بماذا لقب الرسول صلى الله عليه وسلم
ألقاب
الرسول
إن جميع أسماء وألقاب النبي محمد صلى الله عليه وسلم كانت من
صفات الرسول
،
أي أنها تشتق من صفاته الحميدة التي تستوجب المدح، وفي ذلك قول ابن القيم رحمه الله: (وأسماء النبي صلى الله عليه وسلم كلها نعوت وليست أعلاماً تخصه لمجرد التعريف بل أسماء مشتقة من صفات قائمة به توجب له الكمال والمدح).
ومن الجدير بالذكر أن ألقاب الرسول صلى الله عليه وسلم كثيرة للغاية، إذ أن بعض العلماء ذكر أنها مائتي لقب وآخرون أوصلوها إلى ألف اسم، ومن بعض ألقاب الرسول صلى الله عليه وسلم ما يلي: [1]
- الشاهد.
- المبشر.
- النذير.
- المبين.
- الداعي إلى الله.
- السراج المنير.
- المذكر.
- الرحمة.
- النعمة.
- الهادي.
- الشهيد.
- الأمين.
- المزمل.
- المدثر.
- أحمد.
- محمد.
- الماحي.
- الحاشر.
- العاقب.
- المقفي.
- نبي الرحمة.
- نبي التوبة.
- المتوكل.
- المختار.
- المصطفى.
- الشفيع.
- المشفع.
- الصادق.
- المصدوق.
وقد قيل في الزاد من قبل ابن القيم أن أسماء الرسول صلى الله عليه وسلم نوعان، أحدهما لا يتشارك فيه معه أحد من الرسل، والثاني ما تشارك الرسل فيه معه، إذ قال ابن القيم:
(واسماؤه نوعان: أحدهما خاص لا يشاركه فيه غيره من الرسل كمحمد وأحمد والعاقب والحاشر والمقفي ونبي الملحمة ، والثاني ما يشاركه في معناه غيره من الرسل ولكن له منه كماله فهو مختص بكماله دون أصله كرسول الله ونبيه وعبده، والشاهد والمبشر والنذير، ونبي الرحمة ونبي التوبة، وأما إن جعل له من كل وصف من أوصافه اسم تجاوزت أسماؤه المائتين كالصادق والمصدوق والرؤوف الرحيم إلى أمثال ذلك، وفي هذا قال من قال من الناس إن لله ألف اسم وللنبي ألف اسم). [1]
ما هو
لقب الرسول صلى الله عليه وسلم
قبل النبوه
لقد كان
لقب الرسول
صلى الله عليه وسلم في مكة قبل البعثة هو (
الصادق الأمين
)، وهي الصفة التي لا يمكن الشك فيها، إذ أن رسول الله كان يتحلى بكافة الصفات الكريمة، والأخلاق الحميدة، ومن بينهما صفتي الأمانة والصدق. [2]
ولكن لم يتم ذكر حديث مرفوع عن النبي يذكر فيها عن نفسه لقب (الصادق الأمين)، وقد ذُكر في الصحيحين أنه عند بدء الرسول بالجهر في دعوته قام بسؤال الناس: (لَوْ أَخْبَرْتُكُمْ أَنَّ خَيْلًا بِالْوَادِي تُرِيدُ أَنْ تُغِيرَ عَلَيْكُمْ أَكُنْتُمْ مُصَدِّقِيَّ؟ قَالُوا: نَعَمْ, مَا جَرَّبْنَا عَلَيْكَ إِلَّا صِدْقًا)، وفي رواية أخرى: (ما جربنا عليك كذبًا). [2]
وفي القصة التي تم ذكرها حول بناء الكعبة في كتب الحديث والسيرة النبوية أن قريش عندما ذهبوا إلى موضع الحجر الأسود، حدث تنازع بين القبائل من منهم سيضعه موضعه، حتّى كادوا يتقاتلون، ومن ثم عقدوا اتفاق بأن يقوموا بتحكيم أوّل من يدخل عليهم.
وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم هو أوّل من دخل عليهم، فانتابهم الرضا وقالوا: (هذا محمّد، هذا الصّادق الأمين، رضينا به)، وحكّموه بينهم. [2]
وأصل القصة الخاصة ببناء الكعبة ودخول الرسول صلى الله عليه وسلم لها في الصحيحين وغيرهما، وقد قال كعب بن زهير قبل دخوله الإسلام مخاطبًا أخاه بجيرا وهو كان مسلمًا: (سقاك بها المأمون كأسا رويّة … فأنهلك المأمون منها وعلّكا)، والمقصود بالمأمون: النبي صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا يلقبونه بالصادق الأمين. [2]
كما ذُكر في كتاب السيرة النبوية لأبي شهبة: (وكان صلى الله عليه وسلم مثالًا كاملًا للأمانة وأداء الحقوق لأربابها، والصدق في الحديث، لم تحص عنه خيانة ولا كذبة قط، ولقد اشتهر بأمانته منذ صغره حتى لقب بالأمين،
ولما بلغ هرقل ملك الروم كتاب النبي داعيًا له إلى الإسلام طلب ناسًا من قومه يسألهم عنه، فجيء له برهط فيهم: أبو سفيان بن حرب فكان مما قال له: (هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟) قال: لا، قال هرقل: (ما كان ليدع الكذب على الناس ويكذب على الله!!) ولما هاجر إلى المدينة ترك عليًا بمكة ليرد الودائع التي كانت عنده إلى أصحابها؛ لذلك كانوا يلقبونه الصادق وبالأمين). [2]
اسم
الرسول
كامل
لقد وُلد رسول الله صلى الله عليه وسلم في أمة تعتز كثيرًا بالألقاب والأنساب، وقد ذُكر في صحيح البخاري حديث هرقل مع أبي سفيان قبل دخوله الإسلام وأنه قام بسؤاله عن نسب النبي صلى الله عليه وسلم فقال له: (كيف نسبه فيكم؟ فقال أبو سفيان: هو فينا ذو نسب).
فهو صلوات الله وسلامه عليه: محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان. [3]
إلى ما هنا متفق عليه ومعلوم صحته عتد النسَّابين، ولا يوجد فيه خلاف اطلاقًا، أما ما يوجد من أسماء فوق “
عدنان
” قد اُختلف عليه، بينما لا يوجد خلاف بينهم في أن “
عدنان
” من ولد
إسماعيل
عليه السلام. [3]
أين ولد
الرسول
لقد بدأت
حياة الرسول
صلى الله عليه وسلم في مكة حيث وُلد فيها، بالتحديد في دار محمد بن يوسف أخي الحجاج بن يوسف، وقد ذكر السهيلي في الروض الأنف أن (مولده كان في ربيع الأول، وهو المعروف، وقال الزبير: كان مولده في رمضان.
القول موافق لقول من قال: إن أمه حملت به في أيام التشريق)، وقد حدث اختلاف في تحديد شهر الميلاد ولكن لا يوجد لهذا الخلاف أهمية كبيرة، ولا يترتب عليه أي أحكام شرعية، ومن أجل هذا لم نجد اهتمام من الصحابة ومن بعدهم من الأئمة بتحرير تلك التواريخ. [4]
وقد ذكر محمد الغزالي في (فقه السيرة) ما يلي: (لم يمكن المؤرخين تحديد اليوم والشهر والعام الذي ولد فيه على وجه الدقة … وتحديد يوم الميلاد لا يرتبط به من الناحية الإسلامية شيء ذو بال؟ فالأحفال التي تقام لهذه المناسبة تقليد دنيوي لا صلة له بالشريعة). [4]
وقد قيل أن الرسول قد وُلد في النهار حيث ذكر الصالحي في (سبل الهدى والرشاد): قال الحافظ أبو الفضل العراقي في المورد: الصواب أنه صلى الله عليه وسلم ولد في النهار، وهو الذي ذكره أهل السير، وحديث أبي قتادة مصرح به.
وروى الأربعة عن سعيد بن المسيب رحمه الله تعالى قال: ولد رسول الله صلى الله عليه وسلم عند إبهار النهار، وجزم به ابن دحية، وصححه الزركشي … قال ابن دحية: وأما ما روي من تدلي النجوم فضعيف، لاقتضائه أن الولادة كانت ليلا، وقال الزركشي: وهذا لا يصلح أن يكون تعليلا فإن زمان النبوة صالح للخوارق، ويجوز أن تسقط النجوم نهارا. [4]