تعريف الأسلوب اللغوي

مفهوم الأسلوب اللغوي

هو  النهج الذي يتبعه الكاتب ويشتقه لنفسه عن طريق اختيار ألفاظ ومفردات وتراكيب للتعبير عن المعاني بهدف التأثير أو إقناع سامعيه أو قارئيه.[1]

أقسام الأسلوب اللغوي


الأسلوب العلمي:

يتطلب هذا الأسلوب إلى المنطق السليم والفكر القويم ، فهو بعيد عن الخيال ويخاطب العقل ، ومن مميزاته الوضوح والقوة والجمال ، فعلى الكاتب أن يهتم باختيار ألفاظه وأن تكون واضحة صريحة، وتكون غايته التعليم والمعرفة .


الأسلوب الأدبي:

هذا الأسلوب يهتم بالجمال ، بواسطته يعبر الأديب عن شعوره وأفكاره ، ومن مميزاته بأنه  يتخلل الجمال فيه والتصوير الدقيق ، وإلباس المعنى ثوب المحسوس.


الأسلوب الخطابي:

قائم هذا الأسلوب على قوة المعاني والحجة والبرهان، ومن أشهره ما يميزه هو التكرار واستعمال المترادفات واستخدام الكلمات الجزلة وضرب الأمثال [2] ،والخطابة وسيلة تستخدم للدعوة ،و لها تأثير قوي بسبب احتوائها على فنون القول فهي تعمل على الإقناع العقلي و التأثير الوجداني ، بالإضافة إلى الإمتاع النفسي ، وتراعي أصناف المخاطبين حسب مستوياتهم وتفكيرهم ، تبدأ  مراحل الإعداد باختيار موضوع مناسب ويتم هذا الاختيار حسب المخاطبين وبيئتهم وتفكيرهم ، ويجب على الخطيب مراعاة قواعد اللغة العربية ، وأن يتصرف في فنون القول ، ويختار الوسائل المناسبة لإثارة المستمعين .


الأسلوب البلاغي:

وهو الأسلوب الذي يُعرف بالفصاحة في القول عند ممارسة الكلام أو الكتابة ، ويتطلب جمل لغوية متناسقة ومتوافقة ، ويعمل هذا الأسلوب على إيصال الأفكار والمعاني بطرق يتخللها الجماليات اللغوية ،وله تأثير كبير على القارئ أو المستمع وينقسم إلى ثلاثة أقسام وهي المعاني،والبيان،والبديع.[3][2]

أنواع الأسلوب اللغوي

تنقسم

الأساليب اللغوية

إلي نوعين الإنشائي والخبري:


الأسلوب الإنشائي

وهو أسلوب يجب التصريح به حتي يتم  التحقق من المفهوم المراد به ، ونجد بأنه  قول لا يحتمل الكذب أو الصدق وتقوم على  المعنى الإنشائي كالأمر أو النهي أو النداء أو الاستفهام أو التمن عند المتكلم ، وبتأمل الأساليب نلتمس أن المعاني الإنشائية قد تأتي في أسلوب الخبر مثال على ذلك الحديث الشريف “لا يجتمع دينان في جزيرة العرب” ، وينقسم الأسلوب الإنشائي إلى قسمين:[5]


إنشاء طلبي

فهو يستدعي فيها المتكلم من المخاطب أن يقوم بتنفيذ عمل ما  أو  عدم تنفيذه ،ونجده بأنواع مختلفة ، من هذه الأنواع :


  • الأمر:

    وهو طلب المتكلم من المخاطب بالقيام بعمل ما، وكون المخاطب ملزم بفعله ويأتي في صيغ متعددة  ، فعل أمر ، فعل مضارع مصحوب بلام الأمر مثل ليركض ، مصدر ينوب عن فعل الأمر مثل ثباتاً ، اسم فعل الأمر كما ورد في القرآن الكريم الأية الكريمة”هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ”.

  • النهي:

    وهو طلب المتكلم من المخاطب أن يتوقف عن فعل أمر ما ،ويتكون من فعل مضارع يسبقه لا الناهية مثال “لا تفعل هذا ، لا تكذب “.

  • الاستفهام

    وهو طلب معرفة شيء لا يعرفه السائل ويكون مجهولاً بالنسبة للسائل ،ويستخدم أدوات الاستفهام وهي لماذا، أين،هل، كم ،متى،مَن،وقد تأتي على شكل حرفان هما الهمزة وهل ،مثال “أطبيب والدك أم معلم”.

  • النداء

    وهو استدعاء شخص للقدوم مستخدماً عند الاستدعاء أو الطلب حروف النداء ، وهذه الحروف تختلف حسب مكان المنادى ، فإن كان المنادى قريباً نستخدم الهمزة أو أي ، ونستخدم أحد الحروف التالية يا،أيا، هيا، وا ، إذا كان المنادى بعيداً.

  • أسلوب التمني

    يعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الإنشائية ، يتخلله شعور التمني للحصول على شيء ما أو حدوث أمر معين ، ويشمل كلمات عديدة منها ليت ، لعل ، عسى .


