ما هو السلوك المكتسب مع الامثلة
تعريف السلوك المكتسب
يمكن تعليم أي كائن حي بعض السلوكيات المعينة، فإذا كان الشخص يمتلك كلبًا يمكنه أن يدربه على القيام ببعض الأمور مثل الجلوس، التدحرج، واللعب، أو مثلًا يمكن للآباء تربية أبنائهم على بعض السلوكيات الجيدة للتعامل بها مع المجتمع، حيث إن السلوك المكتسب هو (الذي يقوم الكائن الحي بتطويره كنوع من النتائج للتجارب)، كما أنه يتناقض مع
السلوك الفطري
الذي يمتلكه الكائن الحي وراثيًا، وبالرغم من أن السلوكيات المكتسبة يمكنها أن تمتلك بعض الأسس أو المكونات الفطرية، إلا أنها تعطي للكائن الحي الفرصة للتكيف مع التغيرات التي تحدث في البيئة، كما أنها تُعدل عن طريق الخبرات السابقة. [1]
امثلة على السلوك المكتسب
السلوك المكتسب يشمل كل السلوكيات التي يكتسبها و يطورها الإنسان من خلال التجارب الحياتية، كما أنها تختلف باختلاف المرحلة العمرية التي يمر بها الشخص، إذ أن سلوكيات المراهق ليست المثل مع سلوكيات الشخص البالغ الذي مر بخبرات أكثر من خلال الحياة العملية وغيرها من المجالات، ومن الأمثلة على السلوك المكتسب نجد الآتي: [1]
التعود
التعود على شئ ما يعتبر من السلوكيات المكتسبة، وهو من أشكال التعلم البسيط، ويمكن أخذ
سلوك التعود عند الحيوان
كمثال في ذلك، حيث إن توقفه عن الاستجابتة لإشارة أو منبه بعد مرور فترة من التعرض المستمر لهما يعتبر من طرق التعلم الغير ترابطي، وذلك معناه أن التعزيز ليس له علاقة بمكافأة أو عقوبة، فمثلًا تقوم كلاب البراري في الغالب باطلاق إنذار عند سماعها لصوت حيوان مفترس يهددها، بالإضافة إلى أنها في البداية ستكون نتيجة سماع صوت أقدام البشر والتي يعتقدون أنها حيوان كبير وجائع، ولكن بعدها بفترة تبدأ كلاب البراري في التعود على خطى الإنسان، وذلك لأنها تختبر الصوت في كل مرة ولا يحدث أي أمر سئ، لذا في النهاية تتوقف الكلاب عن إصدار الإنذار.
الطباعة
تعد الطباعة من أنواع التعلم البسيطة كثيرًا، وهو يحدث في مرحلة معينة من حياة بعض الحيوانات المحددة، مثل الإوز والبط، إذ أن صغار البط عندما تفقس فإنها تقوم بالطباعة على أول حيوان بالغ يرونه، وفي الغالب يكون ذلك الحيوان هو أمهم، وبمجرد حدوث ذلك عندما تجد الأم تعمل تكون إشارة للبدأ في القيام ببعض السلوكيات المحفزة للبقاء، ومن الدلائل على أن الطباعة مكتسبة وليست فطرية أن الإوز عندما يولد إذ وجد أمامه إنسان قبل أمه سوف يتأثر به ويتبعه في كل شئ تمامًا مثل أمه الحقيقية.
الفرق بين السلوك الفطري والسلوك المكتسب
الفرق بين السلوك الفطري والمكتسب واضح ولا يوجد جدال عليه، ولكن ما تم اكتشافه أن السلوك الفطري ينتشر أكثر عند الحيوانات بينما السلوك المكتسب يمتلكه الإنسان أكثر، حيث إن الإنسان قابل للتعلم بشكل أكبر من الحيوان، في حين أن تصرفات الحيوان تكون فطرية أكثر وراجعة إلى الطبيعة البيولوجية والوراثة التي يمتلكها، وفي التالي الفرق بين السلوك المكتسب والفطري:[2]
السلوك المكتسب
كلما أصبح الكائن الحي معقدًا أكثر كلما زادت قدرته على اكتساب سلوكيات، كما أن البشر هما الأكثر تعقيدًا من بين الكائنات الحية، إذ أن قدرتهم على البرمجة والتعلم من خبرات الحياة أكبر من غيرهم، لذا من غير المعروف لبعض الناس أن السلوك البشري هو أمر مكتسب يتم تعلمه، حيث إنه لا يوجد طفل يولد ولديه الرغبة في التباهي أمام الآخرين، ولكن التجارب والخبرات هي التي تبرمج عقله وتجعله يتصرف بهذا الشكل، إلى جانب أن العقل البشري يعمل كنوع من الكمبيوتر الضخم الذي يحتوي على قرص صلب كبير جدًا، لذا نوع المعلومات التي تدخل فيه هي ما تُكسبه السلوك الذي يتبعه لبقية حياته، ومن الأمثلة على
السلوك المكتسب عند الانسان
التالي: [3]
- إذا تعرض الطفل للعنف سوف يكبر على أنه شخص يمتلك سلوك عدواني ويحل جميع مشكلاته بالنزاع، كما يمكن أن يكون ذلك السلوك مفيد في حالة وجود هجوم من عدو، ولكن في حالة حل المشكلات يجب أن تكون بشكل دبلوماسي، حتى لا يصل الأمر إلى عواقب خطيرة.
