كيف يساهم التسامح في تماسك المجتمع
تعريف التسامح
التسامح يعني الصبر على تصرفات الاخرين مثل الإساءة و عدم الرد على الإساءة بمثلها بل لقاءها بالصدقة ، و هو من العادات النبيلة التي تضفي الهيبة على صاحبها ، و تجعلها شخصية لطيفة و ممتعة ، لأنها تستطيع أن تتحكم في مشاعرها و أفعالها إذا أساء إليها أحد بقصد أو بدونه، كما يعني التسامح قبول الأفكار و المعتقدات التي تتعارض مع ما يؤمن به الفرد و ما يؤمن به و ما هو ، و يشمل الاختلاف الفكري و الأيديولوجي و العرقي، بمعنى آخر ، هو اعتراف ضمني بحقوق و حريات الآخرين و أفكارهم
ان القدرة على تحمل الناس شيء عظيم ، كما أن
مفهوم التسامح
له العديد من المفاهيم المختلفة و العديد من
انواع التسامح
، اذ يشير إلى أكثر من دلالة، التسامح الفكري هو قبول الآخر كما هو و فهم طريقة تفكيرهم الخاصة ، و التسامح الديني يتجسد في احترام الأديان الأخرى و معاملة من يؤمن بها باحترام، اذ ان هناك العديد من المفاهيم المختلفة للتسامح .
و كلها تندرج في فكرة واحدة ، و هي القدرة على التغلب على جميع الاختلافات التي يمتلكها الفرد مع الآخرين والتغلب عليها تماما، القادر على التسامح يتميز بالكرم الأخلاقي و حسن الخلق ، وفي هذه العادات يتبع أحكام الشريعة الإسلامية و سنة الرسول صلى الله عليه وسلم في التجاهل و غض الطرف، فالتسامح هو من أسمى الصفات البشرية ، والأكثر فضيلة و الشخص الذي يتصالح مع الآخر هو متصالح مع نفسه من الداخل ، وقادر على مواجهة الأزمات و التعامل معها بمنطق ، وعلى الرغم من تعرضه للإساءة من قبل البعض ، إلا أنه قادر على قبول هذه الجرائم دون جعلها ذات قيمة في حياته الخاصة طالما لا يوجد ضرر [1].
اهمية التسامح في المجتمع
-
دور التسامح في بناء المجتمعات
من خلال التسامح المتبادل و الاهتمام بالآخرين هو ما يجعلنا بشراً، من خلال تعليم التسامح ، نسمح بالتفرد و التنوع مع تعزيز السلام والمجتمع المدني، يعتمد النجاح في محاربة التعصب على الجهد الذي يبذله الفرد لتثقيف نفسه و اطفاله. - يجب على الناس من جميع الأديان الحفاظ على معنى التسامح، في الواقع ، التسامح هو إيمان مهم في الدين، ومع ذلك ، لا يتم ممارسته دائمًا.
- لا يجعل التسامح التعايش السلمي ممكنا فحسب ، بل ميزة أخرى تتمثل في أن الانفتاح على طرق التفكير الأخرى يمكن أن يساعد في تنمية الشخصية.
- لا توجد حلول فردية لهذه التحديات المتعددة الأوجه والمترابطة، الا بالتسامح فلا يمكننا المضي قدما إلا كمجتمع متسامح ومتماسك ، واثق في التضامن البشري والاعتراف بأننا نشترك في المصير، هذا هو سبب أهمية التسامح.
- التسامح ليس سلبيا، يتطلب اختيار نشط للتواصل على أساس التفاهم والاحترام المتبادلين ، خاصة عند وجود صراع.
- يجب تعلم التسامح في المجتمع من خلال تعليم الفتيات والفتيان ليس فقط كيفية العيش معا ، ولكن أيضا كيفية العمل معًا كمواطنين في العالم.
- يساهم تعزيز التسامح في الاحترام الثقافي ، من البرلمانات إلى ساحات اللعب.
- التسامح يساعد على معالجة تزايد عدم المساواة ورفض الاستبعاد الاجتماعي على أساس الجنس والإعاقة والتوجه الجنسي والأصل العرقي أو الديني.
- التسامح هو أقوى أساس للسلام و المصالحة، في هذا العصر من التغيير السريع والمربك في كثير من الأحيان [2]
التسامح و دوره في تماسك المجتمع
-
يعزز
اثر التسامح على الفرد والمجتمع
قيمة التعايش بين مختلف أفراد المجتمع و يحافظ على الحريات العامة ، بحيث يتمتع كل فرد بحياة كريمة و أمن و حرية تعبير و ممارسة الشعائر و المعتقدات دون اعتداء أو مضايقة أو تحقير لمن يختلف عنهم. - لذلك فالصدر السليم المرتاح عقليا هو الذي لا يحمل في قلبه حقدا ولا غل ، وهذا يؤثر أيضا على سلامة الجسم.
