نمط شخصية شارلوك هولمز

معلومات عن روايات شيرلوك هولمز

شخصية شيرلوك هولمز هي شخصية خيالية وقد سحرت تلك الشخصية كثير من القراء لذلك تم تحويلها لعدة أعمال فنية سواء سينمائية أو تليفزيونية، وقد تم ابتكار شخصية شيرلوك هولمز بواسطة السير آرثر كونان دويل في عام 1887م، وهو بالتأكيد المحقق المفضل للجميع.

وفي البداية أطلق السير آرثر على شخصيته اسم شيرنفورد ثم غير رأيه بسبب وجود لاعبي كريكيت معروفين في نوتنجهام يسميان شيروين وشا لوك، ولأن السير كونان كان من أشد المعجبين بتلك الرياضة، فقد استخدم أسماء اللاعبين المفضلين لديه.

وكان أول جزء في سلسلة

روايات شارلوك هولمز

هو قصة دراسة في اللون القرمزي، والمفاجئة أن تلك الرواية لم تكن ناجحة وتم رفضها من قبل عدد من الناشرين قبل طبعاتها، ومع ذلك فإن شخصية هولمز أصبحت هي الشخصية السينمائية الأكثر شهرة بعد شخصية دراكولا، حيث تم عمل 226 فيلم عن شيرلوك هولمز وكان أولها فيلم صامت تم إصداره عام 1900م، وعلى الرغم من أن شخصية “ميكروفت” شقيق شيرلوك، ظهرت في عدة أفلام إلا أنها في الحقيقة لم تظهر سوى في روايتين فقط.

بلغ عدد الأعمال التي كتبها السير كونان لشخصية هولمز أربع روايات وستة وخمسين قصة، وهذا ما دفع السير كونان لمحاولة قتل شيرلوك في إحدى رواياته، لأنه شعر بالملل منها، وشعر أنها تلك الشخصية تأخذه بعيدًا عن أمور أخرى هامة في حياته.[1]

نمط شخصية شيرلوك هولمز

منذ انتشار الأعمال التليفزيونية والأفلام التي تجسد روايات شيرلوك هولمز وقد انشغل المعجبون بتحليل شخصية المحقق شيرلوك هولمز وعادة ما تخلص عملية تحليل شخصية هولمز إلى أنه ينتمي لواحدة من

انماط الشخصية

التالية إما شخصية المفكر INTP أو العالم INTJ.

لكن في الواقع أيًا من تلك النمطين لا يناسب شخصية شيرلوك هولمز، ولا حتى ينتمي إلى شخصية الملتزم بواجباته ISTJ والتي تعد

اصعب انواع الشخصيات

وتميل لإنجاز أي مهمة بمجرد أن تقرر ذلك، فشخصية شيرلوك هولمز تميل أكثير إلى شخصية الحرفي ISTP، وهذا يرجع لعدة أسباب.

نمط ISTP

يتميز نمط الحرفي ISTP بأنه أحد

انواع انماط الشخصية

التي تكون هادئة ومتحفظة، كما أنها تتمتع بمهارة كبيرة في التعامل مع الأشياء الميكانيكة، وهو شخص موهوب ومهتم بالرياضات الخطرة، وغير معقد عندما يتعلق الأمر برغباته، وهو شخص مخلص لأصدقائه، لكنه لا يعتم كثيرًا بالقوانين والقواعد إذا كانت تحول بينه وبين شيء يريد أن ينجزه.[2]

وهو أيضًا يستخدم الحدس الانطوائي Ni والاستشعار المنفتح  Seوليس الحدث المنفتح والاستشعار الانطوائي، وكما هو الحال مع أصحاب الشخصيات الانطوائية، فإنهم يميلون للتفكير الداخلي ويستمتعون بالعبث بالأفكار ووجهات النظر والنظريات والرؤى والرموز، وصاحب شخصية الاستشعار المنفتح يميل لإدراك المعلومات من خلال حواسه الخمسة، فهو شخص حسي وغريزي، ويحب تجربة الأحاسيس الجديدة والإثارة الجسدية.

ونمط شخصية المفكر تميل لاستخدام الاستشعار المنطقي، وهو لا يتذكر الحقائق بالتفصيل لكنه يميل لتكوين الانطباعات العامة، كما أن صاحب الشخصية المفكرة تستخدم الحدس المنفتح بجانب الاستشعار المنطقي، مما يخلق لديه العديد من السيناريوهات المحتملة، ويميل لوضع عشرات الاحتمالات المختلفة استنادًا إلى دليل واحد وهذا هو ما يخلق أمامه الكثير من الاحتمالات المختلفة.[3]

كما أن عقل شخصية المفكر تستوعب الفكرة وتعالجها ثم تواصل إضافة معلومات إضافية، فهو لا سعى لتضييف نطاق عملية البحث بل التوسع فيها، ويمكن ان ينتقل من النقطة a إ النقطة z في تتابع سريع، فيقوم بحل المشكلة لكننا لن نستطيع أن نعرف كيف توصل إلى الحل، كما أنه لن يستطع أن يشرح لنا كيف حلها، فهو فقط يعرف كيف حلت المشكلة.

