أبيات نعي النبي محمد
رثاء الرسول
لقد توفى رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول الموافق يوم الأثنين في العام الحادي عشر هجرياً وأيضاً الموافق الثامن من شهر يونيو لعام 632 ميلادياً، عن عمر يناهز الثالث والستون عاماً، وبعد وفاته هناك عدة قصائد رائعة في رثاء النبي الكريم و
أناشيد عن الرسول
الكريم لذا نستعرض أهم تلك القصائد وأجملها فيما يلي:
أجمل ما قال أبو العتاهية في رثاء النبي
لِيَبكِ رَسولَ اللَهِ مَن كانَ باكِيا
وَلا تَنسَ قَبراً بِالمَدينَةِ ثاوِيا
جَزى اللَهُ عَنّا كُلَّ خَيرٍ مُحَمَّداً
فَقَد كانَ مَهديّاً دَليلاً وَهادِيا
وَلَن تَسرِيَ الذِكرى بِما هُوهَ أَهلُهُ
إِذا كُنتَ لِلبِرِّ المُطَهِّرِ ناسيّا
أَتَنسى رَسولَ اللَهِ أَفضَلَ مَن مَشى
وَآثارُهُ بِالمَسجِدَينِ كَما هِيا
وَكانَ أَبَرَّ الناسِ بِالناسِ كُلِّهِم
وَأَكرَمَهُم بَيتاً وَشِعباً وَوادِيا
تَكَدَّرَ مِن بَعدِ النَبيِّ مُحَمَّدٍ
عَلَيهِ سَلامُ اللَهِ ما كانَ صافِيا
فَكَم مِن مَنارٍ كانَ أَوضَحَهُ لَنا
وَمِن عَلَمٍ أَمسى وَأَصبَحَ عافِيا . [1]
قصيدة رثاء على لسان صفية للنبي الكريم
نظمت صفيه عدد من القصائد وأبيات
رثاء الرسول
محمد صلى الله عليه وسلم سنوضح فيما يلي قصيدتين منهم وهم:
ألا يا رسول الله كنت رخاءنـا
وكنت بنا برًّا و لم تـك جافيًـا
لعمري ما أبكـي النبـي لموتـه
و لكن لهرج كان بعـدك آتيًـا
كأن على قلبـي لفقـد محمـد
ومن حبه من بعد ذاك المكاويـا
أفاطـم صلـى الله رب محمـد
على جدث أمسى بيثرب ثاويـا
أرى حسنًـا أيتمتـه و تركتـه
يبكي و يدعو جده اليـوم نائيًـا
فدا لرسول الله أمـي و خالتـي
و عمي و نفسي قصره و عياليـا
صبرت و بلغت الرسالة صادقًـا
و مت صليب الدين أبلج صافيا
فلو أن رب العرش أبقـاك بيننـا
سعدنا ولكن أمره كان ماضيًـا
عليك مـن الله السـلام تحيـة
و أدخلت جنات من العدن راضيًا .
ونظمت أيضاً:
لهف نفسي وبت كالمسلـوب
أرقب الليل فعله المحروب
من هموم و حسـرة أرقتنـي
ليت أنـي سقيتهـا بشعـوب
حين قالوا إن الرسول قد أمسى
وافقتـه منيـة المكـتـوب
حين جئنا لآل بيـت محمـد
فأشاب القذال منـي مشيـب
حين أرينا بيوتـه موحشـات
ليس فيهن بعد عيش غريـب
فعراني لذلـك حـزن طويـل
خالط القلب فهو كالمرعـوب .
