شروط المفسر وآدابه

الشروط التي يجب توافرها في المفسر

وضع العلماء شروطًا لمن أراد أن يفسر القرآن الكريم ، ليتجنب الوعيد الذي يقر النهي عن القول بغير العلم في القرآن ، ويصبح من أهل التفسير والتأويل ويكون على بصيرة ولا يقول على ما لا يعلم ، وهذا العلم يبحثه العلماء في باب شروط المفسر :

صدق الإيمان والعقيدة

العقيدة تؤثر بشكل كبير في صاحبها ، وتعد العقيدة هي أحد

ضوابط التفسير

، وغالبًا ما يؤدي بأهله إلى تحريف النصوص والخيانة في نقل الأخبار ، فإذا صنف أحدهم كتابًا في تفسير الآيات الأولى: تناقض معتقده ، وحمله باطل لعقيدته ، وهذا ما يمنع الناس من اتباع السلف .

الامتناع عن الشغف

تدفع الأهواء أصحابها إلى نصرة مذهبهم فيغوي الناس برقة الكلام ولحن البيان ، مثل طوائف  القدرية والطوائف الرافضة والمعتزلة وغيرها من الطوائف المتطرفة .

تفسير القرآن بالقرآن

فما يكون مجمل في بعض الآيات ، وقد انفصل في مكان آخر ، وما اختصره في مكان واحد اتسع في مكان آخر .

التفسير من السنة

من المعروف أن السنة هي شارحة لآيات كثيرة من القرآن الكريم ، وهي ماقاله أو فعله رسول الله  ،قال تعالى : إنا أنزلنا إليك الكتاب بالحق لتحكم بين الناس بما أراك الله( النساء : 105)  ، وقال صلى الله عليه وسلم : ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه  والمقصود بها السنة ، على سبيل المثال قد فرضت الصلاة على المؤمنين في القرآن ، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم صلوا كما رأيتموني أصلي ، وهنا تعد السنة شارحة لكيفية أداء الصلاة ، وكذلك في بقية أمور المسلمين من قضايا مثل الوضوء .

التفسير من أقوال الصحابة

إذا  لم يجد التفسيرمن السنة رجع إلى أقوال الصحابة ، فإنهم أعلم بذلك لما رأوه من دلائل وشروط عند نزولها ، ولفهمهم الكامل ، وعلمهم الصحيح وعملهم الصالح .

التفسير من أقوال التابعين

في حالة عدم وجود تفسير لا في آيات القرآن الكريم ولا في السنة ولا في أقوال الصحابة ، يمكن الاعتماد على أقوال التابعين مثلما فعل الكثير من الأئمة  ومن أمثال التابعين الذين يمكن الاعتماد على أقوالهم  كمجاهد بن جبر ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة مولى ابن عباس ، وعطاء بن أبي رباح ، والحسن البصري ، ومسروق بن الأجدع ، وسعيد بن المسيب ، والربيع بن أنس ، وقتادة والضحاك بن مزاحم .

وهؤلاء التابعين تلقوا تفسير الآيات على يد الصحابة ، وربما تحدثوا عن بعض ذلك من خلال الاستنباط والاستدلال ، وتم اعتماد النقل الصحيح في كل ذلك  ، لذا خلال كتابة

بحث عن ضوابط التفسير

يمكن الوقوف على أهم هذه النقاط وهي سلامة العقيدة – حمل كلام الله على الحقيقة – الاعتماد على أصح طرق التفسير الوارد ذكرها أعلاها .

العلم في اللغة العربية وفروعها

نزل القرآن على لسان عربي ، وفهمه يعتمد على شرح المفردات ومعانيها حسب الحالة ، فمعاني القرآن الكريم تختلف باختلاف الإعراب ، لذا يجب الإلمام بعلم النحو والتصريف وهو أحد فروع اللغة العربية الأساسية ، تختلف المعاني باختلاف التركيب النحوي ، ومن هنا تأتي الحاجة إلى مراعاة البنية والصرف التي تُعرف بها المباني ، وتتضح الكلمة الغامضة بمصادرها ومشتقاتها وخصائص تكوين الكلام من حيث معناه .

معرفة علوم القرآن الأخرى

  • مثل علم القرآت ، لأنه يعرف به النطق الصحيح للآيات القرآنية .
  • علم التوحيد حتى لا تُفسَّر آيات الكتاب التي هي في حق الله وصفاته خارج الحقيقة ، وعلم أصول التفسير ، وأصول التفسير ، خاصة مع الخوض في فصوله التي فيها لا يصح المعنى بدونها ، كمعرفة أسباب الوحي والنسخ والمنسوخ وغيرها من الأمور.

