أجمل ماقيل في رثاء النبي

رثاء النبي صلى الله عليه وسلم

هناك أبيات شعر في رثاء الرسول صلى الله عليه وسلم، لا عد ولا حصر لها، إذ أن موته لم يكن بأمر هين، فكان مصاب للمسلمين أجمعين حينها، فكتب الصحابة والأحبة الرثاء بالدموع والدم، وبكى كل منهم بكاء الفاقد الحزين، فكما كان يكتب في حياة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم المدح كتب بعده أناشيد عن الرسول، وقصائد مدح عظيمة من بينها

قصيدة النابغة الجعدي في مدح الرسول

و

قصيدة الفرزدق في مدح الرسول

ومن بين تلك القصائد ما يلي:

ما قال حسان بن ثابت في رثاء النبي

إن حسان بن ثابت الأنصاري، هو الشاعر المخضرم الذي عاصر الجاهلية، ونهم بالإسلام، عرف باسم شاعر الرسول صلى الله عليه وسلم، وهو أحد الصحابة الاجلاء، كما أن والده أحد سادة قريش وكان له من الجاه والمال الكثير، كتب

شعر عن الرسول

لا عد ولا حصر لأبياته، وبعد وفاته رثاه بكلمات تدمع لها العين، فكان الحب صافياً، وكان الود خالص.

بطيبة رسم للرسول ومعهد  منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

ولا تمتحى الآيات من دار حرمة  بها منبر الهادي الذي كان يصعد

وواضح آثار وباقي معالم  وربع له فيه مصلى ومسجد

بها حجرات كان ينزل وسطها  من الله نور يستضاء ويوقد

معارف لم تطمس على العهد  أتاها البلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسم الرسول وعهده  و قبرا بها واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت  عيون ومثلاها من الجفن تسعد

يذكرن آلاء الرسول وما أرى لها محصيا نفسي فنفسي تبلد

مفجعة قد شفها فقد أحمد فظلت لآلاء الرسول تعدد

وما بلغت من كل أمر عشيره  ولكن لنفسي بعد ما قد توجد

أطالت وقوفا تذرف العين جهدها على طلل القبر الذي فيه أحمد

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبا عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين عليه وقد غارت بذلك أسعد

لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة عشية علوه الثرى لا يوسد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم  وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكي السماوات يومه ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزية هالك رزية يوم مات فيه محمد

تقطع فيه منزل الوحي عنهم وقد كان ذا نور يغور وينجد

يدل على الرحمن من يقتدي به وينقذ من هول الخزايا ويرشد

إمام لهم يهديهم الحق جاهدا معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا

عفوا عن الزلات يقبل عذرهم وإن يحسنوا فالله بالخير أجود

وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله فمن عنده تيسير ما يتشدد

فبينا هم في نعمة الله بينهم دليل به نهج الطريقة يقصد

عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى  حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

عطوف عليهم لا يثني جناحه  إلى كنف يحنو عليهم ويمهد

فبينا هم في ذلك النور إذ غدا  إلى نورهم سهم من الموت مقصد

فأصبح محمودا إلى الله راجعا يبكيه حتى المرسلات ويحمد

وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها  لغيبة ما كانت من الوحي تعهد

قفارا سوى معمورة اللحد ضافها  فقيد يبكينه بلاط وغرقد

ومسجده فالموحشات لفقده  خلاء له فيه مقام ومقعد

وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت ديار وعرصات وربع ومولد

فبكى رسول الله يا عين عبرة ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد

وما لك لا تبكين ذا النعمة التي على الناس منها سابغ يتغمد

فجودي عليه بالدموع وأعولي  لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد

وما فقد الماضون مثل محمد و لا مثله حتى القيامة يفقد

أعف وأوفى ذمة بعد ذمة  و أقرب منه نائلا لا ينكد

وأبذل منه للطريف وتالد  إذ ضن معطاء بما كان يتلد

وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى  وأكرم جدا أبطحيا يسود

وأمنع ذروات وأثبت في العلا  دعائم عز شاهقات تشيد

وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا  وعودا غذاه المزن فالعود أغيد

رباه وليدا فاستتم تمامه  على أكرم الخيرات رب ممجد

تناهت وصاة المسلمين بكفه  فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند

أقول ولا يلقى لقولي عائب من الناس إلا عازب العقل مبعد

وليس هواي نازعا عن ثنائه  لعلي به في جنة الخلد أخلد

مع المصطفى أرجو بذاك جواره  وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد

وقال حسان بن ثابت أيضا يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏

ما بال عينك لا تنام كأنما كحلت ما فيها بكحل الأرمد

جزعا على المهدي أصبح ثاويا  يا خير من وطئ الحصى لا تبعد

وجهي يقيك الترب لهفي ليتني غيبت قبلك في بقيع الغرقد

بأبي وأمي من شهدت وفاته  في يوم الاثنين النبي المهتدي

فظللت بعد وفاته متبلدا  متلددا يا ليتني لم أولد

أأقيم بعدك بالمدينة بينهم  يا ليني صبحت سم الأسود

أو حل أمر الله فينا عاجلا  في روحة من يومنا أو من غد

فتقوم ساعتنا فنلقي طيبا  محضا ضرائبه كريم المحتد

يا بكر آمنة المبارك بكرها  ولدته محصنة بسعد الأسعد

نورا أضاء على البرية كلها  من يهد للنور المبارك يهتدي

يا رب فاجمعنا معا ونبينا  في جنة تثني عيون الحسد

في جنة الفردوس فاكتبها لنا  يا ذا الجلال وذا العلا والسؤدد

والله اسمع ما بقيت بهالك  إلا بكيت على النبي محمد

يا ويح أنصر النبي ورهطه بعد المغيب في سواء الملحد

ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا سودا وجوههم كلون الإثمد

ولقد ولدناه وفينا قبره  وفضول نعمته بنا لم نجحد

والله أكرمنا به وهدى به  أنصاره في كل ساعة مشهد

صلى الإله ومن يحف بعرشه  والطيبون على المبارك أحمد

قال ابن إسحاق ‏:‏ وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم ‏:‏

نب المساكين أن الخبر فارقهم  مع النبي تولي عنهم سحرا

من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا

أم من نعاتب لا نخشى جنادعه  إذ اللسان عتا في القول أو عثرا

كان الضياء وكان النور نتبعه بعد الإله وكان السمع والبصرا

فليتنا يوم واروه بملحده  وغيبوه وألقوا فوقه المدرا

لم يترك الله منا بعده أحدا  ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا

ذلت رقاب بني النجار كلهم  وكان أمرا من أمر الله قد قدرا

واقتسم الفيء دون الناس كلهم  وبددوه جهارا بينهم هدرا

وقال

أبيات شعر في رثاء الرسول

:

آليت ما في جميع الناس مجتهدا  مني إليه بر غير إفناد

تالله ما حملت أنثى ولا

وضعت

مثل الرسول نبي الأمة الهادي

ولا برا الله خلقا من بريته  أوفى بذمة جار أو بميعاد

من الذي كان فينا يستضاء به  مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد

أمسى نساؤك عطلن البيوت فما  يضربن فوق قفا ستر بأوتاد

مثل الرواهب يلبسن المباذل قد  أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي

يا أفضل الناس إني كنت في نهر  أصبحت منه كمثل المفرد الصادي

وقال

يا عين جودي بدمع منك أسيـالو لا تَمَلَّنَ مـن سـحّ وإعـوال

لا ينفدن لي بعد اليـوم دمعكمـا

إني مصاب و إني لسـت بالسالـي

فإن منعكما مـن بعـد بذلكمـا

إياي مثلُ الذي قـد غـرّ بـالآل

لكن أفيضي على صدري بأربعـة

إن الجوانح فيها هاجـس صالـي

سَحَّ الشَّعيب و ماء الغرب يمنحـه

سـاقٍ يُحَمِّلـهُ سـاق بـإزلال

حامي الحقيقةِ نَسَّالُ الوديقة فكّاكُ

العنـاة كريـمُ ماجـدٌ عــال

كشّاف مكرمة مطعـامُ مسغبـة

وهّاب عانيـة وَجْنَـاءِ شِمـلال

عَـفٌّ مكاسبـه جـزل مواهبـه

خيرُ البريـة سمـح غيـر نَكـال

واري الزناد و قوّاد الجيـاد إلـى

يوم الطـراد إذا شبَّـت بأجـذال

و لا أُزكّي على الرحمـن ذا بشـر

لكن علمك عند الواحـد العالـي

إني أرى الدهر و الأيـام تفجعنـي

بالصالحين و أبقـى ناعـم البـال

يا عيني فابكي رسول الله إذ ذكرت

ذات الإله فنعـم القائـد الوالي

قصيدة كعب بن مالك في رثاء الرسول

إن كعب بن مالك أحد الصحابة الأجلاء، وهو شاعر من الطراز الإسلامي، كتب العديد من القصائد في حب النبي في حياته، ورثاه بعد وفاته بأكثر الكلمات حزن وألم، فصار يقول:

وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين

ألا انه النبي إلى العالمين

جميعاً ولا سيما المؤمنين

ألا انع النبي لأصحابه

وأصحاب أصحابه التابعين

ألا انع النبي إلى من هدى

من الجن ليلة إذ يسمعونا

لفقد النبي إمام الهدى

وفقد الملائكة المنزلين

رثاء أبو العتاهية في الرسول صلى الله عليه وسلم

هو الشاعر أبو أسحاق بن القاسم، بن قبيلة عنزة، يظن البعض إنه حضر الرسول وعاصره، ولكنه ولد بعد وفاة الرسول، فحضر الخليفة هارون الرشيد، ولكنه كان شديد الحب للنبي صلى الله عليه وسلم، مما دفعه لكتابة الرثاء والشعر فيه:

لبيك رسول الله من كان باكيًا  فلا تنس قبرًا بالمدينة ثاويًا

جزى الله عنا كل خير محمدًا  فقد كان مهديًا وقد كان هاديًا

وكان رسول الله روحًا ورحمة  ونورًا وبرهانًا من الله باديًا

وكان رسول الله بالخير آمرًا وكان عن الفحشاء والسوء ناهيًا

وكان رسول الله بالقسط قائمًا وكان لما استرعاه مولاه راعيًا

وكان رسول الله يدعو إلى الهدىفلبى رسول الله لبيه داعيًا

أيُنسى أبرُ الناس بالناس كلهم وأكرمهم بيتًا وشِعبًا وواديًا

تكدر من بعد النبي محمدٍ عليه سلام الله ما كان صافيًا

ركنّا إلى الدنيا الدنية بعده  وكشفت الأطماع منا مساويا

وكم من منار كان أوضحه لنا  ومن علمَ أمسى وأصبح عافيًا

إذا المرء لم يلبس ثيابًا من التقى  تقلب عُريانًا وإن كان كاسيًا

وخيرُ خصال المرء طاعةُ ربه ولا خير فيمن كان لله عاصيًا

رثاء الصحابية صفية رضي الله عنها للرسول

من شدة حب المسلمين للنبي  تعددت

أناشيد عن الرسول

وتنوعت ، أما الصحابية الجليلة صفية بنت عبد المطلب، احد سادات قريش، حيث تنتمي لنسب الرسول صلى الله عليه وسلم، وأمها أبنت عم ام الرسول، أسلمت صفية مع ولدها الزبير بن العوام وأخيها حمزة بن عبد المطلب، فهم أبناء عم الرسول، وكان لها العديد من المواقف التي تجعلها في قائمة النساء الصالحين والصحابيات الجليلات، وكتبت في رثاء محمد بن عبد الله أفضل القصائد إذ تقول:

ألا يا رسول الله كنت رخاءنـا

وكنت بنا برًّا و لم تـك جافيًـا

لعمري ما أبكـي النبـي لموتـه

و لكن لهرج كان بعـدك آتيًـا

كأن على قلبـي لفقـد محمـد

ومن حبه من بعد ذاك المكاويـا

أفاطـم صلـى الله رب محمـد

على جدث أمسى بيثرب ثاويـا

أرى حسنًـا أيتمتـه و تركتـه

يبكي و يدعو جده اليـوم نائيًـا

فدا لرسول الله أمـي و خالتـي

و عمي و نفسي قصره و عياليـا

صبرت و بلغت الرسالة صادقًـا

و مت صليب الدين أبلج صافيا

فلو أن رب العرش أبقـاك بيننـا

سعدنا ولكن أمره كان ماضيًـا

عليك مـن الله السـلام تحيـة

و أدخلت جنات من العدن راضيًا

رثاء فاطمة الزهراء لخير الخلق

فاطمة الزهراء بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأشد أهل الأرض له حباً، حزنت فاطمة حزن شديد، حيث مات أبيها على كتفها، وكانت اول من لحق به من أهله، حزنت عليه حزن شديد وكتبت في حبه رثاء تدمع له العين فتقول في

رثاء الرسول

:

اغبرَّ آفاق السماء و كورت

شمس النهار و أظلم العصران

و الأرض من بعد النبي كئيبة

أسفًا عليه كثيرة الرجفـان

فليبكه شرق البلاد و غربهـا

و لتبكه مضر و كل يمانـي

وليبكه الطود المعظم جـدُّه

واليت ذو الأستار و الأركان

يا خاتم الرسل المبارك صنوه

صلى عليك مُنَزِّل الفرقـان

نفسي فداؤك ما لرأسك مائلاً

ما وسدوك وسادة الوسنان

رثاء أبو بكر الصديق لصاحبه

إن الصحابي الجليل أبو بكر الصديق كتب

أبيات نعي النبي محمد


،

حيث كان صديقه وحبيبه ومعاونه في الدعوة، إذ إنه صديق الغار والشدة، وهاجر معه تارك البلاد والتجارة، فكان خير صديق وكان أقرب الناس للرسول الكريم صلى الله عليه وسلم.

