طرق تحديد الايام والشهور قديماً
تحديد الايام والشهور قديماً
وقد اُستخدمت تقويمات الـ 360 يومًا في الجزء الأكبر من الألفية، وكان هذا في الكثير من المناطق، ولكن لم تُحدد أطوال الأشهر بعد قيام هذا التغيير بشكل مباشر، بينما تم الاستناد إلى مراقبة السماء، وقد كانت مهمة الكاهن الفلكي الإبلاغ عن بداية الشهر الجديد
وفي الغالب أن بدايته كانت عند أول رؤية للقمر الجديد، أي أن طول الشهر بهذه الفترة كان عدد الأيام التي مرت منذ هلال قمري جديد إلى آخر. [1]
وما زال ذلك يحدث في التقويم الإسلامي الذي يقوم على
الاشهر الهجرية
، ولكن يُحسب تاريخ القمر الجديد في التقويمات القمرية القديمة المستخدمة الآن في الصين والهند
طريقة تحديد السنة الجديدة قديمًا
ولكن
كيف كان القدماء يعرفون تواريخ الايام والشهور
،
وذلك كان من مهام الكهنة وهو الإعلان عن بداية كل شهر وفقًا لرؤية القمر الجديد، فقد تم تكليفهم ومعهم الفلكيين كذلك بأمر تحديد بداية العام الجديد، وهذا يكون عن
طريق مراقبة حركة (سيريوس)
وقد قام المصريون بإدراك حقيقة كون السنة أطول بأكثر من خمسة أيام من تقويمهم المُعتاد الذي يتكون من 360 يومًا، فترتب عليه تغيير الطريقة من أجل التقريب من طول السنة التي كانت تُستخدم منذ ما يقرب من ألف عام.
ولكن هذا جعل البعض منهم يتساءل من أين أتت تلك الأيام الإضافية
ومن أجل أن تُحسب تلك الأيام، قام المصريون بابتكار أسطورة عن إله السماء (نوت) وكان ذلك خلال عهد الملك البابلي (نبوناسر) والذي يعود تاريخه تقريبًا ما بين 747 و 734 قبل الميلاد،
مما أدى إلى توقف الكهنة والفلكيين في مصر عن طريقتهم في البحث عن القمر الجديد من خلال تسمية بداية الشهر، وعوضًا عن هذا اتبعوا تقويم ذا طول محدد يشتمل على: [1]
-
12 شهرًا كما في
الاشهر الميلادية
.
-
وكل شهر 30 يومًا.
-
ولكن يتم إضافة خمسة أيام في النهاية.
طريقة التقويم البابلي
قام البابليون القدماء باستخدام تقويمًا متناوبًا بين 29 و 30 يومًا، وقد كان لا بد لذلك النظام أن يتم إضافة شهر إضافي ثلاث مرات كل ثماني سنوات، وكتعديل إضافي فيقوم الملك بالأمر دوريًا إلى إضافة الشهر الإضافي في التقويم. [1]
وقد عمل البابليون بإضافة شهرًا إضافيًا إلى سنواتهم على فترات غير منتظمة، وقد كان تقويمهم الذي يتكون من 29 يومًا و 30 يومًا بالتناوب محافظًا على تتبع السنة القمرية تقريبًا، من أجل التوازن بين التقويم مع السنة الشمسية. [1]
ووفقًا للأوائل من البابليون فإنهم يحتاجون إلى زيادة شهر إضافي ثلاث مرات كل ثماني سنوات، وعلى الرغم من ذلك فإن هذا النظام لم يتمكن من التعويض بدقة عن الفروق المتراكمة بين السنة الشمسية والسنة القمرية
ومن أجل ذلك فقد كان الملك كلما يشعر بانزلاق التقويم بعيدًا عن المواسم أمر بزيادة شهر إضافي آخر، ومع ذلك ظل التقويم البابلي في ارتباك شديد إلى القرن الثالث عشر قبل الميلاد، حتى بدأ البابليون في استخدام نظام أكثر موثوقية. [1]
طريقة التقويم السومري
لقد امتلك السومريون قبل خمسة آلاف عام تقويمًا يقوم بالتالي: [1]
-
يُقسم السنة إلى 30 يومًا.
-
واليوم إلى 12 فترة (كل منها يقابل 2 من ساعاتنا).
-
وتلك الفترات تُقسم إلى 30 جزءًا (كل منها مثل 4 من دقائقنا).
