الخط العربي بين الماضي والحاضر


مقدمة عن الخط العربي

اللغة العربية تعد واحدة مِن أقوى اللغات في العالم بل وتم تصنيفها بأنها الأصعب من بينهم يليها اللغة الصينية، ويتحدّث بها عدد كبير من الأشخاص في جميع البلاد عربية وأجنبية، كما أن اللغة العربية تتميز بأسلوبٍ أنيق جميل في الكتابة؛ وعلى ذلك فإن


انواع الخط العربي


متعددة ولكل منها شكل خاص بها، وتاريخٌ يرتبط بنشأة ذلك الخط، ومن أبرز مميزات الخط العربي عن غيره من الخطوط الأخرى طريقة كتابته المعتمدة على فن الرسم أقرب كثيراً من طرق الكتابة العادية المعروفة عند الناس مما يجعل سؤال


كيف تتعلم الخط العربي



كثيراَ ما يتردد

، خاصة أن منيتمكن من كتابة أحد الخطوط العربية يرغب في رسمه بأفضل صورة ممكنة للدلالة على روعته وجماله وهو ما يطلق عليه الخطاط.


تاريخ الخط العربي

ورد بالأبحاث والدراسات أن الخط العربي يعود في الأصل إلى العصر النبطي نتيجة لما كانت الحضارة النبطية تتمتع به من ازدهار تجاري وهو ما جعل حاجتهم إلى تعلم الكتابة من قبيل الأمور الهامة والملحة، وقد بدأوا في سبيل ذلك باستخدام الحروف الآرامية ثم رويداً بدأوا في الاتجاه إلى الكتابة الآرامية التي أتت مخالفة تماماً للآرامية من حيث ميلها للاستدارة.

لكنهما اتفقتا في التربيع، والتي سريعاً اختلفت عن الآرامية لتصبح قريبة في الشبه أكثر من الكتابة المستخدمة في العصر الجاهلي، ومن ثم قام عرب الحجاز بأخذ الخط عن الأنباط أثناء رحلاتهم لبلاد الشام والتواصل مع أهله والمشاركة في كلاً من المعتقدات والديانات. [1]

الخط العربي في عهد النبوة

منذ القدم وكانت الكتابة مُنتشرةً بمكّة نظراً لأهميّتها من النواحي التجارية؛ حيث كان العرب كانوا الإسلام بعتمدون في الكتابة على الخط المكي، وعقب بعثة الرسول صلى الله عليه وسلم قام باتخاذ بعض الكُتاب لكتابة الوحي، منهم : (أبو بكر الصديق، وعثمان بن عفان، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، ومعاوية بن أبي سفيان) رضي الله عنهم جميعاً، وكان أول من قام بالكتابة للرسول  عليه الصلاة والسلام عقب الهجرة النبوية هو (أبيّ بن كعب) رضي الله عنه.
كما حرص الحبيب المصطفى على حث المسلمون أن يتعلمون الكتابة عن طريق إطلاق سراح جميع أسرى معركة بدر مقابل أن يقوموا بتعليم الناس الكتابة من المسلمين، وكان الخطّ المُستخدم في هذه الآونة  هو (الخط المدني) المتشابه مع الخط المكي في ميل الشكل واعوجاج الألف، حيث إن الميل بالحروف أسهل أسرع في لكتابة وأيسر، كذلك فإنه يحتاج وقتاً وجهداً أقل حين مقارنته بكتابة الحروف القائمة والتي تحتاج إلى وقتاً، وجهداً ودقة أكبر.

الخط العربي في عهد الخلفاء الراشدين

كانت هناك أنواع مختلفة للكتابة في عهد الخلفاء الراشدين ، منها كتابة البرديّات والتي كان يتم فيها الاعتماد على الخط المدوّر المستخدم في الكتابة على البردى، وبالإضافة إلى لكتابات الحجريّة التي كانت تتم على الأحجار بخطٍ غليظ ومستقيم دون ميل، إلى جانب كتابة المصاحف حينما قام عُثمان بن عفان بتوجيه الأمر لزيد بن ثابت أن يقوم بكتابة أربع نسخ من المصحف واحدة منهم لكل من المدينة، الكوفة، الشام، والبصرة، حيث تمت كتابها جميعاً بالخط المدني بغير استخدام للحروفٍ المُنقّطة وبالتالي حدث اختلاف في قراءة الألفاظ والآيات وأصبح يتم فهمها بطرق مختلفة.