أجمل ماقيل في نعي النبي
تعد قصيدة حسان بن ثابت التي نظمها في رثاء النبي الكريم صلى الله عليه وسلم من
أجمل ما قيل في رثاء النبي
وهي احد القصائد التي كان يرددها وهو يبكي كما أخبرنا ابن هشام عن أبي زيد الانصاري حيث قال: [2]
بطيبة رسم للرسول ومعهد .. منير وقد تعفو الرسوم وتهمد
ولا تمتحى الآيات من دار حرمة .. بها منبر الهادي الذي كان يصعد
وواضح آثار وباقي معالم .. وربع له فيه مصلى ومسجد
بها حجرات كان ينزل وسطها .. من الله نور يستضاء ويوقد
معارف لم تطمس على العهد آيها .. أتاها البلى فالآي منها تجدد
عرفت بها رسم الرسول وعهده .. و قبرا بها واراه في الترب ملحد
ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت .. عيون ومثلاها من الجفن تسعد
يذكرن آلاء الرسول وما أرى * لها محصيا نفسي فنفسي تبلد
مفجعة قد شفها فقد أحمد .. فظلت لآلاء الرسول تعدد
وما بلغت من كل أمر عشيره .. ولكن لنفسي بعد ما قد توجد
أطالت وقوفا تذرف العين جهدها .. على طلل القبر الذي فيه أحمد
فبوركت يا قبر الرسول وبوركت .. بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد
وبورك لحد منك ضمن طيبا .. عليه بناء من صفيح منضد
تهيل عليه الترب أيد وأعين .. عليه وقد غارت بذلك أسعد
لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة .. عشية علوه الثرى لا يوسد
وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم .. وقد وهنت منهم ظهور وأعضد
يبكون من تبكي السماوات يومه .. ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد
وهل عدلت يوما رزية هالك .. رزية يوم مات فيه محمد
تقطع فيه منزل الوحي عنهم .. وقد كان ذا نور يغور وينجد
يدل على الرحمن من يقتدي به .. وينقذ من هول الخزايا ويرشد
إمام لهم يهديهم الحق جاهدا .. معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا
عفوا عن الزلات يقبل عذرهم .. وإن يحسنوا فالله بالخير أجود
وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله .. فمن عنده تيسير ما يتشدد
فبينا هم في نعمة الله بينهم .. دليل به نهج الطريقة يقصد
عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى .. حريص على أن يستقيموا ويهتدوا
عطوف عليهم لا يثني جناحه .. إلى كنف يحنو عليهم ويمهد
فبينا هم في ذلك النور إذ غدا .. إلى نورهم سهم من الموت مقصد
فأصبح محمودا إلى الله راجعا .. يبكيه حتى المرسلات ويحمد
قصيدة عن موت الرسول
هناك العديد من
أبيات شعر في رثاء الرسول
