انواع التسامح وبعض القيم المرتبطة به

انواع التسامح و القيم المرتبطة بكل نوع


تعريف التسامح في بناء المجتمعات

هو احترام و قبول التنوع و الاختلاف من خلال الانفتاح والمعرفة وحرية الفكر والضمير والمعتقدات ، فان التسامح ليس فضيلة أخلاقية فقط بل فضيلة سياسية و قانونية ، وهي فضيلة تساهم في استبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام، اذ يعتبر مفهوم التسامح من المفاهيم الخلافية، ولعل أحد أسباب ذلك أنه لا يعمل على رفع مستوى المبادئ الفعلية أو الأخلاق كما يحدث في المفاهيم الأخرى.

كما هناك

أنواع التسامح

مثل التسامح الفكري والتسامح الثقافي والديني بالإضافة إلى التسامح السياسي،بالاضافة الى

مزايا التسامح في بناء المجتمعات

، كما ان

مفهوم التسامح

هو مزيج بين الفكر والأخلاق لأنه تعبير عن موقف فكري من جهة وموقف أخلاقي من جهة أخرى ، كما أن التسامح يدخل ضمن منظومة الفكر أو الفلسفة أو المفاهيم أو المصطلحات المتناقضة لأنه يناقض مفهوم الاستبداد و التعصب [1]

التسامح الديني

غالبًا ما تبدو الأديان غير متسامحة وضيقة الأفق ومتحمسة، لكن السجل ليس من جانب واحد، في التسامح الديني في الأديان العالمية ، يقدم العديد من العلماء وجهات نظر حول “ماذا” و “لماذا” تقاليد التسامح لديانات العالم ، بدءًا من الغرب ما قبل المسيحية ، والوثنية اليونانية الرومانية ، والانتقال إلى الديانات الحديثة مثل المسيحية واليهودية والإسلام والبوذية والهندوسية، يقصد المؤلفون بالتسامح “القدرة على التعايش مع الاختلاف الديني والتسامح ، وهي النظرية التي تسمح لدين الأغلبية بالتكيف مع وجود دين أقلية”، كما انه الاعتراف بحق الفرد في اعتناق أي دين أو طائفة ، وضرورة هذا النوع من التسامح يظهر في الظروف التي تسيطر فيها حركة دينية معينة على المجتمع وتضطهد الناس من معتقدات دينية أو طائفية أخرى

لكل الأديان والطوائف من منظور التسامح الديني الحق في ممارسة شعائرها وطقوسها ، أي التعايش بحرية وبدون تعصب، فإن التعصب الديني والطائفي يعني أيضًا تحريم الاجتهاد ، بل يعني تحريم وتكفير أي رأي مخالف بحجة الامتياز في ظل مبررات تنكر كل حق في الملكية، كما يركز التسامح الديني في الأديان العالمية الانتباه على الموقف “القائل بأن” غير المؤمن “أو غير المؤمن يمكن أن يحظى بمكانة بارزة في النظام الاجتماعي الذي يحدده الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والهندوسية ، إلخ[2]

التسامح الفكري

التسامح الفكري يعني احترام الآراء والأفكار المخالفة حسب كل إنسان ، بغض النظر عن لونه وجنسه ودينه ، ونقيض التسامح الفكري هو التعصب الفكري ، مما يعني منع وحظر الحق في التفكير والاعتقاد والتعبير عن طريق فرض قيود و الضوابط التي تمنع ممارسة هذا الحق في الوقت الحاضر، لأن التعصب الفكري قد تضاعف في بلادنا في السنوات القليلة الماضية، اذ قُتل بعض الكتاب والمفكرين من بلادنا لمجرد أن قاتليهم لم تعجبهم آرائهم!

في العالم الحديث ، أصبحت

مزايا التسامح

أكثر أهمية من أي وقت مضى، إنها حقبة تتميز بعولمة الاقتصاد ، مع زيادة سريعة في التنقل والتواصل والتكامل والاعتماد المتبادل ، و الهجرة على نطاق واسع و تشريد السكان ، و التحضر و الأنماط الاجتماعية المتغيرة، بما أن كل جزء من العالم متنوع ، فإن تصاعد التعصب و الصراع قد يهدد كل منطقة، إنه لا يقتصر على أي بلد ، إنه تهديد عالمي، التسامح ضروري بين الأفراد و على مستوى الأسرة و المجتمع، يجب تعزيز التسامح و تكوين مواقف من الانفتاح و الاستماع المتبادل و التضامن في المدارس و الجامعات ومن خلال التعليم غير الرسمي في المنزل وفي مكان العمل، وسائل الإعلام قادرة على لعب دور بناء في تسهيل الحوار و النقاش الحر والمفتوح ، ونشر قيم التسامح ، وإبراز مخاطر اللامبالاة تجاه نمو الجماعات والأيديولوجيات المتعصبة.[3]

