أغراض اسلوب القسم
ما هو اسلوب القسم
يحتل
اسلوب القسم
مكانة عالية في اللغة العربية بشكل عام والنحو بشكل خاص؛ حيث يعرف أسلوب القسم،
- في اللغة؛ على أنه وسيلة من وسائل توكيد الكلام، وإبراز معانيه، وتوضيح مقاصد المقيم أو المتكلم، إذ يستخدم اسلوب القسم لإزالة الشك وإبعاد الإنكار، كما يعد القسم من أساليب التأكيد الي تقوي الشيء في النفس.[1]
- وفي الشرع؛ أنه ربط النفس بالامتناع عن شيء أو الإقدام عليه، بمعنى معظم عند الحالف حقيقة أو اعتقاداً. [3]
وكلمة القسم، والحلف، واليمين، يحملون نفس المعنى ، وسمي (الحلف) يميناً؛ لأن العرب كان أحدهم يأخذ بيمين صاحبه عند التحالف، وكان أهل الكفر يقسمون بآبائهم وآلهتهم، فإذا كان الأمر عظيماً أقسموا بالله تعالى، قال سبحانه: {وأقسموا بالله جهد أيمانهم}.[3]
الغرض من اسلوب القسم
من خلال
شرح اسلوب القسم
وتعريف اسلوب القسم في اللغة يمكننا التوصل لأغراض استخدام أسلوب القسم.
- الغرض الأساسي له هو التوكيد.
- كما يوجد غرض القسم الاستعطافي والذي يحرك النفس ويثير شعورها.[2]
اركان القسم
حتى نستخدم اسلوب القسم علينا معرفة اركانه، والقسم أربعة أركان وهي المقسم، والمقسم به، جواب القسم، وادوات القسم وفيما يلي تفسيرهم: [2]
المقسم
يكون دليل واقعي، ويستميل مشاعر الآخرين ووجدانهم كما ويثير الانتباه والتفكير، وكثيرا ما يأتي للاستشهاد على صدق المقال
المقسم به
ويمكن أن يكون،
- شيئاً يثير الرهبة، بعيدا عنا، وقد يكون العظمة، وإثارة الفضول العلمي وب الاستطلاع هي ما تدعونا للقسم به، حيث يوجه يدعونا إلى الدراسة والتحليل ومحاولة تسخيره لمنافعنا، ومثال على المقسم به؛ السماء، وما فيها
- من مظاهر كونية بديعة من خلق الله تعالى.
- شيئا يحيط بالإنسان ويتعايش به ومعه، ويقسم الله تعالى به لما فيه من منافع وفوائد، كالتين، والزيتون، والأرض وما طحاها.
- شيئا ذاتيا للإنسان ومثال على ذلك، النفس البشرية التي أقسم الله تعالى بها في قوله: ” ونفس وما سواها “.
جواب القسم
جواب القسم أو المقسم عليه، وهو في الغالب يكون في الشيء المقصود بالتحقيق، وقد يحذف، وأكثر المواضع التي يحذف فيها جواب القسم، إذا كان في نفس المقسم به دلالة على المقسم عليه، فإن المقصود يحدث بذكر المقسم به، حيث يكون حذف المقسم عليه أبلغ وأوجز، كما قالت جل وعلا: ” صٓ، والقرآن ذي الذكر “، حيث نجد المقسم به من تعظيم القرآن الكريم ووصفه بالشرف مما يدل على المقسم عليه، وهو كونه من عند الله، ويكون تقدير الجواب، أن الفرقان لحق.
ادوات القسم
وللقسم أكثر من اداة، فمنها؛ ( حرف الباء، وحرف الواو، وحرف التاء، وحرف اللام، ومن)
انواع القسم من حيث الخبر والإنشاء
وللقسم نوعين من حيث الخبر والإنشاء وهما؛
قسم الإخبار
وهو ما قصد به تأكيد جوابه، كقولك: والله ما فعلت كذا، وربي إني لصادق، وعهد الله لا فعلن كذا “.
قسم السؤال
ويسمى قسم الطلب أيضاً، كما ويطلق عليه (القسم الاستعطافي)، كما تقول: ” وأقسمت بالله عليك لتفعلن “.
انواع القسم في القرآن الكريم
وقد بين القرآن الكريم القسم على ضربين هما كما يلي:[3]
ما أورد في القرآن عن طريق القصة
ماجاء وأورد في القرآن الكريم عن طريق القصة أو الحكاية من قصص المخلوقات التي تضمنها القرآن الكريم، مثل قوله جلّ وعلا: ” تالله لأكيدن لأصنامكم بعد أن تولوا مدبرين “، وكما قال تعالى عن إفك المشركين قبل بعثة رسول الله صلى الله عليه وسلم: ” وأقسموا بالله جهد أيمانهم لئن جاءهم نذيرُ ليكونن أهدى من إحدى الأمم “، وجدير بالذكر والمعرفة أن هذا الضرب من القسم كثير في القرآن الكريم.
