تعريف البرهنة وانواعها

فوري

البرهنة وتعريفها

إن البرهنة ، هي عملية استدلال هدفها تأكيد صحة قضية ما من عدمها ، وهي عكس الاستدلال ، حيث أن الاستدلال هو البحث عن دليل أو حجة ، بينما تبنى البرهنة على الحجج ، او الأدلة ، او البراهين المتعددة والمختلفة ، ويجب أن تكون هذه الأدلة صحيحة ، وصادقة ، ولا تشتمل على مقدمات تفترض القضية المطروحة ، وإلا نتج عنها نتيجة خاطئة ، او ما يسمى بالدليل الدائر ، والبرهان وحده من بين أنواع القياس الخمسة ، حيث يصيب الحق ويستلزم اليقين بالواقع.

ومن

أنواع الأدلة والبراهين

، أن يكون البرهان مباشرا ، بمعنى أنه قد يتألف من سلسلة استنتاجات ، تكون مقدماتها عبارة عن أدلة أو قضايا مستدل عليها من حجج ، أو قد يكون البرهان غير مباشر ، بمعنى أنه يُستدل عليه من خلال افتراضات إضافية ، ويطلق على البرهان الذي يثبت صدق قضية ما ، ” برهان ” ، بينما يطلق على البرهان الذي يثبت كذب قضية ما ، ” تفنيد ” . [1]

انواع البرهنة

في

بحث عن البرهنة والاستدلال العلمي

سوف نجد أن هناك الكثير من

اساليب البرهنة والاستدلال

، كما أن البرهنة لها اكثر من نوع على حسب آراء الفلاسفة وعلم النفس ، وكل نوع منهم مختلف من حيث الاستخدام ، والشكل ، والمحتوى ، وفيما يلي انواع البرهنة ؛

يقسم النظار في اللغة العربية ، البراهين إلى ثلاثة أنواع ، البرهان العاطفي أو الوجداني ، والبرهان العقلي ، والبرهان الديني ؛ [2]

البرهان العاطفي أو الوجداني

  • ويكون باتباع الفطرة ، والانسياق وراء القوى الداخلية للشعور ، مثل الفرح والحزم ، والجوع ، والشبع ، وغيرها من المشاعر أو الأحاسيس التي يشعر بها الإنسان ، والترابط بين هذه القوى دقيق للغاية.
  • وهذه المدرجات المعنوية ، تؤثر على الروح ، فالجسد والروح مرتبطين ببعضهم البعض ، فمثلا إذا شعر الانسان بالحزن ، يتغاضى عن الشعور بالجوع ، وهكذا الشعور بالفرح ، كما يمكن أن يؤدي الحزن إلى أمراض وعلل جسدية ، كما ويمكن أن يعالج الشعور بالفرح والسرور ، بعض الامراض.

البرهان العقلي

وهذا النوع يكون مبني بالضرورة على مقدمات ، يقوم العقل بالاستنباط منها على القوانين الكلية ، لذلك فمن الضروري وجود مسلمة عقلية حتى تشترك في إدراكها جميع العقول ، ولكي يبنى عليها ما بعدها ، ومثال على ذلك ، النظريات الطبيعية ، والبراهين الرياضية ، حيث أنها ناتج ، أمور توصل إليها بالاتفاق جميع العقول.

البرهان الديني

ويمكن أن نجده في

البراهين الدالة على وجود الله

، حيث أن البرهان الديني ، يكون في الأمور ، والمسائل التي لا يدركها عقل الإنسان ابتداءً ، فالإنسان يكون معزول عن منصب البيان في الإلهيات ، وحتى إن أدرك أصولها إجمالا ، فالرسالات تأتي بالبيان المفصل ، والعقل الصريح يسلم للنقل الصحيح ، فما أشكل عليه من أمور الغيب رده إلى عالمه.

