تثير الأزمات طرح الأسئلة الهامة ، حول ما يحدث عندما تكون الشبكات الإخبارية جزء لا يتجزأ من الصراع السياسي ، ومثال على تغطية
مراسلو الجزيرة
، والعربية للأحداث أزمة الخليج عام2017 .
فقد أندلعت في 5 يونيو 2017 أزمة سياسية داخل دول مجلس التعاون الخليجي ، حيث قامت المملكة العربية السعودية ، والإمارات العربية المتحدة ، والبحرين بقطع جميع علاقاتها الاقتصادية ، والدبلوماسية مع دولة قطر ، والمتهمة بانها محور رعاية الإرهاب .
ولم تكن قناة الجزيرة هي المنفذ الإعلامي الوحيد ، الذي احتل مركز الصدارة في تلك الأزمة ؛ فقد لعبت القنوات الإخبارية الآخرى أدوار بارزة عدوانية ، وسلبية في إعادة تنشيط التوترات الخليجية في يونيو 2017 .
وكانت الجزيرة في ذلك الوقت تعتبر طرفاً مباشراً أكثر في أزمة الخليج ، حيث أن كان مضمن مطالب المحور الذي تقوده المملكة العربية السعودية للحكومة القطرية أن تقوم بغلق قطر قناة الجزيرة ، ورفضت قطر ذلك مؤكدة على أن الجزيرة لن تكون مطروحة للتفاوض ، أو المناقشة .
[1]
نشأة قناة الجزيرة الإخبارية
تم إنشاء قناة الجزيرة في نوفمبر 1996 ، وقد حظيت باهتمام علمي كبير منذ إنشائها من قبل أمير قطر في ذلك الوقت ، وهو الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني الذي كان يرغب في أن تكون الشبكة عبارة عن أداة للقوة الناعمة القطرية ، وقد اختلفت
جنسيات المذيعين في قناة الجزيرة
.
قام النواوي وإسكندر عام 2002 و 2003 ، بوضع المراحل الأولية للشبكة ، وذلك بحجة أن القناة قد دفعت حدود حرية التعبير في العالم العربي الذي تحكمه الرقابة بشكل كبير ، وقامت بإجبار الحكومات الاستبدادية على إعادة التفكير في الاستراتيجيات السياسية والإعلامية .
قد رأى الباحثون المستوى العالي والمتميز لجودة إنتاج الأخبار لقناة الجزيرة ، الأمر الذي أجبر شبكات الأخبار التلفزيونية العربية الأخرى على العمل على تحسين جهود الإنتاج الخاصة بها ، من أجل الحفاظ على قدرتها التنافسية .
وقد قامت الأبحاث بإبراز المستوى العالي من الاحتراف الصحفي لقناة الجزيرة لاسيما عند مقارنتها بمؤسسات إخبارية عربية أخرى ، وبعدما تم إطلاق شبكة الجزيرة الأصلية باللغة العربية في عام 1996 ، قامت الشبكة بتوسع لتشمل العديد من القنوات الأخرى ، بما في ذلك قناة الجزيرة الدولية ، والجزيرة مباشر ، والجزيرة الرياضية ، والجزيرة الوثائقية ، وقناة الجزيرة للأطفال .
لطالما استاءت قطر من المحاولات السعودية لفرض سيطرتها على سياساتها الخارجية والداخلية ، فضلاً عن مساعيها لتحقيق هيمنة إقليمية أوسع ، فاندلع صدام حدودي بين البلدين في أجزاء من أوائل التسعينيات ، واصطدمتا مرة أخرى في منتصف التسعينيات عندما زُعم أن المملكة العربية السعودية دعمت محاولات متعددة للإطاحة بأمير قطر آنذاك ، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني .
وفي عام 2002 ، سحبت المملكة العربية السعودية سفيرها من قطر بعد قرار قناة الجزيرة بث مقابلة مع شخصية معارضة سعودية ، وتنازع البلدان أيضًا حول العلاقات مع إسرائيل ، وخطط قطر لبناء خط أنابيب غاز إلى الكويت .
وكانت هناك العديد من الأقاويل حول قناة الجزيرة ، فقد قالت لملوم في عام 2004 أن الجزيرة ، قد تساعد في تشكيل نوع جديد من الثقافة العربية الديمقراطية ، وقد وصفت وجيسيزاك في عام 2007 أن الجزيرة معادية للهيمنة ، وذلك بسبب عملها ضد منطلقات أساسية للسلطة وللرقابة .
