تعريف الازدواجية اللغوية
معنى الازدواجية اللغوية
تعرف ازدواجيَّة اللُّغة في المعجم على أنها إستعمال اللغة الفصيحة واللغة الدارجة .[1]
والمقصود بها هو إستخدام طريقتين من نفس اللغة في نفس الوقت ويتم إستخدامهم في ظروف مختلفة داخل المجتمع وبواسطة نفس المتحدثين إي هو إستخدام شكلين مختلفين من نفس اللغة أو لهجتان بواسطة جميع أفراد المجتمع وفي ظل ظروف مختلفة . [2]
إستخدام طريقة للكتابة وطريقة أخرى للتحدث يندرجان تحت نفس اللغة .
تاريخ الازدواجية اللغوية
الازدواجية اللغوية مصطلح قديم نسبيًا فلقد تحدث عنه دانتي أليغيري (1265-1321) ويعتقد أنه أول شخص يذكر فكرة ازدواج اللغة في أدبه ولقد تم ذلك في عمله “De vulgari eloquentia”
ولقد أدرك دانتي هذه الظاهرة في كلًا من إيطاليا واليونان عندما أقام بهما ولكنه لم يذكرها كمصطلح ازدواجية اللغة وأنما أشار إليها على إنها ثنائي اللسان بالنسبة للايطاليين وبالنسبة لليونانيون فلقد أطلق عليها اللغة النحوية وذلك لأن عدد من يتعلمها ويستوعب قواعدها قليلون ودراستها تستغرق وقتًا أطول من اللغة العامية المتبعة في الحديث .[3]
ولقد تحدث كلًا الألماني كارل كرومباخر (1902) والفرنسي وويليام مارسيه (1930) عن هذه الظاهرة ولقد ركزوا بشكل خاص على ازدواجية اللغة اليونانية وعلى
الازدواجية اللغوية في اللغة العربية
ولقد حاول Marçais تعريف ازدواجية اللغة في النظرية اللغوية الفرنسية كـ ‘la concurrence entre une langue savante écrite et une langue vulgaire parfois وتعني التنافس بين اللغة المكتوبة وبين اللغة العامية .
ويعتبر شارلز فيرغسون هو أول من بدأ مصطلح ازدواج اللغة ونشره عالميًا ولقد عرف هذا المصطلح في سنة 1959 على أنه فئتان من نفس اللغة أحدهما high ويرمز له بالرمز H والأخرى Low ويرمز لها بالرمز L ومصطلح ازدواجية اللغة Diglossia يأتي من الكلمة اليونانية dio بمعنى أثنين و glossia التي تعني لغة , في اليونانية διγλωσσία .
الازدواجية اللغوية بين H و L
يكون الأختلاف بين الفئة L والفئة H في العديد من السمات وليس فقط في القواعد وعلم الأصوات والمفردات ولكن أيضًا فيما يتعلق بالوظيفة والهيبة والتراث الأدبي وطريقة الإكتساب والأستخدام .
- فالفئة L تعني اللغة العامية الدارجة التي يتم إكتسابها في المنزل كلغة أم ويستمر إستخدامها طوال الحياة بطريقة مألوفة في المحادثات اليومية مثلًا فهي لغة الأسرة والشوارع والأسواق .
- أما الفئة H فيتم تعلمها في المدارس وهي مرتبطة بمؤسسات خارج المنزل ومجالات محددة وهي تشبه اللغة الفصحي التي يتم الكتابة بها في المؤسسات الرسمية ويتم إستخدامها عمومًا في الخطب والمحاضرات الجامعية ونشرات الأخبار .
ويستطيع مزدوج اللغة إستخدام الفئتين معًا فيمكن قراءة الصحيفة بصوت عالٍ وهي مكتوبة بطريقة H ويتم مناقشة محتوياتها بأستخدام L ويقوم بفهم المحتوى دون أي مشاكل .[4]
وقد يختلف أهمية وتقبل هذه الفئات طبقًا للمجتمع ونظرته لها فمعظم المجتمعات تعتبر أن H متفوقة على L للعديد من الأسباب منها أنها اللغة الرسمية للكتابة وهي التي يستخدمها الشخص في الخطاب الرسمي ومعظم الوظائف الرسمية
وقد ينظر إليها أيضًا على أنها النسخة الحقيقة غير المحرفة من اللغة وهي التي تتطلب قدر أكبر من المعرفة والدراسة على عكس L السهلة المتاحة للجميع .[4]
الدول ذات الازدواجية اللغوية
يوجد العديد من الدول التي يستخدم مواطنيها الازدواجية اللغوية ولقد ذكر فيرغسون أربعة مناطق على أنهم الأكثر إستخدامًا لها وهم :
- اليونان .
- هاييتي .
- سويسرا .
- الدول الناطقة باللغة العربية .[3]
صفات الازدواجية اللغوية
يتم تكون الازدواجية اللغوية من خليط من اللغة الفصحى واللغة العامية وهذا الخليط يمكن أن :
- ينتقل بين الأجيال بشكل مجهول.
- يحدث نتيجة للفجوة الزمنية الكبيرة بين أصل اللغة وتطورها.
- لا تمثل نصوصًا ثابتة فيمكننا ملاحظة مجود اختلاف كبير في الصياغة بين المكتوب والشفهي عند نقل نفس النص.
