مظاهر الحضارة الرومانية
نمت الإمبراطورية الرومانية القديمة بداية من القرن الثامن قبل الميلاد، وقد بدأت ببلدة صغيرة تقع على نهر التيبر في وسط إيطاليا لتصبح إمبراطورية ضخمة تشمل معظم أجزاء قارة أوروبا وبريطانيا وغرب آسيا وشمال أفريقيا وجزر البحر الأبيض المتوسط.
ومن بين أشهر ما قدمته الحضارة الرومانية للعالم اللغات الرومانسية (الإيطالية والفرنسية والإسبانية والبرتغالية والرومانية) وهي اللغات المشتقة من اللغة اللاتينية، وأيضًا إذا كنت لا تعرف
بماذا اشتهرت الحضارة الرومانية
، فعليك النظر لتاريخ اليوم لأنها كانت أول من وضع التقويم الغربي الحديث.
بعد أن ظلت روما جمهورية لمدة تقرب من 450 عام، تحولت إلى إمبراطورية وذلك في أعقاب سقوط قيصر في القرن الأول قبل الميلاد وصعود يوليوس قيصر، وبدأ بعد ذلك فترة حكم طويلة للإمبراطور المنتصر أوغسطس لتشهد بعد ذلك عصرًا ذهبيًا من السلام والازدهار، حتى القرن الخامس الميلادي الذي تدهورت فيه الإمبراطورية وسقطت في واحدة من أكثر الانهيارات الداخلية دراماتيكية في تاريخ الضارة الإنسانية.[1]
مظاهر الحضارة الرومانية
كما تقول الأساطير فإن
نشأة الحضارة الرومانية
كانت في عام 753 قبل الميلاد عندما تأسست روما بواسطة رجلين هما رومولوس وريموس وهما ابنان توأم لإله الحرب “المريخ”، وقد تركهما ملك من ألبا لونجان في سلة على نهر التيبر ليغرقان في النهر، لكن ذئبة أنقذتهما وكبرا حتى استطاعا هزيمة هذا الملك وأسسا مدينهما على ضفاف النقل، وقد تم بناء روما على سبعة تلال وهذه التلال تعرف باسم تلال روما السبعة، وأصبح رومووس أول ملك لروما وسميت باسمه وذلك بعد وفاة أخيه، ثم جاء سبعة ملوك أسطوريين لروما بعد رومولوس وجميعهم تم انتخابهم من قبل مجلس الشيوخ في روما.
انتهى عصر الملكية في روما عام 209 قبل الميلاد مع الإطاحة بالملك السابع لوسيوس والذي عرف بقسوته واستبداده، مقارنة بالملوك السابقين، وقيل أن هناك انتفاضة اندلعت ضده بعد قيام ابنه باغتصاب فتاة من النبلاء، وبعد ذلك تحولت روما من النظام الملكي لتصبح جمهورية.
الفن والعمارة في الحضارة الرومانية
الفن المعماري والهندسة المعمارية الرومانية كانت متأثرة بشكل كبير بالحضارة الإغريقية ، وقد تم بناء قنوات الماء وقنوات الصرف الصحي لأول مرة روما عام 312 قبل الميلاد، وقد تم تأسيس مدن حضارية على طول طريق نقل المياه، وساهمت تلك القنوات في تحسين الصحة العامة بروما ، وقامت بعض القنوات بنقل الماء لمسافة 60 ميلًا من مصادرها الأصلية، ولا تزال نافورة تريفي في روما تعتمد على قناة من القنوات الرومانية القديمة بعد أن تم تحديثها.[2]
يعتبر الإسمنت والخرسانة الرومانية جزءًا من بقاء المباني القديمة والآثار الرومانية مثل الكولوسيوم لا تزال قوية حتى اليوم، كما كانت الطرق الرومانية هي الطرق الأكثر تقدمًا في العالم القديم وقد مكنت شبكة الطرق التي زاد طولها عن 1.7 مليون ميل من بقاء المدن الرومانية غلى اتصال جيد من بعضها البعض، وبعض تلك الطرق مازالت موجودة حتى اليوم.