ومن ضمن تلك الأقاويل أشار بينتاك في عام 2011 أن تغطية قناة الجزيرة الإخبارية النقدية كانت واحدة من العوامل المحفزة الهامة لثورة الربيع العربي ، بينما أكد سيب في عام 2008 ، وتوسو في عام 2007 أنه بسبب إدخال قناة الجزيرة لوجهات النظر النقدية غير الغربية ، حدث موازنة إمبريالية الأخبار الغربية إلى حد ما . [1]
نشأة قناة العربية الإخبارية
هي قناة تلفزيونية فضائية باللغة العربية مقرها في دبي ، وقد تأسست في مارس 2003 ، من قبل صهر الملك فهد في المملكة العربية السعودية باستثمارات إضافية من مجموعة الحريري اللبنانية ، وكذلك العديد من المستثمرين من المملكة العربية السعودية ، والكويت ، ودول الخليج العربي ، حيث أن
جنسيات مذيعي قناة العربية
تأتي من مختلف أنحاء الوطن العربي .
ومنذ بداية قناة العربية ، فقد قامت بوصف نفسها بأنها تعتبر البديل الأقل استفزازاً لشبكة قناة الجزيرة ، والتي سبق وذكرنا أن مقرها دولة قطر والمملوكة للحكومة القطرية ، حيث أنه قبل أن يتم إنشاء قناة الجزيرة في عام 1996 ، كانت تعتبر جميع وسائل الإعلام العربية مملوكة للسعوديين بشكل كبير .
وبرغم ذلك كان من النادر أن يقوموا حكام دولة قطر بأخذ القرارات التحريرية لمحطتهم الجديدة ، مما كان يسمح للمراسلين أن يقدموا منظور نقدي في كثير من الأوقات حول الحكومة السعودية ، وكذلك حكومات الشرق الأوسط الأخرى .
نجحت قناة العربية في تسجيل أغلبية برامجها بشكل مسبق ، مما سمح للمحطة أن تتجنب المكالمات الجوية التي تسئ للقادة العرب ، أو التي تأتي من إسرائيل ، أو الولايات المتحدة ، بجانب ذلك التغطية الإخبارية الناجحة ، والعديد من البرامج الحوارية ، وكذلك اختيار
مراسلو العربية
بدقة ، كما أن القناة تبث بعض الأخبار الخفيفة الغير موجودة على قناة الجزيرة . [2]
جمهور قناة الجزيرة
يشاهد قناة الجزيرة حوالي 40 مليون مشاهد على الأقل في الوطن العربي ، كما يشاهدها الغالبية من مشاهدي الاستطلاع الذين غير متواجدين في الوطن العربي على القمر الصناعي في الولايات المتحدة .
قد تراوحت أعمار المشاهدين بين 15 و 40 عاماً ، بينما معظم المشاهدين يشاهدون قناة الجزيرة بمعدل 3 إلى 4 ساعات بشكل يومي ، والمشاهدين في عمر 15 إلى 29 عاماً يقضون وقت أطول في المشاهدة بمتوسط ساعة إضافية في اليوم .
بالإضافة إلى أن عدد المشاهدين الذكور ، يعتبر أعلى بكثير من عدد المشاهدين الإناث في كل فئة عمرية من مشاهدي قناة الجزيرة . [3]
جمهور قناة العربية
صنفت قناة العربية الإخبارية ، والتي تعتبر قناة إخبارية مجانية تعمل على مدار الساعة طوال أيام الأسبوع ، وكذلك الأقمار الصناعية للشؤون الجارية ، بانها أفضل قناة إخبارية في العديد من البلدان في المنطقة .
حيث يصل مشاهدي قناة العربية في خلال أسبوع نحو 36 مليون مشاهد ؛ فقد حظيت الشبكة على نمو قوي في منصاتها الاجتماعية والرقمية ، بما في ذلك العربية ، والإنجليزية ، وكذلك بعض الإصدارات الأخرى بالعديد من اللغات الأجنبية .
مما أدى ذلك إلى ارتفاع عدد مشاهديها بالإضافة إلى وجود أكثر من 20 مليون مستخدم يشاهدون 88 مليون صفحة ويب بشكل شهري ، وقد ظلت الشبكة بشكل دائم تحتل الصدارة مقارنة بمنافسيها ، من خلال تجديد نفسها سواء من خلال العلامة التجارية ، أو تقديم محتوى أفضل . [4]