التسامح الثقافي

من

درجات التسامح

التسامح الثقافي و هو عبارة عن قبول الثقافات الأخرى في العالم مع اختلاف طرق التعبير عن تلك الثقافات بطريقة او بأخرى وتقبلها واحترامها، إن ممارسة التسامح لا يعني التسامح مع الظلم الاجتماعي أو إضعاف معتقدات المرء دون وعي، تمشياً مع احترام حقوق الإنسان ، يعني مبدأ التسامح هذا أن المرء يتمتع بحرية التمسك بمعتقداته الخاصة مع قبول التزام الآخرين بمعتقداته، من خلال قبول أن البشر متنوعون بشكل طبيعي في مناهجهم ومظهرهم وقيمهم وسلوكياتهم ، ومع ذلك لديهم الحق في العيش في تعايش سلمي ، سنكون على بعد خطوة واحدة من إثارة السلام في الفصل الخطير الذي دخل فيه عالمنا .

التسامح الثقافي يعني قبول واحترام القيم والتقاليد ودعم كل رغبة في التجديد أو أي شكل أو نمط من التغيير، و

اثر التسامح في بناء المجتمعات ورقيها

هو مفتاح الاحترام والقبول والتقدير لأشكال التعبير لدينا ، و طرقنا في أن نكون بشر ، و تنوعنا الغني داخل الثقافات هو التسامح، لتعزيز روح التسامح ، من المهم الانخراط في رؤية متنوعة للمعرفة والانفتاح والتواصل وحرية الفكر والضمير والمعتقد، لاستبدال ثقافة الحرب بثقافة السلام ، يجب أن ندمج مطالبة أخلاقية و سياسية و قانونية بالتسامح.[4]

التسامح الاجتماعي


دور التسامح في بناء المجتمعات

كعبارة ، يتطلب الأمر من كل فرد في المجتمع التصرف بلطف بين أعضاء المجتمع الآخرين في الأوساط الاجتماعية والعامة ، وقبول الاختلافات بين كل شخص يعيش في ذلك المجتمع، يتطلب التسامح الاجتماعي من جميع أفراد المجتمع “السير فيما بينهم” دون خوف من الإساءة الجسدية أو العاطفية أو الإساءة، اذ أصدرت الأمم المتحدة إعلان مبادئ حول التسامح في عام 1995 (اليونسكو ، 2003).

يعد التسامح الاجتماعي مكونًا مهمًا للديمقراطيات الناشئة اذ

يساهم التسامح في تماسك المجتمع

، ويمكن استخدامه كمفهوم رئيسي في تطوير السياسات الاجتماعية، على سبيل المثال ، توضح وزارة الرفاه والتنمية السكانية في جنوب إفريقيا (2003) كيف يمكن أن يبدو هذا على المستوى التشريعي، في الآونة الأخيرة ، طورت هذه الهيئة سياساتها ومبادئها ومبادئها التوجيهية للرعاية الاجتماعية باستخدام المفاهيم الأساسية للتماسك الاجتماعي والتسامح والمواطنة والإدماج كمبادئ أساسية لتطوير الرعاية الاجتماعية، كما يرجع ضعف المرأة إلى ممارسات الإقصاء والتهميش إلى مجموعة من القيود التي تفرضها الظروف السياسية والاجتماعية وىالاقتصادية التي نشأت نتيجة التخلف الثقافي الذي ينتمي إلى تلك الظروف ويتجسد فيها[5]

التسامح السياسي

ان

أثر التسامح على الفرد والمجتمع

كالتسامح السياسي والفكري هو أيضا قيمة ضرورية للتعايش والتفاعل بين المجموعات المختلفة سياسيا، بالنسبة لدولة لا ينبغي أن تقتصر هويتها على العرق أو الدين أو المعتقد ، لأن هذا يعد إهدارًا لقيمة المواطنة وميلًا إلى التفرد والاستبداد، العقل والرفض فكريا للآخر المختلف سياسيا ، كل ذلك في المصلحة العامة ، ويعارض الشمولية المطلقة ، ويعترف بالنسبية ، والتعددية ، والحق في الاختلاف و كل هذا من

مظاهر التسامح

.
التسامح السياسي يعني الشرط الذي يعترف بأن جميع البشر متساوون في حقوق الإنسان من حيث أنهم بشر وليسوا آلهة وعلى الرغم من تمسكهم بمعتقدات وسلوكيات وأخلاق مختلفة، اذ يتم التعبير عن التسامح السياسي في إطار الحقوق و الواجبات وفقًا لسياسة عدالة معقولة تشمل في نطاقها حتى الحرية الدينية.[6]