وبالنسبة للفنون في الحضرة الرومانية فقد كانت متنوعة ومتميزة لدرجة لا يمكن إنكارها، فقد احتضنت الإمبراطورية اتجاهات فنية مختلفة أتت من جميع أنحاء الإمبراطورية الشاسعة، ويرى البعض أن الفن الروماني كان مجرد نقل وتقليد زخرفي للفنون اليونانية، ومع ذلك فإن هناك أشكال من الفن مرتبطة بالحضارة الرومانية مثل منحوتات فينوس وفن الفسيفساء واللوحات الجدارية بروما، على سبيل المثال فإن أقواس النصر من التحف المعمارية الرومانية التي سجلت بالتفصيل أحداث الحملات العسكرية وعززت الرسالة بأن الإمبراطور كان شخصًا منتصرًا ومسيطرًا على جميع أنحاء العالم، ويعد قوس قسطنطين في روما من أهم الآثار اليونانية التي صورت البرابرة وهم مهزومين ومستعبدين لإيصال رسالة تفوق روما.[3]
وأيضًا طور الرومان غن الفسيفساء باستخدام أساليبهم الخاصة، وتطور فن الفسيفساء عبر مدارس مختلفة ظهرت عبر تاريخ الإمبراطورية.
الكولسيوم
لعل الكولسيوم هو أشهر أثار الحضارة الرومانية، وهو عبارة عن بناء ضخم بحيث يغطي مساحة 6 أفدنة في وسط مدينة روما، ويستوعب 50000 شخص وهو عبارة عن مدرج ضخم كان مخصص للألعاب الرياضية وغيرها من العروض الترفيهية،وقد بدأ بناء الكولوسيوم عام 72 بعد الميلاد من قبل الإمبراطور فيسباسيان، وتم الانتهاء منه بعد ثماني سنوات في عام 80 م، وخارج الكولوسيوم ، كان هناك تمثال ضخم من البرونز يبلغ طوله 30 قدمًا للإمبراطور نيرون يُدعى تمثال عملاق نيرو.
الشعر في العصر الروماني
أشهر شعراء في العصر الروماني هم فيرجيل وأشهر أعماله هو شعر ملحمي يسمى الإنياذة وهي تحكي قصة بطل طروادة يدعى إينيس ويسرد خلالها مجموعة من الأحداث التاريخية الهامة في العصر الروماني، والشاعر الثاني هو هوراس والذي اشتهر بكتابة شعر الهجاء، والشاعر الثالث هو أوفيد والذي كان من أشهر أعماله ” التحولات” وهي تروي تاريخ العالم منذ بدايته وحتى عهد يوليوس قيصر.
الفلسفة في الحضارة الرومانية القديمة
ومن أهم ما ميز الحضارة الرومانية القديمة أنها من
اقدم الحضارات في العالم
التي اهتمت بعلم الفلسفة، بالرغم من أن الفلسفة الرومانية قد اشتقت في معظمها من الفلسفة اليونانية القديمة، وكانت تناقش نظريات فلسفية كثيرة حول الوجود والأخلاق، وكثير تلك النظريات كانت مستوحاة من آباء الفلاسفة اليونان(الأغريق) سقراط وأرسطو وأفلاطون، والتي أثرت أفكارهم بشكل كبير في الفلسفة الحديثة.
ومن أشهر فلاسفة الرومان هيباتيا والتي كانت عالمة رياضيات وفيلسوفة وقد اشتهرت بدراسة وتدريس فلسفات أفلاطون وقد عاشت في الفترة من 370 إلى 415 قبل الميلاد.
الملابس في الحضارة الرومانية
كانت معظم الملابس التي كانت ترتديها روما القديمة مصنوعة من الصوف، وكانت بعض الملابس تصنع من الكتان الذي يتم جلبه من مصر، وكان الرجل بوجه عام يرتدي ملابس بيضاء، لكن الملابس الملونة كانت يستخدمها بعض الرجال من ذوي المكانة الخاصة، أما النساء فكانت ترتدي الملابس البيضاء حتى تتزوج، فيسمح لها بارتداء الملابس الملونة.
وكانت السترة هي الزي الأساسي للرجال والنساء في روما وهي مثل قميص طويل، لكن سترة النساء كانت أطول من سترة الرجال، وكان الرجال والنساء يرتدون عباءات فوق ملابسهم في الطقس البارد، كما كان معظم الرومان يرتدون الصنادل المفتوحة المصنوعة من الجلد.