ولكن تظل الكلمات التي رثت بها السيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها وأرضاها من أصعب القصائد في رثاء أبيها حيث قالت [3]
قل للمغيب تحت أطباق الثرى .. إن كنت تسمع صرختي و ندائيا
صبت علي مصائب لو أنهـا .. صبت علـى الأيام صرن لياليا
قد كنــــت ذات حمى بظل محمد .. لا أخشي ضيماً وكان حماليا
فاليـوم أخشع للذليل و أتـقـي .. ضيـمي وأدفع ظالمــي بـردائـيا
فإذا بكت قمرية في ليلها .. شجـناً على غصن بكيت صباحيا
فلأجعلن الحزن بعدك مؤنسي .. ولأجعلن الدمع فيـــك وشاحيا
ماذا على من شم تربة أحمـد .. أن لا يشــم مدى الزمان غواليا
وأضافت من كثرة شوقها لنبينا الكريم ما يلي:
قَلَّ صَبرِي وَبَانَ عَنِّي عَزَائي .. بَعدَ فَقدِي لِخَاتَمِ الأَنبِيَاءِ
عَينُ يَا عَينُ اسكُبِي الدَّمعَ سَمحاً .. وَيْكِ لا تَبخَلِي بِفَيضِ الدِّماءِ
يَا رَسُولَ الإِلَه يا خِيرةَ الله .. وَكَهفَ الأَيتَامِ وَالضُّعَفَاءِ
لَوتَرى المِنبَرَ الَّذِي كَنتَ تَعلُوهُ .. قَد عَلاه الظَّلامُ بَعدَ الضِّياءِ
أجمل ما قيل في مدح النبي
تعد
قصيدة الفرزدق في مدح الرسول
من أجمل القصائد التي قيلت في مدح النبي الكريم حيث قال: [4]
هَذا الّذي تَعرِفُ البَطْحاءُ وَطْأتَهُ .. وَالبَيْتُ يعْرِفُهُ وَالحِلُّ وَالحَرَمُ
هذا ابنُ خَيرِ عِبادِ الله كُلّهِمُ .. هذا التّقيّ النّقيّ الطّاهِرُ العَلَمُ
هذا ابنُ فاطمَةٍ، إنْ كُنْتَ جاهِلَهُ .. بِجَدّهِ أنْبِيَاءُ الله قَدْ خُتِمُوا
وَلَيْسَ قَوْلُكَ: مَن هذا؟ بضَائرِه .. العُرْبُ تَعرِفُ من أنكَرْتَ وَالعَجمُ
كِلْتا يَدَيْهِ غِيَاثٌ عَمَّ نَفعُهُمَا، يُسْتَوْكَفانِ .. وَلا يَعرُوهُما عَدَمُ
سَهْلُ الخَلِيقَةِ .. لا تُخشى بَوَادِرُهُ، يَزِينُهُ اثنانِ: حُسنُ الخَلقِ وَالشّيمُ
حَمّالُ أثقالِ أقوَامٍ .. إذا افتُدِحُوا .. حُلوُ الشّمائلِ .. تَحلُو عندَهُ نَعَمُ
ما قال: لا قطُّ، إلاّ في تَشَهُّدِهِ، لَوْلا التّشَهّدُ كانَتْ لاءَهُ نَعَمُ
عَمَّ البَرِيّةَ بالإحسانِ، فانْقَشَعَتْ عَنْها الغَياهِبُ والإمْلاقُ والعَدَمُ
إذ رَأتْهُ قُرَيْشٌ قال قائِلُها: إلى مَكَارِمِ هذا يَنْتَهِي الكَرَمُ
يُغْضِي حَياءً، وَيُغضَى من مَهابَتِه، فَمَا يُكَلَّمُ إلاّ حِينَ يَبْتَسِمُ
بِكَفّهِ خَيْزُرَانٌ رِيحُهُ عَبِقٌ، من كَفّ أرْوَعَ، في عِرْنِينِهِ شمَمُ
يَكادُ يُمْسِكُهُ عِرْفانَ رَاحَتِهِ، رُكْنُ الحَطِيمِ إذا ما جَاءَ يَستَلِمُ
الله شَرّفَهُ قِدْماً، وَعَظّمَهُ، جَرَى بِذاكَ لَهُ في لَوْحِهِ القَلَمُ
أيُّ الخَلائِقِ لَيْسَتْ في رِقَابِهِمُ، لأوّلِيّةِ هَذا، أوْ لَهُ نِعمُ
