قصة تعاون فيها الرسول مع اصحابه
موقف النبي من التعاون
كان النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم مِن مَن يعاونون الغير ويقفون معهم ويساعدوهم وذلك حتى من قبل البعثة ومن قبل الإسلام وقد بيَّنت ذلك أمُّنا خديجة رضي الله عنها عندما كانت تخفِّف مِن روع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم عند عودته مِن غار حراء بعد نزول الوحي عليه، وكان فزعًا، فقالت له: (كلا والله ما يخزيك الله أبدًا، إنَّك لتصل الرَّحم، وتحمل الكلَّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضَّيف، وتعين على نوائب الحقِّ) ولقد أستمر الرسول الكريم في هذا الخلق الطيب حتى موته فكان يسعى لقضاء حوائج المسلمين ويعينهم ويقف معهم فيما يواجهوه من مصاعب وكان يعيش معهم كل أمورهم وأفراحهم وأحزانهم فكان القدوة والأسوة الحسنة للتعاون بين الناس ومواقفه خير
أمثلة عن التعاون في المجتمع
.[2]
قصة تعاون النبي مع أهل بيته
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعاون أهل بيته ويساعدهم في جميع أمور الحياه فذكر في :
-
صحيح البخاري عن الأسود قال: سألت عائشة ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: كان يكون في مهنة أهله -تعني في خدمة أهله فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة.
-
وروى أحمد وابن حبان وصححه عن عروة قال: قلت لعائشة ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع في بيته؟ قالت: يخيط ثوبه ويخصف نعله ويعمل ما يعمل الرجال في بيوتهم.
وهذا يدل على مساعدته لأهله ومعاونته لهم في أعمال البيت [4]
قصة تعاون الرسول مع الصحابة في شِعب أبي طالب
لقد واجه رسول الله صلى الله عليه وسلم العديد من المحن وحورب بكل الطرق فقامت قريش بتعذيب وإذاء العديد من المسلمين والعديد من أتباع محمد ثم قامت بعد ذلك بفرض حصار عليهم وهو حصار اقتصادي واجتماعي يمنع دخول أي معونات بسيطة حتى إليهم حتى يموتون من الجوع والعذاب ولقد شاركهم وعاونهم الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته في ذلك خلال الثلاث سنوات التي أستمر فيها الحصار في شِعب أبي طالب ولقى معهم ما يلاقون من أذى فدخل معهم في شعب أبي طالب عندما حبسهم المشركون فيه لمده ثلاثة أعوام كاملة .[3]
قصة تعاون النبي مع أصحابه في بناء المسجد
عندما هاجر الرسول صلى الله عليه وسلم قام بوضع حجر الأساس لمسجده كان يبني معهم وينقل معهم الصخر على أكتافه الشريفة، ويحمل التراب ويرتجز معهم ويقول معهم :
هذا الحمال لا حمال خيبر *** هذا أبرُّ ربنا وأطهر[3]
ولقد كان ورسول الله – صلى الله عليه وسلم يعمل جنباً إلى جنب مع الصحابة ويشاركهم في نقل الحجارة وإنشاد الأشعار
- فثبت في صحيح البخاري أنه كان يرتجز بقول الشعر : اللهم إن الأجر أجر الآخرة فارحم الأنصار والمهاجره .
- وفي الوقت الذي كان الصحابة يحملون فيه الحجارة لبنة لبنة ، كان عمار بن ياسر رضي الله عنه يحمل لبنتين في كلّ مرّة ، فرآه النبي – صلى الله عليه وسلم – وهو على هذه الحال فجعل ينفض التراب عن رأسه ويقول : ( يا عمار ، ألا تحمل لبنة لبنة كما يحمل أصحابك ؟ ) ، فردّ عليه قائلاً : ” إني أريد الأجر عند الله ” فالتفت النبي – صلى الله عليه وسلم – لأصحابه وقال : ( ويح عمار ، تقتله الفئة الباغية ) رواه البخاري .
- ورأى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – صحابيّاً من اليمامة ، فأعجب بمهارته في خلط الطين وتجهيزه ، فقال : ( قدموا اليمامي من الطين ؛ فإنه من أحسنكم له مسّاً ) ، وفي رواية : ( قربوا اليمامي من الطين فإنه من أحسنكم له بناء ) رواه ابن حبان و البيهقي.
