من هم الذين اوحى الله لهم وليسوا من الانس ولا الجن ولا الملائكة
مفهوم الوحي
- المعنى اللغوي : ومعناها قيل له كلاما لا يعلمه غيره ، كما قال الزمخشري ووحى وحيا تعني كتب ، فكلمة وحي لها اكثر من معنى ومن مرادفاتها( الإيماء والإشارة ، والكتابة ، والسرعة ، والصوت ، والإلهام ، والإلقاء في روع الشخص بسرعة ليبقى له أثر في النفس ، وأصل الوحي هو الإعلام في الخفاء ، ويكون على عدة صور .
- المعنى الاصطلاحي: أن يخبر الله تعالى من يصطفي من عباده ما يريده أن يطلعوا عليه من ألوان العلم ، والهداية ، والإيمان ، ولكن تختلف الطريقة التي يخبرهم بها عن طرق البشر فتكون في السر ، وفي الخفاء ، وتكون بصور مختلفة فمنهم من يلقيه الملك في روعه ، ومنهم من يأتيه الملك على هيئة رجل ليخبره بكلام ربنا عز وجل ، ومنهم من يأتيه الوحي مثل صلصلة الجرس ، ومنهم من يتكلم مع الله عز وجل كما كلم سيدنا موسى عليه السلام ، ومنهم ما يكون على هيئة رؤية صادقة تأتي مثل فلق الصبح .
- المعنى الشرعي : ذكرت كلمة وحي في الشرع في ثمانية وسبعين موضع ، والبحث وجد أن معناها في جميع المواضع يدل على الإعلام السريع في الخفاء .
-
والمعنى الشامل للوحي هو كلام الله عز وجل المنزل على أنبيائه عليهم السلام ، تتوافر العديد من الـ
معلومات عن الجن
.[1]
مراتب الوحي
- الرؤيا الصادقة: وكانت بداية وحي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام ، فكان يرى الرؤية في الليل ، وتحدث في النهار واضحة ، مثل فلق الصبح .
- ما كان يلقيه سيدنا جبريل في روعه دون أن يراه ، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « إن روح القدس نفث في روعي أنه لن تموت نفس ؛ حتى تستكمل رزقها، فاتقوا الله ، وأجملوا في الطلب ، ولا يحملنكم استبطاء الرزق على أن تطلبوه بمعصية الله ، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته » .
- أنه كان يأتيه الملك في هيئة رجل ويجلس مع النبي ، ويتحدث معه ليخبره بما يريد ، كما كان في حديث جبريل الذي كان يسأل فيه سيدنا محمد عن الساعة وعلاماتها .
- ويأتي مثل صلصة الجرس ، وهي أشد المراتب عليه فكان جبينه يتفصد عرقا في أبرد الليالي ، وكانت راحلته تبرك ، وهو عليها من ثقله عليه .
- والمرتبة الخامسة أن يرى الملك بصورته التي خلقه الله عليها ، وحدث ذلك لسيدنا محمد مرتين ، كما ذكر في سورة النجم ، وكانت المرة الأولى عند الغار في بداية الوحي ليخبره بنبوته ، والمرة الثانية كانت في رحلة الإسراء والمعراج .
- ما أوحي إلى سيدنا محمد في رحلة الإسراء والمعراج .
