، وموقعها الآن من بغداد في العراق وحتى الخليج العربي ، وظلت بابل عاصمة هذه المنطقة لعدة قرون ، وتميزت المنطقة بانتشار الثقافة بها في حوالي 4000 قبل الميلاد ، وبعدها تم انقسام هذه المنطقة إلى دولتين ، وهما دولة سومر في الجنوب الشرقي ، ودولة العقاد في الشمال الغربي .
كان تاريخ سومر وأكاد حروب مستمرة ، حيث قاتلت دول المدن السومرية بعضها البعض للسيطرة على المنطقة ، وجعلتها عرضة للغزو من العقاد ومن جارتها في الشرق عيلام .
على الرغم من سلسلة الأزمات السياسية التي ميزت تاريخهم ، إلا أن سومر وأكاد طوروا ثقافاتهم ، كان السومريون مسؤولين عن أول نظام للكتابة المسمارية .
كما أن أقدم القوانين المعروفة ؛ تطوير الدولة المدينة ؛ اختراع عجلة الخزاف ، والمركب الشراعي ومحراث البذور ؛ وخلق الأشكال الأدبية ، والموسيقية ، والمعمارية التي أثرت في كل الحضارة الغربية . [1]
بابل جوهرة العالم القديم
كانت مدينة بابل الرائعة ، الواقعة بين مياه نهري دجلة والفرات على بعد 60 ميلاً جنوب بغداد ، واحدة من أفضل المدن في التاريخ ، فهناك العديد من المدن التي سقطت سريعًا على عكس مدينة بابل الصامدة ، والتي نهضت مرة أخرى ، كما أنها من المدن التي كان لها صدى في العديد من الثقافات ، مثل الثقافة اليهودية ، والمسيحية . [5]
كانت هي أول حضارة ظهرت على الإطلاق، ولا يوجد دليل على وجود أي مجتمع حضاري قبل هذه الحضارة ، وفي ذلك الوقت طور الناس فكرة الزراعة ، وبدأوا ببطء في تدجين الحيوانات ، من أجل توفير كل من الطعام ، والمساعدة في الزراعة . [7]
وقد أثارت بابل اهتمام الكثير من الكُتاب اليونانيين والرومان ، فعلى سبيل المثال كتب لنا المؤرخ اليوناني هيرودوت عن بابل في القرن الخامس قبل الميلاد ، ونجد أيضًا العديد من الحكايات الشعبية التي تحدثت عن هياكل رائعة هناك ، مثل برج بابل ، والحدائق المعلقة . [5]
، وانتشار حقوق الانسان في بابل قد أتى للمرة الأولى مع نابونيد ، وهو يعتبر آخر البابليين ، ولم يستطع مقاومة الإمبراطورية الفارسية ، وكانت هذه المرحلة بالنسبة لبابل ولادة إمبراطورية عالمية حقيقية .
حيث قام كورش العظيم بإصدار العديد من القرارات ، والتي عُرفت باسم حقوق الأمم ، وكانت هذه أو حقوق يتم نشرها للإنسان في العالم ، وقد كان هدفه أن ينال سمعة طيبة وسط شعبه ، لذا قام بالتبرع بالمال لبناء المعابد والسماح بالحرية الدينية ، وهذا أدى إلى توسيع إدارته بشكل أسرع .
ومن الجيد أنه في عهده ، أعطى لكل من الرجل والمرأة حقوق متساوية من حيث الأجر والعمل ، بل حصلت النساء على حقوق أحسن بكثير ، مثل أخذ إجازة ما بعد الحمل، وحتى النساء التي كانت لديها أطفال حديثي الولادة كانت تستطيع تركهم في مركز للرعاية النهارية . [2]
ومن بابل ، بدأت فكرة حقوق الإنسان في الانتشار سريعًا إلى الهند ، واليونان ، وأخيراً إلى روما ، ومن هذه الفكرة تم إنشاء مفهوم يسمى ، القانون الطبيعي ، والذي ينص على بعض القوانين الغير مكتوبة ، وقد عرفنا كل هذه المعلومات من
الكتابة المسمارية
،
حيث أنها كانت نظام قام بتطويره شعب ما بين النهرين . [4]
القانون البابلي، قانون حمورابي
شمل القانون البابلي العديد من السندات ، والوصايا ، والإيصالات ، والحسابات ، والأهم من ذلك كله ، القرارات القانونية الفعلية التي كان يتم إصدارها فعليًا في المحاكم القانونية ، وتوجد الكثير من النصوص ، والنقوش التي تعطي لنا معلومات هامة عن هذه القرارات والقوانين .
