العلاقة التبادلية بين الإنسان والبيئة
تعريف البيئة
لا يمكن التعرف على مدى
اهمية البيئة في حياة الانسان
دون التطرق أولاً للاطلاع على مفهوم البيئة وهي ما تم تعريفها من المنظور الجغرافي بكونها عبارة عن نسيج معقد من التفاعلات التي تتم فيما بين جميع مكونات الطبيعة من عناصر غير حية، وكائنات حية (نبات، حيوان، إنسان)، حيث ينتج عن التفاعلات تلك كلاً من (التربة، الهواء، الماء، المناخ، والتضاريس)، وهو ما يعني أن هناك تأثير متبادل فيما بين الإنسان والبيئة المحيطة به.
العلاقة بين الإنسان والبيئة
منذ خلق الله تعالى الإنسان وقد أصبح هو القوة المهيمنة على جميع ما يحيط به في البيئة من عناصر وكائنات حية، وقد كان له عامل كبير فيما حدث بها من تغيرات غير مسبوقة وسريعة بالطبيعة ومن أمثلة ذلك التأثير ظاهرة الاحتباس العالمي، حيث إن الإنسان يعتمد في البيئة بكافة شؤونه البشرية واحتياجاته اليومية.
ومع التطور التكنولوجي والوصول إلى العصر الحالي المعروف بعصر السرعة بدأ اعتماد الإنسان يتجه إلى الصناعة أكثر من الاعتماد الكلي على البيئة، وهو ما لا ينفي من أن العلاقة بين الإنسان والبيئة التي يعيش بها لا زالت قائمة فهي موطنه الذي يعيش به ولا يمكن الانفصال عنه. [1]، [2]
وحينما يتم النظر إلى العلاقة ما بين البيئة والإنسان من جانب البيئة فهي علاقة ذات أثر بالغ وهو ما يمكن رؤيته فيما يحدث من تغيرات بالمناخ ودرجات الحرارة ومعدلات تساقط الأمطار التي يترتب عليها إما جودة المحاصيل الزراعية أو ما قد يطرأ عليها من فساد، إذ قد يحتاج الإنسان إلى تغيير بيئته ومكان عيشه إلى مكان آخر عن طريق الهجرة من منطقة لأخرى، أو أنه قد يلجأ لتغيير أسلوب حياته ومعيشته. [3]
التأثير المتبادل بين الإنسان والبيئة
دوماً ما يسعى الإنسان نحو العيش بأجواء تسودها الرفاهية والراحة ببيئة معتدلة المناخ، يتوفر له بها تربة خصبة ومياه نظيفة للمأكل والمشرب وغيرها من الأغراض، في حين أنه لا يقدر على العيش ببيئة قاسية تفتقر لتلك الأساسيات، إلى جانب التأثير الذي يلحق به نتيجة ما يعيشه من أحداث طبيعية قد تطرأ على البيئة مثل البراكين والزلازل، والجفاف والتي يترتب عليها الوفيات وخراب الممتلكات من منازل وأغراض. [4]
وقد ثبت من خلال الأبحاث والدراسات التي تم إجراها على العلاقة التي تجمع بين الإنسان والبيئة ما قد يترتب على العلاقة تلك من تأثيرات شديدة الصلة على صجة الإنسان وحالته النفسية والمزاجية، وقد ذُكر في كتاب يحمل اسم (Healing Gardens)، أن ما يزيد عن ثلثي البشر ممن يعيش في بيئة طبيعية صحية وسارة يتمتعون بصحة جسدية ونفسية أفضل من تلك التي يمر بها من يعيشون في بيئة غير مناسبة أو مريحة، ومن أبرز تأثيرات البيئة على الإنسان ما يلي: [5]
تأثير البيئة على صحة الإنسان
تأثير البيئة على صحة الإنسان النفسية
يساعد التواجد في بيئة طبيعية خلابة وخصبة مشبعة بالهواء الصافي والمياه النقية على التخلص من حالات الاكتئاب والخوف والقلق التي قد يمر بها الإنسان، بل وتعمل على استبدال تلك المشاعر بالراحة والطمأنينة، وبالتالي فإن الصحة الجسدية للإنسان تصبح في حالة أفضل من حيث انتظام معدل ضربات القلب، ومستويات ضغط الدم، لذلك دوماً ما ينصح أخصائيين الطب النفسي بوضع نباتات في غرفة المذاكرة أو العمل لما لذلك من دور في التخلص من القلق والتوتر والمشاعر السلبية.