- في حين عاش الطفل في منزل تُحل فيه جميع المشكلات بالعنف سينمو على مفهوم الاعتقاد بضرورة استخدام العنف عند الحاجة له.
- عندما يشعر الطفل بعدم الأمان نتيجة اعتقاده أن والده لا يحبه، سوف يعتقد أن الجميع يكرهه.
- وبالتالي سوف يكون أسلوبه مع الناس هو الاعتداء عليهم نتيجة اعتقاده بكرههم له، والتعامل معهم بعدوانية والهجوم عليهم لأنه يعتقد أنها أفضل طريقة للتعامل مع المشكلات.
السلوك الفطري
وهو السلوك الذي يُولد الحيوان به، ويرجع السبب في امتلاكه إلى العوامل الوراثية، وتطور جينات الحيوان مع مرور الزمن، كما أنه هناك أنواع مختلفة من السلوكيات الغريزية التي تمتلكها الحيوانات، والتي تختلف من حيث العوامل، الأسباب، والهدف من وجودها، بالإضافة إلى اختلاف زمن ظهور هذه السلوكيات حسب نوع الحيوان، ومنها التالي:
-
الهجرة:
وهي من السلوكيات الغريزية التي تتواجد عند أنواع مختلفة من الثدييات والطيور، إذ تهاجر الحيوانات من أجل البحث عن مأوى لها ولأطفالها، كما يختلف زمن تلك الهجرة باختلاف الساعة البيولوجية لكل حيوان، وفي الغالب تهاجر الحيوانات مرة في فصل الشتاء، ومرة في الصيف. -
التنافس:
وهو سلوك يمتلكه الحيوان مع غيره من نفس الفصيل، ويكون التنافس على هيئة صراع من أجل المسكن والطعام، كما يكون هناك تنافس على السيطرة على منطقة السيادة، بالإضافة إلى صراع الأفراد من نفس الفصيل في موسم التزاوج للوصول إلى الشريك. -
الإيثار:
ويكون هذا السلوك واضحًا عند الحيوانات التي تعيش وسط مستعمرات أو مجموعات، حيث يقوم بعض الأفراد من المجموعة للعمل من أجل حماية الباقي. -
التواصل:
وهو السلوك الذي تتواصل به الحيوانات مع بعضها البعض، سواء كانت من نفس الفصيل أو مختلفة، ويتم ذلك التواصل بطريقتين الأولى: هي التواصل من خلال إصدار الأصوات، إذ أنها تصدرها بطريقة مختلفة مثل العواء، النباح، وفي بعض الحالات يكون من خلال التغريد، أو أصوات خاصة للتحذير في حالة وجود خطر، أو في موسم التزاوج للبحث عن شريك، أما الطريقة الثانية: هي من خلال إفراز الفيرمونات وهي عبارة عن مواد كيميائية لها رائحة مميزة، وهي الوسيلة التي تساهم في جعل الحيوانات يتواصلون مع بعضهم البعض.
هل الكذب سلوك مكتسب
في الغالب يسأل العديد عن الكذب وهل هو مكتسب أم فطري، وبحسب دراسة جامعة نانيانغ التكنولوجية في سنغافورة الكذب هو العرف الاجتماعي الذي نشأ عليه الإنسان، فهو أصبح أمر ينتقل من جيل إلى آخر، كما أنه عندما تم سؤال مجموعة من الشباب عن ما إذا كان آباؤهم يكذبون عليهم حينما كانوا صغار، فكان ردهم أن كذبهم كان أكثر في مرحلة الطفولة، بينما كان كذب الآباء عليهم كثيرًا في مرحلة البلوغ.
أهمية دراسة سلوك الحيوانات
السلوك هو الطريقة التي يستجيب بها الحيوان لمؤثر ما، كما أنه نوع من ردود الفعل ناحية محفز محدد، ويعتبر جزء كبير من علم الحيوان هو دراسة سلوكه، وهو بدأ منذ القرن 19 ميلاديًا، ومن بعدها تطورت تلك الفكرة بشكل سريع للغاية، بالإضافة إلى أن الهدف الرئيسي وراء تلك الدراسة هي فهم سلوك الحيوانات، معرفة الدوافع، الأسباب، والفوائد التي تنتج عنه، إلى جانب أن الدارسون استطاعوا تسجيل تلك السلوكيات وفهمها، وذلك بعد مراقبة تلك الحيوانات عن قرب لمدة زمنية يمكن أن تطول في بعض الأحيان، ومن الفوائد الهامة لدراسة سلوك الحيوانات الآتي:
- استيعاب مجموعة من السلوكيات الغريبة التي تفعلها بعض أنواع الحيوانات.
- معرفة الحياة البرية، ودراستها بطريقة واضحة.
- جعل الإنسان قادر على ترويض الحيوانات المفترسة، بالإضافة إلى تربية الحيوانات الأليفة، كما يستطيع الاعتناء بها بطريقة جيدة.
- تنمية طرق بسيطة للتعامل مع الحيوانات.
- حماية الحيوانات المهددة بالانقراض، وتعليم الإنسان كيفية تربية الحيوانات التي فقدت والديها.