عجائب ترديد الحوقلة
عجائب الحوقلة
تعتبر الحوقلة من الأذكار الفاضلة، والتي يتوجب على المسلم معرفة فضلها وترديدها باستمرار متفهمًا لمعانيها، ويكون ترديدها في أي وقت شاء العبد، كما يُستحب قولها في أذكار الصباح والمساء، كما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلّم.
وجاءنا عن الرسول صلّى الله عليه وسلم أمرًا بالإكثار منها، ويجب على المسلم أنْ يذكر الله بقول لا حول ولا قوة إلّا بالله في كل وقت من أوقات يومه، وعلى كل حال يمر به من أحوال حياته.
ويأتي معنى لا حول ولا قوة إلا بالله بمعنى التسليم، والتفويض لأمر الله سبحانه وتعالى، وتفويضًا واعترافًا لله، بأن لا صانع ولا خالق سواه، ولا رادّ لأمر الله، وأنّ الأمر كلّه لله، ولا يملك العبد من الأمر شيئًا ، كما أنّ ترديد الحوقلة وقول لا حول ولا قوّة إلّا بالله يدفع الشر عن العبد، وتحصل الخير له يكون من الله سبحانه وتعالى. [3]
فضل الحوقلة في تحقيق الامنيات
جاءت أحاديث عديدة في
فضل لاحول ولاقوة الا بالله في تحقيق الامنيات
، ومنها؛
- عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال، قال النبي صلّى الله عليه وسلم: “ألَا أعلمك كلمةً هي كنزٌ من كنوز الجنة؟ لا حولَ ولا قوةَ إلا بالله”. رواه البخاري ومسلم.
- وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “أكثروا من قول لا حول ولا قوة إلا بالله؛ فإنّها كنزٌ من كنوز الجنة” رواه أحمد في المسند. [1]
معجزة قول لا حول ولا قوة إلا بالله
-
تأتي
معجزات الحوقلة
كغيرها من ذكر الله سبحانه وتعالى، فيعتبر ذكر الله من أعظم، وأرفع ما تنشرح به صدور المؤمنين، ويجلب الطمأنينة إلى القلوب، كما قال تعالى: “أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ” (سورة الرعد). - وذكر الله سبحانه وتعالى، يسهل كل صعب، وفيه تيسير لكل عسير ويعمل على تخفيف المشقات، وزوال الشدائد، ويفرج الكربات.
- كما أنّ ذكر الله عز وجل يزيل مخاوف القلوب، ويؤمن كل خائف، فليس للخائف الذي قد اشتد خوفه أفضل من ذكر الله سبحانه وتعالى، فيرى المخاوف أمانًا؟
-
ويأتي
فضل لا حول ولا قوة الا بالله في تفريج الهم
، حيث أنّها
من أعظم الذكر الذي يشتمل التفويض لله سبحانه وتعالى، والاقرار بأنّ الله سبحانه هو وحده المتصرف في هذا الكون كيفما يشاء، فلا يمكن للعبد أن يتغير ويتحول حاله الذي عليه إلى حالٍ آخر إلا بأمر الله جلّ وعلى، ولا قوة لعبدٍ على أمر إلّا أنْ يقويه الله تعالى، فهو لا يمتلك إلا ما ملكه الله، ولا يقدر على أمر إلا على ما أقدره الله عليه. - ويأتي معنى الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله)، أي بمعنى لا حول عن المعاصي التي نهانا عنها الله إلا بعصمة الله، ولا قوّة على طاعته جل وعلى إلا بقوة من الله ، وجاء عن علي بن أبي طالب تفسيرًا آخر، وهو أنّ العبد لا يملك مع الله شيئًا، ولا يملك العبد من دون الله شيئًا، كما ولا يملك العبد إلّا ما مكّنه الله به.
- ويعتبر هذا الذكر كنزٌ من كنوز الجنة، كما جاء عن النبي صلّى الله عليه وسلم، وللحوقلة أثر كبير وعظيم في تيسير كل عسير، وتهوين كل صعب على العباد بإذن الله سبحانه وتعالى.