أما في بلاد ما بين النهرين فقد قُسمت السنة الشمسية إلى موسمين وهما:
-
الصيف
: والذي يشمل حصاد محصول الشعير في النصف الثاني من شهر مايو أو في بداية شهر يونيو.
-
الشتاء
: والذي كان متوافقًا في الغالب مع خريف وشتاء العصر الحالي.
وفي بلدان الشام تم إحصاء ثلاثة مواسم (آشور) وأربعة مواسم (الأناضول)، بينما في بلاد ما بين النهرين فقد تم البدأ في تقسيم السنة بشكل طبيعي
وفي وقت مبكر من القرن السابع والعشرين قبل الميلاد قام السومريون باستخدام وحدات زمنية تم تصنيعها من أجل الإشارة لفترة عمل مسؤول رفيع المستوى فمثلًا
في N-day من بداية منصب PN الحاكم.
وكذلك فإن الإدارة السومرية شعرت بالاحتياج إلى وحدة زمنية تحتوي على الدورة الزراعية بأكملها فمثلًا تكون من تسليم محصول الشعير الجديد وتصفية الحسابات المتعلقة بالمحصول التالي
وبدأت تلك السنة المالية بعد شهرين تقريبًا من حصاد الشعير، لأغراض أخرى ،ولم تكن السنة المالية المتقلبة والمتقطعة تلك تتميز بالدقة بصورة كافية للمحاسبة الدقيقة للكتبة السومريين.
وبحلول عام 2400 قبل الميلاد تم استخدام السنة التخطيطية 30 × 12 = 360 يومًا، ولكن لم تكن
ايام الاسبوع
معروفة لديهم.
طريقة التقويم المصري القديم
قد قام أقدم تقويم مصري اعتمادًا على دورات القمر، ولكن التقويم القمري قد أحدث فشلًا في التنبؤ بالأحداث الحاسمة في حياتهم مثل الفيضان السنوي لنهر النيل، ومن أجل ذلك لاحظ المصريون سريعًا أن اليوم الأول “نجم الكلب”، الذي نسميه (سيريوس)
كان مرئيًا قبل أن تشرق الشمس مباشرة، ومن المحتمل أن يكون المصريون أول من قام بتبني التقويم الشمسي بصورة أساسية، وذلك ما يُعرف بـ “الارتفاع الشمسي” وهو يسبق الطوفان بأيام قليلة، ووفقًا لتلك المعرفة قد ابتكر القدماء تقويمًا يتكون من 365 يومًا، وربما بدأ في عام 4236 قبل الميلاد إذ أنه أول عام مسجل في التاريخ. [1]
وأخيرًا أصبح لديهم نظام يتكون من 36 نجمة من أجل تمييز السنة وفي النهاية كان لديهم ثلاثة تقاويم مختلفة تعمل بشكل متزامن لأكثر من ألفي عام:
-
تقويم نجمي للزراعة.
-
سنة شمسية 365 يومًا (12 شهرًا × 30 + 5 أيام إضافية).
-
و تقويم شبه قمري للمهرجانات.
وقد كان يوم المصريين القدماء يبدأ مع شروق الشمس عوضًا عن غروبها لأنهم بدأوا شهرهم، وعليه بدأوا يومهم كذلك، عندما يختفي القمر القديم قبل الفجر مباشرة، وكما كان مُعتادًا في الحضارات القديمة فقد كانت الساعات غير متكافئة ومتزامنة، وكان ضوء النهار ينقسم إلى 12 جزءًا، والليل مثله كذلك
ولكن مدة تلك الأجزاء تختلف تبعًا لاختلاف الفصول، واُنشأت الساعات المائية والمزولة الشمسية إلى جانب تدوينات للإشارة إلى ساعات الأشهر والفصول المختلفة من السنة، لم تُستخدم الساعة القياسية الثابتة الطول في مصر القديمة.
طريقة موسم الأمطار
لقد كان شعب الهيمبا في إيكامبو، ناميبيا، من آخر شعوب العالم ممن عاشوا في عزلة نسبية عن الحداثة، وقد قيل على لسان (Maverihepisa Koruhama) أحد القرويين الساكنين في إيكامبو، (عندما تبدأ العواصف الرعدية وتنمو الأوراق من الأرض ، هكذا نعرف أنه العام الجديد).
وقد كان الوقت يُحسب من تغير الشمس ويقوموا بالإعلان عن حلول العام الجديد مع سقوط الأمطار الموسمية التي تحول التربة الحمراء القاحلة إلى سجادة خضراء. [1]