تعريف الخط العربي

تم تعريف الخط العربي بأنّه فن وتصميم عملية الكتابة بكافة اللغات المستخدم بها الحروف العربية، وتمتاز الكتابة العربية بأنها متصلة بما يجعلها عملية قابلة لأن تكتسب الكثير من الأشكال الهندسية، وهو ما يتم عن طريق التداخل، التركيب، الإستدارة، التزوية، التشابك، الرجع، والمد، كما يقترن الخط العربي بالزخرفة العربية مما جعله يدخل في تزيين المساجد والقصور، إلى جانب استخدامه في تحلية المخطوطات والكتب، ومن أعظم الأمثلة التي يمكن أن يتم طرحها على ذلك النسخ في كتابة آيات القرآن الكريم.

أنواع الخطوط العربية

هناك العديد من أنواع الخطوط التي يتم استخدامها في اللغة العربية منها


خط الرقعة



الذي اشتهر عن غيره من أنواع الخطوط الأخرى مما جعل الكثيرون يبحثون حول

تدريب على خط الرقعة

وغيره من أنواع الخطوط الأخرى وقد كان سبب في انتشارها من كانوا يعيشون في العصور الماضية من أشخاص يعشقون الكتابة ويحرصون على الكتابة والتدوين بها بشكل دائم، وظلت الخطوط في حالة من التطور إلى من حيث إضافة النقاط أعلى الحروف وأسفلها، وظهر التشكيل الذي ساعد على نطق الكلمات وفهم العبارات بشكل أوضح.

الخط الكوفي

يعد أحد أقدم الخُطوط العربية حيث يرجع أصله لمن كان يعيش من العرب بشمال الجزيرة العربية؛ والذين كانوا يستخدمون في كتاباتهم ما يعرف بالخط النبطي، تلاهم في ذلك أهل الأنباط والحيرة الذين قاموا بتطوير هذا الخط لنوع آخر يعرف بالخط الأنباري أو الحيري ومع الوقت تغيّر اسمه حتى يعرف بالخط الكوفي وكانت بداية شهرته منذ العصر العباسي؛ الذين منحوه اهتماماً كبيراً وأضافوا له الزخارف والفنون، إذ كان يتميز بسهولة إدخاله على الزخارف والهندسات مع بقاء الحروف دون التغير في قاعدتها، ويوجد من الخط الكوفي أكثر من نوع وهي (الكوفي الهندسي، الكوفي المضفر، الكوفي المزهر، الكوفي المورق، والكوفي البسيط).

خط النسخ

يعتبر خط النسخ أشهر أنواع الخطوط، وعرف بذلك الاسم نتيجة استخدامه بنسخ المراسلات والكتب ، وقد قيل عنه أنه شبيه للخط الكوفي، بل قيل أيضاً أنه قد أُخذ عن الخط الكوفي، وكانت بداية معرفته في عصور ما قبل الإسلام من خلال استخدامه ببعض الكتابات منها نقش حران عام خمسمائة ثمانية وستون ميلادية، وقد ازدهر إلى حد كبير في العصر العباسي تبعاً لازدهار حركتي التأليف والترجمة والحاجة الملحة لعدد كبير من النُساخ، وهو ما ازداد بشكل كبير في عهد الخليفة المأمون وفي عهده ظهر نوع جديد من الخطوط عرف بالخط المحقق.


خط الرُّقعة



الفرق بين خط الرقعة وخط النسخ



أن خط الرقعة يتميز بقصر حروفه واستقامتها

، إلى جانب كونه لا يَحتمل لا التركيب ولا التشكيل فضلاً عن سهولة قراءته، وللجواب حول


لماذا سمي خط الرقعة بهذا الاسم


فإن ذلك يرجع إلى قطعةٍ الورق التي يتم كتابته عليها، حيث تم وضع قواعده من قبل المستشار ممتاز بك في عهد السلطان عبد المجيد خان، وقد انتشر ذلك الخطّ في عهد الدولة العثمانية، ومن السلاطين الذين قاموا بالكتابة به السلطان عبد الحميد الأول وسليمان القانوني.