ما هو أول ما خلق الله تعالى

أول يوم خلقه الله

لا يوجد أي شيء من نصوص الوحي التي أنزلت على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم تحدد أول يوم خلقه الله تعالى . [2]

ولقد ذكر الله تعالى خلق السماوات والأرض في ستة أيام ولكن لم يتم تحديد اليوم الأول بينهم هو أي يوم ومن الآيات الموضحة لذلك قوله سبحانه وتعالى :

  • وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ[هود:7] .
  • وقوله: الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ[الفرقان:59] .
  • وقوله: وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ[ق:38] .
  • وقوله: إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ[يونس:3] .
  • وقوله: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ[السجدة:4] .

وتم تفصيل خلق الأرض والسماوات كما يلي :

  • أن الله خلق الأرض في يومين .
  • وأن الله تعالى جعل فيها الرواسي وبارك فيها وقدر فيها أقواتها في يومين آخرين فأصبح مجموع الأيام أربعًا .
  • وأن الله خلق السماوات في يومين . [3]

أول كائن حي خلقه الله

يتسائل البعض عن أول مخلوق حي خلقه الله سبحانه وتعالى وهل هم الملائكة أم الجن ؟ وقد دلت الأقاويل المأخوذة عن بعض المشيخة أن خلق الملائكة كان قبل خلق السماوات والأرض وقبل خلق الجن ولقد خلقوا بعد خلق العرش، وذكر في كتاب العلو

للذهبي


عن


بعض المشيخة أن : أول ما خلق الله عرشه على الماء، وخلق الملائكة فقالوا: ربنا لم خلقتنا؟ قال: لحمل عرشي، قالوا: ومن يقوى على ذلك؟ قال: فقولوا: لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم


فيحملكم .[4]

وهناك الحديث الشريف الذي آتى بذكر الملائكة قبل الجن وهو حديث مثبوت في صحيح مسلم: عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((خلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وصف لكم )) [5]

لذا فالملائكة الكرام هم أول مخلوقات حية خلقها الله سبحانه وتعالى أما عن الكائنات الحية التي خلقها الله في الأرض فلقد ذكر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم أن

الشجر

أول الكائنات الحية التي تم خلقها على الأرض وذلك يوم الأثنين وقد ورد هذا في السنة في ما

رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيدي فقال: خلق الله عز وجل التربة يوم السبت، وخلق فيها الجبال يوم الأحد، وخلق الشجر يوم الاثنين، وخلق المكروه يوم الثلاثاء، وخلق النور يوم الأربعاء، وبث فيها الدواب يوم الخميس، وخلق آدم عليه السلام بعد العصر من يوم الجمعة في آخر الخلق في آخر ساعة من ساعات الجمعة في ما بين العصر إلى الليل. [3]

أول فاكهة خلقها الله

قام أهل التفسير بذكر أول شجرة خلقها الله تعالى بأنها شجرة الزيتون فهي أول شجرة نبتت في الدنيا ، ولقد جاء ذلك في تفسير القرطبي وغيره

“…وهي أول شجرة نبتت في الدنيا، وأول شجرة نبتت بعد الطوفان . [6]

ويصنف الزيتون ضمن الفواكه وليس الخضراوات كما يعتقد الكثيرون لذا فأول فاكهة خلقها الله سبحانه وتعالى في الدنيا هي الزيتون .

أول شيء خلقه الله تعالى

إختلف أهل العلم في تحديد أول المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى وذلك لعدم وجود نص في القرآن يثبت ذلك ولكن أجتهد أهل العلم في ذكر أن أول ما خلق الله تعالى قد يكون الماء أو العرش أو القلم ثم السماوات والأرض .

الماء

من الأقاويل التي تثبت أن الماء هو أول شيء خلقه الله عز وجل :

  • قول

    بدر الدين العيني

    فقد ذكر في عمدة القاري شرح صحيح

    البخاري


    في قوله: وكان عرشه على الماء وهذا دليل على أن الماء والعرش هم مبدأ هذا العالم فهم خلقا قبل خلق السماوات والأرض، ولم يكن تحت العرش شيء غير الماء .

  • لما روى أحمد، والترمذي مصححًا من حديث أبي رزين العقيلي مرفوعًا: إن الماء خلق قبل العرش .

  • وروى السدي في تفسيره بأسانيد متعددة: أن الله تعالى لم يخلق شيئًا مما خلق، قبل الماء

    . اهـ.
  • وفي تفسير

    ابن رجب

    الحنبلي

    قوله تعالى: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء ليبلوكم أيكم أحسن عملًا) .