ومعظم هذه القوانين يحتوي على بعض المقتطفات ، أو الجمل القصيرة التي تتعلق بالقوانين ، والأعراف التي كانت معروفة في ذلك الوقت ، وتم تسمية القانون البابلي بـ ” قانون حمورابي ” ، وقد سهل هذا القانون الدراسة ، فيما بعد وجعلها أكثر منهجية . [3]
نجد أنه بعد انهيار الأسرة البابلية الأولى التي كانت تحت حكم حمورابي ، أصبحت الإمبراطورية البابلية ضعيفة للغاية ، حيث حكمت سلالة الكيشين لمدة 576 عامًا ، ولكنها بدأت في التدهور ، وكان سقوط بابل حدث تاريخي هام ووقع تحديدًا في عام 539 قبل الميلاد ، حيث تحدث عنه العديد من المؤرخين كـ هيرودوت .
ونتج عن هذا السقوط الإمبراطورية البابلية الجديدة ، وقد نهضت هذه الإمبراطورية بصورة كبيرة في عهد نبوخذ نصر الثاني الذي جاء بعد نبوبلاصر حوالي عام 605 قبل الميلاد ، وأستمر حكم نبوخذ نصر الثاني إلى حوالي عام 562 قبل الميلاد ، وفي عهده كانت الإمبراطورية الجديدة تسيطر على الكثير من المناطق .
سيطر نبوخذ نصر الثاني على بابل ، وأشور ، وأجزاء من آسيا الصغرى ، بالإضافة إلى فينيقيا ، وإسرائيل ، وشمال شبه الجزيرة العربية ، حتى أنه قام بالاستيلاء على مدينة القدس عام 597 قبل الميلاد ، وقام بتدمير الهيكل الأول عام 587 قبل الميلاد .
بشكل عام ، حيث أنه قام ببناء بوابة عشتار في عام 575 قبل الميلاد ، وحدائق بابل المعلقة ، والتي تعتبر واحدة من عجائب الدنيا السبع في العالم القديم . [8]
موقع بابل الحالي
الموقع الحالي لمدينة بابل ، هو عبارة عن الكثير من الأطلال التي تحتوي على تلال بارزة ، ومازال يوجد هناك بقايا قصر نبوخذ نصر ، وهو موجود في الركن الشمالي من السور الخارجي ، وأيضًا يوجد هناك بوابة عشتار ، ومعبد إيماخ ، أطلال اسقيلة .
ومن الأشياء المتبقية في بابل أنقاض أزالها الإسكندر من الزقورة استعدادًا لإعادة البناء مرة أخرى ، وأيضًا هناك مسرح بناه الاسكندر من مواد من الزقورة ، وشمال بوابة عشتار يوجد أسد من البازلت ، والذي يعتبر أكبر من الحجم الطبيعي تم جلبه إلى بابل في العصور القديمة .
وهناك نقوش مسمارية ، وعدد من التماثيل ، والشواهد ، والأعمدة التي تحمل نقوش وأختام ، وبجانب هذا كله يوجد أيضًا فخار وأواني زجاجية ، ومجوهرات ، وبدأ علماء الآثار في ترميم معبد إيماخ ، وجزء من بوابة عشتار .
وأهتم علماء الآثار بطريق الموكب ، ومجمع القصر ، وقامت دائرة الآثار العراقية عام 1958 ببناء نموذج ، وهو عبارة عن نصف حجم بوابة عشتار الواقعة على مدخل الموقع ، أما عن بوابة عشتار الأصلية ، فهي معروضة في متحف بيرغامون في برلين ، وذلك منذ عام 1930 وحتى الآن. [6]