السيرة الذاتية في الأدب العربي


تعريف السيرة الذاتية

السيرة الذاتية هي من أهم الفنون التي يعتني بها الكتاب ويحاولون أن يخصصون لها قدراً كبيراً من كتابتها ، حيث أن كتب السيرة الذاتية هي الأكثر مبيعاً في دول العالم ، وخاصة في دول أوروبا ، وكندا ، والولايات المتحدة الأمريكية .

هناك عدة أسباب وراء سعى القراء إلى قراءة هذا النوع من الكتب حيث أنها تساعدهم على معرفة الكثير من المعلومات الغير متداولة بين العامة ، كذلك فأن بداخلها العديد من التفاصيل الصغيرة عن حياة هؤلاء الأشخاص والتي تكون غير معروفة في الغالب .

تكون المعلومات موثوقة لأنها تأتي من أشخاص مقربون منهم ، ويعد هذا النوع من الكتب الأكثر إثارة بين الكتب حيث أن الأحداث التي توجد فيه تكون حقيقية ، وغير مستوحاة من خيال الكاتب كما في الروايات ، وكان أول كتاب من هذا النوع للكاتب الكبير جان جاك روسو  ، وكان عنوانه اعترافات.

وقد حصل على نسبة مبيعات كبيرة في أوروبا وساهم في مساعدة الناس على اكتشاف أنفسهم  ومحاسبة النفس ، وقد انتقل هذا النوع من الفنون إلى العربية على يد الكاتب الكبير  طه حسين بتأليفه  كتاب الأيام . [1]


خصائص السيرة الذاتية في الأدب العربي

تعرف السيرة في اللغة بأنها هي : والسنّة والمنهج ، كما أنها هي الشيء الذي يوصف به الشخص وسط الناس ، يقال أن فلان حسن السيرة بين الناس ، أى أنه على خلق ويعامل الناس معاملة طيبة حسنة ، ولكن من حيث الاصطلاح فأن السيرة الذاتية هي :

أحد الأنواع الأدبيّة التي يعتمد كاتبها على انتقاء الأحداث الحقيقيّة وترتيبها وعرضها بصورة شيّقة وفنيّة لكن دون تزييف أو محاولة خلط للحقائق ، كما أن السيرة النبوية الشريفة هي أول السير العربية ،والأجمل على الإطلاق ولكنها سيرة كتبها غير صاحبها ،  وفي الوقت الحالي نجد أن أغلب الكتاب يسعون إلى غيرهم من الكتاب الماهرين يقوموا بتدوين سيرتهم مع إعطائهم المعلومات اللازمة على أن تتوفر فيها

خصائص السيرة الذاتية

وهي : [2]


الشمولية

من أهم الخصائص التي يجب أن تكون في السيرة الذاتية هو أن تكون شاملة لكل الأحداث التي جاءت في حياة الشخصية ، حتى يتمكن القارئ من تكوين صورة عنه في ذهنه ،  كما أنها يجب أن تكون صالحة للتعرف على كل الشخصيات التي أثرت في حياة الكتاب ، كونت هذه الشخصية بالكامل ، وخاصة الأشخاص الذين كانوا سبباً في نجاحه والوصول إلى ما وصل إليه ، فأن كانت السيرة الذاتية مثلا عن الإمام  الشافعي فيجب أن نذكر معلمه الإمام مالك ، وأهم تلاميذه ووالدته التي كان لها دراً كبير فيما وصل إليه .


سهولة اللغة

في أغلب الأحيان نجد أن من يقرأ هذا النوع من السير الذاتية يكون محب الشخصية التي يقرأ عنها ، فيجب أن تكون السيرة الذاتية سهلة من حيث اللغة حيث يتمكن العامة من فهمها ،  كما يجب أن تكون اللغة منصفة لا تميل إلى المدح الزائد ، ولا تصف الشخص بالسوء كذلك ،  وأنما تكون معلومات صادقة موثوقة ، من أشخاص مقربين من الشخصية ، أو من الشخصية ذاتها .


حسن التنسيق

يجب أن تكون السيرة الذاتية خالية في المقام الأول من الأخطاء الإملائية ، كما يجب أن يكون خطها واضح للقارئ ، وبها حسن تنسيق من حيث الجداول والأرقام الموجودة بداخلها ، كما أن الغلاف الخارجي يجب أن يعبر عن صاحب السيرة الذاتية وعن حياته وتفاصيلها .


