أين هبط إبليس


مكان هبوط إبليس

عندما خلق الله سيدنا آدم من الطين وكان يريد أن يكون خليفته في الأرض هو وذريته من بعده، وبعد ان نفخ الله تعالى من روحه في آدم عليه السلام طلب من الملائكة ومعهم إبليس أن يسجدوا لآدم، فسجد الملائكة وأبى إبليس عن السجود كما جاء في قوله تعالى (وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلًا) [سورة الكهف : 50 ].

ولكن

اين نزل إبليس

في الأرض على وجه التحديد هو الأمر الغير معروف إذ تم ذكره في العديد من الإسرائيليات إلا أنه لم يُذكر في الدين الإسلامي، ومن الكتب التاريخية التي ذكرت موقع هبوطه هو كتاب (الكامل لابن الأثير) الذى اندرج فيه الكلام تحت عنوان (ذكر خلق آدم عليه السلام)  .

وقد ذُكر فيه أن الله عز وجل أنزل سيدنا آدم عليه السلام قبل مغرب الشمس من اليوم الذى خُلق فيه وكان يوم الجمعة مع امرأته السيدة حواء من السماء، فقال على وابن عباس وقتادة وأبو العالية: (إنه أهبط بالهند على جبل يقال له نوْد من أرض سرنديب وحواء بجُدَة.

قال ابن عباس: فجاء فى طلبها، فكان كلما وضَعَ قدمه بموضع صار قرية وما بين خطوتيه مفاوز، فسار حتى أتى جمعاً فازدلفتْ إليه حواء فلذلك سميت المزدلفة، وتعارفا بعرفات فلذلك سميت عرفات. واجتمعا بجمع فلذلك سميت جمعاً. وأهبطت الحية بأصْفَهَان وإبليس بمَيْسَان) وهي تقع في العراق. [3]


نوع الكفر الذي وقع فيه ابليس


طبقاً لما ذكر في كتاب الله تعالي نوع الكفر الذي وقع فيه ابليس هو



كفر إباء واستكبار

،


قال الله تعالى: إِلاَّ إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ {البقرة:34}.[8]


وقال احد علماء الاسلام رحمة الله عليه ” وأما كفر الإباء والاستكبار فنحو كفر إبليس، فإنه لم يجحد أمر الله ولا قابله بالإنكار، وإنما تلقاه بالإباء والاستكبار…” ابن القيم في المدارج


ما هو الكفر الابليسي


كفر الإباء والاستكبار يقع ضمن انواع الكفر الأكبر ، وذلك لأنه ابليس كفر بقوله ونيته ، فكان صادقاً من قلبه لما فعله ، وفهو غفل عن السماع والاتباع لما أمر به الله تعالى ، وكان يدرك الحق ولم يقم به مثلما فعل فرعون واليهود.[7]


وصف إبليس

لقد تباينت آراء العلماء حول ماهية إبليس، وهل كان أصله من الملائكة ثم جعله الله تعالى شيطانًا، أم أنه قد أُطلق عليه لفظ ملك فقط لأنه كان يتعبد مع الملائكة ويتداخل معهم، وقد اعتمد المؤيدون لكون إبليس ليس ملك بآيات من القرآن الكريم وهي: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ) [سورة الكهف: 50].

كما أن الله تعالى عصم الملائكة من الوقوع في الكفر الذي فعله إبليس في قوله عز وجل: (لا يَعْصُونَ اللَّهَ مَا أَمَرَهُمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ) [سورة التحريم: الآية 6] [1]، وقد كان اسم إبليس قبل أن يطرده الله من رحمته وفقًا لما قاله الإمام البيهقي في كتاب (شعب الإيمان) والمسنود إلى ابن عباس رضي الله عنهما أنه (كان اسم إبليس عزازيل، وكان من أشراف الملائكة من ذوي الأربعة الأجنحة، ثم أبلس بعد)، كما قال الحافظ في ذلك أنه (ومن أسمائه الحارث والحكم، وكنيته أبو مرة، وفي كتاب ليس لابن خالويه: كنيته أبو الكروبين) [2].

أين

يسكن

إبليس

الآن

لقد تم ذكر أن عرش إبليس موجود على الماء في الكثير من الأحاديث، كما أن رسولنا الكريم قد أجاب على العديد من التساؤلات لبعض المؤمنين حول هذا الأمر، وقد قال ابن كثير في (البداية والنهاية) ما يلي: وله عرش على وجه البحر وهو جالس عليه ويبعث سراياه يلقون بين الناس الشر والفتن …. ..

ولهذا لما قال النبي صلى الله عليه وسلم لابن صياد ما ترى قال أرى عرشا على الماء. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: اخسأ فلن تعدو قدرك، فعرف أن مادة مكاشفته التي كاشفه بها شيطانية مستمدة من إبليس الذي هو يشاهد عرشه على البحر، ولهذا قال له أخسأ فلن تعدو قدرك أي لن تجاوز قيمتك الدنية الخسيسة الحقيرة.

ومن أبرز الدلائل على أن عرش إبليس على البحر ما رواه الإمام أحمد: حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان حدثني معاذ التميمي عن جابر بن عبد الله قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: عرش إبليس في البحر يبعث سراياه في كل يوم يفتنون الناس فأعظمهم عنده منزلة أعظمهم فتنة للناس.

وقد ذكر (المباركفوري) في مرعاة المفاتيح شرحه بقوله ما يلي: (إن إبليس يضع عرشه) أي سرير ملكه (على الماء) وفي رواية على البحر، ومعناه أن مركزه البحر، ومنه يبعث سراياه في نواحي الأرض، فالصحيح حمله على ظاهره، ويكون من جملة تمرده وطغيانه وضع عرشه على الماء، يعني جعله الله تعالى قادراً عليه استدراجاً ليغتر بأن له عرشاً كعرش الرحمن .

كما في قوله تعالى: {وكان عرشه على الماء} [سورة هود: 7]، ويغر بعض السالكين الجاهلين بالله أنه الرحمن كما وقع لبعض الصوفية على ما ذكر في النفحات الإنسية، ويؤيده قصة ابن صياد حيث قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم : أرى عرشاً على الماء. فقال له صلى الله عليه وسلم : ترى عرش إبليس . وقيل عبر عن استيلائه على إغوائه الخلق وتسلطه على إضلالهم بهذه العبارة، كذا في المرقاة. [4]