وعلى النقيض من ذلك فإن شخصية شيرلوم هولمز، يتبع عملية عقلية خطية للغاية، فيستبعد المعلومات الزائدة ويضيق نطاق تفكيره على سبب الجريمة والنتيجة النهائية وهذا هو الحدس الانطوائي، والذي يعتمد في المقام الأول على مراقبة التفاصيل الدقيقة في محيطه، ثم يستخدم الحقائق الثابتة لدعم فرضيته، وهذا استخدام واضح للاستشعار المنفتح.

يقول هولمز في رواية فضيحة في بوهيميا” أنت ترى، لكنك لا تلاحظ، الفرق واضح!”، وهنا يستخدم مزيجًا من الحدس الانطوائي – الاستشعار الخارجي se-ni ، كما أنه يستخدم الحدس الانطوائي عدة مرات وهو يشرح لواتسون كيف يعمل عقله في رواية دراسة في اللون القرمزي:” في حل مشكلة من هذا النوع يكون الشيء العظيم هو أن تكون قادر على التفكير للوراء، وهذا إنجاز مفيد للغاية وأيضًا سهل للغاية، لكن الناس لا يمارسونه كثيرًا”.

كما أن هولمز في قصة “بذور البرتقال الخمسة” أغلق عينيه ووضع مرفقيه على ذراعي الكرسي الذي يجلس عليه، وشبك أصابعه معًا، وأشار إلى أن المفكر المثالي هو الذي عندما يظهر له حقيقة واحدة بكل اتجاهاتها مرة واحدة فإنه لا يستنتج منها فقط كل سلسلة الأحداث التي أدت إليها فحسب، بل أيضًا يستنتج كل تبعاتها”.

وأيضًا في رواية دراسة في اللون القرمزي يقول” قلة من الناس الذين إذا أخبرتهم بنتيجة سيكونون قادرين على استنتاج من وعيهم الداخلي ما هي الخطوات التي أدت إلى هذه النتيجة”.

وهذا هو الحدس الانطوائي: القدرة على مراقبة المواقف ويستنتج بشكل مرجعي ” backward chaining ” في قضية ما ثم التوصل إلى نتيجة.

كما يفضل هولمز الانتظار وجمع المعلومات الواقعية قبل البدء في تشكيل أي فرضية، ويصر على بناء نظريات اعتمادًا على حقائق ملموسة، مما يشير إلى تفضيل وظيفة الاستشعار أحد أهم وظيفتين له.

ويستخدم التفكير الانطوائي بدلًا من التفكير المنفتح، ويفخر بنفسه وبمهاراته التحليلية وقدرته على التفكير بشكل مختلف عن أقرانه الذين يعملون في مجال تطبيق القانون، وعلاوة على ذلك فإنه يخلص إلى أنه ” عندما تقضي على المستحيل فإن كل ما تبقى مهما كان بعيدًا يجب أن يكون هو الحقيقة” وهذا التصريح هو المعنى الصارخ للتفكير الانطوائي، فهو يبحث داخل عقله عن استنتاج مع أو بدون وجود دليل خارجي، وصاحب التفكير الانطوائي يقبل فكرة أن نقص الأدلة يمكن أن يكون دليلًا في حد ذاته، أما صحب التفكير المنفتح Te فيميل إلى تأسيس منطقه في العالم الخارجي من خلال الحقائق التي يمكن إثباتها فقط.

وهولمز يحجب دائمًا المعلومات والتفسيرات حتى بعد تكوين الاستنتاجات فينسحب إلى ركنة وكومة من الوسائد ويفكر في صمت مطلق حتى يخرج الجريمة أحداث الجريمة داخل رأسه ( وهذا من التفكير الانطوائي)، ثم يخبر الناس بعد ذلك عن حل الجريمة لكنه لا يشارك معهم عملية التفكير حتى يطلب منه ذلك.

وأخير يختلف شيرلوك هولمز كثيرًا عن أخيه الأكبر فهولمز نشيط ويعمل بلا هواده عندما يريد حل مشكلة أو التعامل مع قضية بينما أخيه عكس ذلك وهو محبط بسبب كسل أخيه، ففي قصة مغامرة المترجم اليوناني يقول هولمز” ليس لديه طموح ولا طاقة، إنه لن يبذل قصارى جهده للتحقق من حلوله، ويفضل أن ينظر الناس إليه على أنه مخطئ بدلًا من تحمل تبعات إثبات صحة وجهة نظره”.

يستطيع ميكروفت حل الجرائم دون الحاجة إلى رؤية أدلة خارجية أو إبداء اهتمامه بإثبات نظرياته، إنه يستمتع بالتمرين العقلي ولكن بمجرد حل المشكلة ، يفقد الاهتمام برؤية القضية حتى نهايتها، لذلك فإن ميكروفت هو من يمتلك

الانماط الشخصية

للمفكر INTP، وليس هولمز.[3]