كما أنّ لهذا الذكر تأثير عجيب في معالجة الأمور الصعبة، وتُعين على تحمل المشاق ولها الأثر الكبير في دفع الفقر، والأذى، وكان حبيب بن سلمة يستحب قول ولا قوة إلّا بالله في حال لاقى عدوًا، وقد حدث أن ناهض للروم يوماً حصناً فهزمه الروم، فقال وردد المسلمون لا حول ولا قوة إلّا بالله، وكبّروا فانهدم ذلك الحصن. [2].
عجائب لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم
فقد ورد عن الرسول محمد عليه أفضل الصلاة والسلام، الترغيب منها، وجاء هذا الترغيب بالأمر في الإكثار من قول الحوقلة بـ (لا حول ولا قوة إلا بالله)، كما صحّ عن النبي كذلك الترغيب بزيادة لفظ العلي العظيم عليها، أي قول لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم.
وجاء في صحيح بن حبان عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “من قال حين يأوي إلى فراشه لا حول ولا قوة إلّا بالله العلي العظيم، سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، غفرت ذنوبه أو خطاياه وإنْ كانت مثل زبد البحر”
أي أنّ كل من قال لفظ لا حول ولا قوة إلا بالله بزيادة العلي العظيم، ورددها في كل الأوقات، فقد وافق بذلك الصواب. [4]
ومن الأحام في قول لا حول ولا قوة إلّا بالله، أنّه لا يجوز التفريق بين قطع الاستثناء في كلمة الحوقلة (لا حول ولا قوة إلا بالله)، عن النفي لأنّ ذلك فيه تحويل المعنى إلى نفي الحول والقوة عن الله عز وجل.
وهذا يعتبر من أشد أنواع الكفر، فإنّ هاتان الكلمتان عظيمتان، ويجب على المسلم قولهما كما وردتا في نصوص الوحي، ولذلك علينا البعد عن نطق هذا الذكر العظيم بقطع بعضها عن بعض، وقولها كما أتت وذكرت في السنة، ويكون لها الثواب الجزيل، والخير الكثير عند الله سبحانه وتعالى. [5]
فضائل ترديد الحوقلة
كثير من الفقهاء، والعلماء اجتهدوا ليصلوا إلى تعريف موحد للحوقلة، إذ أجمعوا أنّها اعتراف واقرار وإظهار الفقر لله سبحانه وتعالى وطلب عونه جلّ وعلى ، ويأتي فضل الحوقلة فيما يأتي:
- تغير الحوقلة موازين كل شيء، وتقلبها حيث أنّها تقرب المستحيل، وتعين على تحقيقه، فتعتبر مفتاح لكل باب مغلق بحيث من الواجب علي كل مسلم أنْ يرددها باستمرار وتصل إلى مائة مرة في اليوم الواحد، في حال أراد أنْ ينال رضا الله ويحصل على كنزٍ من كنوز الجنة خاصةً إذا رددها العبد متيقنًا باستجابة ربّه سبحانه وتعالى لطلبه، فإنّ التسليم للقدر، والإيمان بأنّ لا ملجأ من الله الإ إليه، هو من أعظم ما يفعله المؤمن.
- تعتبر لفظة لا حول ولا قوة إلّا بالله كنزٌ من كنوز الجنة، وفيها دواء لتسعٍ وتسعين داء.
- لترديد الحوقلة فضل في دوام النعم، ومباركتها، ويكون الترديد في أي وقت من أوقات اليوم، ليلًا ونهارًا، أو في أذكار الصباح والمساء، الأمر الذي يجب للعبد الكثير من النعم، ويديم عليه نعمه التي بين يديه، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم-: “من أنعم الله عليه نعمة فأراد بقاءها فليكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله”. رواه الطبراني.
- تعد الحوقلة من غراس الجنة، وهذا ما جاء عن النبي محمد عليه الصلاة والسلام حيث “أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة أسريَ به، مرّ على إبراهيم عليه السلام فقال: من معك يا جبريل؟ قال: هذا محمد فقال له إبراهيم عليه السلام: يا محمد, مُرْ أمتك فليكثروا من غراس الجنة؛ فإنّ تربتها طيبة وأرضها واسعة قال: “وما غراس الجنة” قال: لا حول ولا قوة إلا بالله” رواه أحمد وابن حبان. [6]