دقة الفهم

التي تمكن المفسر من اقتراح معنى على آخر ، أو اشتقاق معنى يتوافق مع نصوص الشريعة.  [1]

آداب المفسر

إن التفسير المقبول له ضوابط ومعايير تجب مراعاتها ، والاعتناء بها ، حتى لايكون على الله قولًا بغير علم ، ويقع المرء في الذم المذكور في قوله تعالى “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَىٰ عَلَى اللَّهِ كَذِبًا ” :

حسن النية وصواب الهدف

الأفعال بالنوايا ،  فيجب أن تكون نية المفسر من تعلم العلوم الشرعية هو الصالح العام لخدمة الإسلام  ، وتنقية نفسه من أهواء الدنيا  وأغراضها الفاسدة ، والإخلاص في طلب العلم والانتفاع به .

الأخلاق الحميدة

المفسر في مكانة المؤدب ، والأخلاق لا تصل إلى أقصى حد لها في الروح إلا إذا كان الشخص المنضبط قدوة يحتذى بها في الأخلاق والفضيلة ، وقد تشتت الكلمة الدنيئة انتباه الطالب. من الاستفادة مما يسمعه أو يقرأه ويقطع مسار تفكيره.

الامتثال والعمل

يجد العلم قبولاً لدى العمال أكثر مما يراه من سمو علمه ودقة البحث  ، وحسن سلوك المفسر يجعله مثال حسن يحتذى به ما يقرره من أمور الدين ، وغالباً ما يمنعه الناس من تلقي المعرفة  لاتسامه بالسلوك السئ .

التواضع واللين

الغطرسة العلمية تمنع العالم من الاستفادة من علمه.

عزة النفس

من حق العالم أن يعلو فوق حمقى الأشياء ، وألا يخاف من جاه أو سلطان .

قول الحق

أفضل الجهاد كلمة حق لحاكم ظالم.

السمت الجيد

وهو ما يمنح المفسر الهيبة والكرامة في مظهره العام ، في الجلوس والوقوف والمشي دون أن يبالغ.

الصبر والسرد

عند سرد الكلام لايجب السرد به  ، بل يفصله ويظهر مخارج الحروف .

تقديم من هم أهم منه

فلا يخاطب التفسير بحضورهم وهم على قيد الحياة ، ولا يحجبون حقوقهم بعد الموت ، بل يوجههم إلى التعلم منهم وقراءة كتبهم.

الإعداد الجيد وطريقة الأداء

على سبيل المثال ، يبدأ بذكر سبب الوحي – ثم معاني المفردات ، وشرح التركيبات ، وبيان جوانب البلاغة ، والإعراب الذي يعتمد عليه تعريف المعنى ، ثم يوضح المعنى العام ويربطه بتفاصيل الحياة اليومية التي يعيشها الناس في زمنه ، ثم يأتي إلى الاستدلال والأحكام.  [2]

من هو المفسر

المفسر ، اسم فاعل من الفعل فسر  ، يفسر هو الذي يقوم بعملية التفسير ، يتم تعريف المفسر على أنه من كان له مشاركة في علم التفسير أو كتب فيه

علم التفسير  : ذكر العلماء عدة تعريفات ومن أدقها أن التفسير هو بيان معاني القرآن ،  علم التفسير مر بعدد من المراحل ، ، وكل مرحلة على فترات ، ومن

مراحل نشأة علم التفسير

:


المرحلة الأولي وهي الفهم والتلقي

، وتنقسم إلى :

  • الفترة الأولى عهد النبي صلى الله عليه وسلم .
  • الفترة الثانية عهد الصحابة  رضي الله عنه .
  • الفترة الثالثة  عهد التابعين رحمهم الله .


المرحلة الثانية  التدوين والكتابة

، شهدت هذه المرحلة أربع فترات ، نذكر منها فترتين :

  • تدوين التفسير على أنه باب من أبواب الحديث .
  • تدوين التفسير على أنه علم مستقل بذاته  ، ومن أبرز المؤلفين في هذه الفترة ابن ماجه – الطبري –ابن منذر .


ومن أفضل كتب التفسير

تفسير ابن كثير ومختصراته ، تفسير ابن جرير رحمه الله ، تفسير ابن أبي حاتم ، تفسير البغوي رحمه الله ، تفسير الشوكاني، وتفسير الشيخ صديق