ما أقسم الله تعالى به
ما أقسم الله تعالى به ، وأتى هذا على نوعين هما؛
- القسم المضمر، وهو القسم المحذوف، والذي يدل عليه بجوابه المقرون باللام، كما في قول الله تعالى: ” لتبلون في اموالكم ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين اشتركوا أذى كثيراً “، وهناك الجواب المقرون بالألم أو المستدل عليه بالمعنى والسياق، كقوله سبحانه وتعالى: ” وإن منكم إلا واردها كان على رأبك حتما مقضياً “. أي فيما معناه، والله ما من كافر إلا وسوف يدخل النار، وذلك بدلالة المعنى والسياق ، حيث أن هذه الآية جاءت بعد آيات مؤكدات بالقسم الملفوظ، وهو قوله تعالى : ” فوربك لنحشرنهم والشياطين ثم لنحضرنهم حول جهنم جثياً، ثم لننزعن من كل شيعة أيهم أشد على الرحمن عتيا ،ثم لنحن أعلم بالذين هم أولى بها صليا “، والملفوظ على القسم الملحوظ ، وهذا النوع من القسم كثير في القرآن كذلك.
القسم المظهر
وللقسم المظهر أكثر من مطلب كما ذكرنا وفيما يلي سوف يتم توضيح هذا:
المطلب الأول
وهو اقسام الله تعالى بذاته وصفاته وقد جاء هذا المطلب في خمسة مواطن في القرآن الكريم وهي؛
- الموطن الأول، نجده في قوله تعالى في سياق حديثه عن المنافقين حيث يقول: ” فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجاً مما قضيت ويسلموا تسليما ” .
- الموطن الثاني، حيث نجده فيه قوله تعالى: ” فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون “.
- الموطن الثالث، نجده في قوله جلّ وعلا: ” فوربك لنحشرنهم والشياطين “.
- الموطن الرابع ، حيث يقول الله تعالى: ” فوري السماء والأرض إنه لحق مثل ما انكم تنطقون “.
- الموطن الخامس، في قول الله سبحانه وتعالى: ” قل اقسم برب المشارب والمغاربة إنا قادرون على أن نبدأ خيراً منهم وما نحن بمسبوقين “، وأما بالنسبة لقوله تعالى: ” ويستنبئونك أحق هو قل إي وربي إنه لحق وما أنتم بمعجزين “، وقوله: ” زعم اللذين كفروا أن لن يلعبوا قل بلى وربي لتبعثن “، فإقسامه سبحانه وتعالى بذاته إنما هو من أجل تعليم الرسول صلى الله عليه وسلم، كيفية الجواب، حيث أن اقسام النبي بربه على الطريقة التي دله الله وارشده إليها.
المطلب الثاني
وهو إقسام الله تعالى بمخلوقاته التي أبدع فيها وهناك الكثير من الأمثلة على ذلك في القرآن الكريم، وفيما يلي توضيح لذلك؛
فإذا استقصينا القسم في القرآن الكريم وجدنا أن الله سبحانه وتعالى يقسم على أصول الإيمان التي يجب على الخلق معرفتها، فأحيانا يقسم على حال الانسان، واحيانا يقسم على البعث، واحيانا اخرى يقسم على وحدانية الله جلّ وعلا؛
- القسم على وحدانية الله؛ كما في قوله تعالى: ” والصفات صفا، والواجبات زجرا، فالتاليات ذكرا، إن الٰهكم لواحد “.
- القسم على أن القرآن حق؛ قوله تعالى: ” فلا اقسم بمواقع النجوم، وأنه لقسم لو تعلمون عظيم، إنه لقرآن كريم “.
- القسم على أن الرسول حق؛ حيث يقول تعالى: ” يٓس والقرآن الحكيم ، إنك لمن المرسلين “
- القسم على حال الانسان؛ في قوله تعالى: ” والليل إذا يغشى، والنهار إذا تجلى، وما خلق الذكر والأنثى، إن سعيكم لشتى “.
ونجد في هذه الآيات وأكثر منها في القرآن الكريم المقسم به من مخلوقات الله حل وعلا، فبإقسامه بنفسه أولا ثم مخلوقاته ثانيا جعلنا ندرك مايلي:
- الحلف دائماً غير محمود شرعا، فلا يلجأ للقسم غير المتهم في صدقه.
- نهي النبي عليه الصلاة والسلام بالحق بغير الله، وان العظمة لله الواحد.
- يقسم الله بمخلوقاته ، لأنه أراد تشريفها والأعباء من شأنها والرد على ذمها.