وكان رجال الطبقة العليا يرتدون زي يسمى التوجا خارج المنزل أو في المناسبات الرسمية، كانت التوجة عبارة عن قطعة قماش كبيرة يبلغ طولها حوالي 18 قدمًا وعرضها 6 أقدام، ويتم لفها حول من يرتديها وفقًا لأحدث طراز لكنها كانت ثقيلة وغير مريحة. [4]
الاقتصاد في الحضارة الرومانية
اعتمد الاقتصاد في الحضارة الرومانية على الزراعة بشكل أساسي ، لكنهم أيضًا عملوا بالتجارة ، كما عمل الرومان في المناجم، وكانوا يعتمدون بشكل كبير على العبيد لتوسيع الإمبراطورية.
أشهر أباطرة روما
عند عمل
بحث عن الحضارة الرومانية
سنجد عدد من القادة والأباطرة العظماء، بالرغم من أن بعضهم لم يكن محبوب من قبل الشعب مثل نيرو وكومودوس وهونيروس والذي تم اعتبارهم من أسوأ الأباطرة في الحضارة الرومانية القديمة بسبب سلوكهم مع الشعب.
ومن أشهر الأباطرة الرومان الإمبراطور سيبتيموس سيفيروس وهو أول إمبراطور روماني من أفريقيا (ليبيا الحديث) وصعد إلى السلطة في روما خلال فترة غير مستقرة في أواخر القرن الثاني الميلادي، وكانت أشهر أعماله هي استعادة سيطرة روما على بارثيا (إيران الحديثة) وإنشاء قوس نصر ضخم على شرفه.
أيضًا الإمبراطور أوريليان والذي كان أقل شهرة من غيره لكنه يظل واحد من العظماء الذين حصلوا على لقب إمبراطور في أواخر القرن الثالث الميلادي، وذلك بفضل فتوحاته العظيمة وأيضًا بفضل بناء جدار أورليان وهو الجدار الذي لا يزال يحيط بمعظم روما حتى اليوم.
الإمبراطور قسطنطين والذي ينسب إليه إدخال المسيحية كدين رسمي للدولة الرومانية بعد أن كان اتباع المسيحية يعاملون كخارجين عن القانون، وقد عاش في الفترة من 280م وحتى 337م.
الإمبراطور أوكتافيان (63 قبل الميلاد- 14 ميلادية) أو أغسطس وكان هو أول إمبراطور يحكم روما في الفترة التي زالت فيها الجمهورية في روما وبدأت الإمبراطورية.[5]
الفرق بين الحضارة الرومانية واليونانية
كل من روما واليونان كانوا من دول البحر الأبيض المتوسط ، وهما مدينتين متشابهتين بدرجة كبيرة حتى أن كلًا منهما كانتا تتميزان بزراعة الزيتون، لكن تضاريس المدينتين كانتا مختلفتين إلى حد كبير، فالمدن اليونانية القديمة كانت تتمتع بتضاريس جبلية تفصل المدن الريفية عن بعضها البعض وكانت كلها تقريبًا موجودة بالقرب من الماء.
أما روما فقد كانت مدينة داخلية تقع من جانب واحد فقط على نهر التيبر، ولم يكن لها حدود جبلية طبيعية تمنع دخول القبائل الإيطالية التي كانت تعيش في المناطق التي يطلق عليها اليوم اسم إيطاليا، وقد أطلق على الحضارة التي بدأت من روما اسم الحضارة الرومانية، أما الحضارة التي بدأ في اليونان فسميت بالحضارة الإغريقية أو اليونانية.
بدأت نهضة كلًا من الحضارة الرومانية والحضارة اليونانية تقريبًا في حوالي عام 800 قبل الميلاد، وأطلق على شعب روما اسم الرومان أما شعب اليونان فأطلق عليه اسم الإغريق وقد اشتركت كلًا من الحضارتين في كثير من السمات الحضارية والفنية والمعمارية وحتى الأساطير.
ومع ذلك فقد تم تسجيل عدة عوامل تمثل
الفرق بين الحضارة اليونانية والحضارة الرومانية
سواء في العلوم أو الفنون أو الحياة الاجتماعية على سبيل المثال كان الرومان يميلون لتصوير لشخاص حقيقيين وشخصيات تاريخية محددة في النحت المعماري الروماني وهذا يتناقض بشكل ملحوظ مع النحت اليوناني، حيث تم تقديم الانتصارات العسكرية العظيمة عادةً في صورة مجاز ، باستخدام شخصيات من الأساطير اليونانية مثل الأمازون والقنطور مثل البارثينون والذي يعد من أهم
الاثار اليونانية
المعروفة اليوم.[2]