الزخارف الشعبية في البيوت النجدية
الزخارف الشعبية السعودية
إن الزخارف الشعبية في البيوت النجدية تمثل أحد أنواع الزخارف الرائعة للنوافذ والأبواب، إذ أنها تحتوي على الكثير من الخطوط المتقاطعة، المربعات، الدوائر والمثلثات
إلى جانب الاستعانة ببعض الأوراق والزهور، وكذلك عناقيد العنب وسعف النخيل، وتميل هذه الزخارف لاختصار التفاصيل والتخلي عن التعقيدات
فنجد أن فكر الفنانين الشعبيين وإبداعهم يمتزج من جهة ويميل للأدوات المُتاحة والمستخدمة من البيئة والطبيعة من جهة أخرى، بحيث يتمكن الفنان من توظيف الزخارف عن طريق الكتابة ذات البعد التاريخي.
ومن أهم الزخارف الشعبية في نجد هي الأبواب، إذ أن الزخارف الشعبية التي نُقشت على الأبواب الخشبية في نجد تُشير إلى أحد أشكال الهوية المعمارية التي تقوم بعكس الخصائص والسمات البيئية والاجتماعية للمجتمع السعودي
إذ أن ما تحمله العمارة النجدية في داخلها يقوم بعكس الجماليات الفلسفية الموروثة عن الثقافة والذي تمكن الفنان الشعبي من خلالها توظيف الأشكال الزخرفية و
الزخارف الاسلامية
كأحد العناصر الرئيسية
في صناعات حافظت على أيدلوجية تكوين المفردات البصرية في بنيات معمارية جعلتها شيئًا أصيلًا من الهوية الوطنية السعودية. [1]
الزخارف الشعبية في بيوت نجد
تأخذ البيوت القديمة في نجد طابعًا معماريًا مميزًا يتلاءم مع ما في هذه الفترة الزمنية من إمكانيات ومقومات، إذ أن البيوت تم بنائها من الطين الذي تم تقويته باستخدام أعواد التبن، وكذلك تسقيفها بجذوع الأثل وسعف النخيل، وقد كانت تُقسم بشكل معين ويوضع فيها بعض
انواع الزخارف
الشعبية، ولها أسماء متعددة وهي: [2]
المجلس
وهو المكان المُخصص لاستقبال الأشخاص بحيث يجلسون فيه، ويسمى كذلك القهوة، وفي أحد أركانه يتم بناء الكمار وهو أحد
انواع الزخارف الشعبيه في المملكه
،
والذي يكون عبارة عن شكل زخرفي يتكون من:
- رفوف عليها نقشٌ، وغالبًا ما يكون طولها متر ونصف تقريبًا، أما ارتفاعها وعمقها يبلغان الأربعين سنتيمتر.
- ورفوف توضع فوق بعضها البعض على ارتفاع فوق الأرض يبلغ الثلاثة أمتار، ويتم بنائها من الجص الأبيض.
- وعلى هذه الرفوف يتم وضع أطقم من الأباريق والدلال بشكل فني أخاذ ومُنمق، كما أن نقوش وزخارف الكمار تحيط بها، مما يزيد من جمالها وتأنقها.
- وفي الأسفل منه يوجد الوجار وهو المكان الخاص بالنار، والذي يُعد لوضع أدوات القهوة والجلوس خلال إعدادها.
العريش
وهو المكان الخاص بالجلسة العائلية، ويُعتبر بمثابة الصالة، كما أنه يكون منفتح على حوش أو ساحة البيت ويتم تزيينه من خلال:
- بعض الأعمدة المعروشة بخشب الأثل وجريد النخل، وعلى خشبها يتم تعليق العرزال الذي يحفظ الأطعمة.
- وفي الغالب ما يتم فرش العريش بالرمال أو البطحاء، وفيه توضع القربة ويكون مفروشًا بالحصير المصنوع من الخوص.
المقلط
هو المكان المُخصص لتناول الزوار فيه الوجبات، ومن الجدير بالذكر أنها كانت تُجهز في صواني ذات شكل دائري ومرتفعة مثل الخوان القديم، وتوجد فيه الطاقات من أجل التهوئة، وعلى جدرانه يتم تعليق السفر التي تُصنع من خوص النخيل.
الروشن
والروشن يمثل غرفة النوم، ولكن الشيء الذي يميزه عن غرفة النوم هو توظيف البناء من خلال وضع الأوتاد من أجل تعليق الأشياء، وكذلك التجويفات والفوارغ للقيام بالتخزين.
المطبخ
المطبخ هو المكان الذي يُطهى ويُعد فيه الطعام، ويتم وضع الأدوات المناسبة والأواني به، كما يبنى داخلة ما يلي:
- التنور وهي تُصنع للخبز.
- المقرصة والتي تُستخدم لصنع القرصان.
- المراصيع والمصابيب والرحى لجرش القمح.
- كما يجهز بأوتاد وفوارغ وغير ذلك حتى تحفظ مستلزمات وأدوات الطهي.
الجصة
- ويتم إعداده من أجل رص التمور وضمده، وهي تكون مبنية من الحصى والجص، ويتم وضع فتحة أمامية لها وكذلك فتحة صغيرة في الجهة السفلى، كما يتم بناء حوضًا يطلق عليه المدبسة
- و يتم تجميع الدبس قبل أن يؤخذ، وفي الغالب ما تكون الجصة في صفة الطعام والأرزاق، ومن النادر جدًا أن يكون هناك بيتًا خاليًا منها، إذ أنها تحفظ فيها سقمة السنة وهو التمر المضمود.
