعودية ما يقرب من 5000 إلى 7000 عام، ويعيش في تلك المنطقة 10% من 1200 نوع من الكائنات البحرية التي تعيش في الشعاب المرجانية بوجه عام.
مخاطر تهدد الشعاب المرجانية
تتمثل أكبر التهديدات التي تتعرض لها الشعاب المرجانية في ارتفاع درجات حرارة المياه و
تحمض المحيطات
المرتبط بارتفاع مستويات ثاني أكسيد الكربون، حيث يتسبب ارتفاع درجات حرارة الماء في فقدان الشعاب المرجانية للطحالب المجهرية التي تنتج الغذاء الذي تحتاجه الشعاب المرجانية وهي حالة تعرف باسم ابيضاض المرجان.
يمكن أن يؤدي التبييض الشديد أو المطول إلى قتل المستعمرات المرجانية أو تركها عرضة لتهديدات أخرى، وفي الوقت نفسه ، فإن تحمض المحيطات يعني وجود المزيد من مياه البحر الحمضية ، مما يجعل من الصعب على المرجان بناء هياكل جديدة من كربونات الكالسيوم، وإذا أصبح التحمض شديدًا بدرجة كافية ، فقد يؤدي إلى تفكك الهياكل المرجانية الموجودة التي توفر البنية الأساسية الشعاب المرجانية، ويتوقع العلماء أنه بحلول عام 2085 ستكون ظروف المحيط حمضية بما يكفي لكي تبدأ الشعاب المرجانية في جميع أنحاء
خريطة العالم
في الذوبان، وهذا حدث بالفعل لإحدى الشعاب المرجانية في هاواي.