أشهر لوحات جورج براك
كانت بداية استخدام الخامات المختلفة في اللوحات الفنية المسطحة على يد الفنان جورج براك
- جورج براك (Georges Braque) فنان فرنسيٌّ، وُلِد عام 1882م، وينسب إليه تأسيس المدرسة التكعيبيَّة هو والفنان بابلو بيكاسو، وقد اشتهرت أعمال جورج براك بالتميز والتجديد في الأسلوب و طريقة اختيار الدرجات اللونية، حيث كان تركيزه في عمله ولوحاته على الواقعية وضوء الشمس والطبيعة.
- وكان أسلوبه دائم التحول والتغير وفقاً لحالته النفسية التي يعيشها، وعلى الرغم من ذلك كانت التكعيبية التي قام بتأليفها هي بيته الفني الأول الذي دوماً ما يعود إليه؛ حيث كانت الألوان الواضحة، الخطوط المستقيمة والمربعات، دوماً موجودة بلوحاته؛ بل إن الأسلوب التكعيبي كان دائم الظهور في كل لوحة يرسمها وفي أيَّة فترة عمل بها، أو أي أسلوب اتبعه.
-
كما ينسب إلى كلاً من براك وبيكاسو إدخال
الخامات المختلفة في اللوحات المسطحة
وأدوات جديدة في فن اللوحات لم تكن مستخدمة أو متعارف عليها من قبل ومن تلك الأدوات (الخيوط، الرمل، قشر البطاطس، القهوة المطحونة، أجنحة الفراشة، بتلات الزهور، اللحاء، الأوراق، أجزاء من اللوحات والرسومات، قماش القنب الملون والخام، جميع أنواع الأقمشة المنسوجة غير الشفافة، والشفافة أيضاً، البطاقات البريدية، المناديل الورقية، لأوراق الزخرفية، ورق الجدران، الصحف والمجلات، وغيرها) وهو الجواب لمن يتسائل حول
ماذا يستخدم في تنفيذ لوحات الكولاج
[1].
من هو جورج براك
- نشأ براك بميناء مدينة لوهافر بفرنسا حيث كان يتدرب منذ بدايات شبابه لكي يصبح مثل والده وجده رسامين الديكورات والمنازل وهم من ورث عنهم تلك الموهبة، وحينما كان في فترة المراهقة قام بدراسة الفن في مدرسة الفنون الجميلة بالتزامن مع تدريبه على الديكور، وفي عام 1902م كان قد حصل على شهادة تؤهله لممارسة تلك الحرفة.
- وبحلول عام 1903م كان براك قد التحق بأكاديمية هامبرت في باريس وقد تعرف على مجموعة من أكثر الرسامين موهبةً ومنهم (فرانسيس بيكابيا، وماري لورينسين).
لوحات جورج براك التكعيبية
-
الفنان جورج براك من أوائل من أسسوا المدرسة التكعيبية وكان براك صديقاً للفنان بابلو بيكاسو، حيث صرح بيكاسو أنه براك كان صديقه المقرب وعلى الرغم من أن بيكاسو كان أكثر شهرة من براك إلا أن الحركة التكعيبية ظهرت بوضوح من خلال رسومات براك، كما ينسب إلى براك وبيكاسو
تعريف فن الكولاج وانواعه
الذي تعود إلى بدايته عام 1914-1912. [2] - كانت رسومات براك أثناء الحركة التكعيبية ليست بالكثيرة ، ولكن كانت ذات دور لتغير كافة أساليب أعماله الفنية بالمستقبل، وكانت بمثابة نهاية اتباعه للحركة الوحشية، كما لم يتخلى عن آراء سيزان تماما بل استمر في ادخال المناظر الطبيعية بلوحاته في الفترة التكعيبية.
- وقد بينت رسومات براك فيما بين عامي الأعوام 1908 – 1913 تركيزه على الهندسة والأساليب التقنية التي يعتمد عليها الرسامون لإظهار هذه الآثار، مثل رسوماته لمناظر في قريته التي قلل فيها من المباني المعمارية مستبدلاً إياها بأشكال هندسية مكعبة، وبالوقت ذاته مثل الظلال لكي تظهر وكأنها أشكال ثلاثية الأبعاد ومسطحة في نفس الوقت عن طريق تكسير الصورة.