- وفقًا لدراسة أجراها علماء في جامعة تينيسي لملاحظة تأثير التسامح لدى الناس ، فقد لاحظوا زيادة في ضغط الدم و زيادة في توتر العضلات لدى 20 شخص اعتبروا متهورين وغير متسامحين ، مقارنة ب 20 شخص آخرين ممن أظهروا التسامح في مناسبتين عندما شعروا بالغش والخيانة.
- يخلق التسامح مجتمع قوي و متماسك لا توجد فيه صراعات أو مشاكل.
- يسود التسامح على المصلحة العامة من الخاصة ، بحيث لا يفكر الفرد في نفسه فحسب ، بل يسعى أيضا إلى الاستقرار و الأمان في مجتمعه.
-
إن من
مظاهر التسامح
ثقافة التسامح التي تجعل الأفراد يحبون بعضهم البعض و يتقبلون بعضهم البعض في علاقاتهم الاجتماعية ، مما يساهم في نشر الاحترام و التعاون و التبادل في حل جميع المشكلات التي تؤدي إلى زعزعة استقرار علاقاتهم الاجتماعية.ا -
و كيف ان
اثر التسامح في بناء المجتمعات ورقيها
يجعل الأفراد يعيشون حياة متفائلة و بعيدة عن التشاؤم و الاكتئاب و الكراهية لأنها تجسد فيهم مفاهيم التسامح والحب. - لا يمكن أن ينجح التسامح الثقافي بين الشعوب ذات الأديان والأفكار و المعتقدات المختلفة دون أن يعمل الجميع على استراتيجية تقوم على التبادل الثقافي والتقدير واحترام ثقافة الشعوب الأخرى وفهمها.
- يجب أن تعمل الأمة على تطوير ثقافة التواصل مع الشعوب الأخرى وتنمية ثقافة التسامح وقبول الآخر بين أفرادها.
- من وجهة النظر هذه ، فإن ثقافة التسامح تعمل على خلق وعي اجتماعي ثقافي للعلاقات الاجتماعية يقوم على التعاون والتبادل بين الناس
- تختلف العلاقة الاجتماعية الموجودة بين الأفراد باختلاف نوع المكانة و الشهادة و الثقافة المعرفية ، و كذلك حسب نمط الدين.
- في أماكن العمل ، العديد من الإدارات و الهيئات و المؤسسات ، سواء في القطاع الحكومي أو الخاص ، لديها برامج لتحسين التسامح بين موظفيها.
- تزود ثقافة التسامح الفرد بصيغة اجتماعية و ثقافية و سلوكية تعمل على تكوين علاقات اجتماعية إيجابية و تنظيم المجتمع و الحفاظ على استقراره ، و تعمل على خلق و عي اجتماعي ثقافي بالعلاقات الاجتماعية قائم على التعاون و التبادل بين الأفراد
-
ان التسامح يطور مشاعر الحس الاجتماعي للمجتمعو هذه من
مزايا التسامح
- للتسامح آثار نفسية على المجتمع في جميع مناحي الحياة ، لأن هناك علاقة ارتباط معنوية بين التسامح والعواطف والأفكار الإيجابية التي تعزز المعرفة الحضرية.
- الآثار النفسية للتسامح تبني صفات إيجابية تساعد الناس و المجتمعات ليس فقط على المقاومة و القبول و البقاء ، و لكن أيضا لزيادة رفاهية المجتمع و تنمية قواه الإيجابية في جميع مراحل الحياة و الصحة و العلاقات و العمل.[3]
التسامح في الاسلام
و
خاتمة عن التسامح
ممكن ان ننهيها في دين الاسلام، فان التسامح هو خلق نبوي عظيم ، و في كثير من الأحيان كان لهذا الخلق النبوي أثر كبير في تغيير نفسية من جاء و أراد أن يقوم بالاذية، كما حض ديننا الاسلامي على التسامح بين الافراد لما له من تاثير كبير على نفسية الافراد و المسامحة من دوم مقابل تعد من اسمى
درجات التسامح
،
بالتالي على المجتمع من جميع النواحي، كما يوجد في ديننا الحنيف العديد من
قصص التسامح
، كما ذكر الله عز و جل التسامح في القران في الايات التالية:
- قال الله تعالى :. {وسارعوا إلى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين * الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ و العاافين عن الناس والله يحب المحسنين}
- قال الله تعالى: {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك فاعف عنهم واستغفر لهم وشاورهم في الأمر فاذا عزمت فتوكل على الله إن الله يحب المتوكلين}.
- فقال سبحانه: {ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن فاذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم * وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم}
- قال الله تعالى: {لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين}[4]