- تتكون من لغة غير موحدة تسمى لغة مختلطة .[5]
نظريات الازدواجية اللغوية
النظرية الكلاسيكية للازدواجية اللغوية في اللغة اليونانية
يرى الكلاسيكيون أو الأصوليون أو المحافظون ضرورة إستخدام اللغة اليونانية القديمة أو اللهجة العليا وهي لغة سقراط وأفلاطون في الحياه العامة
فالكلاسيكيون يدعون أنه لا يمكن تحقيق تجديد الأمة اليونانية أو إحياء الثقافة اليونانية القديمة وأمجادها إلا من خلال الإستخدام المنهجي للغة وليس فقط كوسيلة مكتوبة ولكن أيضًا كلغة منطوقة فبالنسبة لهم يجب أن تعكس اللغة الرسمية للدولة اليونانية المنشأة حديثًا اللغة اليونانية القديمة و أمجاد الماضي البيزنطي وأي محاولة لتغيير ذلك تعتبر تهديد للغة والدولة .[3]
نظرية الديموطيون للازدواجية اللغوية في اللغة اليونانية
الديموطيين أو الليبراليين أو المبتدئين هم المتحمسين لـ اللغة الشعبية الذين يعتبرون اليونانية القديمة لغة غير مفهومة وهم يحاولون إستخدام اللغة العامية ليس فقط في التحدث وأنما للكتابة أيضًا وبشكل رسمي بإعتبارها إمتيازًا للجماهير وليس امتيازًا للنخب القليلة
فهم يرون أن اللغة يجب أن تنشأ بواسطة المتحدثين أنفسهم ومما لا شك فيه أن اللغة الفصحي صعبة للغاية فيما يتعلق بالقواعد والمفردات والهجاء وقد تمثل عائقا أمام التعليم البدائي بين الجماهير والديموطيون يرون أن إستخدام اللغة القديمة وسيلة أخرى للعبودية . [3]
النظرية الوسطية للازدواجية اللغوية
قدم Adamántios Koraís حل وسط بين الكلاسيكيون والديموطيون وهو إستخدام المصطلحات اللغوية القديمة التي مازالت منتشرة بين ناطقي اللغة وإستخدام المصطلحات الجديدة المستمدة من أصول لغوية قديمة .
أسباب انتشار ازدواجية اللغة بين المتحدثين
- تطوير اللغة على جميع المستويات .
- مستوى الصوت وإختلافه وإنحراف بعض الأصوات عن مواضع النطق .
- ظهور صيغ جديدة غير مسموعة في اللهجات القديمة مستمدة مثلًا من الترجمة .
- المستوى النحوي وعدم مراعاة التصريف أثناء التحدث والجمع بين الجمل مثلًا .
- دلالات ومعاني الكلمات والصيغ وما يحدث من تغيير فيها لأسباب نفسية أو اجتماعية وغيرها .
- القبائل والطوائف الدينية والجماعات غير القانونية تميل إلى خلق لغة خاصة بهم لا يفهمها الأخرون ولا يمكن فك شفرتها وتكون مستوحاه من اللغة الأصلية .
- كما أن للاختلافات الطبقية بين طبقات المجتمع دور في ظهور مثل هذه اللهجات فكل طبقة تحاول إيجاد لغتها الخاصة التي تختلف عن الطبقات الأخرى.
- الاحتكاك اللغوي بين اللغات وظهور لغات جديدة .
- اللهجات التي فقدت شيئاً من خصائصها وصفاتها الأصلية وبداية الإبتعاد تدريجياً عن اللغة الأم .
- البيئات المختلفة داخل نفس المجتمع لها دور مهم في ظهور ازدواج اللغة اللغوي على سبيل المثال يتحدث الأبناء في الريف بلهجة مختلفة عن تلك التي يتحدث بها أهل المدن وهذه تختلف عن لهجة أبناء الصحراء .
كل ذلك أدى إلى ظهور اختلافات في النطق بين متحدثي اللغة وأدى إلى ظهور الكلمات العامية وإنتشارها بين المتحدثين .[6]
طرق المحافظة على اللغة الأصلية
تحاول العديد من الدول الحفاظ على تراثها اللغوي وحمايته من الإندثار ومن طرق المحافظة المستخدمة :
- تبسيط قواعد اللغة الكلاسيكية وتسهيل طرق تدريسها.
- التركيز على إستخدام اللغة الفصحى الأساسية.
- اعتماد اللغة الفصحي الحديثة لإنتاج وتبادل البرامج الثقافية والاجتماعية والمسموعة وخصوصًا برامج الأطفال المرئية .
- إستخدام المصطلحات والتعبيرات الأكثر شيوعًا والأكثر ترددًا لشعراء الأغاني والمسرحيات وصناع ومؤلفي قصص الأطفال.
- استخدام اللغة القياسية في البرامج والندوات عبر المحطات التلفزيونية.
- لغاء جميع اللهجات في مختلف أنحاء الدولة بإشراف البحث العلمي والمؤسسات والمراكز.
- تبسيط الخطاب السياسي العام الموجه إلى الغالبية العظمى من الناس.
- محو الأمية بين المواطنين .[6]