لماذا اهتز عرش الرحمن لسعد بن معاذ

من هو الصحابي الذي اهتز عرش الرحمن لموته

هو الصحابي الجليل التابع لقبائل الأنصار زعيم الأوس

سعد بن معاذ

رضي الله عنه وأرضاه ، فقد روي في صحيح مسلم عن سيدنا جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم( رسول الله قال جنازة سعد بن معاذ بين أيديهم أهتز له عرش الرحمن) [1] .

وقد ذكر الإمام النووي بأن العلما قد أختلف في تأويل هذا الحديث ، فهناك طائفة منهم قد أخذت الحديث على الظاهر منه فقالت اهتزاز العرش هو تحركه بقدوم روح سعد ، وقد أذن له الرحمن  للعرش بذلك تميزا لحصول ذلك .

وقد ذكروا قول الحق تبارك وتعالى عن الحجارة في سورة البقرة آية 74 ( وإن منها لما يهبط من خشية الله) وهذا هو الظاهر من الحديث .

كما ذكر المازروي هو حقيقة وقد تحرك عرش الرحمن لموته ، ولا يجوز إنكار ذلك عقلا كما أن العرش يعتبر جسم من ضمن الأجسام التي تقبل السكون والحركة ، وقد تكون الحركة علامة للملائكة على موت هذا الصحابي .

وقد قال بعضهم عن ذلك بأن اهتزاز العرش ، قد حذف فيها المضاف والمراد بالاهتزاز هو القبول والاستبشار واهتزاز الملائكة الذين يحملون العرش ، كما قال العرب قد لا يكون الحركة واضطراب الجسم ، وإنما المراد هنا الإقبال والارتياح لروحه .

كما يرى البعض في ذلك هو اهتزاز عرش الجنازة، ولكن هذا قول باطل بالحديث الذي روي عن الأمام أنس ومسلم بأن موت سيدنا سعد اهتز له عرش الرحمن ، وربما لن تبلغ هؤلاء رواية مسلم في ذلك .

والأمام الحربي يرى قد يدل ذلك عن كناية، لعظمة تلك الوفاه ، ودائما الشيء الذي له قيمة وعظيم يتم نسبه لعظيم الأشياء فيقولوا قامت القيامة لموت فلان وأظلمت الأرض لوفاته .

لماذا اهتز عرش الرحمن لموت سعد بن معاذ

بعد الحمد لله والثناء على رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، فقيل برواية عن النبي عليه الصلاة والسلام بأن عرش الرحمن اهتز لموت سعد بن معاذ ، وقد ذكر الحافظ في الفتح بأن الاهتزاز هنا للسرور والاستبشار بقدوم روحه لخالقها [2] .

كما قال في ذلك بأن الذي يفرح بقدوم القادم فقد يهتز له ، كما وقع في ذلك في حديث ابن عمر عند الحاكم بلفظ اهتز العرش فرحا به ، كما قيل عن ذلك الاهتزاز هو اهتزاز من يحمل العرش .

وقد أيدوه في ذلك في حديث أن سيدنا جبريل قد قال من هذا الميت الذي فتحت السماء أبوابها له ، واستبشر أهلها به وقد أخرج هذا الحديث الحاكم ، وقيل عن ذلك بأنها من العلامات التي تدل على أن من مات من أولياء الله ليعلم الملائكه بفضل من توفاه الله هذا والله تعالى أعلى وأعلم .

أعمال سعد بن معاذ


  • مواجهة كبار سادة الكفر

فقد روى البخاري بأن سيدنا سعد كان صاحبا لأمية بن خلف ، فإذا مر أمية على المدينة نزل عند سعد، وهكذا كان فعل سعد إذا مر بمكه ، ولما جاء النبي عليه الصلاة والسلام عندما جاء للمدينة ، ذهب سعد للمدينة معتمرا [3] .

وعند ذهابه لمكه للعمره نزل عند أمية فقال لصديقه انظر لي في ساعة الخلوة حتى أطوف بالبيت ، وقد قرج به بنصف النهار فقابلهما أبو جهل وسأله عن من الذي معه، فقال أنه سعد فرد عليه بأنه يطوف في مكه أمن .

وقال له بأنكم من أويتم الصباه كما أنكم تعينونهم وتنصرونهم ، وولله لولا أنك مع أبا صفوان ما خرجت من هنا وعدت لأهلك سالما ، وقد رد عليه سعد وانفعل عليه بأنه في حال منعه له فسيمنع عنه بما هو أشد من ذلك .

وكان يقصدمنعه من المدينة عند المرور فقال له صاحبه أمية لا ترفع صوتك على سيد الأهل بالوادي ، فقال له سعد دعنا عنك فقد قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ، إنهم قاتلوك قال بمكة فقال لا أدري فأرتجف لذلك أمية .

ولما جاء يوم بدر وأستنفر أبو جهل الناس، وقال له يا أبا صفوان متى يراك الناس قد تخلفت ، وحثه على الخروج معه وطلب أمية من زوجته أن تجهزه ليخرج معهم وفكرته زوجته بما قال له صديقه سعد .

ولما خرج أمية معهم وكان لا ينزل في منزل إلا ويعقل بعيره ، وأستمر الحال به على ذلك حتى أماته الله في بدر .


  • غضبه من أجل النبي

حيث روي عن السيدة عائشة رضي الله عنه وأرضاه ، أنه كانت تتحدث عن حادثة الإفك وكان النبي صلى الله عليه وسلم يستنصر يطلب نصرة الناس له ، وكان النبي عليه السلام على المنبر وقال قد علمت بأن أحد الناس أذاني في أهلي ، رغم ما رأيت من أهلي إلا الخير .

فقام سعد وقال أنا أنصرك يا رسول الله عليه الصلاة والسلام ، وقال إن كان من الأوس ضربنا عنقه ، وإن كان من الخزرج فعلنا ما تقول به وقالت أم المؤمنين عنه بأنه كان صالحا .

معلومات عن سعد بن معاذ

قال عنه الامام الذهبي بترجمته بأنه من  كان رجلا أبيض جميل وله وجه حسن ، ولحيته حسنه وقالت عنه السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها بأن سعد بأفضل الناس من بني عبد الأشهر [4].

وقال عنه ابن إسحاق عند إسلامه وقف في قومه وخطب فيهم وقال الكلام معكم حرام علي حتى تؤمنوا بالله ورسوله ، وقال في ذلك لقد أسلموا بني عبد الأشهل جميعهم من الرجال والنساء .

وقيل عنه بأنه كان شجاعا وله مواقف قوية على الكافرين ، ويعتز بدينه فقد وقف يوما وتصدى لكلام أبي جهل بمكه ، بل وصل الأمر به أنه كان يهدد الساده من قريش بأرضهم ومنازلهم ، حبا ونصرة لله ورسوله عليه الصلاة وأتم التسليم .

وقال عنه النبي صلى الله عليه وسلم( بأن مناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا) وكان يقصد الحرير .

كما أن سيدنا سعد لعظيم مكانته وأفعاله الصالحه ، قالت عنه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها وأرضا أن للقبر لضمه لو ان أحدا ينجو منها لكان سعد بن معاذ ، مما يؤكد على

صفات سعد بن معاذ

العظيمة ومكانته الكبيرة .

كما أنه من أهل الجنة وهو من الشهداء وقد توفي في سن صغير ، حيث كان عمره لحظة وفاته 37 عاما ، وكان ذلك في السنة الخامسة من الهجرة وقد دفن سيدنا سعد بالبقيع .