ما هي الهجرة الطوعية
تعريف الهجرة الطوعية
الهجرة الطوعية هي القائمة على الإرادة الحرة للفرد، وتتم ببادرة منه، حيث يتنقل الناس من بلدانهم الأصلية برغبتهم لدول أخرى، وذلك بناءًا على تقيمهم لعدة خيارات، حيث يقوم الأفراد المهتمون بالانتقال من أماكن بتقييم وتحليل عوامل الدفع والجذب بين موقعين(موقعهم الأصلي والموقع الذي يرغبون في النزوج إليه) قبل اتخاذ قرارهم.
وأقوى العوامل التي تدفع الناس للانتقال الطوعي هي الرغبة في العيش في منزل أفضل والحصول على فرصة عمل أفضل، والعوامل الأخرى التي تدفع إلى الهجرة الطوعية:[1]
- الرغبة في تغيير مسار الحياة (مثل الزواج أو التقاعد المريح ).
- القوانين (على سبيل المثال الانتقال لدولة تسمح بالزواج المدني)
- الأسباب الشخصية الفردية (مثل الرغبة في الانتقال من حياة الريف إلى حياة المدينة).
منذ أن عاش الإنسان على الأرض وهو يتنقل ويهاجر من مكان لأخر بحثًا عن مكان أفضل ليعيش فيه، وفي نهاية الأمر استقرت كل مجموعة من البشر في عدة الأماكن وأنشأ فيها دول وحكومات أصبحت راسخة على مدار السنين، وتم تحديد حدود دولية بين كل دولة وأخرى، وأصبح السفر من مكان لأخر يستلزم العديد من التصريحات والأوراق، وتم سن قوانين محلية ودولية لتنظيم هجرة البشر بين الدول.
تعريف الهجرة
تعريف الهجرة
هي النقل الدائم أو شبه الدائم للأشخاص من مكان لآخر، وقد تحدث هذه الحركة محليًا أو دوليًا ويمكن أن تؤثر على الهياكل الاقتصادية والثقافة والسياسة والكثافة السكانية، وقد يجبر الناس على الانتقال وتسمى الهجرة القسرية، أو يتم وضعهم في مواقف تشجعهم على الهجرة وتسمى الهجرة المترددة أو يختارون الهجرة وتسمى الهجرة الطوعية.
الهجرة القسرية
الهجرة القسرية هي شكل سلبي من أشكال الهجرة، وغالبًا ما تحدث نتيجة الاضطهاد أو التنمية أو الاستغلال، وقد كانت أكبر عملية هجرة قسرية وأكثرها تدميرًا خلال التاريخ هي ترحيل البشر القسري من أفريقيا بهدف استغلالهم كرقيق، حيث تم نقل ما بين 12 إلى 30 مليون أفريقي من ديارهم إلى مناطق مختلفة من أمريكا الشمالية وأمريكا اللاتينية والشرق الأوسط، وتم نقل هؤلاء الأشخاص رغمًا عنهم وأجبروا على الانتقال.
وأيضًا من الأمثلة الأخرى على الهجرة القسرية درب الدموع، فبعد صدور قانون الترحيل الهندي عام 1830م أجبر عشرات الآلاف من السكان الأمريكيين الأصليين الذين عاشوا في الجنوب الشرقي من قارة أمريكا الشمالية على الهجرة إلى أجزاء من ولغاية أوكلاهوما المعاصرة، وقد عبروا مسافة تعادل تسع ولايات أمريكية حالية سيرًا على الأقدام، ومات معظمهم في الطريق.
والهجرة القسرية ليست عنيفة في كل الأحوال، فقد كانت إحدى أكبر الهجرات الطوعية عبر التاريخ بهدف التنمية، فقد أدى بناء سد الخوانق الثلاثة في الصين إلى تشريد ما يقرب من 1.5 مليون شخص من مدنهم وقراهم، حيث تم غمر 13 مدينة و140 بلدة و1350 قرية بالماء، لكن على الرغم من توفير مساكن بديلة لأولئك الأشخاص الذين تم ترحليهم، لكن لم يتم تعويضهم بشكل عادل عما فقدوهم بسبر الانتقال، فقد كانت مناطق الترحيل أقل مثالية جغرافيًا من مناطقهم الأصلية، وأيضًا كانت غير آمنة بشكل كافي وتفتقر إلى التربة الزراعية المنتجة.
الهجرة المترددة
الهجرة المترددة هي شكل من أشكال الهجرة التي لا يضطر فيها إلى الانتقال من مدنهم، لكنهم يهاجرون بسبب الوضع غير المواتي في بلدانهم الحالية، وتعتبر موجة الهجرة الكبيرة التي قام بها الكوبيين الذين هاجروا بشكل قانوني وأيضًا عن طريق
الهجرة السرية
أو غير الشرعية إلى الولايات المتحدة الأمريكية في أعقاب الثورة الكوبية عام 1959م شكلًا من أشكال الهجرة المترددة لأنهم خافوا من الحكومة الشيوعية الجديدة بقيادة الزعيم فيدل كاستروا، وباستثناء خصوم كاسترو السياسيين لم يجبر معظم الكوبيين المغادرين على الهجرة لكنهم قرروا أن من مصلحتهم الانتقال، ووفقًا لتعداد عام 2010، فإن هناك أكثر من 1.7 مليون كوبي يقيمون في الولايات المتحدة الأمريكية ويعيش معظمهم في فلوريدا ونيوجيرسي.