- تكليم الله له مباشرة بدون حجاب ، مثل ما كلم الله موسى عليه السلام . [2]
من الذين أوحى الله إليهم وليسوا من الجن والإنس والملائكة
هناك
شي اوحى الله تعالى اليه ليس من الجن ولا من الانس
وهذا الشيء كالتالي :-
- النحل: وَأَوْحَىٰ رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ (68( ثُمَّ كُلِي مِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ فَاسْلُكِي سُبُلَ رَبِّكِ ذُلُلًا ۚ يَخْرُجُ مِن بُطُونِهَا شَرَابٌ مُّخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ فِيهِ شِفَاءٌ لِّلنَّاسِ ۗ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (69) أي آن الله تبارك وتعالى ألهم النحل أن يتخذ من الجبال ، ومن الشجر بيوتا ، ومما يعرشون أي مما يبنون من أسقف للحماية ، وكلي ما يحلو لك من الثمرات ، ثم سيري في الطرق التي ذللها الله لك لتنتفعي بها ، ثم قال ويخرج من بطونها شراب مختلف ألوانه أي العسل . [3]
- السماء : فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَىٰ فِي كُلِّ سَمَاءٍ أَمْرَهَا ۚ وَزَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ (12) أي خلق الله سبع سماوات في يومين ، وهما يومي الخميس والجمعة ، ثم ألقى في كل واحدة منهن أي كل سماء منهم ما يريد من الخلق ، وهذا المقصود من وحي الله للماء ، وسمي وحي لأنه يخفى عن الأخرين ، فألقى بها الشمس ، والقمر ، والسحاب وغيرهم مما يخفى على البشر ، وزين السماء بالكواكب ، فهي تنير كالمصابيح وحفظا من الشياطين .[4]
- النفس البشرية : ونفس وما سواها ( 7 ) فألهمها فجورها وتقواها ( 8) أي بين لها الفرق بين الفجور ، والتقوى ، والخير ، والشر ، وهذا ما قاله مجاهد وقتادة والضحاك ، أما ابن زيد فقال أن الله جعل فيها فجورها وتقواها ، وعن أبي هريرة قال : سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم – يقرأ : (فألهمها فجورها وتقواها ) قال : ” اللهم آت نفسي تقواها، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ” ، وقال الإمام أحمد : حدثنا وكيع ، عن نافع – عن ابن عمر – عن صالح بن سعيد ، عن عائشة : أنها فقدت النبي- صلى الله عليه وسلم – من مضجعه ، فلمسته بيدها ، فوقعت عليه وهو ساجد ، وهو يقول : ” رب ، أعط نفسي تقواها ، وزكها أنت خير من زكاها ، أنت وليها ومولاها ” تفرد به .[5]
أهمية الوحي
إذا اعتبرنا أن الإنسان هو الحلقة الواصلة بين السماء والأرض ، فسنعرف حينها كيف للوحي من أهمية كبرى ، وسنذكر بعض منها في السطور التالية :
- الوحي تكريم من الله سبحانه وتعالى للإنسان ، ودليل على اهتمامه وعنايته به .
- المنهج والنظام الذي يسير عليه البشر ويرشدهم إلى الصواب ، ويخرجهم من الظلمات .
- يرشد الأنبياء ، ويعلمهم كيف يدعون البشر لعبادة الله الواحد ، ويسعدهم على نشر الفضائل بين البشر .
- كما أنه حجة على البشر يوم القيامة .
- تقوية عزيمة الأنبياء والرسل باتصالهم الدائم مع الله سبحانه ، وتعالى ليكملوا طريقهم في الدعوة . [6]
وظائف الوحي
هناك وظائف كثيرة للوحي منها :
- تقويم انحراف المجتمع .
- نشر العدل والحد من الظلم ، كما أنه يعمل على حفظ حقوق العباد .
- حث البشر على عبادة الله الواحد ، وتعليمهم كيفية إعمار الأرض ، وتجنبهم إفسادها .
- تطوير عقل الإنسان ووعيه .
- يحتوي الوحي على علوم چمة لم يصل إليها الإنسان إلى الأن ، يقول تعالى: ” قُل لَّوْ كَانَ الْبَحْرُ مِدَادًا لِّكَلِمَاتِ رَبِّي لَنَفِدَ الْبَحْرُ قَبْلَ أَن تَنفَدَ كَلِمَاتُ رَبِّي وَلَوْ جِئْنَا بِمِثْلِهِ مَدَدًا ” {الكهف/109{
- حث الإنسان على التدبر والتفكر في ملكوت الله سبحانه وتعالى . [6]