مَن يَشكُرِ الله يَشكُرْ أوّلِيّةَ ذا؛ فالدِّينُ مِن بَيتِ هذا نَالَهُ الأُمَمُ
يُنمى إلى ذُرْوَةِ الدّينِ التي قَصُرَتْ عَنها الأكفُّ، وعن إدراكِها القَدَمُ
مَنْ جَدُّهُ دان فَضْلُ الأنْبِياءِ لَهُ؛ وَفَضْلُ أُمّتِهِ دانَتْ لَهُ الأُمَمُ
مُشْتَقّةٌ مِنْ رَسُولِ الله نَبْعَتُهُ، طَابَتْ مَغارِسُهُ والخِيمُ وَالشّيَمُ
يَنْشَقّ ثَوْبُ الدّجَى عن نورِ غرّتِهِ كالشمس تَنجابُ عن إشرَاقِها الظُّلَمُ
من مَعشَرٍ حُبُّهُمْ دِينٌ، وَبُغْضُهُمُ كُفْرٌ، وَقُرْبُهُمُ مَنجىً وَمُعتَصَمُ
مُقَدَّمٌ بعد ذِكْرِ الله ذِكْرُهُمُ، في كلّ بَدْءٍ، وَمَختومٌ به الكَلِمُ
إنْ عُدّ أهْلُ التّقَى كانوا أئِمّتَهمْ، أوْ قيل: «من خيرُ أهل الأرْض؟» قيل: هم
لا يَستَطيعُ جَوَادٌ بَعدَ جُودِهِمُ، وَلا يُدانِيهِمُ قَوْمٌ، وَإنْ كَرُمُوا
هُمُ الغُيُوثُ، إذا ما أزْمَةٌ أزَمَتْ، وَالأُسدُ أُسدُ الشّرَى، وَالبأسُ محتدمُ
لا يُنقِصُ العُسرُ بَسطاً من أكُفّهِمُ؛ سِيّانِ ذلك: إن أثَرَوْا وَإنْ عَدِمُوا
يُستدْفَعُ الشرُّ وَالبَلْوَى بحُبّهِمُ، وَيُسْتَرَبّ بِهِ الإحْسَانُ وَالنِّعَمُ.
تعد
قصيدة النابغة الجعدي في مدح الرسول
خير ما قل من
شعر عن الرسول
صلي الله عليه وسلم حيث قال: [5]
خَلِيلَيَّ عُوجا ساعَةً وَتَهَجَّرا..
ولُوما عَلى ما أَحدَثَ الدَهرُ أَو ذَرا
ولا تَجزَعا إِنَّ الحَيَاةَ ذَمِيمَةٌ
فخِفّا لِروعَاتِ الحَوَادِثِ أَو قِرا
وإِن جاءَ أَمرٌ لا تُطِيقانِ دَفعَهُ
فلا تَجزعَا مِمّا قَضى اللَهُ واِصبِرا
أَلَم تَرَيا أَنَّ المَلاَمَةَ نَفعُها
قَلِيلٌ إِذا ما الشيءُ وَلّى وَأَدبَرا
تَهِيجُ البُكاءَ وَالنَدامَةَ ثمَّ لا
تُغيِّرُ شَيئاً غَيرَ ما كانَ قُدِّرا
لَوى اللَهُ عِلمَ الغَيبِ عَمَّن سِواءَهُ
وَيَعلَمُ مِنهُ ما مَضى وتأَخَّرا
رَكِبتُ الأُمُورَ صَعبَها وَذَلُولَها
وَقاسَيتُ أيَّاماً تُشِيبُ الحَزَوَّرا
أَتَيتُ رَسُولَ اللَهِ إِذ جاءَ بالهُدى
وَيَتلُو كِتاباً كالمجرَّةِ نَيِّرا
وَجاهَدتُ حَتّى ما أُحِسُّ وَمَن مَعِي
سُهَيلاً إِذا ما لاَحَ ثُمَّ تَغَوَّرا..
أُقِيمُ عَلى التَقوى وَأَرضى بِفِعِلها
وَكُنتُ مِنَ النارِ المَخُوفَةِ أَوجرا
وطوَّفتُ في الرُهبانِ أَعبُرُ دِينَهُم
وسَيَّرتُ في الأَحبارِ مَا لَم تُسَيِّرا
فأَصبَحَ قَلبِي قَد صَحا غَيرَ أَنَّهُ
وكُلُّ اِمرِىءٍ لاَقٍ مِنَ الدَهرِ قِنطِرا
خلِيلَيَّ قَد لاَقَيتُ ما لَم تُلاَقِيا
وسَيَّرتُ في الأَحياءِ مَا لَم تُسِيِّرا
تَذَكَّرت شيئاً قَد مَضى لِسَبِيِلِهِ
ومِن حاجَةِ المَحزُونِ أَن يَتَذَكَّرا.