ما هو الطلاق البائن

إن الطلاق أحله الله تعالى للمسلمين، حيث إن الإنسان يرفض أن تقام العلاقات على غير مودة ورحمة وسكينة، فالبيت المسلم لا يقام على أعمدة المودة والسكينة التي شرعها الله وجعلها بين المتحابين، ولا سيما أن الطلاق البائن أحد


انواع الطلاق


، فالطلاق له عدة أنواع يجب أن يعرفهم المسلم، حتى لا يقع في محاذير غير شرعية، كما أن


احكام الطلاق


ذكرت تفصيلاً في القرآن الكريم، حيث إنها مسألة شائكة لذا فذكرت بشكل صريح وفي عدة آيات، ومن بينهم قول الله الحق في سورة الأحزاب آية 49 “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا ۖ فَمَتِّعُوهُنَّ وَسَرِّحُوهُنَّ سَرَاحًا جَمِيلًا”[1].

تعريف الطلاق البائن

يقصد بالطلاق البائن هو  ذلك الطلاق الذي لا رجعة فيه، حيث لا يحق للزوج أن يرد المطلقة إلا بعدة شروط، وترجع تلك الشروط إلى الحالة الخاصة بهم، كأن يكون الزوج لم يدخل بالزوجة من قبل، أو في حالة إنه طلقها وأوفت العدة، او طلقها ثلاث، وفيما يلي توضيح لكل حالة من حالات الطلاق البائن، حيث ينقسم الطلاق البائن إلى نوعان أساسيان، وهم الطلاق البائن بالبينونة الكبرى، والطلاق البائن بالبينونة الصغرى[2].

أنواع الطلاق البائن

الطلاق البائن بالبينونة الكبرى

ويقصد به الطلاق الذي وقع ثلاث مرات، حيث لا يمكن للزوجة أن ترجع فيه إلى زوجها غلا أن تنكح من رجل آخر، ويدخل بها، ثم تطلق وتوفي عدتها، في هذه الحالة فقط يمكن أن ترجع إلى زوجها ولا حرج عليها، ولكن يجب أن تعود له بمهر جديد، وعقد جديد، ولا سيما أن لا خداع في الدين ولا تحايل على الشرع، فلا يجوز الاتفاق على أن تتزوج بهدف العودة إلى زوجها الأول[3].

الطلاق البائن بالبينونة صغرى

يوجد عدة أنواع من الطلاق البائن بالبينونة الصغرى، حيث إن الطلاق البائن بالبينونة الصغرى، هو الطلاق الذي يمكن أن يرجع فيه الزوج والزوجة، ولكن بمجموعة من الشرط كعقد جديد وموافقة العروس فلا يمكن للزوج ان يرجع في الطلاق من تلقاء نفسه، حيث يجب أن توافق الزوجة أيضاً على الرجوع وتضع الشروط التي ترغب فيها، وفيما يلي أنواع الطلاق بالبينونة الصغرى[4]:

الطلاق الذي يتم في المحكمة: لمعرفة


كيف يتم الطلاق في المحكمة


يمكن الاطلاع على المقال، وبشكل مبسط هو الطلاق التي تقدم عليه المرأة من خلال السير في


اجراءات الطلاق


عبر القانون، من خلال قاضي تطلب منه المرأة الطلاق لأسباب معينة، أو عيوب لا تستطيع تحملها ولكن يجب أن يدرك أن في هذه البينونة الصغرى شروط تترتب عليها وهي:

  • إذ لم يتم الرجوع بعد الطلاق لا يجوز أن ترث المرأة الرجل، ولا أن يرث الرجل المرأة.
  • يجب أن تأخذ المرأة كافة حقوقها الشرعية، ومن بينها مؤخر الصداق والحقوق الشرعية جميعها.
  • لا تعود المرأة إلا بعقد جديد ومهر جديد، وبعد موافقتها.
  • تحسب تلك الطلقة من طلقات الطلاق.


طلاق الافتداء

: وهو الطلاق الذي تفتدي فيه المرأة نفسها وتطلب الطلاق.


طلاق المرأة الغير مدخول بها

: وهو الطلاق بعد كتب الكتاب، دون أن يدخل الرجل بالمرأة، مثل كتب الكتاب قبل الزواج والإشهار به، في تلك الحالة إذا تم الطلاق لا يوجد عدة، ولا يمكن للرجل أن يعود للمرأة إلا بموافقتها، ويقدم لها مهر جديد وعقد جديد، حيث يقول الله تعالى في كتابه العزيز “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نَكَحْتُمُ الْمُؤْمِنَاتِ ثُمَّ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ فَمَا لَكُمْ عَلَيْهِنَّ مِنْ عِدَّةٍ تَعْتَدُّونَهَا”


المرأة المدخول بها وتم الطلاق مرة أو اثنان

: بعد قضاء فترة العدة، و


مدة عدة المطلقة

،

ثلاث أشهر كاملين في حالة لم تكن حامل وتحيض، وإلى أن تلد في حالة المرأة الحامل، وإن انقطع الطمث مرة واحدة دون معرفة سبب، فالعدة كعدة الحامل تسع أشهر، وعدة المرأة التي تخطت سن اليأس ثلاث أشهر كاملين.