- يتضح ذلك الأسلوب بلوحته (House at L’estaque) والتي تعني منزل في إيستاك، إذ قام بتوجيه النظر لطبيعة التصوير الفني والتوهم البصري، وفي عام 1909 بدأ بالعمل معبيكاسو، الذي كان يسعى أيضاً لتطوير الأسلوب التكعيبي في الرسم، وكان بيكاسو متأثراً بأعمال بول غوغان، المنحوتات الإيبيرية، بول سيزان، وأقنعة القبائل الأفريقية، أما براك فكان كامل تركيزه منصب على تطوير أفكار سيزان الخاصة بتعدد المناظر.
- وكان اكتشاف الحركة التكعيبية مشترك بين كلاً من براك وبيكاسو عام 1907م، واستقرت بمدينة مونت مارتري بباريس، ليبدأ الفنانان في العمل بعدها على تطوير تلك الحركة الفنية، من خلال رسومات بتصاميم معقدة وألوان أحادية لأشكال وجوه، تعرف في العصر الحالي بالتكعيبية التحليلة.
الاعمال الفنية لـ جورج براك
- تعود بداية أعمال جورج براك الفنية للحركة الانطباعية، يليها تبنيه للحركة الوحشية عقب مشاهدتة بعض الأعمال من تلك الحركة بمعرض عام 1905م، يعتمد فيه الوحشييون ومنهم (اندري درين وهنري ماتييس) أشكال عشوائية وألوان متألقة في سبيل الوصول لاستجابات عميقة من الأحاسيس الإنسانية.
- وفي تلك الأثناء عكف براك على تطوير الأسلوب الوحشي ليصبح أكثر خضوعاً للإحساس، و شاركه بذلك الفنانين (راؤول دوفي و أثون فريس).
- ومن أشهر لوحاته منزل في إيستاك (Houses of l’Estaque) والتي رسمها عام (1908م) وتظهر مناظر طبيعية بسيطة ويغلب عليها اللونين الأخضر والبني. [3]
- لوحة (Clarinet and Bottle) والتي تعني الكلارينيت والزجاجة وهي لوحة مميزة تعد بدايات ظهور فن الكولاج وبها يمكن أن تتم ملاحظة رأس بشري يعزف على آلة التشيلو أو الكمان بما يشير إلى اهتمامه بالموسيقى والآلات الموسيقية. [3]
- لوحة (Bottle and Fishes) زجاجة وأسماك يصور بها الفنان براك حياته المهنية وهي أحد صور الفن التكعيبي التحليلي، وتقوم هذه اللوحة معتمدة على ألوان الأرض التي تجعل الأشياء محسوسة وملموسة. [3]
تحليل لوحات جورج براك
- يرى براك أن اكتشاف الفنان للجمال يحدث عن طريق الوزن، الكتلة، الخط والحجم، وعن طريق هذا الجمال يتضح الانطباع الشخصي لذلك الفنان، كما ذكر أن الأجسام التي يمكن تكسيرها لإجزاء هي طريقة للاقتراب أكثر من الأجسام تلك إذ أن التكسير ساهم في إنشاء حركة ومساحه بالمكان.
- وكان تبنيه للألوان المحايدة والأحادية يرجع لاعتقاده بأنها تنسجم مع الشكل وتصبح أكثر انسيابية، فضلاً عن دورها في إدراك الرائي بوضوح للمساحه، إذ تجعله تركيزه منصب على اللوحة دونما أن يتشتت انتباهه عن الموضوع الرئيسي للوحة.
- ومع أن براك ببداية طريقه الفني كان يركز على رسم المناظر الطبيعية، إلا أنه في عام 1908 أثناء عمله مع بيكاسو توصل إلى الكثير من المميزات لرسم الحياة الصامته، وفي ذلك ذكر : (ابدأ بالتركيز على الحياة الصامته لأنك تستطيع أن تلمس المساحة بيديك، وفي ذلك استجابة لرغبتي الملحة دائماً بلمس الأشياء وليس رؤيتها فقط، في هذه المساحات الملموسه، تتمكن من قياس المسافة الفاصلة بينك وبين الشكل، في حين أن المساحات المرئية تقيس المسافات الفاصلة بين الأشياء عن بعضها فقط، وهو ما جعلني أتوجه للحياة الصامته”.
- وقد قام براك بالفترة ما بين الحربين العالمية الأولى والثانية بعرض طرق أكثر عشوائية وحرية للتكعيبية، بواسطتها يركز على استعمال الألوان وتمثيلاً ذو مرونة كبيرة للأجسام، وبالوقت ذاته كان شديد المحافظة على انتمائه لأسلوب التكعيبية بالتكسير والمنظور الانسيابي، منتجاً لوحات وأشكالاً ملهمه للحياة الصامته.