تأثير البيئة على صحة الإنسان الجسدية
تساهم البيئة الخلابة الخالية من الضوضاء والملوثات في تحسين كفاءة الجهاز المناعي لدى الإنسان على العمل، والتعزيز من عمل الجهاز العصبي من حيث الشعور بالألم، وحتى إن أصيب الإنسان بمرض أو جرح فإنه بمجرد تواجده في مكان يحيط به الزروع والأشجار والهدوء فإن الشعور بذلك الألم يقل إلى حد كبير وترتفع مقدرة جهاز المناعة على العمل ومحاربة ما قد يصاب به الإنسان من فيروسات وأمراض.
ووفقاً لدراسة تم إجرائها من قبل الطبيب (Robert Ulrich) على من خضع من مرضى المرارة للعمليات الجراحية وقد قاموا بقضائهم وقتهم عقب الجراحة في بيئة صحية طبيعية أنهم قد تماثلوا الشفاء والتئمت جروحهم أسرع وأفضل مقارنة بغيرهم ممن خضعوا لمثل تلك الجراحة ولم يبقوا في بيئة صحية مناسبة.
تأثير الإنسان على البيئة السلبيات والإيجابيات
ليست جميع تأثيرات الإنسان على البيئة هي تأثيرات سلبية كما يظن البعض بل إنها علاقة تبادلية تعود على كلاً منهما بالنفع والضرر، لذلك قكما للإنسان على البيئة من تأثير سلبي وأضرار، له في الوقت ذات تأثيرات نافعة وإيجابية.
تأثير الإنسان السلبي على البيئة
يؤثر الإنسان من خلال ما يمارسه من أنشطة حياتية مختلفة على وظائف النظام البيئي بشكل عام، حيث يترتب على الممارسات الخاطئة التي يقوم بها إصابة البيئة بالخلل والذي كانت أولى مظاهره انقراض الكثير من أنواع الحيوانات وبالتالي تأثر التنوع البيئي وانخفض من الناحية البيولوجية.
كما يظهر تأثير الإنسان على البيئة من خلال استغلاله الخاطئ لمواردها الطبيعية، وأراضيها الزراعية، والتسبب في تلوث الهواء، جميع تلك التأثيرات تلحق بالمناخ وما يتبعه من عناصر، وقد تم تصنيف ذلك الوقت من الزمن الذي يعيشه الإنسان بالآونة الأخيرة بعصر الأنثروبوسين (Anthropocene Era) بما يعني أنه أصبح للبشر في الوقت الراهن تأثير كبير على كلاً من النظام البيئي وجيولوجيا الأرض.
تأثير الإنسان الإيجابي على البيئة
هناك الكثير من التأثيرات التي يمكن وصفها بأنها تأثيرات إيجابية تترتب على ما يقوم به الإنسان من أنشطة وممارسات بشرية والتي ينتج عنها تنوع بيولوجي، الحفاظ على بعض الموارد ومصار الطاقة من النفاذ والاستنزاف، فضلاً عن حماية بعض أنواع النباتات والحيوانات من الانقراض، وهناك العديد من الأمثلة الأخرى لتاثيرات الإنسان الإيجابية على البيئة ومنها: [6]
-
المحافظة على الطبيعة بالحياة البرية:
قام الإنسان على مر العصور ببناء وتأسيس الكثير من المحميات الطبيعية بالمناطق المختلفة وهو ما يرجع الهدف منه إلى المحافظة على إبقاء أنواع الحيوانات والنباتات البرية المهددة بخطر الانقراض. -
التوسع بالأراضي الزراعية:
قامت بعض المجتمعات والدول بوضع قوانين وقواعد إلزامية للأفراد والمؤسسات بتخصيص مساحات خضراء وأراضي زراعية حول الأبنية والشركات التابعة لهم من أجل زيادة المساحات الخضراء في البيئة بشكل عام، وتقنين الممارسات الزراعية والحفاظ على الأراضي الزراعية من التصحر. -
سن قوانين المحافظة على البيئة:
تم وضع الكثير من القوانين وتأسيس المنظمات البيئية التي تعمل على حماية النظام البيئي البيولوجي والإيكولوجي مما يلحق بهم منة ضرر، مثل فرض الرقابة على إلقاء المخلفات الصناعية بالمجاري المائية أو الأراضي الزراعية، والحد من اقتطاع الأشجار، وغيرها من الأمور التي يترتب عليها إلحاق الضرر بالبيئة.