إنشاء غير طلبي

لا يطلب فيه المتكلم من المخاطب شيئاً ،أي لا يستدعي مطلوباً ، وله أنواع متعددة:


  • التعجب

    وهو أسلوب يدل على الانفعال والاستغراب تجاه موضوع معين يجهل سببه، ويصاغ

    بصيغتين

    هما تعجب سماعي وهو تعجب ليس له وزن ولا قاعدة مثال “ولله درك”، وتعجب قياسي ويتجلى في صيغتين هما “ما أفعله ، أفعل به” مثال “ما أروع هذا الثوب ” .

  • المدح والذم

    وهو أسلوب يدل على الإعجاب بأمر ما ،ويستخدم أيضاً للاستهجان ، نستخدم  كلمتي حبذا و نِعم لأمر فيه أسلوب المدح ، أما كلمتي بئس و لا حبذا تستخدمان في أسلوب الذم وعند الاستهجان لأمر ما.

  • الرجاء

    وهو أسلوب يدل على إمكانية حدوث أمر ما ، ونستخدم في أسلوب الرجاء كلمتي لعل وعسى. [4]


الأسلوب الخبري

يكون الخبر كاذباً أو صادقاً حسب مطابقته للواقع ، وينقسم إلى أنواع  ويعود هذا الانقسام لحالة المخاطب ،ومن أنواعه :

  • ا

    لخبر الإبتدائي

    إذا كان الخبر لا يحتوي على أدوات التوكيد مثل “الأم مدرسة إذا أعددتها  أعددت شعباً طيب الأعراق “.

  • الخبر الطلبي

    وهو الخبر الموجه إلى مخاطب ويكون هذا المخاطب متردداٌ  في حكمه ويحتوي على مؤكد واحد فقط ، ومن المؤكدات المستخدمة “أنّ ، إنّ  ، لام الابتداء، أحرف القسم الواو ، الباء، التاء، وأحرف التنبيه ، والحروف الزائدة “مثال قال تعالى “إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين” .
  • ا

    لخبر الإنكاري

    يكون مؤكد بأدوات توكيد إما بمؤكدين أو ثلاثة أو أكثر  ومن هذه المؤكدات: أحرف التنبيه،إنّ، أنّ،ونون التوكيد ،أدوات الشرط ، والمخاطب فيه ينكر مضمون المخبر[4] ويستخدم الخبر الإنكاري إذا كان المخاطب ينكر الحكم الذي قاله المتكلم ، فالمتكلم يحاول تأكيد وإثبات حكمه للمخاطب بهذه أدوات التوكيد التي تم ذكرها مثال الآية الكريمة “قالوا ربنا يعلم إنا إليكم لمرسلون”

أغراض الخبر

  • الفخر.
  • ظهور مشاعر الأسى والحزن.
  • إظهار الاستعطاف.
  • التوبيخ.
  • إبداء الضعف والعجز.
  • إظهار السخرية والتهكم
  • .إعطاء النصح .
  • الحث على السعي والمثابرة عليه.[6]


فائدة الخبر

وهو إفادة المخاطب بما يتضمنه الخبر الذي يجهله ولا يعرف حكمه وهنا الخبر يعمل على إعلام المخاطب وتعريفه بالمضمون ،وإعلامه به  ، مثال توضيحي:
  • الأرض تدور حول الشمس .
( المثال يخبر عن حقيقة جغرافية ، وهي دوران الأرض حول الشمس  )

الأسلوب اللغوي في الأحاديث الشريفة

كان الأسلوب اللغوي لرسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم من أهم مظاهر جماله ، فقد كان عليه الصلاة والسلام فصيحاً يتميز بعذوبة المنطق، وإن الفصاحة تجمع بين سلامة النطق وبين حسن اختيار المفردات بشكل سلس بعيد عن التكلف أو التوعر ، بالإضافة إلى جمال الموضوع ، ونرى أن هذه الصفحات قد تحققت كلها بنبينا عليه الصلاة والسلام ، فاكتسب فصاحة اللسان من نشأته في البادية القرشية ، ونجد اتفاق الروايات على تنزيه نطق الرسول من عيوب الحروف ومخارجها ، وقدرته على استخدامها في أحسن المواقف والمواقع ، وكان كلامه وحي من الله تعالى ، فقد ذكر الله سبحانه وتعالى في القرآن الكريم “وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى” .وكان يتميز بالمنطق العذب الذي يؤثر تأثيراً قوياً على مستمعيه، ويجذب أسماعهم، ويشد انتباههم ويفتح عقولهم ، ويلامس قلوبهم ، كما قال ابن القيم رحمه الله “إن كلامه يأخذ القلوب ، ويسبي الأرواح ، ويشهد له بذلك أعداؤه ، وكان إذا تكلم  تكلم بكلام مفصل ، مبين يعد العاد ليس بهذا مسرع ، ولا يحفظ ، ولا منقطع تخلله السكتات بين أفراد الكلام ، بل هديه فيه أكمل الهدى”.