وهناك شكل أخر من أشكال الهجرة المترددة وهو الترحيل الداخلي للعديد من سكان ولاية لويزيانان بعد إعصار كاترينا، فبعد الكارثة التي سببها الإعصار قرر الكثير من الناس أما التحرك بعيدًا عن الساحل و الخروج من الحالة التي سببها تدمير منازلهم واستمرار ارتفاع مستوى البحر.
وعلى المستوى المحلي يمكن أن يؤدي التغير في الظروف العرقية أو الاقتصادية أو الاجتماعية (عادة بسبب الغزو أو تغير الطبيعة العرقية للسكان في منطقة ما)، إلى انتقال الأفراد من أماكنهم على مضض.
هجرة العقول
هجرة العقول يطلق عليها أيضًا هجرة رأس المال البشري، وهو مصطلح يستخدم للتعبير عن هجرة الأشخاص الذين تلقوا تعليم أو تأهيل عالي في بلدانهم، وقد تم صياغة هذا المصطلح بواسطة الجمعية الملكية لوصف هجرة العلماء والتكنولوجيين من أوروبا إلى أمريكا الشمالية بعد الحرب، وفي مصادر أخرى فإن هذا المصطلح تم استخدامه لأول مرة في المملكة المتحدة لوصف هجرة مجموعة كبيرة من العلماء والمهندسين الهنود إلى المملكة المتحدة، إلا أن الوصف توسع بعد ذلك ليشمل جميع أشكال هجرة المتعلمين أو المهنيين سواء من بلد لأخر أو من قطاع اقتصادي لاخر، وعادة ما يتم ذلك من أجل الحصول على أجور أعلى أو ظروف معيشية أفضل.
أثار هجرة العقول على الاقتصاد
يشار أحيانًا للأثر الإيجابي لهجرة الأدمغة باسم “اكتساب العقول”، أما بالنسبة للدول التي يهاجر منها رأس المال البشري فإن كثير من الآثار تكون سلبية بالنسبة لها لذلك تسمى” هجرة العقول”، وبالنسبة للأكاديميين فإن تأثير هجرة العقول على الوطن ليس واضحًا بشكل كافي، فبالرغم من أن الثروة البشرية هي عامل أساسي في أي اقتصاد لكن هجرة العمال الماهرين قد يكون لها آثار إيجابية على بلدانهم الأصلية أيضًا.[2]
ووفقًا للخبير الاقتصادي مايكل كليمنس لم يتم إثبات أن فرض قيود على هجرة العقول أو أصحاب المهارات العالية ساهم في تقليل نقص المهارات الذي تعاني منه بلد المنشأ.
لكن وفقًا لفريدريك دوكوير الخبير الاقتصادي في جامعة لوفان، فإن هروب رأس المال البشري كان له تأثير سلبي على معظم الدول النامية.
لكن سواء كان لهجرة العقول تأثير سلبي على دول المنشأ أو تأثير إيجابي على الدول المستقبلة للعقول فإن هذا التأثير يتوقف في النهاية على عوامل أخرى مختلفة، مثل مستوى التنمية والجوانب الديموغرافية مثل حجم السكان واللغة والموقع الجغرافي.
وهناك بعض الأبحاث تشير إلى أن هجرة أصحاب المهارات سواء المنخفضة أو المرتفعة قد يكون مفيد اقتصاديًا لكلًا من البلدين المصدرة والمستقبلة، فبالنسبة لبلد المنشأ أو الوطن الأصلي فقد وجدت الدراسات أن هجرة العمال يزيد من حجم التحويلات الخارجة لأسر في الدول النامية، حيث أن دخل العامل في الدولة المتقدمة في بعض الأوقات قد يعادل ما دخل نفس العامل في بلده لمدة عام كامل، وقد وجدت دراسة تم إجراؤها في عام 2017م أن المهاجرين المكسيكيين في الولايات المتحدة قد زاد دخل أسرهم بمعدل أكثر من خمسة أضعاف بمجرد هجرتهم، وهذه التحويلات تزيد من معدلات التنمية في بلد المنشأ مما يؤثر على الناتج المحلي الإجمال في العديد من الدول النامية.
كما أن هجرة الناس من دول نامية لدول أكثر تقدمًا، يساعدهم في اكتساب خبرات ومهارات جديدة يمكنهم الاستفادة منها في بلدانهم بمجرد عودتهم إليها.
سلبيات هجرة العقول على بلد المنشأ
على صعيد فإن فإن هجرة العقول من الدول النامية قد يكون له تداعيات سلبية أخرى على تلك الدول، ومن
سلبيات هجرة الادمغة
:
- فقدان الوطن للأفكار المبتكرة.
- فقدان الكثير من الخدمات الصحية والتعليمية الهامة التي يمكن أن يقدمها هؤلاء المهاجرين لبلدانهم.
- نقص العمالة الماهرة في بعض القطاعات المهمة.
- فقدان رواد الأعمال المحتملين في المستقبل.[3]
قد يؤدي النزوح الجماعي لأصحاب المهارات من دولة ما إلى فقدان الثقة في اقتصادها، مما يؤدي إلى رغبة مزيد من الأشخاص في المغادرة بدلًا من البقاء، كما أنه قد يؤدي لعدم حصول تلك الدول على استثمارات خارجية.