ما الذي أبكى الرسول
اسباب بكاء النبي
إن البكاء ، صفة وفطرة ، خلقها الله عز وجل في الإنسان ، ويبكي الإنسان في وقت الحزن ، وأثناء الشعور بالألم ، وفي وقت الفرح ، والشعور بالأمان كذلك ، وليس البكاء عيبا على الرجل ، ففي
السيرة النبوية
لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو افضل خلق الله تعالى ، كان كثير البكاء ؛ من خشية الله تعالى ، وفي صلاته ابتهالات لله ، وعند سماعه كلمات الله عز وجل ، وفي حزنه وخوفه على أمته ،وفيما يلي بعضاً من
مواقف بكى فيها النبي
صلى الله عليه وسلم.
مواقف أبكت النبي صلى الله عليه وسلم
وهناك العديد من المواقف ، والأشياء التي دعت دمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، تلمس وجنتيه المباركتين ، ولحيته ، فمنها فقد الاحبه ، والصحابة ، ومنها سماع آيات القرآن وغيرها ، وفيما يلي ، سوف نتناول معكم بعضا من الذي ابكى الرسول الكريم ؛ [1]
النبي والأنصار
ففي
هجرة الرسول
صلى الله عليه وسلم ، قام بتقسيم غنائم غزوة حنين ، من غنائم هوازن على أهل مكة من قوم قريش وغيرهم ، فعندما سمع الأنصار بهذا التقسيم ، غضبوا كثيرا ، ولما عرف رسول الله بغضبهم ، ذهب إلى بيوتهم ، ودعا غير الأنصار للخروج من المكان
وقال لهم بعد الشهادتين ، والحمد والثناء لله ، أنه أعطى الغنائم لأهل مكة من قوم قريش لعلهم يشهدوا ويدخل الاسلام الى قلوبهم ، وذكّرَهم بأن الله منّ عليهم بالإيمان ، وحثهم بالكرامة ، وذكرهم لأحسن الأسماء – أنصار الله ورسوله – وأخبرهم ، أنه كان يحب أن يكون منهم لو ما كان منهم ، وان يسلك طريقهم دون طريق الناس ، ثم ويستعجب الرسول الكريم ، من أنهم يغضبون على بعض البعير والشاة ، وينسون وجود الرسول عليه افضل الصلاة والسلام معهم
فرضي الأنصار بقول النبي الكريم ، وقالوا له أنه أخرجهم إلى النور من الظلمات ، وأخذ بيدهم إلى الجنة من النار ، وهداهم الله به ، وقالوا له أن يفعل ما يشاء.
فقال لهم النبي صلى الله عليه وسلم : أنه لو قالوا له غير هذا فقد صدقوا ؛ فلو قالوا انه آتاهم طريدا فآووه ، وكذبت فصدقوه ، ومخذولا فنصروه ، فقد صدقتم ، فبكى الأنصار وقالوا للرسول ، أنه رسول الله ، وان الفضل والمنة من عنده ، واشتد بكاؤهم ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ورضي عنهم ، وفي
بحث عن السيرة النبوية
، سوف تجد الكثير عن حب الانصار لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
آيات قرآنية ابكت رسول الله صلى الله عليه وسلم
إن من
صفات الرسول
الكريم ، صلى الله عليه وسلم ، أنه كان لين القلب ، يحب أمته ، ويخاف عليهم من عذاب رب العالمين ، فمن
أعمال الرسول اليومية
أنه كان محبا لقراءة ، وسماع القرآن الكريم في مجالسه مع الصحابة ، وبعد الصلاة ، وهناك الكثير الكثير من الآيات القرآنية التي ابكت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، عند نزولها ؛ ومن هذه الآيات ،
- قول الله تعالى : ” وأنذر عشيرتك الأقربين “
فلما نزلت هذه الآية بكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ثم جمع أهله ، وقال لهم ؛ أن ينفذوا أنفسهم من النار ، ونادى عليهم بأبنائهم ؛ أن يا بني عبد مناف ، يا بني عبد المطلب ، ويا بني هاشم ، انقذوا أنفسكم من النار ، ثم التفت إلى السيدة فاطمة ، وقال لها يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار.
- وعندما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قول الله تعالى عن سيدنا ابراهيم عليه السلام : ” رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ “
- وقول الله تعالى عن سيدنا عيسى عليه السلام : ” إنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ “
فرفع سيدنا ونبينا محمداً صلى الله عليه وسلم ، يديه وقال : ” اللهم أمَّتي! أمَّتي! ” ، وبكى رسول الله ، خوفا على أمته من عذاب الله تعالى ، فأوحى له الله جل وعلا ، أنه سبحانه سوف يرضيه في أمته ولا يسوءه فيهم.
صلاة الكسوف
ذات يوم في
حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم ، انكسفت الشمس ، فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصلي ، فصلى واطال في الصلاة ، والركوع ، والسجود ، وأخذ يبكي وينفخ ، ويناجي ربه ، بأن الله سبحانه وتعالى وعده ألا يعذب أمته ، وفيها رسول الله ، ووعده الا يعذبهم وهم يستغفرونه ، فانحلت الشمس بعد أن صلى رسول الله صلى الله عليه ركعتين ، فقام وحمد الله ، وشكره.
ثم قال لأصحابه ، أن الشمس والقمر من ايات الله جل وعلا ،وحذرهم بأن يخافوا اذا انكسف القمر والشمس ، وان يهرعوا إلى ذكر الله واستغفاره ، وأخبارهم بأن الله عرض عليه الجنة ، واراد رسول الله صلى الله عليه وسلم ، أن يقتطف منها ، وعرضت عليه النار
فظل ينفخ فيها الرسول صلى الله عليه وسلم ، فظل يقول لرب العالمين ، أنه وعده أنه لن يعذب أمته وهو فيها ، ولن يعذبهم ما زالوا يستغفرون ، ويرى الرسول الكريم المرأة صاحبة الهجرة في النار ، التي حبستها ، لا اطعمتها ولا هي تركتها تأكل من حشائش الأرض ، فكلما حاولت الخروج ، قامت القطة بنعشها داخل النار.
رجل القى ابنته في البئر
يحكى أن ، رجلا كان جالسا مع رسول الله ، فسأله الرسول صلى الله عليه وسلم ، لماذا لا يزال مهموما وهو في حضرة رسول الله ، فأجابه الرجل بأن له ذنب في الجاهلية يخاف الا يغفره الله له ، فسأله النبي الكريم أن يخبره عن ذنبه
فقال له الرجل أنه ولدت له ابنة ، في زمن وأكد البنات ، فتشفعت إليه امرأته أن يتركها ولا يقتلها ، فبقي عليها حتى كبرت ، وأصبحت من اجمل النساء ، وجاء الخطاب فلم يحتمل أن يزوجها ويتركها في البيت من غير زوج ، وأخذته الحمية ، وقال لامرأته أنه ذاهب الى قبيلة ما ويريد أخذ ابنته معه ، فزينتها امها والبستها أجمل الثياب ، وأخذت عليه المواثيق الا يؤديها
وفي الطريق وقف أمام بئر ، وعلمت الفتاة أنه يريد أن يلقيها به ، فتوسلت إليه ألا يخون أمانة امها ، وان يدعها ، فرماها في البئر ، وظل يستمع إلى صوت صراخها حتى سكتت وماتت ، فرجع ، فبكى رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وأصحابه وقال للرجل ، لو أمرت أن أعاقب أحدا بما فعل في الجاهلية لعاقبتك.