البيوت النجدية القديمة
تُعرف المملكة العربية السعودية بوجود
زخارف اسلامية
بها، ولقد كانت البيوت المنتشرة والسائدة قبل مرحلة الطفرة التي شهدتها البلاد هي البيوت الطينبة، ومن أجل ذلك كان أهالي نجد في وسط المملكة يعيشون في تلك البيوت الطينية، ويُعد بيت البسام النموذج الذي يُشَّبه هذه المرحلة، ويمثل البيت إحدى فترات تطور العمارة في محافظة عنيزة، ويتميز بما يلي: [3]
- بيت ذو طراز معماري متميز من نوعه، إذ أنه يُمثل البيت النجدي في القدم، وتبلغ مساحته أكبر من (3500 متر مربع).
- ومن أجل تصميمه الفريد الجميل والمختلف فقد حظى البيت باهتمام وكالة الآثار والمتاحف، كما أنه صُنف من ضمن المباني التراثية الهامة في نجد.
- وتم استخدام الطين فيه كمادة رئيسية لبناء البيت، وما يُميز مادة الطين هو أنها مادة تقوم بعزل الحرارة خلال فصل الصيف، وفي الغالب ما يكون البناء بالطين على هيئة عروق أو مداميك من اللبن، ويُصنع من خلال وضع الطين في قالب خشبي ذي شكل مستطيل يُعرف بـ(الملبن)، وهو يتكون من أربع قطع خشبية مفتوحة من الجهتين العليا والسفلى، ثم يتم وضع الطين مخلوطًا بالتبن في داخل القالب، وبعد ذلك يتم نزع القالب حتى يبقى الطين محتفظًا بشكل “اللبن” الذي يحل محله البلك اليوم، ويجب أن يكون ذلك اللبن على مقاس وصورة موحدة، وكذلك يتم استخدام الطين كخلطة في المباني من أجل إعطاء تماسك اللبن.
أنماط وزخارف بيوت نجد
إن الأنماط والزخارف الموجودة في بيت البسام متنوعة، وهي
زخارف تراثية سعودية
،
ومن الزخارف النجدية الموجودة بالبيت ما يلي: [3]
-
المصاريع
: وهي عبارة عن النوافذ التي توجد في المجالس. -
المقلطات
: وهي تمتلك عدة فتحات يبلغ ارتفاعها 1.85 سم، وعرضها 1.00 سم، كما أنها ترتفع عن الأرض بمسافة 40 سم، ولها بابان من الخشب المنقوش. -
الروزنة
: وهي تكون تجويف في الجدار الطيني، ويتم فيها وضع بعض الأشياء وخاصة تلك التي يكون استعمالها كثيرًا وبصورة يومية. -
الكمار
: وهو دولاب يتم صنعه من مادة الجص، ويشتمل على الكثير من الزخارف، كما أنه مُقسم إلى أرفف يوضع عليها الأباريق والدلال التي تُستخدم في مشروبات القهوة العربية والشاي. -
الوجار
: ويوضع ملاصقًا للكمار وهو مكان مُخصص لموقد النار. -
المحكمة:
وهي من الأنماط الموجودة بذلك المنزل، وهي المكان الذي يجاور الوجار، وفي الغالب ما يجلس فيه أصحاب المنزل لصنع القهوة والشاي ومن ثم يتم تقديمها للزوار. -
الطاق
: وهي عبارة عن غرفة ذات حجم صغير، ولا بد أن تكون مفتوحة ومن غير باب، وأعلاها يكون شكل الفتحة على رأس مثلث، وتوضع خلف الجالس في المحكمة، وتُعتبر كمخزن للحطب والفحم حتى يصبح سهل الحصول عليهما. -
القوثاله
: ويدل اسمها على كونها ذات أهمية كبيرة في فترات الحروب والخوف، وهي على شكل بروز من الطين خارج المبنى يعمل على تمكين من في الداخل من النظر إلى الخارج بيسر، وفي الغالب ما تكون أعلى أبواب مداخل المنزل حتى يتم التعرف على الطارق، وفي مناطق أخرى من نجد تُعرف بالـ(طرمة). -
الوتد
: والوتد يتم تصنيعه من خشب شجر الأثل المهذب بصورة أنيقة، ويُثبت على الجدار الطيني، ويتم استخدامه كعلاقة لتعليق الملابس عليها. -
القهوة:
يوجد في البيت النجدي جناح مُخصص لاستقبال الزوار من الرجال ويُطلق عليه بالعامية في غالبية البيوت الطينية النجدية بالقهوة، وله مدخل خاص يطل على الشارع، ويوجد في مجلس الرجال (الكمار، الوجار، الطاق، اليوان. -
اليوان
: وهو عبارة عن مكان مكشوف وغالبًا ما يعمل على الفصل بين مجلس الرجال (القهوة) وغرفة الطعام (المقلط). -
القبو:
كما يوجد في البيت النجدي مكان سفلي ويُعرف في الوقت الحالي بالقبو، ويتميز ببرودته صيفًا ودفئه شتاءً.