بذلك يكون وضح الطلاق البائن، وهو ذلك الطلاق الذي يمكن الرجوع فيه بشروط محددة، بذلك يوضح

الفرق بين الطلاق البائن والطلاق الرجعي

، الذي يمكن للرجل أن يرجع المرأة فيه دون موافقتها، وهو الرجوع خلال فترة العدة.

شروط الطلاق البائن

هناك فرق كبير بين


شروط وقوع الطلاق


، وأركانه، فركن الطلاق هو ما يترتب عليه وجود الحكم سواء بالبطلان أو الوجوب وذلك بما يقره فقهاء الدين، أما الشروط فهي ما يتوقف عليه وجود الحكم نفسه، وفيما يلي شروط الطلاق[5]:

كل ركن من أركان الطلاق هناك مجموعة من الشروط التي تتبعه، وفيما يلي أركان الطلاق وشروطها المتبعة في مختلف أنواع الطلاق مثل

الطلاق الشقاق

:


المطلق

: المطلق هو الرجل الذي يطلق المرأة، وهناك مجموعة من الشروط التي تتبعه كركن من أركان الطلاق والتي تنحصر في:

  • يجب أن يكون المطلق زوج، حيث إن المطلق لا يمكن أن يكون غير زوج.
  • يجب أن يكون المطلق مختار، بحيث أن لا يكون المطلق مجبور على الطلاق، يجوز أن يرغم احد الزوج على أن يطلق زوجته دون إرادته. ففي هذه الحالة يكون الطلاق باطل.
  • واع لما يفعل: حيث حدد الحنابلة وجود وعي الرجل أساس شروط الطلاق السليم، فإن كان الرجل في حالة من الغضب او الانفعال الشديد لم يقع الطلاق.
  • بالغ عاقل: يجب أن يكون الرجل المطلق بالغ عاقل لديه الوعي الكافي بالزواج والطلاق، حيث إن وقوع الطلاق من الصبية أمر غير مرغوب من أهل العلم، حيث يكونوا غير عاقلين بالقدر الكافي على تحمل عواقب الطلاق، فالرسول صلى الله عليه وسلم قال في الحديث الشريف “رُفِعَ القلمُ عن ثلاثةٍ: عنِ المجنونِ المغلوبِ على عقلِهِ حتَّى يُفيقَ، وعنِ النَّائمِ حتَّى يستيقظَ، وعنِ الصَّبيِّ حتَّى يحتلمَ”، وقال العلماء في لك الأمر، حتى وإن كان الزوج بالضرورة بالغ فليس بشرط أن يكون عاقل، فالوعي يكتمل في سن الرشد، كما أن الصبية في هذا الزمان مختلفون عن الصبية في الآونة السابقة.


شرط الزوجة المطلقة

: يجب أن يتوافر في المرأة المطلقة الشروط الآتية:

  • يجب أن تكون الزوجة المطلقة ليست في عدة بينونة كبرى، حيث إنحينها لم يكن للرجل حق في الطلاق.
  • يجب أن تكون الزوجة في حالة زواج قائم وسليم وصحيح، حتى وإن كان لم يدخل بها، أو تكون في عدة طلاق رجعي.
  • أن يعنيها هي بالإشارة والنية، فقد يكون على زمته زوجات أخريات، فيجب أن يعنيها هي بالقصد والنطق والنية.


شرط الصيغة في الطلاق

: يقصد بهذا أي الصيغة التي وقع بها الطلاق أي الكلمة التي لفظها الرجل للطلاق، حيث تنقسم إلى:

  • الكلمة بالمعنى: وهو قول الطلاق من خلال رسالة أو من خلال


    الطلاق الالكتروني


    ، او وجه لوجه أو بالإشارة إلى الطلاق، أو حتى من خلال الكناية او التصريح بالطلاق، او من خلال قول أنتِ طالق، او طلقتك أو أطلقتك، ولا سيما أن العلماء اختلفوا بشكل كبير في تحديد نوع الطلاق ومن الألفاظ التي يلفظها الرجل.
  • أن يكون الفظ واضح بشكل صريح، كما يجب أن يكون هناك تأكد من عدد مرات الطلاق.
  • يجب أن يكون الرجل واعي لما يقول.