  • وقوله صلى الله عليه وسلم لأبي هريرة لما سأله: مم خلق الخلق؟ فقال له: “من الماء”. يدل على أن الماء أصل جميع المخلوقات، ومادتها، وجميع المخلوقات خلقت منه.

  • وفي المسند  عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قلت: يا رسول الله، إذا رأيتك طابت نفسي، وقرت عيني، فأنبئني عن كل شيء. فقال: “كل شيء خلق من ماء”.

  • وقد حكى ابن جرير، وغيره، عن ابن مسعود -رضي الله عنه-، وطائفة من السلف: أن أول المخلوقات الماء… وروى الجوزجاني بإسناده، عن عبد الله بن عمرو أنه سئل عن بدء الخلق. فقال: من تراب، وماء، وطين، ومن نار، وظلمة. فقيل له: فما بدء الخلق الذي ذكرت؟ قال: من ماء ينبوع.

  • وقد أخبر الله تعالى في كتابه أن الماء كان موجودًا قبل خلق السماوات، والأرض، فقال تعالى: (وهو الذي خلق السماوات والأرض في ستة أيام وكان عرشه على الماء) .

  • وفي “صحيح البخاري” عن عمران بن حصين، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “كان الله ولم يكن شيء قبله -وفي رواية- “معه”، (وكان عرشه على الماء، وكتب في الذكر كل شيء، ثم خلق السماوات والأرض” وفي “صحيح مسلم” عن عبد الله بن عمرو، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: “إن الله قدر مقادير الخلائق، قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة، وكان عرشه على الماء”.

  • وروى ابن جرير، وغيره عن ابن عباس: إن الله عز وجل كان عرشه على الماء، ولم يخلق شيئًا غير ما خلق قبل الماء، فلما أراد أن يخلق الخلق أخرج من الماء دخانًا، فارتفع فوق الماء، فسما عليه، فسمي سماء، ثم أيبس الماء، فجعله أرضًا واحدة، ثم فتقها، فجعلها سبع أرضين، ثم استوى إلى السماء وهي دخان، وكان ذلك الدخان من نفس الماء حين تنفس، ثم جعلها سماء واحدة، ثم فتقها فجعلها سبع سماوات

    … اهـ.[1]

القلم

أما عن القلم وأمره بالكتابة وإحتمالية أن يكون أول خلق الله فيرجع ذلك لأحاديث كثيرة ورد منها :

  • حديث:

    إِنَّ أَوَّلَ مَا خَلَقَ اللَّهُ الْقَلَمَ فَقَالَ لَهُ: اكْتُبْ. قَالَ: رَبِّ وَمَاذَا أَكْتُبُ؟ قَالَ: اكْتُبْ مَقَادِيرَ كُلِّ شيء حَتَّى تَقُومَ السَّاعَةُ.

    رواه

    أبو داوود.
  • وروى أيضا عن

    عبادة بن الصامت

    ـ رضي الله عنه: أن رسول صلى الله عليه وسلم قال:

    إن أول ما خلق الله القلم. قال له: اكتب، فقال: يا رب وما أكتب؟ قال: اكتب مقادير كل شيء حتى تقوم الساعة.

    وفي لفظ:

    لما خلق الله القلم قال له: اكتب، فجرى بما هو كائن إلى قيام الساعة

    . قال

    الهيثمي

    :

    رواه الطبراني، ورجاله ثقات

    . اهـ. [7]

ولكن يعتقد أن العرش خلق قبل القلم وذلك بسبب الأحاديث النبوية التي تبين أن الله تعالى حين خلق القلم وأمره بكتابة مقادير كل شيء إلى يوم القيامة : كان عرشه على الماء ، مما يقتضي أن خلق العرش كان قبل خلق القلم ، ومن هذه الأحاديث :

أ. عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ : سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : ( كَتَبَ اللَّهُ مَقَادِيرَ الْخَلَائِقِ قَبْلَ أَنْ يَخْلُقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِخَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ ، قَالَ : وَعَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ ) رواه مسلم ( 2653 ) .

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – :

فهذا يدل على أنه قدَّر إذ كان عرشه على الماء ، فكان العرش موجوداً مخلوقاً عند التقدير لم يوجد بعده .

” الصفدية ” ( 2 / 82 ) .

ب. وعن عمران بن حصين عن رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال : ( كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ ) .

رواه البخاري ( 3019 ) .[8]

ويرجح من ذلك أن الماء هو أول شيء خلقه الله عز وجل .