وعلماء الرياضيات ، يقيموا البرهنة إلى نوعين ؛ البرهان التحليلي ، والبرهان التركيبي ، ويكونون كما يلي ؛ [4]

البرهان التحليلي

وهو الذي يقوم على تبسيط القضية المطروحة ، إلى قضايا ابسط ، تم إثباتها من قبل ، وينقسم البرهان التحليلي إلى قسمين ؛

  • البرهان التحليلي المباشر ؛ ويتم فيه التوجه من قضية مجهولة لدينا ، إلى قضية معروفة ومثبتة من قبل ، مثال ؛ س+ 5= 15 ، وهنا يتم استخدام البديهية ، من خلال طرح القيم المعطاة ، فينتج لدينا المجهول.
  • البرهان التحليلي غير المباشر ؛ وفيه يحاول المبرهن تكذيب مناقض القضية المطروحة ، وهكذا يتم استنتاج صدق القضية المطروحة.

البرهان التركيبي

وفيه يتم الانتقال من الأسس ، والقواعد إلى تركيب نتائج جديدة ، وفيه تتم تنمية التفكير المبدع.

ومن أنواع البرهنة كذلك ، ما يلي ؛

  • البرهنة بالمفاهيم والحقائق
  • البرهنة بالتجربة العلمية
  • البرهنة المنطقية بالوصول إلى استنتاجات
  • البرهنة بالتعليل
  • البرهنة بالدليل الشرعي
  • البرهنة بالوقائع المشاهدة
  • البرهنة بالإحصاءات والنتائج
  • البرهنة بالإستشهاد بأقوال المفكرين

خصائص البرهنة والبرهان

البرهان قياس

  • كم تم ذكره في تعريف البرهان بانه قياس ، والقياس من

    مناهج بناء البرهان المنطقي

    ، وعليه فلا يسمي الاستقراء ولا التمثيل برهانا ، حيث أنهم لا يفيدان اليقين ، ومن شروط البرهان أن يفيد اليقين.
  • وهذا لا يعني أن العلوم ، لا تتجه إلى منهج الاستقراء أو او التمثيل ، او التقليل من شأنهما ، بل إن العلوم الطبيعية ، بأنواعها ، وكذلك علم الطب ، تستخدم الاستقراء ، والتمثيل ، ولكن بالإضافة إلى القياس.

البرهان لمي واني

  • ففي البرهان ، لا بد أن يفرض الحد الاوسط علة ليقين بالنتيجة اي لليقين بنسبة الأكبر الى الاصغر ، والا لما کان الاستدلال به اولي من غيره.
  • وعليه فالحد الاوسط اما ان يکون مع کونه واسطة في الاثبات واسطة في الثبوت أيضا ، بمعنى أن يکون علة لثبوت الاکبر للاصغر ، واما ان لا يکون واسطة في الثبوت.
  • فان كان واسطة في الإثبات ، والثبوت معا ، فيسمى البرهان وقتها ” برهان لم ” ، او ” البرهان العلمي ” ، حيث أنه يعطي العلمية في الوجود والتصديق ؛ مثل ، قولهم : «هذه الحديدة ارتفعت حرارتها وکل حديدة ارتفعت حرارتها فهي متمددة فينتج هذه الحديدة متمددة» ، فالاستدلال بارتفاع الحرارة على التمدد استدلال بالعلة على المعلول ، فکما اعطت الحرارة الحکم بوجود التمدد في الذهن للحديدة کذلک هي معطية في نفس الامر والخارج وجود التمدد لها.
  • وإن كان واسطة في الاثبات فقط ، ولم يکن واسطة في الثبوت ، فيسمي ” برهان إن ” ، أو ” البرهان الإنّي ” لانه يعطي الانية ، والانية مطلق الوجود.
  • أن يکون الأوسط والاکبر معاً معلولين لعلة واحدة ، فيستکشف من وجود احدهما وجود الآخر فکل منهما اذا سبق العلم به يکون العلم به علة للعلم بالآخر ، ولکن لا لأجل ان احدهما علة للآخر ، بل لکونهما متلازمين في الوجود لاشتراکهما في علة واحدة اذا وجدت ، لا بد أن يوجدا معا فاذا علم بوجود احدهما ، يعلم منه وجود علته لاستحالة وجود المعلول بلا علة ، واذا علم بوجود العلة علم منها وجود المعلول الآخر لاستحالة تخلف المعلول عن العلة ، فيکون العلم على هذا بأحد المعلولين مستلزما للعلم بالآخر بواسطة. [3]