وكل هذا يدل على معاونة الرسول للصحابة ومشاركته لهم في جميع مراحل البناء .[5]
قصة تعاون الرسول مع الصحابة في حفر الخندق
في يوم الأحزاب عندما قرر الرسول والمسلمون حفر الخندق كان يحفر كواحد منهم وشاركهم البرد والريح والجوع
-
فعن
أنس
رضي الله عنه أنه قال: (خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فإذا المهاجرون والأنصار يحفرون في غداة باردة، فلم يكن لهم عبيد يعملون ذلك لهم، فلما رأى ما بهم من النصب (التعب) والجوع، قال:
اللهم إن العيش عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة
) رواه
البخاري
. -
وعن
سهل بن سعد
رضي الله عنه قال: (كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم- في الخندق وهم يحفرون، ونحن ننقل التراب على أكتافنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة … فاغفر للمهاجرين والأنصار
) رواه
البخاري
. - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: (رأيتُ النبيَّ صلى الله عليه وسلم يوم الخندق وهو ينقل التراب حتى وارى التراب شعر صدره وكان رجلا كثير الشعر وهو يرتجز برجز عبد الله بن رواحة :
اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلّينا
فأنزلن سكينة علينا وثبّت الأقدام إن لاقينا
إن الألى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا
رواه
البخاري
.[3]
-
وعن
جابر بن عبد الله
رضي الله عنه قال: (إنا يوم الخندق نحفر فعرضت كدية (قطعة غليظة صلبة لا تعمل فيها الفأس) شديدة فجاءوا النبيَّ صلى الله عليه وسلم فقالوا: هذه كدية عرضت في الخندق، فقال:
أنا نازل
،
ثم قام وبطنه معصوب بحجر (مربوط عليه حجر من شدة الجوع)، ولبثنا ثلاثة أيام لا نذوق ذواقا، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم المعول، فضرب في الكدية، فعاد كثيبا (رملا) أهيل (يسيل ولا يتماسك)) رواه
البخاري
.[6]
تعاون الرسول وأبا بكر الصديق وأهل بيته
أثناء الهجرة
تعاون النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم مع أبي بكر وأهل بيته :
- فلقد جهز أبو بكر راحلتين له وللرسول وخاطر بنفسه وهاجر مع النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم .
- وعندما وصلا غار ثور دخل أبو بكر أوَّلًا ليستبرأ الغار للنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم كي لا يصيبه أذى .
- وأعدَّت أسماء بنت أبي بكر لهما جهاز السَّفر .
- وكان عبد الله بن أبي بكر يأتي لهما بأخبار قريش .
- وعامر بن فهيرة مولى أبي بكر يريح الغنم عليهما وهما في الغار ليشربا مِن لبنها .
- وفي طريقهما إلى المدينة كان أبو بكر إذا تذكر طلب قريش للرَّسول صلى الله عليه وسلم مشى خلفه وإذا تذكر رصدها له مشى أمامه . [1]
التعاون ومفهومه في الاسلام
خلق الله الناس مختلفين ليتعاونوا فيما بينهم ف
مفهوم التعاون
في علم الإجتماع : هو النظام الذي يتبعه المخلوقات لتحقيق هدف مشترك ويمكن
تعريف التعاون
على إنه من أحسن السلوكيات بين البشر فبالتعاون يقف الجميع أمام العدو وينتشر السلام والمحبة والرخاء .
إنّ الإسلام يحثنا على التّعاون على الخير والتّقوى ويجعل ذلك من طرق التقرب لله عزّ وجلّ وينهانا عن التّعاون على الشرّ والعدوان، قال تعالى: {
وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ
}. والبرّ كلمة جامعة تطلق على أنواع الخير كلّها.
وللتعاون بين البشر العديد من الفوائد ف
فائدة التعاون بالنسبة للفرد والمجتمع
هي مثلًا الوصول إلى المنفعة بسرعة وإتقان وفي ذلك أيضًا توفير للوقت والجهد وهناك حكمة قديمة تقول “المرء قليل بنفسه كثير بإخوانه”.
لذا جاء النبي صلى الله عليه وسلم بالأحاديث الكثيرة الّتي تحثّنا على التّعاون على البرّ والتّقوى وعلى ما ينفع المجتمع حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم:
-
[مثل المؤمنين في توادّهم وتراحمهم وتعاطفهم، مثل الجسد، إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسّهر والحُمّى
] . -
وقال عليه الصّلاة والسّلام: [
يد الله مع الجماعة
] . -
وقال صلّى الله عليه وسلّم: [
المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضُه بعضًا
].[3]