الإيجاز والوضوح

يجب أن تكون السيرة الذاتية التي يقوم الشخص بكتابتها موجزة قدر الإمكان وليس بها إي حشو ، أو معلومات لا يمكن أن تضيف شيئاً للقارئ أو تبتعد عن الشخصية التي يتحدث عنها الكاتب وعن حياتها ، ولكن يجب مع ذلك أن تكون المعلومات التي يقدمها الكاتب واضحة للقارئ وذلك يترتب عليه إزالة أي غموض حول أي موضوع متعلق بحياة الشخصية .


عناصر السيرة الذاتية في الأدب العربي

عند

تعريف الادب

هناك عناصر معينة يجب أن تتوفر في السيرة الذاتية الأدبية وهي : [3]

  • ذكر الأحداث الشخصية التي مر بها الشخص .
  • ذكر الأخبار التي وردت عنه ، والمواقف الفعالة بأسلوب أدبي منمق .
  • ذكر جميع المعلومات المهمة ولكن بأسلوب أدبي قصصي روائي .


أنواع السيرة  في الأدب العربي


السيرة الأدبية الغربية

يعد أصل فن السيرة الأدبية إلي الغرب حيث قام الفنان جان جاك روسو بتسجيل أول سيرة ذاتية في العالم ، وبعد ذلك قام الكثير من الأدباء في الغرب بكتابة السير الذاتية لهم .


السيرة الأدبية العربية

وبعد ذلك كان ظهور هذا الفن على يد أحمد فارس الشدياق ، ولكن سيرته الذاتية عرضت في باريس ، وليس في العالم العربي ، وبعد ذلك كان  طه حسين هو من ساعد على تمكن هذا الفن لدى العرب من خلال كتابه الأيام وأصبح بذلك رائد هذا المجال وبعد ذلك قام العديد من الأدباء بكتابة سيرهم الذاتيّة مثل أحمد أمين، وإبراهيم المازني ، وعباس محمود العقاد ، كما قامت الشاعرة نازك الملائكة برواية سيرتها الذاتيّة للكاتبة حياة شروات التي نشرتها بعنوان سيرة من حياة نازك الملائكة. [4]


امثلة على سيرة ذاتية أدبية

تختلف أنواع السير الذاتية بين الكتاب فهناك كتاب يحاولون أن يمزج الواقع بالخيال في روايتهم ومنهم من يحاول أن يساعد القارئ على التعرف على أشياء كانت غامضة في حياته بكل وضوح ، وفي الغالب فأن القارئ يمكن له أن يميز من الذي كتب السيرة الذاتية هل هو الكاتب ذاته أم غيره من الكتاب ومن أهم الأمثلة على السير الذاتية هي : [4]


الخبز الحافي – محمد شكري

تعد هذه الرواية من أهم الروايات في الأدب المغربي خاصة حيث أنها تكشف الكثير من الأشياء عن حياة الكاتب وتساعد القارئ على التعرف على أدق التفاصيل ، كما أنا تكشف عن الظروف الصعبة التي عايشها الكاتب حيث أنه ولد في أسرة فقيرة ، وعاني كثيراً في طفولته ، لدرجة أن الأمر وصل به إلى أن يأخذ الطعام من القمامة حتى يستطيع أن يأكل ، ولم يتأخر الكاتب عن ذكر ذلك في سيرته الذاتية بكل صدق وأمانة ، كما أنه كان له لقاء مع البارات ، وأماكن السهر الليلة كثيراً حيث قضى بها أغلب مراهقته ، وهنا يعد هذا الجزء من الاعترافات ، أما الجزء الأخرى فهو عن باقي حياته .


رأيت رام الله – مريد البرغوثي

يعد هذا الجزء عن الشاعر مريد البرغوثي وهو شاعر فلسطيني المنشأ ، والأصل ، ويبدأ سيرته الذاتي برحلته من فلسطين إلى مصر ، كما أنه يحكى الأسباب التي حالت بينه وبين العودة إلى وطنه الحبيب ، وكذلك يكشف عن تفاصيل في علاقته مع حبيبته رضوي عاشور  الكاتبة المعروفة وقصة حبهم التي انتهت بالزواج ، وهناك الجزء الثاني من حياة مريد البرغوثي يحكيه برفقة أبنه في كتابه “ولدت هنا … ولدت هناك” ، ويحكي فيه عن الآلام التي يعيشها بعيداً عن وطنه والمأساة التي يعيشها الشعب الفلسطيني .