يا عين بكي و لا تسأمي

و حق البكاء على السيد

على خير خِنذف عند لبلا

أمسى يغيب في الملحد

فصلى المليك ولِي العبا

دورب البلاد على أحمد

فكيف الحياة لفقد الحبيب و زين المعاشر في المشهد

فليت الممات لنا كلنا

و كنا جميعاً مـع المهتدى لما رأيت نبيّنـا متجدلاً

ضاقت علي بعرضهن الـدور

وارتعت روعة مستهـام والـه

والعظم مني الوهن واهن مكسور

أعتيق ويحك إن حِبك قد ثـوى

وبقيت منفرداً و أنت حسيـر

يا ليتني من قبل مهلك صاحبـي

غيبت في جدث، علي صخور

فلتحدثن بدائع من بعده

تعيى بهن جوانح و صدور

وقال:

لمـا رأيـت نبيّنـا متـجـدلاً

ضاقت عليَّ بعرضهـن الـدور

وارتعتُ روعةَ مستهـام والـهٍ

والعظم مني الوهن واهنٌ مكسور

أعتيقُ ويحك إن حِبك قدً ثـوى

وبقيت منفرداً و أنـت حسيـر

يا ليتني من قبل مَهْلِك صاحبـي

غُيِّبتُ في جدث ، عليَّ صُخور

فَلْتَحْدُثَنَّ بدائـعٌ مِـن بَعـده

تَعْيَى بهنّ جوانـحٌ و صـدور

رثاء الصحابية بركة بنت ثعلبة للنبي

هي أم أيمن كما تعرف وتكنى، لم تكن أم أيمن أبنة الحسب والنسب، فولدت من الرقيق، ولكنها حفرت اسمها في القلوب وبين صفحات التاريخ الإسلامي، إذ أنها أحد جواري عبد الله والد الرسول صلى الله عليه وسلم، والتي تولت رعايته بعد موت امه وهو أبن السادسة، وبعدها أسلمت عندما نزلت عليه الدعوة، وكانت من أشد الناس إيمان وكان الرسول يقول أم أيمن امي بعد أمي، كما إنه قال من أراد أن يتزود امرأة من أهل الجنة، فاليتزوج أم أيمن.

عينُ جودي فإن بذلـك للـد

مع شِفاء فأكثـري م البكـاء

حين قالوا الرسولُ أمسى فقيـد

ميّتاً كانَ ذاك كلّ البلاءِ

وابكيا خيرَ مِنْ رزئناهُ في الدُّنـيا

و مَنْ خصّهُ بوحي السَّماءِ

بدموعٍ غزيـرة منـكِ حتـى

يقضيَ الله فيك خيرَ القضـاءِ

فلقد كان ما عملتُ وَصُـولاً

ولقد جـاءَ رحمـةً بالضِّيـاء

ولقد كان بعد ذلـكَ نـوراً

و سراج يُضيء في الظَّلمـاء

طيب العود و الضريبة و المعدنو الختم خاتَم الأنبيـاء

رثاء الإمام علي بن أبي طالب للرسول

هو الإمام على بن أبي طالب بن عبد المطلب بن هاشم، بن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما إنه أول من آمن بالرسول صلى الله عليه وسلم من الفتية، وتزوج من السيدة فاطمة الزهراء أبنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا سيما أن لعلي العديد من المواقف المشرفة، إذ كان أسد للدعوة، فواجه الكفار ونام في فراش الرسول، وحارب معه في كل الغزوات، وكان أشد الناس حب له، ولم يلتفت لجاه قريش ومالهم، فكان الإسلام قوته ومآواه، حزن علي رضى الله عنه بعد وفاة الرسول حزن شديد، فقال:

من بعد تكفين النبي ودفنه  نعيش بآلاءِ ونجنح للسلوى

رزئنا رسول الله حقا فلن ترى  بذلك عديلاً ما حيينا من الردى

وكنت لنا كالحصن من دون أهله  له معقل حرزٌ حريز ٌمن العدى

وكنا بمرآكم نرى النور والهدى صباح مساء راح فينا او اغتدى

لقد غشيتنا ظلمة بعد فقدكم نهاراً وقد زادت علي ظلمة الدجى

فيا خيرَ من ضم الجوانح والحشا  و يا خيرَ ميت ضمه التربُ والثرى

كأن أمور الناس بعدك ضمت  سفينة موج حين في البحر قد سما

وضاق فضاء الأرض عنا برحبه  لفقد رسول الله اذ قيل قد مضى

فقد نزلتْ بالمسلمين مصيبة كصدع الصفا لا شعب للصدع في الصفا

فلن يستقل الناس ما حل فيهم ولن يُجبر العظم الذي منهم وهى

وفي كل وقت للصلاة ِيهيج ما بلال ويدعو باسمه كلما دعا